المعركة-فصلية
خلف العدو دائماً ولا اشتباك إلا معه....

Categories

الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > سيكيولوجيا المعركة > دور الحرب النفسية في نكبة الشعب الفلسطيني

23 أيلول (سبتمبر) 2016

دور الحرب النفسية في نكبة الشعب الفلسطيني

- مقدمة

تعتبر الحرب النفسية من أخطر أنواع الحروب التي يستخدمها العدو للسيطرة والانقضاض على عدوه وتحقيق غاياته وأهدافه , بأسهل وأسرع الطرق , فالحروب حرب بالمدافع وحرب بلا مدافع ويستخدم كل من النوعين لتحقيق وتنفيذ خطة أو إستراتيجية معينه, والحرب ذات المدافع هي الحرب التقليدية هي حرب الحديد والنار, والحرب بلا مدافع تشمل الحرب السياسة, والحرب الاقتصادية, والحرب النفسية , ولقد وقع الشعب الفلسطيني إبان نكبته فريسة لهذه الحرب التي فعلت مفاعيلها في عملية نزوحه عن قراه ومدنه تاركها لتقام عليها المستعمرات اليهودية , وهو يعيش طريدا شريدا في مخيمات اللجوء .

- تعريف الحرب النفسية

وتعرف الحرب النفسية بحرب تغير السلوك, وميدان هذه الحرب هو الشخصية الإنسانية , بحيث يستخدم مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو وقت السلم لإجراءات إعلامية بقصد التأثير في آراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات معادية أو محايدة أو صديقة بطريقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة .
وهي عمليات تستخدم فيها وسائل إقناع غير عنيفة لتحقيق أهداف الحرب العسكرية. مع التأكيد على أن الحرب النفسية لا تحسم الحروب العسكرية وإنما هي مجرد أداة إضافية لتحقيق أهداف الحرب.
و تعرفها العسكريات الحديثة هي الأعمال التي يقوم بها الخصم ضد الآخر للتأثير عليه، هادفاً من ذلك شل إرادته وتفكيره وقواه المادية والمعنوية، وقد أجمع العلم العسكري وخبراء الحروب على أن الحرب النفسية تساهم مساهمة كبيرة في أعمال القتال وغيرها من أساليب الصراع في تحقيق النصر بسرعة وبأقل الخسائر في الأرواح والمعدات، ولذلك تعتبر من أخطر أنواع الحروب؛ لأنها تستهدف في المقاتل عقله وتفكيره وقلبه، لكي تحطم روحه المعنوية، وتقضي على إرادة القتال لديه، وتقوده بالتالي نحو الهزيمة.

وعلى العموم فأن الحرب النفسية هي حرب باردة, هي حرب أفكار تهدف للحصول على عقول الرجال وإذلال إرادتهم, هي حرب إيديولوجية عقائدية, وهي أيضا حرب أعصاب, وحرب سياسية, وحرب دعاية, هي حرب كلمات وإشاعات, وهي حرب تزلزل العقول وتغير السلوك , وهدف هذه الحرب قتل إرادة وتحطيم معنويات العدو والحصول على استسلامه بدون قتال .

ولقد انتبه قادة الجيوش لأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع وفي نتائجه، حيث يقول القائد الألماني روميل: ( إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم )، كما قال الجنرال ديجول: ( لكي تنتصر دولة ما في حرب عليها أن تشن الحرب النفسية قبل أن تنزل قواتها في ميادين القتال، وتظل هذه الحرب تساند هذه القوات حتى تنتهي من مهمتها )

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( جاهدوا الكفار بأنفسكم وسيوفكم و ألسنتكم) .
وقال عليه الصلاة والسلام ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم و ألسنتكم) .

- الحرب بلا قتال

القوات المسلحة لها مصدران للقوة مصدر معنوي ومصدر مادي, والمصدر المعنوي للقوة أهم بكثير من المصدر المادي, حتى يتم إحراز النصر يجب توجيه ضربات نفسية قوية إلى معنويات العدو باعتبارها مصدر القوة لديه. إن أفضل سلاح لتوجيه الضربات النفسية للعدو هو الحرب النفسية. بحيث تستهدف عقل وتفكير المقاتل بغرض تحطيم معنوياته والقضاء على رغبته وقدرته على القتال .

ولان الشخصية هي ميدان الحرب النفسية , فأسلحة الحروب تتغير, بينما الطبيعة البشرية لا تتغير .
والحرب ليست مجرد سلاح ضد سلاح وإنما الحرب إرادة ضد إرادة.

أن إخضاع شعب بالوسائل النفسية أرخص بكثير من إخضاعه بقوة السلاح , لقد أصبح في مقدور الجيوش أن تنتصر بواسطة الحرب النفسية بأقل عدد وعلى أرض غير مناسبة إذا مهد لها علم النفس الطريق من حيث أضعاف معنويات الأعداء العسكريين والمدنيين وبتقوية معنويات القوات الضاربة والجبهة الداخلية .

- أهداف الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني

1. بث اليأس من النصر في نفوس الفلسطينيين , وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي وصف الانتصارات والمبالغة في وصف الهزائم حتى شعروا أنهم أمام قوة لا يمكن أن تقهر, وتوضيح أن كل مجهودات النهوض والتقدم في صفوفهم ضائعة سدى, واستخدام مبدأ الحشد في عدد الطائرات والدبابات, والصواريخ, والتلويح بالتفوق العلمي والتكنولوجي , وهذا ما عمد إليه الاحتلال الإسرائيلي بحيث أنه هول بشكل كبير قوة العصابات الصهيونية المعتدية , ووقوف الدول العظمى بجانبها خاصة دولة الانتداب بريطاني , مقابل ضعف الإمكانيات المادية لأبناء الشعب الفلسطيني وضعف مجموع الدول العربية التي جاءت للدفاع عن الشعب والأرض الفلسطينية , فهذا الأمر رسم في ذهنية ونفسية المواطن الفلسطيني آنذاك استحالة رد العدوان والانتصار عليه , خاصة وان سبعة جيوش عربية لم تتمكن من ذلك . حيث يقول اللاجئ طلب عبد الهادي محمد غطاشة ( استخدموا الطائرات والطائرات سلاح لم يعهدوه أهل بيت جبرين ، اليهود ما استخدموا السلاح الخفيف ، كان معهم (المقاومون) أسلحة خفيفة زى ما ذكرت عبارة عن مجموعة أشخاص من جميع العائلات وهؤلاء متطوعين تحت قيادة الجيش المصري لدرجة انه الطائرات كانت تلقي (القنبلة) الكيزان إنها تخلع الشجرة الزيتونة الرومية من شروشها)

2. تشجيع المواطن الفلسطيني على الاستسلام, وذلك عن طريق توجيه نداءات إليهم بواسطة مكبرات الصوت- أثناء محاصرة القرى- تدعوهم إلى الاستسلام وعدم المقاومة وتوزيع منشورات تحتوي على حيل مختلفة لتشجيع الاستسلام , وقد استخدم الاحتلال المنشورات لدعوة الناس إلى الاستسلام وعدم المقاومة إضافة إلى دعوتهم لطرد الأغراب ( المقاومون الذين جاءوا من مناطق أخرى مجاورة للدفاع عن البلدة ) من بلدتهم , تفعيل دور الطابور الخامس الذين كان لهم ارتباطات مع الانتداب البريطاني بهدف نشر الإشاعة للخروج وحماية الذات والعائلة من بطش العصابات الصهيونية . يقول اللاجئ محمود احمد غنايم (لأن اليهود ظربوا البلد 160 كيزان في ليلة وحدة وظربوا مناشير وقالوا يا أهل بيت جبرين سلمو ونعيش إحنا واياكم سوية واطردوا الأغراب من بلدكم بس الناس بقت خايفة عالعرض ومع قول هاظا اطلعوا الناس هاظا سبب طلوعها ولا الناس مش طالعة ولا على بالها، حتى لو في خوف الناس مش طالعة من وطنها )

3. زعزعة إيمان الشعب الفلسطيني بمبادئه وأهدافه, وذلك عن طريق : إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ أو الأهداف وتصويرها على غير حقيقتها, وتضخيم الأخطاء التي تقع عند محاولة تحقيقها , وقد برز في هذا الدور الإعلام العربي الرسمي عبر تضخيم قوة العدو ووقوف قوى العالم من خلفهم مقابل ضعف العرب وامكانياتم , وبالتالي استحالة تحقيق أي من الأهداف التي ينادى بها من مقاومة العدو أو التحرير والعودة بعد الخروج .

4. أضعاف الجبهة الداخلية للشعب الفلسطيني وإحداث ثغرات داخلها , وذلك عن طريق: إظهار عجز نظامه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عن تحقيق آماله , وتشجيع بعض الطوائف أو الأفراد على مقاومة الأهداف القومية والوطنية , وتشكيك الجماهير في ثقتها بقيادتها السياسية , وتشكيكها بقدرة مقاومتها المسلحة على مواجهة العدو . وإيجاد التفرقة بين فصائل المقاومة بالداخل وبين محيطها العربي والإسلامي . والدس والوقيعة بين طوائف وفصائل الشعب المختلفة .

كما أظهرت غالبية روايات الأبناء بأن العامل النفسي كان له أثر أكبر من العامل العسكري في ترحيل أهالي فلسطين ،وحسب هذه الروايات فإن ما كان يتناقله الناس وتبثه وسائل الإعلام عن وقوع مجازر واغتصاب للنساء زاد من حالة الخوف لدى أهالي القرى وسرَّع في خروجهم من قراهم ، وإن الأحداث العسكرية التي حدثت هناك لم تكن من الشدة والضراوة لدرجة تجبر الناس على الخروج , رواية السيدة رجاء عبد الفتاح الخاروف التي تقول فيها ) الدعاية أثرت على الناس أكثر من تأثير الضغط العسكري عليهم، ما كانت الجيوش واقفة الهم ولا صار عندهم أشي بجبرهم على ترك البلد بس حاربوهم بالإشاعات يعني حرب نفسية مثلا اليهود عملوا كذا وكذا في دير ياسين ذبحوا الناس وانتهكوا الأعراض فهم خافوا، والي ساعد في طلوعهم من بلادهم أكثر الخوف ومش الحرب العسكرية ) .
5- الحرب النفسية المباشرة المستمرة وهي عموماً حرب شائعات لكن صورتها الأكثر بشاعة هي تلك التي تمارسها الصهيونية ضد شعوب الأمة العربية بأسرها , بهدف توليد رغبة الانتقام من أمتهم والخجل من الانتماء لها , فالشائعات الصهيونية كثيرة فحدث بلا حرج ومنها نذكر:

أ – معادلة بن غوريون: التي كان هدفها هو أن تدفع بالعربي للإحساس بضآلته وبعجزه أمام اليهودي – الصهيوني. وهذا مجرد شائعة لأن الصهيونية تسلمت الأرض على طبق من ذهب بسبب الموافقة الدولية وليس بسبب انتصارها المدعوم خارجياً أيضاً.

ب – شائعة اللجوء: أطلقت إسرائيل شائعة لا تزال تتداولها لغاية اليوم , قوام هذه الشائعة أن الفلسطينيين لم يهربوا من الإبادة في مذابح على غرار كفر قاسم ودير ياسين , بل إنهم تركوا أرضهم بناءً على أوامر الجيوش العربية التي كانت تنوي إبادة اليهود بعد خروج العرب من قراهم .

ج – شائعات الخيانة والتخلف وهي شائعات جاهزة ضد أي زعيم أو مسؤول عربي يقف في وجه إسرائيل ويعاديها ويقاوم سياساتها الاحتلالية العنصرية , أما المتعاملين المطبعين معها فإنهم يحظون بلقب " المتحضر الليبيرالي ".

د – شائعة التضامن اليهودي وشقها الآخر شائعة التشرذم العربي , فالتضامن بين سكان إسرائيل يستند فقط إلى وجود العدو العربي وإلى تغذية الصهيونية للرغبة اليهودية بالعدوان كسبيل وحيد للشعور بالأمان. ودون ذلك فإن يهود إسرائيل ليسوا سوى خليط من الأعراق والثقافات التي لا يجمعها جامع, وهم متشرذمون شرذمة الشتات الذي أتوا منه.

أما عن التشرذم العربي فهو حاصل لو تم قياسه باللحظة السياسية-الاقتصادية الراهنة. لكن هذه ليست سوى لحظة, فالشعوب العربية باقية في أرضها ومتمسكة بها بدخل فردي لا يتجاوز الـ10% من مثيله في إسرائيل, لكن الفارق بين الاثنيـن هو الفارق بين الأسطورة وبين التاريخ.

- أسحله الحرب النفسية التي استخدمها الاحتلال

إذا كان ميدان الحرب النفسية هو الشخصية, فأن أسلحتها هي الكلمات, والأفكار, والدعاية, والإشاعات, وهذه توجه مباشرة إلى الأفراد والجماعات, ومن أخطر أسلحة الحرب النفسية سلاح الرعب الشامل وهدفه تدمير الروح المعنوية للعدو, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" نصرت بالرعب" . وكذلك من الأسلحة الهامة في الحرب النفسية الخداع , ويمكن تلخيص الوسائل التي استخدمت في الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني فيما يلي:

1. الخداع عن طريق الحيل والإيهام" ان الحيلة هي أساس فن الحرب حيث كان العدو يتظاهر بالعجز والضعف أمام المدافعين عن قراهم , ثم يباغتهم بقوة اكبر بالعدد والعدة , عندها يشعر المقاوم بضعفه أمام القوة الجديدة القادمة .

2. أثارة القلق والتوتر, خاصة وان القلق ينتشر بشكل سريع جدا بين الأفراد مثل المرض المعدي , باستخدام وسائل مثيرة مثل الشتائم والإشاعة المغرضة عبر المنشورات وبعض المندسين وضعاف النفوس .

3. الافتراءات وتشويه القضية النبيلة التي يحارب من أجلها الإنسان الفلسطيني , مثل ما لنا والمدافعة عن البلدة ونحن لا نملك فيها غير مكان البيت , لماذا لا يقام عنها من يملك آلاف الدونمات وهكذا .

4. زعزعة الأيمان بالنصر وإشاعة الانهزامية , عبر استخدام بعض الأمثال الشعبية المتداولة عندنا والترويج لها بشكل كبير مثل ( الكف ما بقاوم المخرز ) حيث تقول ظريفة عواد عبد العزيز الحموز ( عبد الرحمن عبد اللطيف قال للناس شو رأيكم نروح نسلم ونظل إحنا واليهود نعيش معا , في ناس ما رضوش قالوا والله ما إحنا قاعدين احنا يا عمي بنسلمش حالنا لليهود , خايفين من اليهود من هواة دير ياسين وهانا وهانا ما رضوش طلعوا الناس والله إحنا آخر ما طلعنا إحنا )
5. أنشاء قوة خاصة جبارة لا تقهر وإشاعة أخبار قوتها وانتصاراتها مثل عصابات ( الهاجانا , البلماخ , الارغون ) والتحقير من القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني أو الأمة العربية عبر المقاومين والجيوش العربية السبعة التي جاءت للدفاع عن فلسطين .

6. التهديد بواسطة القوة والإمكانيات العسكرية التي يملكها العدو , منطلقا من التجربة الإجرامية التي تفوق بها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من حيث الذبح والتنكيل والإجرام بحق المدنيين العزل الأمنيين والأطفال والنساء والشيوخ العجز .

7. الأغراء والتضليل والوعد والوعيد, ومحاولة كسب العناصر الضعيفة من خلال نشر ترغيبهم بالاستسلام وطرد المتطوعين الذين جاءوا للدفاع عن بلداتهم أو سيلقون مصير القرى الأخرى التي رفضت الاستسلام مثل دير ياسين وابو كبير وسعسع ودير الاسد ..... . حيث يقول الحاج محمود غنايم ( في ليلة وحدة ظربوا مناشير وقالوا فيها يا أهل بيت جبرين سلمو واطردوا الأغراب من بلدكم )

8. استغلال موضوع العرض والشرف لمكانته في مجتمعنا بحيث تم إشاعة أن العصابات الصهيونية تقوم باغتصاب النساء والفتيات , مما جعل المواطن في حالة قلق مستمر على ذويه مما أدى إلى الفرار بهدف حماية عرضه , حيث تقول الحاجة زينب عبد الرحمن سليمان (الجيش دخلوا البلد قالوا يوم دخلت الجيش البلد خلينا نقفع يجوا يوخذوا النسوان ولا.. ، بقوا يخافوا عالنسوان والله ويسحبوا حالهم هالناس والي عنده حمارة والي عنده جمل حملوا هالناس ومشت زي الجراد ماشيين هالناس ) وتقول عايدة محمد عثمان ( هم صحيح كانوا يقاوموا بس أحداث دير ياسين بتصور هي إلها دخل الكل كان خايف من هذيك الأحداث خاصة أحداث الشرف لأنه حكوا أنهم داخلين عليهم اليهود وهي السبب الرئيسي لطلعتهم. انا بتصور انه اطلعوا النساء والأولاد وظلوا هم موجودين الزلام والرجال مكانهم يقاوموا الاحتلال يعني إلي قدر من هذول ظل والي مقدرش وظعفاء الانفس طلعوا ) وتقول حكمت عبد المجيد احمد (بقن عماتي كلهن شقر يدغموا وجوهن اسمر بتقول جدتي دغمنا وجه عمتي خوف يجي اليهود مشان العرض )

9- الدعاية :
الدعاية العسكرية هي الاستخدام المخطط لأي نوع من وسائل الأعلام بقصد التأثير في عقول وعواطف جماعة معادية معينة أو جماعة محايدة أو جماعة صديقة أجنبية لغرض استراتيجي أو تكتيكي معين. والدعاية لها أثرها على المدنيين وعلى العسكريين على السواء. وتبني الدعاية الحديثة على أساس علم النفس وعلم الاجتماع وعلم النفس الاجتماع. حيث تقول آمال ابراهيم عبد الرحمن (كانت إسرائيل تستعمل الدعاية، أكيد كان ثوار يعملوا عمليات أو انه ناس تعمل عمليات وتهرب مثلا تتخبى في بيت جبرين، اكيد أول اشي نتيجة الدعاية والخوف اكيد نصهم او معظمهم هربوا من الخوف والنص الثاني هرب لما شاف الضرب لما شاف انه تحت الامر الواقع لما شاف اليهود دخلوا وبكتلوا في الناس يعني اكيد هرب، في ناس ثاني مش بالسهولة انها تطلع حتى لو أجت اسرائيل اكيد كتلوهم ) وتقول حكمت عبد المجيد (هناك أول راحوا قالوا الدوايمة ذبحوهم في الطور كليتهم و طخوهم في المسجد )

و تتميز الدعاية بما يلي:

1. تنشر التخاذل, وتثبط المعنويات, وتعمل على تحطيم الدوافع والبواعث للقتال.
2. تجد الدعاية طريقها في كل كلمة مكتوبة أو منطوقة وفي كل صورة مرسومة ومطبوعة, وهي أكثر انسيابا في تيار الحياة اليومية للناس, وتسرى في النفوس دون ما ضجة ولا صخب إلى أن تنتهي بهم رويدا رويدا إلى تبديل الرأي والعقيدة وتغير الاتجاهات ثم اعتناق الآراء التي ترسمها لهم .
3. لها تكتيك يشبه تكتيك القتال, فهي تهاجم وتدافع وقد تنسحب من قطاع من الجبهة لكي تسدد ضرباتهم في قطاع آخر, وقد توهم بالهجوم من ناحية بينما هي تحشد قواها من ناحية أخرى.

- أنواع الدعاية في الحرب النفسية

1. الدعاية الإستراتيجية : ضد الشعوب المعادية لبث روح الاستسلام واليأس.
2. الدعاية التكتيكية: ضد القوات المسلحة المعادية, لبث روح الهزيمة.
3. الدعاية الخاصة: إلى البلاد المحايدة بغرض كسب تأييدها .
4. الدعاية البيضاء: الصريحة العلنية, ومصدرها معروف. وتتحمل الدولة مسئوليتها, وتستخدم جميع وسائل الأعلام.
5. الدعاية السوداء: الخفية السرية, وغير الرسمية, وهي غير مسئولة, وتصعب مقاومتها .
6. الدعاية الرمادية: لا يعرف مصدرها, وهي بين العلنية والسرية.

ومن أهم أهداف الدعاية في الحرب النفسية ما يلي:

1. تغير الفكر والاتجاه, وتغير القيم والمعتقدات والرأي والسلوك تغييرا من شأنه أن يحقق الكسب لنا والخسارة للعدو.
2. أحداث الفرقة بين صفوف العدو وزعزعة إيمانه بمبادئه ومعتقداته وأفكاره وخفض قدرة العدو القتالية بأضعاف روحه المعنوية وزعزعة معتقداته التي يؤمن بها والتشكيك في قدرة العدو على تحقيق النصر في حال نشوب القتال, مع تهيئة جماهيرهم للوقوف ضد فكرة الحرب وبث الرعب والخوف في قلوب قوات العدو المحاربة, وحملهم على الاستسلام والفرار, وبث روح التذمر والتمرد بين جنودهم
3. كسب العدو فكريا, ودعم المكاسب فيما أحتل من أرض العدو, وإظهار أن قضية العدو خاسرة, واستغلال الفكرة التي تزعم أنه لا جدوى من المقاومة, واللعب بنفسية الشعب والقوات المعادية, ورفع معنويات العناصر الموالية في أرض العدو حتى يحين الوقت المناسب لاستخدامهم
4. الخداع والتمويه الاستراتيجي, وتشجيع الآمال الزائفة, والتقليل من شأن انتصارات العدو, والتهويل من شأن هزائمه .
5. كسب التأييد والرأي العام العالمي, وتنمية الاحتفاظ مصداقية الدول الحليفة, والحصول على صداقة الدول المحايدة. وإظهار عدالة القضية التي يقاتل من اجلها .
6. المحافظة على روح القتال في الشعب وتنميتها. ورفع معنويات السكان المدنيين وتوجيه أفكار الجمهور لتقبل فكرة الحرب وما قد ينتج عنها .

- وسائل الدعاية في الحرب النفسية

1. الإذاعات حيث توجه إلى الدولة المعادية مثلا نشرات الاستسلام
2. السينما والتليفزيون حيث تقدم الصور التي توضح القوات والصور التي توضح ضعف وهزيمة العدو, وتلعب الصحافة دورا هاما في عملية الدعاية عن طريق الأخبار والنشرات والتحقيقات الصحفية .
3. وهناك عدد من الوسائل التي تحقق الأهداف ومنها الكتيبات والمنشورات, ومكبرات الصوت, والأحاديث الفردية والجماعية, والاستعراضات العسكرية( استعراض القوة والتفوق), والمعارض, كذلك يستغل الزوار الأجانب وطريقة معاملتهم لتحقيق أهداف الدعاية. وقد لجأت بعض الجيوش إلى استخدام دبابات الدعاية التي لا تفتح نيران المدافع بل تفتح أفواه مكبرات الصوت, وطائرات الدعاية التي لا تقذف بالقنابل بل تلقي المنشورات.

- الشائعات في الحرب النفسية

الشائعة هي موضوع خاص يتناوله الأفراد بواسطة الكلمات بقصد تصديقه أو الاعتقاد بصحته دون توافر الأدلة اللازمة على حقيقته . يقول جعفر حسني محمود الحليقاوي ( مش كل القرى تعرضت لاعتداء مباشر من اليهود، مش كل القرى بس سمعوا عن المجازر والاغتصابات للنسوان والجاليات اليهودية بثت الرعب في قلوبهم هذول الجماعة وكانوا جماعة جهّال عالبساطة عايشين مش هالوعي ومش هالتعليم، كان الشرف عندهم يعني الواحد يخسر ارضه يخسر دمّو بس ما يخسرش شرفه، في منهم قالوا انه بتعرضن الحريم للاغتصاب وللخطف خافوا على شرفهم اكثر من خوفهم على ارضهم، القرى مثل بيت جبرين اعتقد انهم من الدعاية الّي انبثقت من خلال الجاليات اليهودية خافوا )

ومن أهداف الشائعات ما يلي :

1. تدمير القوى المعنوية وتقنياتها, وبث الشقاق والعداء( حملات نفسية من التشكيك) والإرهاب وبث الرعب في النفوس ( الهجوم بالإشاعة) .
2. استخدامها كستار دخان لإخفاء حقيقة, وللحط من شأن مصادر الأنباء, وكطعم بقصد أظهار الحقيقة من جانب آخر.
3. تحطيم وتفتيت معنويات الجبهتين العسكرية والداخلية.

ومن سمات الشائعات :

1. الإيجاز, وسهولة التذكر, وسهولة النقل والرواية, والتناقض, والأهمية والغموض .
2. القانون الأساسي للشائعة هو "( قدر الإشاعة السارية يتغير تبعا لمدى أهمية الموضوع عند الأشخاص المعنيين وتبعا لمقدار الغموض المتعلق بالمسألة المعنية( والعلاقة بين الأهمية والغموض ليست علاقة أضافه وإنما علاقة تضاعفية) ".
3. تبدأ الشائعة من إيجاد خبر لا أساس له من الصحة, أو تلفيق خبر فيه أثر من الصحة, أو المبالغة في نقل خبر فيه خبر فيه شيء من الصحة.
4. تزدهر الشائعة على الإخبار, وعندما تكون الإخبار في أقصى وفرتها وحينما يرتاب الأفراد في الإخبار.
5. الشائعة تنفس عن المشاعر المكبوتة, وتشعر راويها بأنه رجل مهم ومتصل ببواطن الأمور.

ومن أنواع الشائعات ما يلي :

1. الشائعة الزاحفة..... وهي التي تروج ببطء وهمسا وبطريقة سرية.
2. الشائعة الغائصة.... وهي التي تروح ثم تغوص تحت السطح لتظهر مرة أخرى عندما تتهيأ لها الظروف.
3. الشائعة الهجومية... وهذه توجه ضد العدو.
وتنقسم الشائعات حسب موضوعها إلى إشاعة أتهامية, وإشاعة توقعية, وإشاعة مروعة( غولية) وإشاعة الفضول( الاستطلاع), وإشاعة هدامة, وإشاعة مفرقة, وإشاعة مثيرة لأعصاب, وإشاعة الخوف, وإشاعة الكراهية والعداء, وإشاعة ملتهبة, وإشاعة سوء السلوك, وإشاعة جنسية, وإشاعة سامة, وإشاعة شريرة, وإشاعة الأماني .

ومن أهم أساليب مقاومة الشائعات ما يلي :

1. تعاون اعضاء المجتمع في الإبلاغ عن الشائعات, وتكذيبها وعدم ترديدها .
2. تكاتف وسائل الإعلام المختلفة من اجل عرض الحقائق في وقتها وإشاعة الثقة بين المواطنين, وتنمية الوعي العام وتحصينه ضد الحساسية النفسية بصفة عامة وضد الشائعات بصفة خاصة.
3. التوعية المستمر لتثبيت الأيمان والثقة بالبلاغات الرسمية عن طريق الندوات والمحاضرات والمناقشات .
4. اقتفاء خط سير الشائعة والوصول إلى جذورها, وإصدار البيانات الصحيحة الصريحة, والتخطيط الشامل وتكاتف الجهود .
5. الثقة بالقادة والزعماء, والثقة بأن الأمور العسكرية تحاط دائما بالسرية والكتمان, والثقة بأن العدو يحاول خلق الشائعات عندما لا تتيسر لديه الحقائق .

وهكذا عملت الحرب النفسية دورها بجانب الحرب العسكرية ضد الشعب الفلسطيني , وأجبرته على الخروج من أرضه ودياره , يعيش طريدا شريدا لاجئا في مخيمات اللجوء فوق كل ارض وتحت كل سماء في أصقاع الأرض بقاراته المختلفة .

ولا زالت دولة الاحتلال وأعوانها وذيولها تمارس الحرب النفسية ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية ليومنا هذا , عبر العديد من الوسائل والأساليب والأدوات منها القديمة ومنها ما يتناسب مع روح العصر والتقدم , إلا أن بناء إرادة الحق والقوة لدى المواطن , ووعيه ومعرفته بأساليب المحتل , اضعف من تأثير هذه الحرب , وجعل الناس يتمسكون بأرضهم ووطنهم , وحقهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها .

- إعداد : يوسف ابوراس

ملاحظة

المراجع :-

أبو أنور , معن ( 2006 ) . الحرب النفسية ضد الأمة العربية
الخير , مجمود ( 2004 ) . هل حقق بوش الصليبي.. رسالة الرب له .
زهران , حامد (2000) . علم النفس الاجتماعي .
شليفر , رون (2007) .الحرب النفسية في إسرائيل رؤية جديدة , المركز العربي للدراسات المستقبلية
صلاح الدين , عماد (2008) . سيكولوجية حق العودة
عمرو , تيسير ( 2007 ) . قرية بيت جبريل في الذاكرة الجماعية الفلسطينية : رسالة ماجستير
ندا , عادل ( 2005) . الحرب النفسية غسيل المخ .

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

5 من الزوار الآن

876679 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق