المعركة-فصلية
خلف العدو دائماً ولا اشتباك إلا معه....

Categories

الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > العلوم العسكرية > مبادئ الحرب في العقيدة الشرقية....1/2

6 نيسان (أبريل) 2023

مبادئ الحرب في العقيدة الشرقية....1/2

أولاً: مبادئ الحرب التقليدية في المدرسة العسكرية الشرقية

المحافظة على الغرض، والاستعداد القتالي، والمفاجأة، والمبادأة، والخداع، والحشد والانتشار، والقيادة والسيطرة، والتعاون، والاتزان، والمرونة وخفة الحركة، والتأمين الشامل، والروح المعنوية.

ثانياً: المحافظة على الغرض

1. يعني ضرورة المحافظة على الهدف باستمرار سواء عند التخطيط أو الإدارة، مع تحديد المهام بشكل محدد وواقعي عند اتخاذ القرارات، والمحافظة على الاتجاه وعدم الانحراف نحو أهداف أخرى.

2. يؤدى الاختيار السليم لاتجاه المجهود الرئيسي والضربة الرئيسية في الهجوم، وتركيز الجهود الرئيسية في الدفاع، إلى تحقيق التفوق على العدو، بما يضمن النجاح بشكل عام، كما يضمن ذلك بساطة التخطيط والاقتصاد في القوى، ويجنب القادة أي ارتباك، بما يضمن استمرار الأعمال دون فقد القوة الدافعة، كما يضمن استمرار هذه الأعمال للمرؤوسين حتى في حالات فقد الاتصال، ويحافظ على استمرار المبادأة وفاعلية الأعمال، سواء في الهجوم أو في الدفاع، ويتيح القدرة على المناورة، من دون فقد المحافظة على الأهداف.

3. يجب أن تتم متابعة سير العمليات باستمرار، من جانب القادة والقيادات للاطمئنان، على المحافظة على الغرض، لاسيما في المواقف الحرجة الحادة، وتعتبر الزيارات الميدانية من آن لآخر إحدى وسائل القادة والقيادات للتأكد من ذلك، لذا وجب على القادة المرؤوسين استيضاح المهام باستمرار وتفهمها تماماً، مع الاستفادة من حضور ومشاركة القادة والقيادات العليا في أعمال عرض القرارات والخطط، وكذا في أعمال تنظيم التعاون على مختلف المستويات لتنسيق كافة الجهود في اتجاه الهدف المحدد، والتأكد بالتالي من ذلك، من خلال أعمال الإشراف والمعاونة، التي تقدم للمرؤوسين.

ثالثاً: الاستعداد القتالي

1. هو القدرة على تنفيذ مهام العمليات المخططة والمكلفة بها القوات، طبقاً لتوقيتاتها وإمكانياتها المحددة، بما يضمن النجاح في التنفيذ، وكذا قدرة القوات والوسائل على الرد الفوري على أي عدوان محتمل أو مفاجئ، كما يعنى ذلك رفع حالات الاستعداد في العمق التعبوي لفتح القوات في الاتجاه المحدد، مع استمرار تلبية مطالب الموقف العملياتي.

2. تتدرج حالات الاستعداد، من حالة إلى أخرى لمواجهة مطالب الموقف دون التأثير على مستوى الكفاءة القتالية لعناصر التشكيل التعبوي، من خلال اتخاذ إجراءات معينة للحفاظ على مستويات التخزين للأسلحة والمعدات وكذا إجراءات فك التخزين؛ لتنفيذ المهام بشكل موقوت في العمليات.

3. يتضمن الاستعداد القتالي وجود خطط لانتشار القوات، خارج مناطق تمركزها؛ لتقليل تأثير الضربات الجوية المعادية، فضلاً عن اتخاذ إجراءات التأمين اللازمة للقوات القائمة بالتدريب الخارجي، بعيداً عن معسكراتها الدائمة.

4. يؤمن التحول المنظم لحالات الاستعداد المختلفة، وجود عناصر ووحدات فرعية مناوبة من الأفرع الرئيسية والقوات البرية في حالة استعداد قصوى على المستوى التعبوي؛ لمواجهة أي مواقف طارئة، بما يسمح بعملية البناء التراكمي والفتح، طبقاً للخطة الموضوعة.

رابعاً: المفاجأة

1. هي القدرة على مباغتة العدو، في المكان والزمان غير المتوقعين من جانبه، بما يربك أعماله ويقلل من فاعلية كل خططه الموضوعة، ومن ثم، يتم ضمان نيران مقدمة لجانب القوات، منذ بدء العملية، تمهد لنجاح محتمل، فضلاً عن التخبط، الذي سوف يصيبه ويفقده السيطرة على إمكان اتخاذ قرارات مستقلة، بعيداً عن ردود الأفعال المفترضة.

2. وتتحقق المفاجأة بشكل عام، من خلال إخفاء النوايا، وسرية أعمال التحضير، فضلاً عن توظيف الخداع بشكل جيد؛ لخدمة فكرة العملية، وانضباط العمل بوسائل المواصلات المختلفة، إضافة لاستخدام الجديد دائماً من السلاح والوسائل، ويمكن تحقيق المفاجأة في الهجوم، من خلال القيام بأعمال المناورة الجريئة للمفارز المتقدمة ومفارز التطويق، وكذا توجيه الضربات لأجناب ومؤخرة العدو، فضلاً عن استخدام عناصر الإبرار والصاعقة في مؤخرة العدو، وأعمال الإبرار البحري، لاسيما عند الهجوم بحذاء ساحل، وفي الدفاع يمكن أن تتحقق، من خلال إخفاء النظام الدفاعي،ن بما يحويه من مكونات ونظم النيران والموانع والتجهيزات الهندسية والإشارية والإدارية وغيرها.

3. وتعتبر المفاجأة نتاجاً جيداً لخداع ناجح، كما أنها تؤدي، بدورها، إلى المبادأة وامتلاك زمام الموقف، وهذا ما يمكن أن يؤدي إلى إفقاد العدو لتوازنه لفترة، ليست قصيرة.

خامساً: المبادأة

1. هي القدرة على القيام بعمل إيجابي بحرية، تحقق عادة سبق العدو في البدء بالأعمال العسكرية، ومن ثم تنفيذها طبقاً للقرار المتخذ، ومن خلال إدارة واضحة لتنفيذ المهام، وتحقيق الأهداف النهائية، وتكون المبادأة عادة باستغلال ذكي لعنصر المفاجأة، وبالشكل الذي يجعل من تصرفات العدو بمثابة ردود أفعال لحركة قواتنا، وبما يفرض الإرادة عليه، حتى نهاية العملية وتحقيق الأهداف الموضوعة.

2. وتتحقق المبادأة، بمفهومها الصحيح، من خلال الأعمال الهجومية، وبما يجعل سير خطط الهجوم في الاتجاه الصحيح، مما يفرض على القوات القائمة بالهجوم، أن تتصف بالشجاعة والجرأة، استغلالاً للموقف ولنجاحاتها المحتملة من مرحلة لأخرى، كما يمكن في حالات خاصة المبادرة بالتحول لاتخاذ أوضاع دفاعية جيدة؛ تحسباً لهجوم العدو، وذلك في حال التأكد تماماً من وضوح نيته في الهجوم، وذلك حتى لا يتم تحت الضغط المباشر له.

3. تعتبر المفاجأة والمبادأة والخداع هي ثلاث مبادئ رئيسية، يصعب فك الارتباط بينها، على أساس أن كلاً منها يعتبر نتاجاً واستغلالاً في الوقت نفسه لما قبله، بصرف النظر عن حسن الاستغلال نفسه، ويعتبر حسن الاستفادة من المبادأة هو الطريق الصحيح لتوظيف جيد لمعظم مبادئ الحرب، مع التأكيد على أهمية توفير عنصر السرية لنجاح تحقيق هذا المبدأ.

سادساً: الخداع

1. هو القدرة على تضليل العدو عن النوايا الحقيقية للقوات، وتقديم مواقف زائفة عنها، بما يجعله متردداً في اتخاذ موقف مضاد أو القيام برد فعل مناسب، وذلك على أساس من عدم الوضوح في الموقف بشكل عام، وقد يصل التردد، في بعض الأحيان، إلى عدم اتخاذ موقف محدد بعينه أو تأخره لوقت كبير.

2. يتحقق الخداع في كل صور العمليات المختلفة، ففي الهجوم يساعد على توفير إخفاء جيد لإجراء الاستعداد، وتوقيت الهجوم، والحشد، وأماكن توجيه الضربات الرئيسية أو مناطق تركيز الجهود الرئيسية، ويحقق في الدفاع إخفاء التجميعات الرئيسية، وخطط النيران، والموانع، والتجهيزات الهندسية، وشكل نطاقات الدفاع والأمن، فضلاً عن إخفاء خطوط شن الضربات المضادة، إضافة إلى إخفاء الأسلحة الرئيسية في النطاق الدفاعي، من خلال التبادليات والهيكليات.

3. يجب أن توضع خطة الخداع، بحيث تكون متمشية ومكملة لخطة الخداع الإستراتيجي، وبحيث تخدم، بذكاء، خطة العمليات الموضوعة، كما أنه يمكن تنفيذ الخداع، على باقي المستويات بشرط معرفة وتصديق المستوى الأعلى دائماً، وذلك حتى لا يؤثر سلبياً على الآخرين، وعلى هذا الأساس يجب تدريب القادة والقيادات، في وقت السلم، على ذلك، وفي نفس الوقت تهيئتهم أيضاً لكيفية التعامل مع الخداع المنتظر من جانب العدو، وتتم الاستفادة تماماً من تطور أدوات الصراع في مختلف أفرع القوات المسلحة، فتوضع خطط الخداع، بحيث تتمشى مع مفاهيم العمليات الحديثة، وذلك مثل الخداع الإلكتروني وغيره.

4. تخدم خطة الخداع، التي تأتي قبل بداية الأعمال العسكرية، باقي مبادئ الحرب الأخرى، لاسيما المفاجأة، والمبادأة، والروح المعنوية، والاقتصاد في القوى، ويعتبر من أهم أساليب وسائل الخداع، الإخفاء، والتقليد، والتظاهر، وأعمال التشويش.

سابعاً: الحشد والانتشار

1. يعني قدرة القادة والقيادات على بناء التجميعات، التي تتناسب مع أهمية المهام، حيث تحشد القوات على الاتجاه الرئيسي؛ لتحقيق التفوق على التجميعات المعادية على هذا الاتجاه، مع قبول حشد أقل على الاتجاهات الأخرى، في ظل توافر مرونة وخفة حركة، لإمكان نقل الجهود من اتجاه إلى آخر.

2. ويحقق الحشد الاقتصاد في القوى والوسائل، بما يتناسب مع أهمية وحجم المهام، كما يجب أن يتناسب مع فكرة وخصائص العملية، وبما يحقق تركيزاً كافياً على المحاور المختلفة، وكما يشمل الحشد القوات، فإنه يشمل أيضاً كل الوسائل الأخرى، مثل النيران التي يمكنها إفقاد العدو القدرة على مواصلة أعمال قتاله، أو تدميره، أو التحول للدفاع مضطراً.

3. يجب مراعاة موضوع الحشد عند التخطيط، بحيث يتم أولاً تحقيق نسبة تفوق عامة، تكفي لتوفير الحشد اللازم من التجميعات المختلفة، ومن ثم تحسب مرة أخرى عند التخطيط لمراحل العملية لتنفيذ المهام، وهكذا في الهجوم، وفي النهاية تحسب على أساس تحقيق تفوق كافي على محاور العمل المختلفة، في العملية الهجومية أو الدفاعية.

4. يجب أن لا يفهم أن عملية الحشد هي عملية مطلقة على أي قطعة من الأرض، بل يجب الوضع في الاعتبار السعات التكتيكية والتعبوية لمحاور القتال والموقعات المنتظرة، بحيث لا تكون القوات عرضة للضربات النيرانية الكثيفة للقوات الجوية والصاروخية للعدو، أو من خلال أسلحة التدمير الشامل، وهكذا يجب أن يكون هناك توازن عام بين الحشد والانتشار، بما يحقق تنفيذ نية وفكرة القائد للعملية، وفي نفس الوقت لا يعنى ذلك توزيعاً متساوياً للقوات والوسائل على مواجهة وعمق الجبهة.

ثامناً: القيادة والسيطرة

1. تعني القدرة على توجيه وإدارة القوات في إطار فكرة عملية واحدة، ومشاركة القيادة للقائد في تخطيط وإدارة الأعمال والسيطرة على القوات، بما يعني أن القيادة تعمل بروح الفريق، والإحساس المشترك بالمسؤولية الجماعية، من خلال وحدة الفكر، ثم التوصل إليها في نهاية عملية التخطيط، وبما يحقق التعاون الوثيق لتنفيذ المهام في إطار من الجهود المنسقة.

2. يعتبر من مقومات نجاح القيادة ووحداتها، المحافظة على السرية والابتكار والمرونة، بما يسمح اختيار البدائل المناسبة لتنفيذ المهام.

3. تتحقق وحدة القيادة من خلال الثقة بالنفس وبالآخرين، والتي تم اختبارها، من قبل، في المهام التدريبية والأعمال اليومية، وهذا ما يتيح قدراً مناسباً من اللامركزية في التنفيذ، والتي يمكن أن تعظم من نتائج الأعمال.

4. تتحقق وحدة القيادة، من خلال شعور المرؤوسين دائماً باستمرار الاتصال معهم، سواء من خلال الخطط، أو التعليمات، أو مجموعات الاتصال، أو الاتصال عبر الوسائل، أو الاتصال الشخصي، في المناسبات المتعددة، لاسيما في الأحوال الحرجة في المعركة، مثل دفع الأنساق الثانية، أو الاحتياطات، وهذا ما يؤكد وضوح فكر القائد، ويدعم التنفيذ الناجح باستمرار.

5. لا شك أن تدرج مراكز القيادة في أثناء العمليات من الأمام للخلف، مثل مراكز القيادة المتقدمة فالرئيسية فالخلفية؛ سوف يضمن، إلى حد كبير، القيادة والسيطرة على التشكيل التعبوي، الذي يكون له عادة مواجهة وعمق كبيران.

تاسعاً: التعاون

1. يعني التعاون القدرة على تنظيم وتنسيق جهود القوات للحصول على أفضل النتائج، التي تحقق المهام بأقل خسائر ممكنة، من خلال تعظيم الاستفادة من القدرات والإمكانيات القتالية، سواء النيرانية، أو التخصصية، أو الفنية للقوات والوسائل.

2. يتم تنسيق التعاون فيما بين التشكيل التعبوي والتشكيلات التعبوية الأخرى، وكذا قوات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، بينما يتم تنظيم التعاون داخلياً، في التشكيل التعبوي البري، أو في تشكيلات الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.

3. ينظم التعاون، تفصيلياً، في الهجوم حتى عمق المهمة الأولى، وبصورة أقل لباقي المهام، أما في الدفاع فيتم بشكل تفصيلي لهزيمة وتدمير العدو في منطقة الدفاعات الأمامية، أو في كامل العمق الدفاعي ضد العدو المخترق، من خلال الضربات المضادة بالأنساق الثانية والاحتياطيات.

4. هناك عدة مراحل هامة تتطلب تعاوناً جيداً، مثل العبور، وتدفق القوات عبر مانع مائى، وأعمال إعادة التجميع والغيار، وأعمال العناصر في منطقة نطاق الأمن؛ لتعطيل تقدم العدو وإحداث خسائر ممكنة فيه، فضلاً عن التعاون فيما يتعلق بتبادل معلومات الاستطلاع والإنذار.

5. تجب المحافظة المستمرة على التعاون بين القوات، على أن يتم مراجعة ذلك باستمرار، لاسيما عند حدوث مواقف حادة في أثناء العملية، وقد يتم إجراء تنظيم تعاون جديد، عقب كل مرحلة أساسية في صور العمليات، ويبرز هنا دور مجموعات الاتصال بين وداخل التشكيلات التعبوية؛ لنقل الموقف والتوجيهات.

عاشراً: الاتزان

1. يعني القدرة على تنفيذه عدة مهام رئيسية متتالية من دون اختلال شكل ومكونات التشكيل للعملية، ومن خلال إعادة تكوين أنساق ثانية واحتياطيات باستمرار، عقب تقرير دفع أحد الأنساق الرئيسية سواء كان ذلك أثناء التخطيط أو الإدارة، بحيث يكون التشكيل قادراً باستمرار على تلبية مطالب الموقف.

2. يتحقق ذلك في الهجوم والدفاع على حد سواء، ففي الهجوم يجب أن يضمن تشكيل العملية الوفاء، دائماً بوجود أنساق كافية لهزيمة وتدمير أنساق العدو، وإمكان تلبية مطالب الإبرار الجوي والبحري، وفي الوقت نفسه إمكان مقاومة أعمال الإبرار المعادية، وفي الدفاع القدرة على القيام بالضربات المضادة المخططة وغيرها، فضلاً عن أعمال التأمين من خطوط صد لتأمين الأجناب والمؤخرة، كما يجب أن يؤمن الاتزان سرعة التحول من اتجاه لآخر، وذلك من خلال وجود احتياطيات باستمرار لكل اتجاه/ محور.

3. الاتزان يجب أن يكفله دائماً تفكير مستقبلي من جانب القائد وهيئة قيادته لعدة أيام باستمرار، طبقاً لظروف ومتطلبات الموقف، ويرتبط الاتزان في المفهوم العسكري، بطبيعة الحال، بموضوع توازن المقارنات بين القوات، بالشكل الذي يضمن تحقيق التفوق المطلوب لكل صورة من صور العمليات، وكذا لكل مرحلة، وعلى كل الاتجاهات والمحاور للعملية

حادي عشر: المرونة وخفة الحركة

1. تعني القدرة على المناورة بالبدائل، عندما تتطلب الظروف ذلك، سواء تحت ضغط العدو أو الموقف، وهي إما مرونة التخطيط تسمح بهامش كبير من اللامركزية للمرؤوسين، لملاحقة التخطيط للمستوى الأعلى، أو مرونة في التنفيذ، تأتى بالضرورة نتيجة لمرونة التخطيط، كما أن بساطة التخطيط وحرية العمل تعتبران من مرادفات مبدأ المرونة، ويعتبر توفير احتياطيات، على مختلف المستويات، من أهم مظاهر حسابات المرونة.

2. أما خفة الحركة فتعنى القدرة على التحرك وإجراء المناورة، بما يمكن القوات القائمة بالهجوم من الحركة من دون توقف، حتى تحقيق المهام المختلفة والأهداف الموضوعة، كما تحقق الاستخدام الجيد للأرض من خلال أعمال المناورة، وتعني، في الدفاع، القدرة على المناورة بالقوات والوسائل لمواجهة العدو من قطاعات الاختراق وعلى الأجناب والمؤخرة، وصده وتثبيته واستكمال تدميره بالضربات المضادة، وتعنى أيضاً القدرة على الاختيار من بين البدائل لاتخاذ الدفاع المتحرك، طبقاً لطبيعة الأرض، بما يشمله من أعمال مناورة واسعة بالموانع والمعدات والمواد الهندسية.

3. تعتبر المناورة هي المحصلة الأولى لخفة الحركة، حيث تتيح للقوات والوسائل حصار وتثبيت العدو، واستكمال تدميره، من خلال سبقه إلى خطوط مناسبة لذلك، سواء كان ذلك في أثناء العملية من خلال أعمال المفارز المختلفة، أو قرب نهاية العملية الهجومية عند القيام بأعمال المطاردة الأمامية أو الجانبية، والتي تحدث عادة مفاجأة كبيرة له، فضلاً عن أهمية ذلك في أعمال المعركة التصادمية، التي تتصف بتوفر الحد الأقصى لخفة الحركة.

4. تعتبر الأعمال الخاصة للإبرار الجوى والبحري وأعمال وحدات الصاعقة، في أجناب ومؤخرة العدو، من أهم مظاهر خفة الحركة والمناورة، وتلعب دوراً كبيراً في عملية تدمير العدو، بما تتيحه من قدرة كبيرة على الإزعاج والتعطيل وإحداث الأثر المعنوي الكبير.

ثاني عشر: التأمين الشامل

1. يهدف التأمين الشامل إلى تحقيق أفضل الظروف، لإجراء الأعمال العسكرية، وتحقيق المهام المحددة في توقيتاتها، طبقاً للخطط الموضوعة، ومن ثم فهو يعتبر جزءاً جوهرياً في تحضير وإدارة العملية، بما يوفر الأمن والسلام لقوات التشكيل.

2. يتضمن التأمين الشامل التأمين القتالي، والتأمين الفني، والتأمين الإداري.

3. يتضمن التأمين القتالي الاستطلاع، والوقاية، والحرب الإلكترونية، والإخفاء، والتأمين الهندسي، والكيماوي، والتأمين الطبوغرافي.

4. ينظم التأمين الشامل على أساس قرار قائد التشكيل، وتوجيهات التأمين المختلفة للمستوى الأعلى.

ثالث عشر: الروح المعنوية

1. تعني الاحتفاظ بها عالية القدرة على تنفيذ المهام بشكل مناسب، مهما كانت صعبة، طالما هناك شعور عام بالمسؤولية تساعد على تنمية روح المبادرة لدى الأفراد، مما يجعلهم مصرين على تنفيذ المهام بإرادة قوية، وفي نفس الوقت تساعدهم على تقبل الخسائر في الأرواح من خلال العقيدة الراسخة والحماسة الوطنية، من دون أن يؤثر ذلك على أدائهم المفترض، وما ينطبق على الأفراد ينطبق على القادة والقيادات، على مختلف المستويات.

2. تعني القدرة على تحقيق المهام بأقل قدر من التكلفة، مما يساعد على تنفيذ مبدأ الاقتصاد في القوى، حيث يمكن لقوة صغيرة نسبياً تنفيذ مهمة أكبر من طاقتها نسبياً، لاسيما في العمليات الخاصة، والتي تتطلب شجاعة مباشرة، مثل الأعمال خلف الخطوط، وأعمال الاقتحام للموانع، والنقط القوية والحصينة، والأعمال الليلية، وغيرها.

3. يعتبر تلاحم القادة والقيادات مع مرؤوسيهم من أهم عوامل رفع الروح المعنوية في الميدان، خصوصاً عند تنفيذ المهام الحرجة، وتبرز هنا أهمية وجود الضباط باستمرار على رأس رجالهم عند التنفيذ، مما يدعم تحقيق المهام، ويضمن نجاحها إلى حد كبير، فضلاً عن اكتساب ثقة المقاتلين في قادتهم.

4. لا شك أن المحافظة على الشعائر العامة للدين، ومشاركة القادة فيها، لهي من أهم عوامل رفع الروح المعنوية على الإطلاق. مبادئ الحرب في المدرسة الصينية والروسية

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

10 من الزوار الآن

876770 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق