Categories

الصفحة الأساسية > 4.0 العملانيات > حرب التحرير الشعبية > إستراتيجية وتكتيك حرب العصابات

17 آذار (مارس) 2018

إستراتيجية وتكتيك حرب العصابات

تعتبر حرب العصابات من الناحية الإستراتيجية جزءاً مكملاً لحرب الحركة أو الحرب النّظامية التي يخوضها الجيش النّظامي ضمن إطار وخطّة حرب التّحرير.
ولما كانت الإستراتيجية تتأثر بالواقع سلباً وإيجاباً، وأنَّ واقع هذه الحرب يبدأ بمجموعة صغيرة تؤمن بمبدأ أو عقيدة، فليس لهذه المجموعة إلا أن تتسلّح بمبادئ إستراتيجية معينة تتيح لها استمرارية وتطوير العمل وهذه المبادئ هي:

1- العمل من خلال تنظيم عقائدي.

2- الحرص على الحسم السياسي للصراع كأسبقية أولى وبدرجة أكبر من الحسم العسكري.

3- التعبئة وتأييد الشّعب.

4- كسب التأييد الدّولي.

تكتيك حرب العصابات:

على الرغم من أنَّ إستراتيجية العصابات دفاعية، فإن تكتيك هذه الحرب هو تعرضي (هجومي)، وعلى الرغم أيضاً من اختلال ميزان القوى ضد مصلحة العصابات على المستوى الإستراتيجي فإنّها تسعى إلى تأمين التفوق على المستوى التعبوي (التكتيكي). وتطبق العصابات أساليب هجومية كالغارات والدوريات والكمائن وحرب الألغام والمتفجرات وقصف المواقع الحساسة بوحدات قصف متحركة (هاونات ومدفعية خفيفة وقاذفات صواريخ)، ومهاجمة المناطق المنعزلة وأرتال العدو والتصدي لطائرات العدو المقاتلة والمروحيات.

وأن هذه الأساليب وغيرها من الوسائل المتطورة تكون فعالة ومؤثرة تعمل على استنزاف جهد الخصم بشرياً ومادياً ومعنوياً، والإبداع والمرونة في الوسائل والأساليب ضروري ومهم لتحقيق مباغتة وإرباك العدو.ووفق المعادلة المعروفة التي يستخدمها وزير خارجية الولايات المتحدة الأسبق هنري كيسنجر (يكفي للأنصار والمقاومين أن لا يخسروا حتى يربحوا)

رجال العصابات

وفقاً للقانون الدّولي يعدّ رجال العصابات مشمولين في فئة القوات غير النّظامية ومثلهم كمثل جميع المقاتلين يتمتعون بحقوق مختلفة باختلاف إذا كان النزاع المسلح دولياً أو داخلياً.

وحسب اتفاقية جنيف الثالثة لسنة 1949 يعد رجل العصابات شخص يقاتل ضمن قوات غير نظامية مقاتلاً شرعياً في نزاع مسلح دولي شريطة أن يقاتل وفقاً لشروط معينة محددة .

ولكون رجل العصابات مقاتلاً شرعياً وفقاً لأحكام المادة من هذه الاتفاقية فله أهمية مزدوجة فأولاً إذا أسر من قبل قوات دولية معادية لا يقاضى أو يعاقب لمشاركته في القتال وثانياً ينبغي أن يعامل كأسير حرب حسب القواعد الدّولية السارية .

ولكي يمنح المقاتل امتيازات المحارب الشّرعية عليه الالتزام بالقواعد الأربع الآتية:

1- أن يقوده شخص مسؤول عن مرؤوسيه، ويقصد بهذا الشرط ضمان أن يكون للقوات غير النّظامية نظام قيادة وانضباط قادراً على الالتزام بقوانين الحرب.

2- أن يرتدي شارة أو قطعة قماش مرئية عن بعد تشير إلى أنه عسكري.

3- أن يحمل سلاحهُ علناً ليشير إلى وضعه العسكري وليتميز عن السكان المدنيين.

4- أن يلتزم بقوانين الحرب.

وفي ضوء ما تقدم يمكن أن نوضح بان حرب العصابات هي وسيلة ثورية وعقائدية مسلحة وهي أحد وسائل وتقنيات حروب التحرير الوطنية التي تستنزف جهد الخصم والاحتلال بالذات بشرياً ومعنوياً ومادياً.

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

5 من الزوار الآن

916830 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق