المعركة-فصلية
خلف العدو دائماً ولا اشتباك إلا معه....

Categories

الصفحة الأساسية > 3.0 الخلاصات > تجارب وثورات > ثورة 25يناير الدوافع التحديات

8 حزيران (يونيو) 2019

ثورة 25يناير الدوافع التحديات

- إبراهيم محمد محمد صادق عامر

مقدمة :

أولاً :موضوع الدراسة :-

لاشك أن في حياة الامم والشعوب ,لحظات فارقة تؤثر عل مستقبل تلك الدول ,تلك اللحظات التي تتوقف عندها عقارب التاريخ لتعيد تسجيل وكتابة الأحداث من جديد ,ولم تكن مصر يوما ما تختلف عن الشعوب والأمم بل هي مثل الأمم تأبي إلا أن تثبت للعالم أنها مازالت قادرة علي كتابة التاريخ فلقد توقفت عقارب الساعة تلك المرة في الشرق وبالتحديد في أرض الكنانة مصر مسطرة لحظة تاريخية فارقة وكتابة تاريخ أمة بأيدي أبنائها فكانت تلك اللحظة هي انتفاضة شبابية رائعة بدأت يوم 25يناير 2011م,ما لبثت أن تحولت إلي ثورة عارمة رجت أنحاء المحروسة من الشمال إلي الجنوب ومن أقصي الصعيد إلي الإسكندرية معبرة عن حق الشعب تلك المرة في الحياة الكريمة والعدالة الاجتماعية والحرية بعدما تحولت مصر إلي سجن خاص بأبنائها الكالحين وملهي ومنتجع لتلك القلة الفاسدة التي ارتبطت بالسلطة فلم تكن تلك الثورة إلي عودة الروح إلي جسد أمة أنهكها التردي التي وصلت إليه حتي أصبحت مسخة بين الأمم وتبد تاريخها وحضارتها التي صنعتها علي مر العصور.
فكانت تلك الثورة التي ولدت عن طريق الانتفاضة الشبابية يوم 25يناير ولدت في أرض خصبة متشوقة إلي الثورة والتغيير فكانت الأمة تتحين اللحظة لنفض غبار التردي ودفع رائحة الفساد التي أصبحت تملأ النفوس بعيدا ًعن هذا الوطن .فلم تكن تلك الأمة بعيده عن الثورات بل هي الثورة الخامسة في تاريخها الحديث (1952,1919,1882,1805).لقد سطرت تلك الثورة ملحمة جديدة من الوطنية والدفاع عن الوطن بكل ما يملك أبنائه فكانوا علي استعداد تام بالتضحية بأرواحهم مقابل أن يخرج هذا الوطن من كبوته ويري العالم عودة هذا الوطن إلي مصاف تقدمة , رغم ما عنوه من قسوة هذا الوطن عليهم طوال عقود متعددة ومتتالية مما أدي إلي الثورة والخروج علي النظام الذي عمل علي تغيير الهوية الأخلاقية والاجتماعية وعمل علي افقار هذا الشعب مقابل غني تلك القلة ذات المصالح المشتركة مع النظام حتي توهم تلك القلة أنهم من يستطيعوا أن يتحكموا في مصير تلك الأمة ويرسموا لها مستقبلها بما يحلوا مع أهدافها ومصالحها .إلا أن المفاجأة كانت تلك المرة مع خروج الشباب الذي تعطش للحياة الكريمة والحرية والكرامة ,هذا الشباب الذي عمل النظام علي التخلص منه عن طريق تكرهيه في الوطن والعمل علي التخلص منه وأضعافه معنويا وماديا ًوتشجيعه علي الهجرة خارج حدوده سواء هجرة شرعية أو غير شرعية.
لذلك تحاول الدراسة التعرف علي الأسباب التي أدت إلي تلك الثورة الشعبية والتسلسل الزمني للأحداث التي أدت إلي تنحي رأس النظام (مبارك )ثم محاولة التعرف علي التحديات والنتائج التي ألت إليها تلك الثورة خلال الفترة الأولي من الثورة والمرحلة الأولية للثورة وهو ما نحاول توضيحه خلال تلك الدراسة .

ثانياً: مشكلة الدراسة:-

يعد قيام الثورات من الأحداث التي يكون لها تأثير علي الدول والشعوب بل وعلي الحالة النفسية لأفراد تلك الدول ولم تكن ثورة الخامس والعشرين من يناير بعيده عن تلك الثورات حيث كان لها أكبر الأثر في تغيير الصورة الذهنية عن مصر في الخارج ,بل وفي نفوس المصريين أنفسهم حيث أعادت تلك الثورة الأمل والثقة للمصريين .
لقد أدت الأحداث التي مرت بها الثورة إلي حالة من عودة الثقة والنظر بجدية نحو المستقبل إلا أن تلك الأحداث وحالة التخبط التي سيطرت علي النخبة والقوي الثورية كان لها أكثر الأثر علي الثورة ومن ثم ظهرت التحديات التي واجهت الثوار من بداية الثورة مما كان له تأثيره السلبي علي النتائج التي كان من المفترض تحقيقها .
وتسعي الدراسة إلي محاولة الربط بين التخبط والريبة في إدارة الأحداث والتسلسل الزمني لها والتحديات التي واجهت الثورة والنتائج التي ألت إليها فيما بعد .

ثالثاً: أهمية الدراسة :-

تأتي أهمية تلك الدراسة من جانبين اساسين هما .

الأهمية العلمية :

تأتي الأهمية العلمية لتلك الدراسة من حيث أنها تحاول دراسة المرجلة الأولي والبداية الأولية للثورة ,تلك المرحلة التي لم تشملها الدراسات السابقة بشكل محدد بل شملت مراحل متقدمة من أحداث الثورة دون التركيز علي تلك الفترة التي تعد هي الأساس التي قامت عليه الثورة وكان لها الأثر علي المتغيرات والتحديات .

الأهمية العملية :

تتبع الأهمية العملية لهذا الموضوع من انه يحاول الربط بين الأحداث الأولي للثورة ومراحلها الأولية والنتائج التي ألت إليها الثورة والتحديات التي تواجهها وما زالت تواجهها نظرا لما لهذه المرحلة من أهمية علي فهم الأحداث التي تسير فيها الثورة الآن .

رابعاً: هدف الدراسة :-

تحاول هذه الدراسة تحديد أثر العلاقة بين التسلسل الزمني للأحداث وحالة التخبط التي سيطرت علي القوي الثورية والسياسية أثناء تلك الفترة وما بعدها وخاصة عقب تنحي مبارك مما أدي إلي زيادة التحديات أمام الثورة وقلصت النتائج الايجابية التي سوف تعود علي المجتمع بل أدي إلي عدم توضيح المفهوم والتوصيف الحقيقي لما حدث نتيجة للتطورات التي سيطرت علي الأحداث.

خامساً :تساؤلات الدراسة :-

تحاول تلك الدراسة الاجابة على عدة تساؤلات منها :
1- محاولة التعرف على مفهوم الثورة والفرق بينها وبين بعض المصطلحات المتشابهة معها كالانقلابات والحركات الثورية والحركات الاصلاحية .
2- توضيح الاسباب المعجلة التي أدت الي تفجير الثورة والعمل على إشعالها.
3- التعرف على الأسباب التي أدت إلى نفور المجتمع من النظام الكائن آنذاك والتي كانت بمثابة الأسباب الموضوعية التي أدت إلى قيام الثورة.
4- التعرف علي التسلسل الزمني والموضوعي للأحداث التي واكبت المرحلة الأولي من الثورة .
5- التعرف علي أهم التحديات التي واجهت الثورة وما زال آثرها مستمر .
6- توضيح النتائج التي ألت إليها الثورة في بعدها الإيجابي والسلبي .

سادساً: حدود الدراسة ومداها الزمني :-

المجال الموضوعي :

يتحدد المجال الموضوعي للدراسة ,بدراسة الأسباب التي أدت إلي قيام الثورة سواء الأسباب المعجلة أو الكامنة ,والتعرف علي التسلسل الزمني للأحداث وتطورها ,الوقوف علي التحديات التي تواجه الثورة والتعرف علي النتائج التي وصلت إليها الثورة .

المجال الزمني :

يتحدد المجال الزمني للدراسة بأنها الفترة التي تبدأ باندلاع المظاهرات التي انتشرت في انحاء البلاد مطالبة بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية يوم 25يناير 2011م, ثم طورت من سقف مطالبها وهو اسقاط النظام
وتنتهي عقب اعلان بيان تنحي الرئيس من الحكم يوم 11فبراير 2011م .

سابعاً :تبويب الدراسة :

تنقم تلك الدراسة إلي ثلاث مباحث بخلاف المقدمة والخاتمة والمراجع وهي كالتالي
المبحث الأول :يتناول الإطار النظري لمفهوم الثورة والتعرف علي جوانبها والمرادفات المتشابهة معها
المبحث الثاني :ويتناول أسباب الثورة سواء الظاهرة أو الكامنة وكذلك موجز تطور الأحداث وتسلسلها الزمني .
المبحث الثالث :ويتناول دراسة التحديات التي واجهة الثورة والنتائج التي وصلت إليها الفترة الزمنية المتعلقة بالدراسة .

المبحث الأول:

أولاَ: مفهوم الثورة وطبيعة الحالة الثورية:-

تعرف الأدبيات أن الثورة هي عبارة عن مظهر من مظاهر التعبير عن الرأي وفيها تؤكد الشعوب أصالتها وقدرتها علي الإمساك بزمام مصائرها وعدم الخضوع لسلطان الحكام الذين يتجاهلون حقوق الشعوب ويعجزون عن تحقيق أمالهم فالثورة تعد أكبر دليل علي قدرة الشغب علي رغبته بحكم نفسه بنفسه .إلا أن جميع تلك الأدبيات اتفقت علي أن الثورة هي "التغيير الشامل والجذري "فالثورة يقوم بها الشعب من أجل احداث تغيير شامل في المجتمع وإحلال قيادات سياسية وطنية محل القيادات التي فشلت في تحقيق أمال شعوبها ففي حالة الثورة يكون الوصول إلي السلطة ليس غاية بل وسيلة لتحقيق الأسباب التي قامت من أجلها الثورة ." "
ومن ثم فإن الثورة طبقاً لذلك هي "التغيير الجذري والشامل للأوضاع السائدة والاتجاه نحو استبدالها بأوضاع جديدة تتجاوز الواقع إلي المأمول الذي يطمح إليه الشعب "فهي تعمل علي هدم الواقع السائد ,وبناء وضع جديد يشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهي شاملة وليست أحادية وتقوم بها جموع الجماهير ." "
فالثورة تختلف عن الانقلاب في أن "الانقلاب يستهدف تغيير السلطة الحاكمة واستبدالها بسلطة أخري ,واستبدال مجموعة حاكمة بمجوعة أخري مع استمرار الأوضاع السائدة كما هي ,دون تجاهل لتغيرات شكلية أو سطحية للإضفاء شرعية علي النخب الحاكمة وذلك دون مساس أو حتي مجرد اقتراب لقواعد الأوضاع السائدة علي عكس الثورة التي تقوض النظام لبناء نظام جديد فالانقلاب يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد من أجل الوصول للسلطة لتحقيق مصالح خاصة بهم ,حتي وإن استتروا خلف تحقيق مطالب الشعب " ."
كذلك تختلف الثورة عن الإصلاح الذي هو عبارة عن : ترميم المبني القائم .وبلغة السياسة ينصرف إلي إجراء تحسينات الأغلب أنها شكلية في نظام قديم وقائم بالفعل ,أي غالبا ما يكون من داخل النظام نفسه ." "
ومن ثم تختلف الثورة عن الحركات الاجتماعية وحتي الحركات الثورية منها :التي قد تستهدف تغييراً جزئياً أو تحقيق مطالب محدودة قد تتوقف بتحقيقها أو تنطلق نحو مطالب أخري ,إلا إن العلاقة بين تلك الحركات وبين الثورة تكون قوية خاصة أنها غالبا ما تكون هي المقدمة والبداية للثورة أو خطوة علي طريق الثورة ." "
وعلي الجانب الآخر قد ترتبط الثورة بالعنف عموما وقد لا ترتبط بعنف إلا أن المتعارف عليه أن الثورات تصاحبها درجة من درجات العنف ,سواء موجه من الدولة لوقف الثورة وإجهاضها ,أو من الثورة المضادة لأشاعه الفوضى وإفشال الثورة ,أو من قبل الثوار فيما يعرف بقوانين الثورة لحمايتها ." "

المبحث الثاني :

أولا: أسباب ودوافع الثورة :_
تختلف الأسباب التي تدفع الشعوب والمجتمعات إلي قيام الثورات التي يرتضيها لنفسه بعد الحراك الشعبي لأسقاط الأنظمة الحاكمة وإحداث تغيير شامل وموسع للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وبناء نظام سياسي يعمل علي تلاشي أخطاء النظام السابق وقد اختلف المفكرون في أسباب الثورات فالبعض يري أن نظرية الحرمان الاقتصادي والتفاوت الطبقي دافعاً رئيسيا لثورة الشعب ووفقا لذلك فالثورة عمل حتمي أو مرحلة حتمية نحو بناء مجتمع اشتراكي وفقا لمنهج المادية التاريخية" "والبعض الآخر يري أن الأمر لا يقتصر علي الحرمان أو التفاوت الطبقي بل الشعورية والوعي بحجم هذا الحرمان ومن ثم تكون الأسباب الاجتماعية " "
إلا أن الأحداث تؤكد أن هناك أسباب سياسية واجتماعية وآخري اقتصادية بالمفهوم الواسع وهو ما يتم توضيحه كما يلي في الحالة المصرية فالمجتمع المصري كان بيئة خصبة مهيئ لذلك حيث انقسمت الأسباب وتعددت إلي :
(أ)الأسباب الموضوعية (غير مباشرة )للثورة :
تعود الأسباب غير مباشرة للثورة إلي سنوات بعيدة ,سنوات ناضل فيها المصريون من أجل الحرية والكرامة والاستقلال والتقدم والتخلص من الطغيان والتخلف والتبعية والقهر والعمل علي تحقيق أحلامه ,فالأحلام المؤجلة خلفت مخزوناً هائلاَ من الغضب المكتوم والإحباط المتراكم لدي المصريين .حتي إنه "عندما اندلعت أحداث 18و19كانون الثاني /يناير 1977,سجل مراسل مجلة التايم الأمريكية ,الذي كان ينقل أخبار "الشغب "في الشوارع أسوأ ملاحظة سياسية واجتماعية عن الشعب المصري بقوله :"إن المصريين يغضبون في حالتين فقط ,الأولي بسبب الخبز ,والثانية بسبب كرة قدم " "لكن يبدو أن المراسل لم يكن يعلم قدرة المصريين علي الصبر وتحمل تلك المعاناة وتتمثل في القهر والاستبداد السياسي –الظلم الاجتماعي -وإهدار المساواة –الفساد السياسي والاقتصادي الذي طال المجتمع –تزايد حدة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتنقسم تللك الأسباب إلي :

اولا: أسباب سياسية:

(أ)أسباب سياسية داخلية :
تعد الأسباب السياسية هي التي أدت إلي تفجير الوضع في مصر أو كانت العامل التي عن طريقها أحس المجتمع بحجم المأساة التي يعيشها وتتمثل هذه الأسباب في:
• التعديلات الدستورية المشبوهة عام 2007م والتي تضمنت انتهاكاً لحكم المحكمة الدستورية الذي أكد علي الإشراف القضائي الكامل علي الانتخابات وذلك بإلغاء هذا الحكم وتعديل المادة 88من الدستور لتصبح الانتخابات تحت إشراف موظفين حكوميين خاضعين للتوجيه والضغط والأمر من رؤسائهم ,ويفتح الباب واسعا أمام تدخلات إدارية وأمنية واسعة بمقتضاها يتم تكريس (الدولة البوليسية )في مصر .
• التدخل التشريعي من خلال اغلبية الحزب الوطني في البرلمان 2006م بإقرار قانون مد العمل أو استمرار المجالس المحلية المنتخبة لمدة عاميين تنتهي صراحة في 2008م وهو انتهاك صريح لأنه حول المجالس المحلية المنتخبة إلي معينة وهو مخالف للدستور بل انتهاك للدولة الديمقراطية وأليات النظام السياسي .
• -تزوير انتخابات المحليات عام 2008م بعد الغاء الإشراف القضائي وسمح لحزبي الوفد والتجمع بالترشح لبعض مرشحيهم مما يعد تواطء منهم مع النظام الحاكم لإضفاء شرعية علي نظامه الفاسد .
• تزوير الانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري في يونيه 2007م في أول انتخابات بعد الإلغاء الكامل للإشراف بموجب التعديلات الدستورية المشبوهة في مارس 2007م .
• تزوير جميع المقاعد التي خلت لأسباب مختلفة في مجلس الشعب خلال المدة من (2005-2010)سواء بالوفاة أو اسقاط العضوية أو الاستقالة ,حيث حصل الحزب الوطني علي جميع هذه المقاعد حتي الدوائر الست التي تم تأجيلها ,فقد أجريت فيها الانتخابات بعد إلغاء الإشراف القضائي وحصدها الحزب الوطني .
• تزوير انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري (يونيه 2010).
• وعود مبارك بأن الانتخابات ستكون نزيهة وهو ما لم يتحقق مما أثار ردود الفعل .
• انتشار الفساد السياسي طبقا لتقرير منظمة الشفافية الدولية عن تزايد الفساد في مصر بما في ذلك الفساد السياسي. ففي تقرير لها في مؤشر الفساد سنة 2010 قيّمت مصر ب3,1 استنادا إلى تصورات درجة الفساد من رجال اعمال ومحللي الدولة، حيث أن 10 تعني نظيفة جدا و 0 تعني شديدة الفساد. تحتل مصر المرتبة 98 من أصل 178 بلد مدرج في التقرير.
(ب)أسباب سياسية خارجية :
عانت السياسة الخارجية المصرية من التبعية السياسية والجحود والتكلس ,مما أدي إلي تقزم الدور المصري وعدم فاعليته والإضرار بالمصالح العامة والوطنية والأمن القومي وظهر ذلك في :-
• العجز عن إدراك ثقافة النظام العالمي وتوجهاته ." "
وتجلي هذا العجز في عدم إدراك النظام السياسي –خصوصا في العقود الثلاثة الأخيرة ثقافة العصر والعالم الذي يعيش فيه أو ينتمي إليه ,وهي الثقافة التي أكدت أهمية التحول الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان في عصر وعالم أصبحت توجه القيم الليبرالية الديمقراطية وهي الفاعل علي ساحته.
• تردي أداء الدولة والنظام السياسي إقليمياً:
تظافر تردي الأداء المصري علي الصعيد العالمي مع تردي آخر علي الصعيد الإقليمي التي تشارك فيه مصر مما أدي إلي أن مصر لم تعد فاعلا في كل الأقاليم التي تشارك فيها (العربي –الأفريقي- الإسلامي )فبعد أن كانت مصر هي المكون الفاعل في النظام العربي أصبحت هي عبئا عليه حتي تأكل موقفها متمثلا في التفريط في القضية الفلسطينية حتي أصبحت مصر جزءا ًأصيلا ًفي الحصار الذي فرض علي قطاع غزة بل والأدهى أن تعلن إسرائيل الحرب علي غزة (2008-2009)من مصر وعلي مرأي ومسمع من السلطات التي لم تحرك ساكنا وكذلك الحال بالنسبة للبعد الأفريقي حتي أصبحنا نشاهد ما يفعل في القارة دون أن يكون لنا رأي وتخلينا عن مناطق نفوذنا في دول حوض النيل مما هدد الأمن المائي المصري وكذلك الحال بالبعد الإسلامي بل يكون أكثر سوءا من البعد الأفريقي والعربي فلم نعد نشارك بأي دور فعال في قضايا العالم الإسلامي وكأننا ليس لنا أي علاقة معهم ولا تربطنا بهم أي روابط .

ثانياً: أسباب اقتصادية :-

لا جدال في أن المجتمع المصري يعيش منذ سنوات مشكلات اقتصادية ومالية من نوع خطير إلي حد غير عادي خاصة بعد إصدار قانون قطاع الأعمال رقم 53لسنة1991م الخاص بالشركات القابضة ثم إصدار القانون رقم 93لسنة 1993م الخاص بنفس القطاع ثم أقدمت الحكومة علي بيع شركات القطاع العام المملوكة للشعب وكفت يدها عن التدخل في العملية الإنتاجية وفتحت الباب علي مصرعيه أمام رأس المال الأجنبي ". "
وتراجعت الدولة عن التزاماتها بتعيين الخريجين وتقليص حجم التدخل العائلي المتاح للإنفاق وانخفاض الإنفاق العام والتسيير في عملية الخصخصة وما أدي إليها من تسريح للعمالة وزيادة مشكلة البطالة .وقد أدي تلك السياسات إلي الاقتصادية بتداعياتها علي البناء الطبقي فأصبحت الفرصة مواتية لكل رجال الأعمال وروافد الطبقة الرأسمالية .
وما يتصل بأبعاد التردي الاقتصادي ,شهدت الفترة الأخيرة تزايداً متصاعداً لمعدلات الفقر في المجتمع ,حيث بلغ عدد السكان تحت خط الفقر نحو 35مليون بنسبة 43%من السكان ,وبلغت نسبة السكان تحت الفقر المدقع نحو 6%من السكان وبلغت نسبة الفقر بين الشباب 85%من العدد الكلي للفقراء ,وهو ما يعني ان الفقر أصبح معبراً عن الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد وأن تأثيره في الطبقتين الوسطي والدنيا ,واللتين شعرتا بأنهما محاصرتان بهذه الاحوال الاقتصادية الأمر الذي كان سببا في الاحتجاج الاجتماعي " "
وتعد ظاهرة البطالة دليلاً واضحا علي تردي الأوضاع الاقتصادية وهي الظاهرة التي تعد بدورها مدخلاً لتوسيع مساحة الفقر ,حيث بلغت نسبة البطالة في المجتمع عام 2009نحو 9.4%وتزايدت النسبة بين الشباب لتصل إلي نحو 23.2%بين الشابات ,ونحو 17.2%بين لشباب وينتمي معظمهم إلي الطبقة الوسطي" "
وانتشار الفساد الذي تزايد مع انهيار منظومة القيم الأخلاقية وتحالف السلطة مع رأس المال والسلوك الانتهازي لبعض نخبة الطبقة الوسطي التي التحقت بتحالف السلطة مع الثورة .مما أدي إلي الهجوم علي مقدرات الوطن ينهبوا منها كيفما شاءوا بدءا من رئيس الجمهورية وحتي نخبة الحزب الوطني ,كان من نتيجة ذلك أن أصبح ترتيب مصر علي مقياس الشفافية أصبح الثامن بين الدول العربية في عام 2005م في حين كتن ترتيبها الثالث في عام 2001م وبلغ عدد قضايا الفساد المالي والإداري داخل أجهزة الدولة نحو 63269قضية في عام 2005بعد أن كانت جملة القضايا في الفترة 1966-1970نحو 1286قضية وكان عدد قضايا الاختلاس 54قضية في عام 1981م.فارتفعت لتصبح 7000قضية في عام 2009م " " أي تضاعفت سبع مرات في نحو ثلاثين عاماً
كما أن تقرير الشفافية الدولية في برلين عن النزاهة في مصر للعام 2009م ,المنشور في آذار /مارس 2010,الذي أشار بوضوح إلي شيوع حالات الفساد في مصر ,بسبب افتقاد التشريعات القانونية الكافية ودعا إلي إجراء إصلاحات عاجلة في أسلوب إجراء الانتخابات وتعزيز دور القضاء " "
ثالثاً: أسباب اجتماعية :-

مثلت الأوضاع الاجتماعية دورا مهما في تحقيق حالة النفور والغليان التي وصل إليها الشعب المصري قبيل ثورة 25كانون الثاني /يناير 2011م
فعلي صعيد الطبقة الوسطي نجد أنها الطبقة التي شكلت العمود الفقري للمجتمع منذ ثورة 1919م لكنها ترهلت وتشرذمت وفقدت جانبا كبيراً من قوتها وكبريائها وفقدت مكانتها الوظيفية والاجتماعية المتميزة فأصبحت طبقة منهكة تعيش وضعاً معنوياً ومادياً مؤلماً ومتهتكاً" "
ولم يكن حال العمال والفلاحين في ظل تلك التحولات بأحسن من حال الطبقة الوسطي حيث تدهورت اوضاع طبقات العمال والفلاحين الاقتصادية والاجتماعية وتدني مستوي معيشتها بصورة كبيرة حتي وصل إلي حال عدم القدرة علي إشباع الحاجات الأساسية لأفرادها وانعدام سبل العيش والكسب التي تصل أحيانا إلي حالة تسول الرزق والتحايل علي الحياة اليومية بل تحول أعداد كبيرة منهم لتكون مستودع للبلطجة والعنف وتمثلت تلك الحالة المتدنية من الحياة الاجتماعية علي النحو التالي:-
1- انهيار الثقافة الأخلاقية وضعف منظومة القيم والأخلاق :" "
إذا تأملنا ثقافة المجتمع المصري فنجد أنها تعرضت لجملة من المتغيرات التي أضعفتها خصوصا في الفترة التي بدأت منذ عام 1979م,وهي الفترة التي حلت فيها التوجهات الليبرالية محل الأيديولوجيا الاشتراكية ,بصفتها ايديولوجيا تقود تحديث المجتمع .حيث
هيأة الدولة حياة صعبة للطبقة الوسطي قادت إلي إضعاف أخلاقها وانتقل هذا الضعف إلي القيم المجتمعية وقد يسر هذا الوضع تدفق ثقافة العولمة التي انتقلت بفعل ثورة المعلومات واستهدفت هذه الحالة المتردية من القيم والأخلاق فئات معينة هي ركيزة المجتمع كالمرأة التي تجسد العنصر القاعدي في بناء الأسرة وكذلك شريحة الشباب بنشر ثقافة استهلاكية وثقافة منحرفة مما أدي إلي انتشار حالة التمرد وتبنيهم ثقافة التطرف ونبذ قيم الانتماء والعمل علي غرس قيم الهروب من هذا الوطن واستهدفت الدين الذي يحوي علي المعاني السامية وتوسيع نطاق الفتاوي المتعددة والمتنوعة والمتناقضة لتمزيق نسيج الأمة .
2-تردي أوضاع المجتمع :-" "
وهو التردي الذي ظهر في مجالات السياق الاجتماعي المختلفة وساعد علي انتشاره وسائل الإعلام التي عملت علي تقويض حالة التردي من أجل زيادة مصالحها بعدما ارتبطت بالطبقة الحاكمة فتأثرت الأسرة ووقعت أسيرة لحصار الثقافة الاستهلاكية وتأثرها بالانهيار الأخلاقي ومن المؤشرات علي ذك ,انتشار ظاهرة القتل داخل الأسر حيث نجد أن 70%من حوادث القتل وقعت في إطارها وارتكب الآباء نحو 18%من قتل بناتهم ظهر عدد حوادث العنف ضد المرأةعام2009نحو267حادثاً,ذهبت ضحيتها نحو 125قتيلة ,و54مصابة ,و57مغتصبة .و21منتحرة وعشر مختطفات .وعانت الأسرة من معدل ارتفاع الطلاق التي بلغت حالة طلاق كل ست دقائق " "
ومن الظواهر السلبية التي برزت في خلال هذه الفترة ,تردي أوضاع الخدمات الأساسية ,وهو ما أدي إلي تردي نوعية حياة المواطنين ,حيث بلغ مداه في ما يتعلق بفرص الحياة الأساسية " "
الأسباب المعجلة (المباشرة )للثورة :
أما الدوافع المباشرة للثورة ,يأتي في مقدمتها الزواج غير الشرعي بين السلطة ورأس المال ,الأمر الذي خلف منظومة ضخمة من الفساد الذي استشري في مفاصل الدولة وأسفر عن وجهة القبيح وتوغل كالقوارض الاجتماعية التي تدمر المجتمع وشبكة علاقاته الاجتماعية ورأسماله الأخلاقي بالإضافة إلي الانتهاك المتواصل لأدمية الإنسان ,وتفكيك المواطنة والتصميم علي إبقاء المجتمع فقيراً عاجزاً(بالرغم لامتلاكه العديد من الثروات المبددة ,والقوي الكامنة )" "

وتنقسم تلك الأسباب إلي :-

(ا)أسباب سياسية :
ــــ قانون الطوارئ
يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في الثورة، حيث أنه في ظل قانون الطوارئ عانى المواطن المصري الكثير من الظلم والانتهاك لحقوقه الإنسانية وبموجب هذا القانون فقد احتجز حوالي 17,000 شخص، ووصل عدد السجناء السياسيين كأعلى تقدير ب 30,000.شخص
. وقيد القانون بشدة اي نشاط سياسي غير حكومي مثل: تنظيم المظاهرات، والتنظيمات السياسية غير المرخص بها، وحظر رسميا أي تبرعات مالية غير مسجلة.
- انتخابات مجلس الشعب
أجريت انتخابات مجلس الشعب قبل شهرين من اندلاع الاحتجاجات وحصل الحزب الوطني الحاكم على 97% من مقاعد المجلس, أي أن المجلس خلا من أي معارضة تذكر؛ مما أصاب المواطنين بالإحباط. وتم وصف تلك الانتخابات بالمزورة نظراً لأنها تناقض الواقع في الشارع المصري. بالإضافة إلى انتهاك حقوق القضاء المصري في الإشراف على الانتخابات فقد أطاح النظام بأحكام القضاء في عدم شرعية بعض الدوائر الانتخابية.
- قيام الثورة الشعبية التونسية
اندلعت الثورة الشعبية في تونس في 18 ديسمبر عام 2010 م (أي قبل 38 يوماً من اندلاع ثورة الغضب المصرية) احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السيئة وتضامناً مع محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه, واستطاعت هذه الثورة في أقل من شهر الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي (الذي حكم البلاد لمدة 23 سنة بقبضةٍ حديدية). هذا النجاح الذي حققته الثورة الشعبية التونسية أظهر أن قوة الشعب العربي تكمن في تظاهره وخروجه إلى الشارع, وأن الجيش هو قوة مساندة للشعب وليس أداة لدى النظام لقمع الشعب. كما أضاءت تلك الثورة الأمل لدى الشعب العربي بقدرته على تغيير الأنظمة الجاثمة عليه وتحقيق تطلعاته.
- سطوة رجال الشرطة
ففي ظل العمل بقانون الطوارئ عانى المواطن المصري من الظلم وانتهاك حقوقه التي تتمثل في طريقة القبض والحبس والقتل، ومن أشهر هذه الأحداث مقتل الشاب السكندري خالد محمد سعيد الذي توفي على يد رجال الشرطة في منطقة سيدي جابر في السادس من يونيو 2010، بعد أن تم ضربه وسحله حتى الموت أمام عدد من شهود العيان.
ويصل إجمالي ضحايا عنف وزارة الداخلية المصرية لنحو 350 (شهيد) في آخر ثلاث سنوات، حسب تقديرات المنظمات المعنية بحقوق الإنسان." "
- ـــاستهتار الحكومة بالمطالب السياسية ومحاصرة القوي السياسية وتهديدها في حالة التظاهر إلي حد الاعتقال خلق حواجز سياسية كبيرة بين الحكومة والحزب الحاكم من جانب والقوي السياسية من جانب آخر
حيث ساد القهر السياسي وتزوير إرادة الأمة وإفقار متعمد للشعب وثراء القلة من مصادر غير مشروعة في إطار مشروع الفساد الكبير ومشروع توريث الحكم لنقل السلطة من مبارك الأب إلي مبارك الابن "جمال "وكانت النتيجة النهائية هي القضاء علي هذا المشروع ,وإسقاط كامل للنظام " "

(ب)أسباب اقتصادية :-
تندلع الثورات عندما يحرم الأفراد من الاحتياجات الاقتصادية الأساسية في ظل انصراف الدولة إلي خدمة فئات بعينها فتصبح من ضمن فئات المجتمع المنتجة للسلع الخاصة والمتنافسة عليها " " وفي الحالة المصرية فمع أن الفساد يوجد في أي نظام اقتصادي ,إلا أن الاقتصاديات التي تسيطر عليها القلة الحاكمة ,تعاني من الفساد معاناة أشد وأكثر مما تعانيه الرأسمالية الموجهة من الدولة ‘فالحكومة التي تجعل من الحصول علي التراخيص والموافقات اللازمة عملية صعبة ا ,يؤدي إلي عرقلة الاستثمارات بزيادة تكلفة ممارسة الأعمال ,سواء كانت استثمارات محلية أم أجنبية .فالرأسمالية التي توجهها قلة متصلة بالنظام هي منبع للفساد والتخلف الاقتصادي
كما أن اتساع الفجوة بين الأغنياء الذين تكرست الثروة عندهم وبين الفقراء الذين وصلت نسبتهم طبقا لتقارير الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي إلي نحو 55%الأمر الذي أدي إلي حدوث شعور بالظلم وقسوة الحياة وعدم القدرة علي تحمل أعباء المعيشة بصورة لم يعد الفقراء معها يميزون بين الحياة والموت فانطلقوا نحو ثورة شعبية عارمة " " حيث راح المصريون يشاهدون كل يوم نماذج صارخة لافتقاد العدالة والمساواة في ظل أعداد بطالة فاقت 15%من عدد السكان ,وبدأ المجتمع يتحول تحولا مذهلا ,حيث ارتبطت الثروة بالسلطة وتراجع دور الطبقة الوسطي .
أما عن الفساد الاقتصادي ,فيكفي ان نشير إلي أن الدين الخارجي علي مصر تضاعف خلال العشرة أعوام الأخيرة ,فبينما كان يبلغ نحو 18.613مليون دولار أمريكي عام 2001م وصل إلي نحو 34.7مليون دولار أمريكي في عام2010م" "

(ج)أسباب اجتماعية :-
تردي أوضاع الخدمات الأساسية وهو ما أدي إلي تردي نوعية حياة المواطنين حيث بلغ مداه فيما يتعلق بفرض الحياة الأساسية ,متمثلة في التعليم والصحة كمثال علي حالة التردي المذكورة الذي وصل إلي مرحلة متدنية جدا حيث بلغ عدد الأفراد الذين لديهم تأمين صحي نحو 13.9%من أبناء الطبقة الفقيرة مقابل 47.2%من أبناء الطبقات الأخرى وتعددت الأوضاع التي انتشرت في المجتمع مسببه حالة من الاحتقان المجتمعي وتمثلت تلك الأوضاع في غياب فرص الحياة المختلفة ,كالحصول علي فرصة عمل ,أو الحصول علي دخل ,أو امكان تكوين أسرة وهي الحالة التي أصابت شريحة الشباب فكان هو فتيل العمل الثوري " "
مما أدي إلي تزايد الشعور بالظلم وعدم المساواة وعدم تكافؤ الفرص ,وانعدام العدالة الاجتماعية وسط فجوة الأجور الضخمة ,وعدم التزام الحكومة بتنفيذ حكم الإدارية العليا بوضع الحد الأدنى للأجور ب(1200)جنيه بما يعادل نحو 200دولار $ شهرياً ويرتبط بذلك ارتفاع الأسعار وتزايد نسب الفقر , وضعف القوة الشرائية للأجور وإضعاف الطبقة الوسطي , وتركز الثروة في نسبة محدودة من المجتمع ." "
أما ما يخص البطالة التي عاني منها الشعب المصري وبالأخص الشباب مما دفعة إلي الهجرة المشروعة وغير المشروعة فد وصلت قبل الثورة مباشرة 16.7%" "
استنادا إلي تقرير التنمية البشرية عن مصر لعام 2010وصلت النسبة العامة للفقر إلي 21.6%في عام 2009م .
كل تلك لأسباب كانت كفيلة لإشعال الثورة في نفوس المجتمع الذي تم إفقاره واغناء الطبقة الحاكمة علي أساس عدم الاعتراف بحقوقه ولو شكليا مما أدي إلي حالة الغليان والقيام بالثورة .

ثانيا: موجز تطور الأحداث وتسلسلها الزمني

مما لا جدال فيه انه في حياة كل لأمه أيام تؤصل وتجسد لقيم الشعوب وآمالها وطموحاتها..
وقد عاشت مصر على امتداد خريطتها أيامًا خالدة مع بدء أحداث ثورة ٢٥. يناير ٢٠١١ وحتى سقوط النظام السابق في الحادي عشر من فبراير ٢٠١١ ثمانية عشر يومًا عاشتها جموع الشعب المصري بين الأمل والرجاء واليأس والإحباط..
ثمانية عشر يومًا برهنت على قدرة الشعب المصري العظيم على أخذ زمام المبادرة والمبادأة لانتزاع حقه في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. وبرهنت على قدرته على التضحية في سبيل حياة كريمة تعلى من الكرامة الإنسانية.. قدم الشعب المصري خلالها مئات الشهداء من شبابه الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر المكانة.
ثمانية عشر يومًا بهرت العالم أجمع بوقائعها وبحجم ما شهدته وشهدت به عن تميز الشخصية المصرية وإبداعها حتى في أصعب الظروف.. بهر العالم بسلمية الثورة وبتصدي الشعب المصري بكل طوائفه للانفلات الأمني..
وبهر العالم بحجم ما كشفته وقائع الثورة عن الوحدة الوطنية المتجذرة في أعماق المصريين.
ثمانية عشر يوما أكدت علي كذب وافتراء النظام السابق وافتراءه علي الشعب عن طريق فزاعة العنف الطائفي التي كان يستخدمها وقتما يشاء فلقد رأي العالم كيف تجلت روح المواطنة وفي مشهد لن ينساه التاريخ هو وقوف الشباب المصري المسلم أمام دور العبادة المسيحية
(الكنائس )لحمايتها والدفاع عنها ضد محاولات البلطجة لسرقتها
١- بدأت التظاهرات الاحتجاجية بعد ظهر يوم الثلاثاء ٢٥ يناير ٢٠١١ ، بناء على دعوة من
عناصر شبابية على شبكات التواصل الاجتماعي وحركات سياسية للاحتجاج سلمياً على الأوضاع السياسية والاجتماعية المتردية في البلاد بأسلوب سلمي، وكان أبرزها تظاهرات ومسيرات في محافظات القاهرة والجيزة والسويس والإسكندرية ورفعت التظاهرات شعارات تتعلق بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال محاولة فض التظاهرات، أخذت طابعاً حاداً في السويس حيث أفضت إلى قتل أربعة أفراد من المتظاهرين بالرصاص الحي. وانتهى إضراب اليوم الأول بتفريق تظاهرات ميدان التحرير بالقوة، فيما توافق المتظاهرون على استئنافها في اليوم التالي.
٢- في اليوم الثاني للثورة الموافق الأربعاء ٢٦ يناير ٢٠١١ تواصلت التظاهرات رغم قرار وزير الداخلية بحظر التظاهر وامتدت المظاهرات إلى محافظات القاهرة، والجيزة والسويس والإسكندرية
والدقهلية والقليوبية وبني سويف ودمياط. وكان أعنفها في القاهرة إزاء إصرار المتظاهرين على متابعة الاحتجاجات رغم محاولات الشرطة تفريقهم كما وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين وسقط المزيد من الضحايا بين قتلى وجرحى، كما واصلت قوات الشرطة اعتقال المتظاهرين، وقدرت المصادر الإعلامية عددهم بنحو ٥٠٠ معتقل وفرضت السلطات قيوداً على الانترنت، وحجبت مواقع للتواصل الاجتماعي بينما دعا المتظاهرون لمظاهرة كبرى يوم ٢٨ يناير.
٣- وفي اليوم الثالث للثورة الموافق الخميس ٢٧ يناير ٢٠١١ شهدت البلاد مظاهرات
متفرقة بينما شهدت مدينة السويس تصعيداً عنيفاً من قوات الشرطة والمتظاهرين لاسيما في
حي الأربعين في سياق تشييع الأهالي جنازة ضحايا الأيام السابقة، حيث وقعت اشتباكات بين
الطرفين، وأحرق المتظاهرون مركز المطافي المجاور لقسم شرطة الأربعين ، وأصيب أكثر من ١٥٠ شخصاً ليصل عدد إجمالي المصابين منذ بدء المظاهرات أكثر من ٥٠٠ فرد بينهم عدد من أفراد الشرطة، كما ألقى القبض على أكثر من ٥٠ متظاهراً. وكذلك شهدت شمال سيناء عدد من التظاهرات الاحتجاجية على خلفية مطالب الأهالي الإفراج عن المعتقلين وإقالة ومحاسبة عدد من مسئولي الأمن، وتخللها أعمال عنف في مدينتي العريش والشيخ زويد. كما شهدت كفر الشيخ مظاهرات واشتباكات في مدينة بلطيم.
٤- وفي اليوم الرابع للثورة الموافق الجمعة ٢٨ يناير ٢٠١١ ، والذي أطلق عليه "جمعة الغضب"، لبت حشود جماهيرية واسعة النطاق دعوات التظاهر. واندلعت المظاهرات في أعقاب صلاة الجمعة في مختلف أنحاء البلاد، وتمحورت حول المطالبة بإسقاط النظام. حيث تنادى المتظاهرون في القاهرة للتجمع في ميدان التحرير الذي تحول إلى مركز للثورة. وقد تصدت الشرطة لهذه المظاهرات بالقوة المفرطة مستخدمة الهروات، والمياه، والقنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، وبلغت ذروتها باستخدام الخرطوش ثم الذخيرة الحية، والدهس بالعربات المدرعة الشرطية للمتظاهرين. وبلغت الاشتباكات أوجها ابتداء من عصر ذلك اليوم، وأدت إلى فداحة أعداد القتلى والمصابين بين المتظاهرين، وتراجع قوات الشرطة ثم انسحابها في نحو الساعة الرابعة والنصف. ومن ثم أصدر رئيس الجمهورية بصفة الحاكم العسكري قرارا بنزول الجيش لتأمين الأوضاع وفرض حظر التجول في القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس وتطورت الأمور على النحو التالي:
أ‌- إقدام بعض العناصر على أعمال حرق وتخريب، شملت سيارات الشرطة وأقسامها،
والمقر الرئيسي للحزب الوطني بالقاهرة.
ب‌- تعرض بعض المنشآت العامة لنهب كلي أو جزئي وكذا بعض الممتلكات الخاصة.
ج- بدء شيوع حالة من الفوضى والترويع للمواطنين.
د- إعلان رئيس الجمهورية إقالة الحكومة.
ه- تعطيل خدمات الوصول إلى الإنترنت بشكل كامل في مصر، اعتبارا من منتصف الليلة السابقة، وإيقاف خدمة الاتصالات عبر الهاتف المحمول عن الشبكات الثلاث، في القاهرة والعديد من المحافظات.
٥- وشهد اليوم الخامس للثورة الموافق ٢٩ يناير عدة ظاهرات رئيسية أبرزها فرار عشرات الآلاف من السجناء من مجمعات سجنية رئيسية هي: أبو زعبل، ووادي النطرون، والمرج، والفيوم والقناطر، وقنا في ظروف ملتبسة، كما تواصل الهجوم على المقرات الأمنية، ومن ثم فقد تزايدت حالات النهب للكثير من المحال التجارية والبنوك ومحطات البنزين وأعمال البلطجة والترويع للمواطنين من جانب الخارجين على القانون، لاسيما في ظل امتلاك الكثيرين منهم أسلحة نارية تم الاستيلاء عليها من أقسام الشرطة والسجون، أدت في مجملها إلى شيوع حالة من الفراغ الأمني الهائل والفوضى، مما دفع المواطنين إلى تشكيل لجان شعبية لحماية الأرواح والممتلكات، ، حيث نجحت في التصدي وضبط عدد كبير من العناصر الإجرامية. وفي نفس الوقت واصل آلاف المتظاهرين حشودهم في الشارع سواء في القاهرة أو المحافظات معربين عن تصميمهم على البقاء في الشوارع، ومواصلة الاحتجاج حتى يسقط النظام ومطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي .. وقعت خلالها أعمال عنف وتخريب، لعدد من مقار الهيئات الحكومية والأمن والحزب الوطني ( الحاكم)، ووقع عدد كبير من الضحايا بين قتيل وجريح في صفوف المتظاهرين. .
وعلى الصعيد السياسي قدمت الحكومة وأعضاء المكتب السياسي للحزب الوطني استقالاتهم، بينما زادت ساعات حظر التجول لتصبح من الرابعة عصرا حتى الثامنة صباحا.
٦- وفي اليوم السادس للثورة (الموافق ٣٠ يناير ٢٠١١ )، تواصلت المظاهرات على طول البلاد، وانضم عدد من القضاة ورجال الأزهر للمتظاهرين في ميدان التحرير في وسط القاهرة، احتجاجا على تعيين اللواء عمر سليمان، نائباً للرئيس وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الفريق أحمد شفيق، وتأكيدا على إصرارهم على تحقيق مطالبهم كاملة (تغيير الدستور وتشكيل حكومة إنقاذ وطنية مؤقتة، وحل مجلس الشعب والشورى).
وفي نفس الوقت فقد وقعت أعمال تخريب وحرق للمنشآت الحكومية ومقار الحزب الوطني بعد سلب محتوياتها في معظم المحافظات، وتوالى هروب مئات السجناء من سجون عدة محافظات، حيث انتشروا في القرى والمدن لسرقة المحال التجارية والبنوك والمنازل والمتاحف الأثرية.
كما تواصلت أعمال التخريب والنهب والترويع من جانب الخارجين على القانون، بينما استمرت جهود المواطنين لمواجهة ذلك بتشكيل فرق للدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية والممتلكات، بينما كثفت القوات المسلحة من تواجدها في القاهرة. وتوالى سقوط الضحايا بين قتل وجريح في مختلف المحافظات. وقد نجحت جهود الأمن الشعبي والعسكري – إلى حد كبير- في التصدي لهذه الظواهر والقبض على عدد من السجناء الهاربين والخارجين على القانون، واستعادة الكثير من قطع السلاح المسروقة.
٧- شهد يوم الثلاثاء الموافق ١ فبراير ٢٠١١ (اليوم السابع للثورة) مظاهرات مليونية حاشدة
في كل من القاهرة والإسكندرية، كما خرج عشرات الآلاف في مختلف المحافظات ,للمطالبة بإسقاط النظام وتنحي الرئيس، بينما استمرت لجان الأمن الشعبي في التصدي بنجاح لأعمال "البلطجة" في الشارع المصري. وفي نفس الوقت بدأت محاولات لاستعادة دور الشرطة في الشارع.
ومع إعلان رئيس الجمهورية في خطابه مساء ذلك اليوم نيته عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات المقررة في سبتمبر ٢٠١١ ، وإقرار مجموعة من التعديلات الدستورية والتشريعية، بما فيها تعديل المادتين ٧٦ و ٧٧ من الدستور، والبت في الطعون على انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وتصحيح عضوية المجلس، وفتح تحقيق مع المتسببين في الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد، خرج مئات المتظاهرين في بعض أحياء القاهرة لتأييد الرئيس ،والمطالبة بإنهاء الاحتجاجات ضده، بدعوى إنقاذ البلاد من الفوضى، وإتاحة الفرصة لاستعادة الأمن والهدوء، وتحقيق الإصلاحات المنشودة.
. وأخذ بعضهم طريقه إلى ميدان التحرير، معقل المحتجين على النظام، والذين أبدى بعضهم قبولا بتعهدات الرئيس بالإصلاح، بينما أصرت الأغلبية على المضي قدما في احتجاجاتهم، نظرا لعدم ثقتهم، سواء في جدية النظام نحو التنفيذ، أو احتمال إقدامه على اتخاذ تدابير انتقامية تجاه المحتجين فيما بعد.
٨- اتسم يومي الأربعاء الموافق ٢ فبراير والخميس ٣ فبراير ٢٠١١ - وهما ثامن وتاسع أيام
الثورة - بانقسام التظاهرات بين تلك المؤيدة للنظام والرئيس أو المعارضة له سواء في القاهرة أو بالمحافظات، وإن كانت الكثرة الغالبة منها لصالح المعارضة. لذا فقد خيم العنف والدموية على هذين اليومين منذ صباح الأربعاء الباكر، وحتى فجر الخميس، حتى أطلق عليه وصف "يوم الأربعاء وليلة الخميس الدامي"، فمنذ الصباح تجمعت أعداد من مؤيدي النظام في ميدان مصطفى محمود بالمهندسين، واتجهت إعداد غفيرة منهم - وغالبيتهم العظمى من "البلطجية" - إلى المداخل الرئيسية لميدان التحرير بالقاهرة (معقل المحتجين) حوالي الساعة ١٢ ظهرا مزودين بالعصي والأسلحة البيضاء و"كسر السيراميك" محاولين اقتحام الميدان وطردهم منه بالقوة، مستغلين تناقص أعدادهم يشكل نسبي ، ودارت اشتباكات عنيفة غير متكافئة بينهم وبين المحتجين العزل من أي أدوات للدفاع عن أنفسهم، مما أسقط العديد من الضحايا غالبيتهم العظمى من المحتجين بإصابات وكسور جسيمة خاصة في الأعين والرؤوس والعظام أدت إلى وفاة عدد منهم. وعند الظهيرة اخترقت مجموعة من المؤيدين الميدان ممتطية الخيول والجمال ومسلحة بقضبان حديدية وعصي غليظة وكرابيج، وأخذت في مهاجمة المحتجين بوحشية قاصدة إثارة الذعر والفزع بينهم، لاسيما وقد كان بينهم العديد من النساء وكبار السن، أملا في إخلاء الميدان منهم.. إلا أن المحتجين صمدوا وتمكنوا من إحباط هذه المحاولة، واستعادة السيطرة على الميدان، ومن ثم تركزت الاشتباكات على مداخل الميدان باستخدام الحجارة والطوب حتى المساء مسببة المزيد من الإصابات وهي ما عرفة فيما بعد (موقعة الجمل).وفى حوالي الساعة ٥,٣٠ مساء ، هاجم مؤيدو النظام برفقة عناصر من الشرطة في ثياب مدنية فندق رمسيس هيلتون القريب من ميدان التحرير لإخلائه بالقوة من أطقم القنوات الفضائية التي كانت تنقل بثا مباشرا للتطورات في ميدان التحرير، وقاموا بالاعتداء عليهم بالضرب وطردهم والاستيلاء على معداتهم وتحطيم بعض هذه المعدات.
حمل مساء ذلك اليوم المزيد من العنف تجاه المحتجين، بعد أن احتل "بلطجية" النظام أعلى "كوبري أكتوبر" وأسطح أغلب الأبنية المطلة على ميدان التحرير، وأخذوا في إلقاء كرات اللهب وزجاجات "المولوتوف" الحارقة وقذائف الغاز والأحجار عليهم، كما تعرض المحتجين في الساعة ٤,٣٠ فجر الخميس لرصاص القناصة المتمركزين أعلى بعض هذه الأبنية (قتل عدد ٨ أفراد، وفقا للتقارير الرسمية، أغلبهم بالطلقات الحية، وتردد أن عدد المصابين في هذين اليومين وحدهما بلغ نحو ٣٠٠٠ شخصا)، في الوقت الذي استمر حصار هؤلاء "البلطجية لمداخل الميدان لمنع دخول المساعدات الطبية أو الغذائية للمحتجين –باستثناء عربات الإسعاف- التي لم تكن كافية قياسا بالعدد الضخم من المصابين- في الوقت الذي التزمت عناصر القوات المسلحة المتمركزة في الميدان وعلى مداخله موقف "الحياد السلبي" إزاء هذه الأحداث.
والجدير بالذكر أن المحتجين قد تمكنوا رغم ذلك من القبض على أعداد من "بلطجية" المؤيدين، وتردد أن بعضهم كان يرتدي زيا رسميا ويحمل أوراقا ثبوتية شرطية ،وتم تسليمهم إلى عناصر القوات المسلحة بعد علاج المصابين منهم بالمستشفى الميداني الذي أقامه "الثوار" بميدان التحرير.
وعند السابعة صباح يوم الخميس الموافق ٣ فبراير كان شباب ثورة يناير قد أحكموا سيطرتهم على ساحة ميدان التحرير وقاموا بتأمين "مطالع كوبري أكتوبر" بعد تطهيرها من عناصر "البلطجية"، كما أقامت القوات المسلحة عازلا بين الطرفين، مما أسهم في تخفيف حدة الاشتباكات، وإن استمرت على فترات متقطعة.
٩- وفي اليوم العاشر للثورة، الموافق الجمعة ٤ فبراير ٢٠١١ ، الذي أطلق عليه الثوار لقب
""جمعة الرحيل" احتشدت المظاهرات في القاهرة وأغلب المحافظات الأخرى (الإسكندرية -
السويس - بورسعيد - القليوبية - الشرقية - الدقهلية - البحيرة - المنيا - أسيوط - الأقصر
- أسوان - شمال سيناء..) والتي شارك فيها مئات الآلاف مرددة جميعها مطلب واحدا، وهو" رحيل الرئيس مبارك "
وقد فشلت بعض المحاولات التي قام بها "البلطجية" في منع المحتجين من الخروج إلى التظاهر، ووقعت احتكاكات في بعض المناطق إزاء خروج مظاهرات - أغلبها محدود الأعداد- مؤيدة لبقاء الرئيس وقد حدثت بعض الإصابات قرب ميدان التحرير بالقاهرة (عدد ٧ أشخاص)، ونجحت عناصر القوات المسلحة في التفريق بين الجانبين في الدقهلية وألقت القبض على عدد ٧ من المندسين داخل المظاهرات، بينهم اثنان تردد أنهما من أفراد مباحث أمن الدولة.
وفي نفس الوقت، بدأ حراك مكثف على المستوى السياسي، سواء من خلال طرح النظام إجراء حوار مع القوى السياسية المعارضة، أو قيام الأخيرة من جانبها بتوضيح مواقفها ومطالبها على خلفية مطالب الثوار من النظام، والتي ارتفع سقفها بتوالي الأحداث واتساقا مع التوافق الجمعي الذي عبرت عنه التظاهرات الشعبية الحاشدة في أنحاء البلاد، مطالبة بتنحي الرئيس أولا، ومحاسبة المفسدين من رموز النظام وتقويض مؤسساته، ومعاقبة المسئولين عن الأحداث الدموية والفراغ الأمني ونتائجه المأساوية، والسير بخطوات جادة على طريق إقامة الدولة المدنية على أسس سليمة.
10-وفي اليوم الحادي عشر للثورة الموافق السبت 5فبراير 2011صدر قرار بوضع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي مع ثلاثة من مساعديه تحت الإقامة الجبرية .وتم إقصاء حمال مبارك وصفوت الشريف من أمانة الحزب الوطني وتعيين حسام بدراوي أمين للحزب .
- حدوث تفجير في خط أنابيب الغاز المصري الناقل لإسرائيل والواقع جنوب العريش ,وتم إغلاق المصدر الرئيسي لتدفق الغاز لإسرائيل وتم السيطرة علي الحريق بتعاون الجيش وقوات الدفاع المدني دون وقوع خسائر بشرية وتوفي الصحفي أحمد محمود الصحفي بالأهرام علي آثر إصابته يوم 29ينابر في المظاهرات في تقرر الأفراج عن الناشط السياسي وائل غنيم مساء هذا اليوم
١1 - واعتبارا من اليوم الثاني عشر للثورة الموافق الأحد ٦ فبراير ٢٠١١ بدأ الآلاف تنفيذ ما سموه « أسبوع الصمود » في ميدان التحرير بعد انتهاء مظاهرات "جمعة الرحيل "دون أن يترك الرئيس مبارك السلطة. وفي إطار استعداداتهم لاعتصام طويل، قرروا زيادة الحواجز التأمينية في المداخل المؤدية إلى الميدان، كما وضعوا كميات كبيرة من الحجارة خلف كل حاجز لصد أي هجمات محتملة من مؤيدي بقاء مبارك. كما نصب المعتصمون خياما إضافية ومظلات للوقاية من المطر، لاستقبال محتجين جدد، بعد أن أعلنوا عن مظاهرات مليونيه في البلاد أيام ٦ و ٨ و ١٠ فبراير على أن يكون الجمعة الموافق ١١ فبراير ذروة أسبوع الصمود. وبذلك استمرت المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس في القاهرة وفي العديد من المحافظات المصرية. فقد احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين، يوم ٦ فبراير، لليوم الثالث عشر على التوالي في ميدان التحرير، وأدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء، كما أقامت ٣ مجموعات مسيحية قداس الأحد على أرواح شهداء الثورة. وفي نفس الوقت كانت المظاهرات تجوب عددا آخر من المدن ( ٦ أكتوبر - الإسكندرية - السويس - المحلة الكبرى) تؤكد مطالب الثوار.
١2 - وفي يوم الاثنين الموافق ٧ فبراير واصل المعتصمون بميدان التحرير احتجاجاتهم، رافضين التفاوض على مطالبهم مادام مطلبهم الأول الذي أعلنوه عبر مئات اللافتات المعلقة في الميدان لم يتحقق. « الرحيل أولا »
كما رفضوا جميع الاتصالات التي تجرى باسمهم، مشيرين إلى أن من يشاهدونهم في وسائل الإعلام لا يعرفونهم، « غرباء عنهم »
مشيرين إلى تصميمهم على عدم مغادرة الميدان إلا بعد الاستجابة لمطالبهم.
كما نظم المئات من الصحفيين جنازة رمزية للشهيد أحمد محمود، الصحفي بمؤسسة الأهرام، الذي قتله أحد القناصة برصاصة في رأسه أثناء تصويره الأحداث الجارية، انطلقت من أمام نقابة الصحفيين باتجاه ميدان التحرير، اشترك بها العديد من المواطنين، رددوا خلالها هتافات منددة بالاعتداء على الصحفيين أثناء تأديتهم وظيفتهم، وأيضا ضد الصحف القومية ورؤساء تحرير تلك الصحف وضد الصحفيين الذين لا ينقلون حقيقة ما يجري، وحملوا نعشا رمزيا طافوا به ميدان التحرير.
١3 - ويوم الثلاثاء الموافق ٨ فبراير، حيث دخلت الثورة يومها ال ١٥ ، تظاهر الآلاف من
المواطنين في القاهرة وعدد من المحافظات ,استجابة للدعوة التي أطلقها المعتصمون بميدان التحرير بتنظيم مظاهرات مليونيه أيام الأحد والثلاثاء والجمعة تأكيدا للإصرار على مطالب الثوار، وعلى رأسها تنحي الرئيس، وأعلن المتظاهرون بدء ما وصفوه ب"أسبوع العناد "حتي تتحقق مطالبهم ومن ثم احتشدت مليونيه جديدة في ميدان التحرير، والشوارع الجانبية. وقد شهدت التظاهرات تغيرا نوعياً (مشاركة العديد من القوى السياسية والفئوية فيها -انضمام ما يقرب من ألف أستاذ جامعي -طرح مطالب فئوية لعمال ومهنيين في القاهرة والمحافظات..)، كما أنها وصلت إلى مقري مجلسي الشعب والشورى، واقتربت من مجلس الوزراء، ووزارة الداخلية. ومن ناحية أخرى أصدر الرئيس قراره بتشكيل لجنة لتعديل الدستور، وتقرر إضافة المادة88 إلى المواد التي سيجري تعديلها، وفي مقدمتها المادتان"67"و"77"كما أكد السيد عمر سليمان أنه تقرر تشكيل "لجنة تقصي حقائق"، للتحقيق في الأحداث التي شهدها ميدان التحرير يوم الأربعاء ٢فبراير ٢٠١١ .
وتعهد الرئيس بعدم ملاحقة الشباب المتظاهرين وعدم التضييق عليهم ومنحهم الحرية في التعبير عن آرائهم.
١4 - جاء يوم الجمعة الموافق ١١ فبراير ٢٠١١ ، والذي أطلق عليه "جمعة الحسم" بعد سلسلة
من التظاهرات "المليونيه" على امتداد البلاد، فيما سمي ب "أسبوع الصمود" في ظل حالة من
الغليان الشعبي العارم، إثر إلقاء الرئيس خطابا مساء الخميس الموافق ١٠ فبراير، فووض فيه نائبه السيد/ عمر سليمان اختصاصات رئيس الجمهورية دون أن يعلن التنحي كما كان متوقعا
(كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد انعقد مساء نفس اليوم، دون حضور الرئيس بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة، معلنا بيانه رقم " ١"، وأنه سيظل في حالة انعقاد دائم).
وهكذا تدفقت الجماهير الثائرة ابتداء من منتصف ليلة الجمعة إلى ميدان التحرير معبرة عن استيائها
ورفضها خطاب مبارك، ثم بادر بعضها بالتحرك إلى مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة رافعة شعاراتها بسقوط الرئيس.
وما أن طلع نهار الجمعة إلا وكانت مصر تموج في مظاهرات حاشدة تطالبه بالرحيل تعززها موجة أخرى من الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات الفئوية (عمال - موظفون)، ضمت مئات الآلاف على مستوى الجمهورية، للمطالبة بتحسين الأجور والأحوال المعيشية، مهددة بتصعيد الاحتجاجات والانضمام إلى المتظاهرين في ميدان التحرير، مؤكدين تأييدهم لمطالب ثورة"25يناير "
١5 - ورغم صدور البيان رقم " ٢" عن "المجلس الأعلى للقوات المسلحة" بضمان تنفيذ المطالب الجماهيرية، فقد استمرت حدة التظاهرات في جميع الأنحاء، حتى أعلن نائب رئيس الجمهورية مساء يوم الجمعة الموافق ١١ فبراير ٢٠١١ في بيان مقتضب تخلي مبارك عن رئاسة الجمهورية، وتكليفه المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، لتتحول تظاهرات
الاحتجاج والتنديد إلى موجات عارمة من الابتهاج بالنصر بعد تحقق مطلبها الرئيسي، الذي ظلت تصر عليه لمدة ( ١٨ ) يوما متصلة.
١6 - ولما كان الأمر لا يقف على هذا الحد في مطالب الثوار، فقد تواصلت المظاهرات المليونية، لاسيما في قاعدة الثورة بميدان التحرير، أيام الجمعة الموافق ١٨ فبراير للاحتفال بانتصار الثورة وتجديد الشعب عهده بمواصلتها حتى تحقيق جميع أهدافها، ثم أيام ٢٥ فبراير و ٣مارس للمطالبة باستقالة وزارة الحزب الوطني برئاسة "الفريق أحمد شفيق"، وحل "إدارة مباحث أمن الدولة"، والإفراج عن المعتقلين، وملاحقة رموز الفساد، ومعاقبة الجناة المسئولين عن إراقة دماء شهداء ومصابي الثورة، وغير ذلك من المطالب المشروعة، التي تحقق جزء منها، ومن ثم فقد قرر الثوار تعليق احتجاجاتهم لمدة أسبوعين لإتاحة الوقت أمام وزارة د." عصام شرف" التي شكلت يوم ٧ مارس ٢٠١١ لمباشرة مهامها.

المبحث الثالث :

أولا:التحديات :-
برهنت تجارب التاريخ علي أن الامم التي تحدث فيها ثورات, أو التي تمر بتحولات تاريخية كبري تنقلها من حال إلي حال, فإنها تدخل بمرحلة فيما يعرف بفترة سيولة أوضاع ما بعد التحولات ,أو فوضي ما بعد الثورة وهو ما يعد تحديات تحال أمام نجاح الثورة . لكن هذا ليس أمراً قدرياً في كل الحالات, وبشكل عام فإن أعراض ما بعد الثورة ,أو التحولات التاريخية ,قد تقع نتيجة اوضاع معينة من ظروف الدولة أو تلك وهذا ما يؤدي إلي تعدد التحديات التي تواجه الثورات وفي الحالة المصرية تعددت التحديات ومنها التالي :-
1-يعد وضع الأمور في نصابها الصحيح هو التحدي الرئيسي الذي يواجه الثورة ,وفقا لمفهوم أن ما جري في مصر ثورة وليس مجرد حركة تصحيحية ,يقتضي وضع جدول أعمال لا يغض العين عن المفاسد التي وضعها النظام السابق بل زرعها حتي أصبحت نبته تطرح ثمارها الخبيثة وتطهير الأرض قبل البناء حتي لا نكون كمن يبني في البحر .
2-منذ البداية –ومن الأيام الأول للثورة ووجود حكومة احمد شفيق المختارة من الرئيس الأسبق مبارك والمراوغة السياسية ما بين مطالب التنحي ,والرغبة المزمنة في الإمساك بقبضة السلطة ,وحتي مجيء يوم الرحيل والتنحي فإن الثورة كانت تواجه حصارًا يدفع بها إلي مأزق سياسي هذا المأزق ,صنعة وجود تناقض حاد بين منطق تفكير الذين قاموا بالثورة (الشباب ),وبين من في أيديهم مقاليد إدارة شئون البلاد والذين كانوا يرغبون في إن ما جاء ليس ثورة ولكنها حركة تصحيحية والعمل علي اعتبارها كذلك وكان لا بد من التصرف بمعايير الثورة والسعي إلي الخروج من هذا المأزق فالتصحيح له مفهومه والثورة لها مفهومها وأهدافها وطرق إدارة البلاد علي أساسها " ".
3-قامت الثورة من أجل بناء دولة ديمقراطية حديثة .تقوم علي احترام القانون .تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية في مناخ جديد لكن ذلك لن يمكن ان يتم قبل ان تمهد إجراءات نزع جذور الفساد السياسي الذي كانت الدولة تدار به ,والذي عمل النظام السابق علي إقامة منظومة من الفساد من أجل خدمة مصالحهم التي انفصلت عن الشعب وهمومة المتصاعدة وهو الأمر الذي يتطلب تحدي كبير أمام إمبراطورية الفساد السياسي التي استشرت في الدولة .
4-تزايد الخلاف بين فرقاء الثورة الشباب من ناحية والنخبة من ناحية آخري ,من المتعارف عليه أن الثورة لم تكن وليدة يوم فحسب ,لكنها حصيلة تراكمات متصلة ومترابطة ,شارك فيها معظم النخبة ,الذين أسهموا في كشف الفساد وتهيئة المناخ الاجتماعي والنفسي بين المصريين وتوفير التعبئة الجماهيرية ,هذا القطاع كان له دور مشهود في التصدي لحكم مبارك ونظامه بآراء معلنة في ندوات ,وكتب ,ومقالات ,ومسيرات ,ووقفات احتجاجية ,ترفض النظام وتدبيره التأمري من أجل التوريث الأمر الذي يرفض الشباب الاعتراف للنخبة في أي دور من اجل القيام بالثورة وهو مفهوم خاطئ لأن الثورة كانت قادمة علي هذا النظام ولكن عجل بها الخروج يوم 25ينايرمن قبل السباب ." "
5-ازدياد حالة التشويش والتخبط التي رأينها والتي ازدحمت بصخب عشرات بل مئات الأصوات ,ولكل منهم له مطلبه الخاص ,وأكثرهم يدعي أنه من صناع الثورة .وأغلبهم كان بعيداً, أو مترددا بل ربما كان رافضاً لها (مثال حال الدعوة السلفية )ولكن ما يمنع من أن يقفز ويأخذ له نصيباً من التركة" ",وبعضهم ليس له ايديولوجية محددة ولا أهداف معلنة .
6-انشغال شركاء صنع الثورة في صراعات علي حساب بقية الشركاء ,خاصة إذا لم يكونوا أصلاً فريقاً واحداً ومتجانساً فالمفترض أن ما يتم في الفترة الانتقالية ,يكون التجسيد العملي للأهداف التي قامت من أجلها الثورة ,وهذا لا يتم في غياب الشركاء الفعليين في صنع الثورة ,ولا يغيب عن بال أحد بأن مطالب الثورة ليست وليدة ظرف زمني محدود لكنها خلاصة تعبئة لدي الشعب الذي انظم إلي الثورة منذ اللحظات الأولي لذا لا بد من العمل علي تحقيق أهداف الثورة
7-تربص كوادر احتياطية مدربة من النظام السابق ,وأجهزته الأمنية ,لتوجيه ضربات مضادة مثل التصدي للثوار وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن وخير مثال علي ذلك ما حدث يوم 2فبراير (موقعة الجمل )
8-عدم وجود قيادة واحدة متفق عليها ,ومسلم لها بالقيادة .تمسك بزمام توجيه حركة الثوار نحو أهدافها . لقد كان الكثيرون يرَوْن أنَّ عدم وجود قيادة للثَّورة هي أهمُّ مَيْزات الثورة؛ وذلك لكونها ثورةً لا تَنْتسب لأحدٍ ولا لفكرٍ معيَّن، ولا يمكن لأحدٍ أن ينسبها لنفسه، ولكن بتأمُّلٍ عميق نرى أنَّ عدم وجود قيادةٍ للثورة قد نزَع منها أيضًا شيئًا هامًّا جدًّا؛ الرُّؤية الموحَّدة لما بعد الثورة؛ لهذا قال "جوستاف لوبون" في كتابه "سيكولوجية الثورات": "إنَّ الحشد هو العامل الرئيسيُّ للثورات، ولكنه ليس هو نقطةَ الانطِلاق... الحشد عبارةٌ عن كيان غير متجانس، لا يستطيع بِمُفرده القيام بأيِّ شيء، أو تقريرَ أيِّ شيء من دون قيادة تحرِّكه، نعم يستطيع تحقيق الأهداف، ولكن لا يستطيع صناعتها". ولهذا فبعد سقوط النِّظام ظهرَتْ آثار عدم التَّجانُسِ بين الناس في الأحداث التي تلَتْ ذلك، وبِمُنتهى القوَّة، للدرجة التي أصبح يردِّد فيها الناسُ نفس المقولة التي كانت تتردَّد أثناء الثورة الفرنسيَّة: إنَّ الثورة تأكل أبناءها!" "
9-الاهمية القصوى لوحدت القوي السياسية التي شاركن حقيقا ًوليس رياء في الثورة وتضم الطليعة التي أطلقت شرارة الثورة وبعض النخب التي كان لها مواقف صريحة ومحددة من مبارك ونظامه وامكانيه اندماجهم معاًفي حزب سياسي حتي يستطيعوا المشاركة بجدية في الحياه السياسية لأنه لا وجود للحركات في الحياة السياسية .
10-العمل علي إعادة الهوية الثقافية المصرية بعدما عمل النظام السابق علي طمسها والعمل علي اضمحلالها عن طريق الأعمال الفنية الهابطة (الأفلام والمسلسلات )التي لم تكن تعبر إلا عن الجانب السيء لمصر مما أثر بالسلب علي سمعة مصر عالمياً" "
11- استمرار نشاط التنظيم السري والعلني للبلطجة والمسجلين خطر, وهو سري لأنه كان وما زال –أداة ينتمي وظيفياً ومهنياً لمن يستخدمونه ,وعلني لأن قياداته معروفه اسماً وعنواناً وكانوا قد تكونوا من قبل أعضاء الحزب الوطني الذين شملوهم بالحماية مقابل تحقيق مصالح هؤلاء الأعضاء في الانتخابات البرلمانية والفتك بالمرشح المنافس وترويعه هو ومؤيده ." "
12-فساد المنظومة الإعلامية في مصر بكامل أطرافها وأطيافها وهوما يجب التخلص منه إذا كنا جادين في ثورتنا لأن انتقاء الأخبار هي المهمة الأولي للإعلام .كما أن أسطورة الإعلام المحايد والموضوعي تسقط عتد أول اختبار, فانتقاء الخبر في حد ذاته رأي وتعبير عن انحياز ما .والإعلام الرسمي ما زال رسمياً بمعني أن التوجيهات هي التي تسود الموقف كما أنه من الغريب أن مذيعو القنوات الخاصة التي انتشرت بعد الثورة ويدعون دعمهم للثورة هم أنفسهم مذيعو التليفزيون الرسمي قبل الثورة الذين كانوا يهاجمون الثورة ويصفون أعضائها بالخيانة وهم ما كانت سكريبت برامجهم يكتب في مقر أمن الدولة فالمشكلة أن هؤلاء يشاركون بأساليبهم في تلوين الأخبار بألوان تخفي ملامحها الاصلية ويسهمون في توجيه الرأي العام مع آراء أسيادهم ويحاولوا أن يمسكوا بعجلة القيادة ." "
13-إن الثورة قد حددت هدفها منذ اللحظة الأولي ,ولكنها أيضاً حددت عدوها الأول وهي الشرطة عندما اختارت يوم عيدهم الوطني لتكون هي بداية الشرارة لاندلاع التظاهرات ضد النظام فالشرطة هم أداة النظام في القمع والظلم وقد اجتهدت الشرطة في وأد الثورة منذ اللحظة الأولي بأي ثمن ,بما في ذلك القتل ,وعندما فشلت لجأت إلي الاجراء الخطير الذي ما زلنا نعاني منه حتي الآن ألا وهو إطلاق البلطجة في الشارع مما كان بمثابة إعلان الحرب علي الشعب وعقابهم علي القيام بالثورة فالبلطجة منظمون للغاية بل ذهب البعض بالتصريح بأنهم كانوا جزء من النظام السابق .وما تعيشه مصر الآن من انفلات أمني لا معني له إلا معني واحد وهو أن الشرطة ما زالت تقف حجر عسره في طريق نجاح الثورة إما بالإضراب غير المعلن أو بالوقفات الاحتجاجية .والعمل علي نشر الذعر بين المواطنين." "
14-لعل من أهم التحديات التي واجهت الثورة هي السياسة التي اتبعها نظام مبارك وهي سياسة الأرض المحرقة التي خلفها نظام مبارك وهي حرق البديل مما تسبب في حالة من الريبة والشك وعدم القدرة علي الثقة المتكاملة في أي فصيل ." "
15-كما لا يمكن إغفال دور الدول النفطية في الجزيرة العربية في دعم الثورة المضادة والوقوف بجانبها ,اعتقادا منها أن ذلك سوف يؤمن نظامها فهي تحاول شراء آمن عروشها عن طريق الرشاوي والوقوف ضد إرادة الشعوب الإضافة إلي سيطرتها علي الإعلام العربي من أجل كبح أي تطلع تحرري " "

ثانيا:النتائج :-

أن الثورة كأي عمل بشري له من النتائج والانجازات ما هو إيجابي وسلبي وبالتطبيق علي الفترة موضوع الدراسة نجد أن الثورة قد حققت جزء لا بأس منه من الإيجابيات والانجازات التي اعلنتها وهو ما سوف يؤثر علي سير المرحلة القادمة إلا أنها لا تخلوا من السلبيات وهو ما نحاول توضيحه في النقاط التالية :
أولاً النتائج الإيجابية :-
• أثبت الثورة المصرية ومن قبلها ثورة تونس خلافا للقناعات السابقة التي كانت تقوم علي ان التغيير لا يتم إلا عن طريق قوي خارجية كما حدث في العراق ولكن الثورة أثبتت أن التغيير لا يكون إلا من الداخل". "
• انهت عصر هيمنة الحزب الشمولي العربي وهي التي سادت عقبة فترة الاستقلال في القرن العشرين وهو الحزب الذي جعل من السلطة والوصول إليها هاجسا والتفرد بها مما أدي إلي إبعاده عن الحراك المجتمعي والإحساس بالمشكلات التي تواجه المواطنين بعد انفراده بالعمل علي حل مشاكل ذوي النفوذ." "
• إسقاط المنظومة الامنية التي كثيرا ما أرهبت الشعب
• إعادة بناء المواطن المصري بعدما خّيل للجميع انه في ثبات عميق إذا به يبحث من جديد عن دوره في بناء مجتمعة ويلهث وراء الحرية مهما كلفة ذلك كن تضحيات حتي لو كان ثمنها حياته .
• كسر حاجز الخوف فتغيرت لهجة المصريين بعد الثورة وأصبح المصري اليوم اكثر قدرة على التعبير عن رأيه دون خوف أو نفاق، ولا ازعم ان الخوف انتهى تماما واقتُلعت جذوره من قلوبنا نحن المصريين كبارا وصغار، ولكن ما أعرفه تماما ان الطريق الذي بدأ لن يتوقف ولن تعود عقارب الساعة للوراء. لم يعد هناك ما يثير الخوف بعد ان وقف شباب مصر في مواجهة الظلم والفساد والخوف الذي اعتقدنا انها جزء من حياتنا لأننا لم نعرف غيرها على مدى عقود طويلة، انكسر الخوف من المواجهة، عندما واجه شباب مصر وضعاً ونظاماً مرفوضين ما لذي يمكن ان يُخيف الشباب المصري اليوم بعد ان واجه محاولة تشتيته واجباره على العودة الى ما كان عليه سواء بإطلاق الغازات المُسيَّلة للدموع او الضرب وصولا للقتل بالرصاص الحي، وعند هجوم الجمال والبغال كان الاعتقاد لدى مخططي الهجمة هو ان هؤلاء المتظاهرين لن يصمدوا في مواجهة عنف البلطجة و استعمال الاسلحة والوسائل غير الآدمية، ولكن لم يثنِ عزم شباب الثورة سقوط المئات من الشهداء والمصابين، وهذا في رأيي كان بمثابة كلمة السر التي أخرجت شبح الخوف الذي سكن أرواح المصريين.""
• إقرار شرعية الحركة الاحتجاجية التي تحولت إلي ثورة لها القوة فيفرض سيطرتها .
• إلقاء القبض في 3فبراير 2011علي الرؤوس الكبيرة من رجال الأعمال ,التي عاثت في الأرض فساداً, وسيطرت علي مقدرات الاقتصاد المصري مثل (أحمد عز ,أحمد المغربي ,زهير جرانه )؛وفتح قضايا الفساد وإهدار المال العام بحق حسين سالم ورشيد محمد رشيد ويوسف بطرس غالي .
• كما تم أيضًا تقديم العديد من رموز النظام السابق، إلى المحاكمة بتهم الفساد، والرشوة، واستغلال النفوذ، وتسهيل الاستيلاء على المال العام، وقتل المتظاهرين السلميين.
• البدء في إسقاط ركائز النظام والمتمثلة في رأس النظام الرئيس مبارك وأسرته وحزبه الفاسد .
• إسقاط مبدأ التوريث عبر إجبار الرئيس علي تعيين نائب له وهو المبدأ الذي عمل النظام علي فرضه علي الشعب .
• حل مجلس الشعب وتعطيل العمل بالدستور في 13فبراير 2011.
• إقالة حكومة أحمد شفيق بعد ضغط الثوار في 3مارس 2011واختيار عصام شرف رئيسا للوزارة بمباركة من الثوار في ميدان التحرير .
• حل جهاز أمن الدولة وهجوم الجماهير علي المقار في المحافظات في أثناء حرق المستندات في 15مارس 2011
• قبول دعوي حل الحزب الوطني أمام القضاء الإداري مما يمهد لحل هذا الحزب الذي أفسد الحياة السياسية علي ما يقرب من أكثر من 30عاما ً
• هذا بالإضافة إلي بعض إلي بعض عمليات التطهير التي بدأت علي استحياء في بعض أجهزة الدولة كالإعلام والداخلية ,كبداية لعملية طويلة للتخلص من فساد الماضي.
• ويشهد الإعلام الرسمي حاليا وعلى رأسه الإعلام الحكومي والصحف القومية، اختلافا في المحتوى، حيث تعمل هذه الوسائل لكى تخطو نحو أداء إعلامي متحرر ومعظم للقيم المهنية في ظل محاولات لإصلاح السياسات الإعلامية والهياكل المالية بها.
• فخريطة الإعلام أخذت في التغيير، ليس بسبب المنافسة التي تفرض تقديم خدمة إعلامية متميزة فقط، وإنما لأن مساحة الحرية في مصر باتت أكبر بعد ثورة 25 يناير، حيث تشهد الساحة الإعلامية المصرية ظهور كيانات جديدة تعبر عن تيارات سياسية وفكرية مختلفة لم يكن لها منابر إعلامية للتعبير عنها، وكذلك ظهرت مشاريع عديدة لقنوات تعبر عن الأحزاب السياسية المختلفة، وتزايد المساحة المتاحة للمناقشات السياسية والمجتمعية الجادة بشكل مضطرد بالنسبة لقنوات عديدة أخرى ظهرت قبل ثورة يناير، وكذلك رفع القيود الأمنية والإدارية التي كانت تقف عائقا أمام إصدار الصحف في كثير من الأحيان . " "
• تزايد العلاقة بين النظام والشغب عن طريق الحفاظ على استمرار الحوار بين الشعب وبين السلطة او النظام ، فهذا التواصل من شأنه ان يقرب المسافات ويهدم فكر الديكتاتورية" "
• من اهم ايجابيات الصورة اننا تخلصنا من الدولة البوليسية واصبحت دوله حرة بعزل مبارك وحكومته التي طلقت الحبل على الغارب امام المفسدين ليعبثوا بهذا الوطن وامنه وهذا يكفي لخروج الثورة وتحقيق
ثانيا ً:النتائج السلبية:
أن الثورة لا تخلوا من سلبيات فما زال الشعب يحبوا نحو تحقيق هدفه إلا أنه من الظُّلم أن نقول: إنَّ الثورة قد فشلت في تحقيق أهدافها؛ فآيا كانت السلبيات فلا بد من توضيحها حتي يمكن تجنبها والعمل علي حلها ومنها علي سبيل المثال :-
• من سلبيات الثورة غياب امنى في جميع ارجاء الدولة يترتب عليه خوف الموطن من غد وخوفه على ابنائه من الشارع نظرا للانفلات الامني به وهذا اهم شيء نرجو من المسئولين تدارك هذا الامر في اسرع وقت لأنه خطر حقيقي على البلاد يجب تداركه والعمل عليه .
• احدثت شرخ بين الشرطة والشعب فالمواطن الان يشعر ان هناك حقد من الشرطي وثار وفي اقرب فرصه سوف يأخذه الشرطي وذلك كنا في غنى عنه وهذا لا ينسى مهما تبدلت الحقائق فالشرطي يشعر ان المواطن أهانه وانتقص من كرامته عقب الثورة وانهارت ثقة الشعب فيهم خاصة بعد اتهام قيادات الشرطة بالتسبب في فتح السجون وإطلاق البلطجية مما أدي ألي ترويع الشعب . وانهارت ثقة الشرطة في انفسهم" "
• ادت الثورة إلى ركود اقتصادي لفترة معينة بالنسبة لحالة الشراء والبيع في بعض السلع والمنتجات زيادة البناء المخالف والاستيلاء على الارضي وكثرت السرقات .
• حرمت الدولة مؤقتا من ايرادات السياحة وانخفاض الإنتاج بسبب الإضرابات المستمرة ضعف الخدمات في بعض القطاعات وهروب بعض الأموال إلي الخارج .
• هناك خسائر مالية نتيجة حرق اقسام الشرطة والتعدي علي المنشآت العامة الأمر الذي يكون عبأ علي خزينة الدولة من أجل اعادة ترميمها

خاتمة :

بعد استعراض التسلسل الزمني للأحداث يري أن هناك ارتباط وثيق بين الأحداث التي بدأت بانتفاضة شبابية وتحولت إلي ثورة شعبية رائعة كان لها دور واضح في التأثير علي مجريات الأمور الأمر الذي أدي إلي تزايد التحديات التي واجهت الثورة وما زالت تواجهها حتي الآن .حيث اعتبر الشباب انهم من قاموا بالثورة ولم يشاركهم احد فيها وهو الأمر الذي رفضه النخبة التي كان لها دور واضح في تأجيج الصراع وتوضيح مساوئ النظام السابق والتحدي الذي واجه القوي الثورية من قبل المجلس العسكري الذي ألت إليه مقاليد الأمور عقب تنحي مبارك حيث تعامل مع ما حدث علي إنه انتفاضة ضد رأس النظام ,ولم ينظر إليها علي أنها ثورة أرادت القضاء علي النظام بأكمله .
ومن ثم فعلي الجميع أن يعيد التقييم الصحيح والوصف الدقيق لما حدث من أجل أن يحاول الجميع الاستفادة من الثورة وتحديد دور كل طرف علي حده ,دون اقصاء لطرف علي حساب الطرف الآخر حيث نظر المجلس العسكري علي أنه شريك لما حدث ونظر الثوار له علي انه مجرد حامي للثورة بل انه لم يعتبرها ثورة بل انتفاضة مما يتطلب كما سبق تحديد دور كل طرف وإعادة التصحيح للمفاهيم .

المراجع :-
أولا الكتب :-
1- سعيد سراج , الرأي العام مقوماته وأثره في النظم السياسية المعاصرة ,الهيئة المصرية العامة للكتاب ,القاهرة ,1986.
2-جمال علي زهران ,ثورة الشعب المصري في 25يناير المقدمات ...التطور ...التحديات ...,مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية والاستشارات ,القاهرة ,2013.
3-جمال علي زهران (وآخرون )ثورة 25يناير مشروع للتغيير والبناء , ,مركز الاستقلال للدراسات الاستراتيجية والاستشارات, القاهرة ,2013.
4-عبد الرحمن حسام :ثورة 25يناير :فاعلية الإدارة وإدارة الفاعلية في أية نصار و(آخرون) ,الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ,الدوحة, 2012.
5- محمد السعيد إدريس "مقدمات الثورة "في عمرو هاشم ربيع محرر ثورة 25يناير :قراءة اولية ورؤية مستقبلية (القاهرة :مركز الأهرام )2011.
6-علي ليلة لماذا قامت الثورة بحث في احوال الدولة والمجتمع في آية نصار و(آخرون) ,الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات التحديات المركز العربي للأبحاث والدراسات,الدوحة,2012م
7-غادة موسي اقتصاديات ما بعد الثورة :تفكيك شبكات الفساد المالي والإداري وتحقيق العدالة الاجتماعية الحالة المصرية في آية نصار و(آخرون) الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات التحديات :المركز العربي للأبحاث والدراسات الدوحة,2012م.
8-عاطف الغمري :مصر تستعيد روحها ثورة 25يناير ...وإعادة بناء الدولة دار النهضة القاهرة 2012.
9-أميمة عبد اللطيف :الإسلاميون والثورة في آية نصار و(آخرون)الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات (المركز العربي للأبحاث والدراسات الدوحة 2011ص235
10-مؤمن المحمدي :سنة أولي ثورة دار نهضة مصر القاهرة 2012ص220
11-محمود أبو الفضيل مقدمة كتاب الثورة المصرية الدوافع ولاتجاهات والتحديات في أية نصار و(آخرون) الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات ,المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدوحة,2012.
ثانيا الدوريات:-
1-خالد كاظم ,ثورة 25ينايرفي بر مصر ...محاولة للفهم السيكولوجي ,المستقبل العربي, عدد385,مارس, 2011 .
2- نيقين مسعد ,كيف تصنع القرار في الأنظمة العربية ,المستقبل العربي السنة 33عدد379سبتمبر 2010.
3-زياد حافظ المستقبل العربي عدد385مارس 2011ص
4-خير الدين حسيب المستقبل العربي عدد386أبريل 2011
5-توفيق المديني المستقبل العربيعدد386ابريل 2011
المواقع الالكترونية :
حسام رمضان أسباب ثورة 25يناير علي
http://www6.mashy.com/home/tahrir-egypt/revolution-cause
فاروق جويدة لهذه الأسباب قامت الثورة جريدة الشروق 24/4/2011م
جمال زهران ,اندلاع الثورات العربية ثورة 25ينايرالمصرية نموذجاً مجلة الغدير ,بيروت, يونيه 2011م
انظر شبكة المعرفة علي الموقع الالكتروني "www.marefa.com
موقع وظيفتي www.wazifaty.com.eg
http://www.alukah.net/world_muslims/0/33305/#ixzz2sg
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245034
http://www.sis.gov.eg/Newvr/reveulotion/html/egyrev0
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245034
http://www darelsalamalyoum.forumegypt.net/t83-topi
تقارير :
- يوميات 25يناير مصر الصادر عن مركز الأهرام للدراسات والبحوث
- تقرير هيئة الاستعلامات المصرية
- تقرير المنظمة العربية لحقوق الأنسان بالتعاون مع المركز القومي لحقوق الأنسان .
الأهرام اليومي 10/5/2011م
الوفد 25مايو 2005م

ملاحظة

1 -سعيد سراج , الرأي العام مقوماته وأثره في النظم السياسية المعاصرة ,الهيئة المصرية العامة للكتاب ,القاهرة ,1986,ص247.
2 -جمال علي زهران ,ثورة الشعب المصري في 25يناير المقدمات ...التطور ...التحديات ...مركز الاستقلال للدراسات ,القاهرة ,2013,ص118.
3 -المرجع السابق
4 ثورة 25يناير مشروع للتغيير والبناء ,تحرير د\جمال زهران ,مركز الاستقلال لدراسات ,القاهرة ,2013ص9.
5 المرجع السابق ص17.
6 المرجع السابق ص22.
7 جمال زهران ,اندلاع الثورات العربية ثورة 25ينايرالمصرية نموذجاً مجلة الغدير ,بيروت, يونيه 2011م
8 جمال علي زهران ثورة الشعب المصري في 25يناير المقدمات ..التطور ..التحديات ..مركز الاستقلال للدراسات 2013ص160
9 عبد الرحمن حسام :ثورة 25يناير :فاعلية الإدارة وإدارة الفاعلية في الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات مجموعة مؤلفين المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2012

10 محمد السعيد إدريس "مقدمات الثورة "في عمرو هاشم ربيع محرر ثورة 25يناير :قراءة اولية ورؤية مستقبلية (القاهرة :مركز الأهرام )2011ض18

11 خالد كاظم المستقبل العربي عدد385مارس 2011 ص114

12 علي ليلة لماذا قامت الثورة بحث في احوال الدولة والمجتمع في آية نصار محررة الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات التحديات (الدوحة :المركز العربي للأبحاث والدراسات 2012م)ص34

13 المرجع السابق ص35

14 الأهرام اليومي 10/5/2011م

15 المرجع السابق

16 نيقين مسعد كيف تصنع القرار في الأنظمة العربية المستقبل العربي السنة 33عدد379سبتمبر 2010ص24

17 علي ليلة لماذا قامت الثورة بحث في احوال الدولة والمجتمع في آية نصار محررة الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات التحديات (الدوحة :المركز العربي للأبحاث والدراسات 2012م)ص33

18 المرجع السابق ص34

19 الوفد 25مايو 2005م

20 علي ليلة مرجع سبق ذكره ص37
21 عبد الرحمن حسام :ثورة 25يناير :فاعلية الإدارة وإدارة الفاعلية في الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات محررة آية نصار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات 2012ص560

22 حسام رمضان
http://www6.mashy.com/home/tahrir-egypt/revolution-cause
23 فاروق جويدة لهذه الأسباب قامت الثورة جريدة الشروق 24/4/2011م
24غادة موسي اقتصاديات ما بعد الثورة :تفكيك شبكات الفساد المالي والإداري وتحقيق العدالة الاجتماعية الحالة المصرية :في الثورة المصرية الدوافع والا اتجاهات أية نصارص8 2
25 جمال زهران مجلة الغدير يونيه 2011م
26 انظر شبكة المعرفة علي الموقع الالكتروني "www.marefa.com
27 علي ليلة مرجع سبق ذكره ص38
28 جمال علي زهران :ثورة الشعب المصري في 25يناير المقدمات ..التطور ,,,التحديات ..مركز الاستقلال للدراسات 2013ص167
29 موقع وظيفتي www.wazifaty.com.eg
30 تم الاستعانة في هذا الجزء بالعديد من المراجع مثل
1-يوميات 25يناير مصر الصادر عن مركز الأهرام للدراسات والبحوث
2-تقرير هيئة الاستعلامات المصرية
3-تقرير المنظمة العربية لحقوق الأنسان بالتعاون مع المركز القومي لحقوق الأنسان .
حيث لم تمثل الجرائد القومية مرجعاً موثقا وذلك لوقوفها مع النظام منذ بداية الثورة ووصفها للثوار بالعمالة والخيانة الأمر الذي افقدها ثقتها حتي بعد سقوط النظام تحولت بين يوم وليلة إلي التقرب من الثوار مما أفقدها الحيادية كمرجع معتمد للبحث

31 تقرير هيئة الاستعلامات المصرية
32 يوميات 25يناير مصر الصادر عن مركز الأهرام للدراسات والبحوث
33 عاطف الغمري :مصر تستعيد روحها ثورة 25يناير ...وإعادة بناء الدولة دار النهضة القاهرة 2012ص99
34 المرجع السابق ص105
35 أميمة عبد اللطيف :الإسلاميون والثورة في الثورة المصرية الدوافع والاتجاهات والتحديات
36 محرر آية نصار(المركز العربي للأبحاث والدراسات الدوحة 2011ص235
http://www.alukah.net/world_muslims/0/33305/#ixzz2s
g
37 المرجع السابق ص108
38المرجع السابق ص117
39 مؤمن المحمدي :سنة أولي ثورة دار نهضة مصر القاهرة 2012ص220
40 المرجع السابق ص230
41 محمود أبو الفضيل مقدمة كتاب الثورة المصرية الدوافع ولاتجاهات والتحديات (المركز العربي للدراسات والأبحاث )الدوحة 2011ص19
42 زياد حافظ المستقبل العربي عدد385مارس 2011ص71.
43 خير الدين حسيب المستقبل العربي عدد386أبريل 2011ص10.
44 توفيق المديني المستقبل العربيعدد386ابريل 2011ص123.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245034 45
46

http://www.sis.gov.eg/Newvr/reveulotion/html/egyrev02

47

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245034

48

• http://www darelsalamalyoum.forumegypt.net/t83-topi

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

7 من الزوار الآن

876732 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق