Categories

الصفحة الأساسية > 3.0 الخلاصات > تاريخ ومعارك > معركة سحق اليانكي في فيتنام

10 آذار (مارس) 2013

معركة سحق اليانكي في فيتنام

تمهيد

انتهت الحرب العالمية الثانية بتغيير سياسي كبير في العالم وتغيرت معها ميزان القومي حيث ظهرت الاشتراكية في أوروبا وأسيا وفقدت بعض البلدان نفوذها في العالم مثل ألمانيا واليابان وإيطاليا وخرجت بعض الدول من هذه الحرب ضعيفة مثل بريطانيا وفرنسا وظهور الولايات المتحدة لتأكد زعامتها للعالم الرأسمالي

بعد هذا التدهور في العالم وظهور دول تتزعم العالم قامت الولايات المتحدة بفرض نفوذها على المستعمرات البريطانية والفرنسية ودحر الاشتراكية وتقليل من مدها ونفوذها ومحاصرتها وجعلها المبرر الوحيد لشعبها أولا ثم شعوب العالم ثانيا ومن هذه المعارك معركتها في فيتنام التي تبعد عن أراضيها 13 ألف كم في منطقة الهند الصينية والتي كانت تحت السيطرة الفرنسية من عام 1945-1954 م 0

أخذت الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل بشكل مباشر في فيتنام بعد طلب فرنسا مساعدات عسكرية ومالية منها حيث ( بلغت هذه المساعدات نحو أربعة آلاف ومليون دولار عام 1954) وأخذت الولايات المتحدة الأمريكية منحنى أخر في التدخل في فيتنام حيث تم تجنيد العديد من العملاء لتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد حيث وجدت أخيراً ما تصبوا إليه من خلال السياسي الفيتنامي (دييم ) والذي كان يتحد من أسرة عريقة إقطاعيا وواسعة الشراء وقد شغل منصب وزير الداخلية عام 1933 ثم عزل وهاجر إلى أمريكا حيث تلقته أجهزة السياسة الأمريكية الراغبة في السيطرة على موارد الهند الصينية

تطورت الأحداث كما سيمر معنا خلال البحث إلى حرب فيتنام التي اتخذت سلسلة من الكفاح التحرري والتحدي ضد الاحتلال ومحاولات التقسيم وقد استثمرت أمريكا قواتها العسكرية في فيتنام ( فلم تكن الحرب مجرد هزيمة عسكرية للسمعة الأمريكية العسكرية والسياسية بل كانت ضربة قاسية لقدرة الولايات المتحدة الاقتصادية وخاصة إنها استنزفت قواها المالية حتى الاحتياطي الأمريكي من الذهب) حيث أتطلق عليها أحد الكتاب الأمريكيين اسمه ( المأساة الأمريكية ) في كتاب عنوانه كندي وجونسون أصول الحرب الفيتنامية ، المأساة الأمريكية للكاتب دافيد كبزر ، حيث نشر في هذا الكتاب العديد من الوثائق التي يتم نشرها للمرة الأولى عن هذه الحرب .

لقد رفض الفيتناميون التقسيم الذي يقسم البلاد إلى بلدين فيتنام الشمالية وفيتنام جنوبية على جانبي خط العرض 17 ( بعد إنهاء الحرب الفيتنامية الفرنسية 1950-1953 وتم الإتفاق على تقسيم البلاد ) والتي تتم إعادة توحيدها بعد عامين فقط الى دولة ذات سيادة حيث كانت الشمالية جمهورية ديمقراطية ذات صلة مقيدة مع الاتحاد السوفيتي والصين الشعبية والجنوبية ذات حكم دكتاتوري تتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية

فيما يلي دراسة وتحليل الحرب الفيتنامية وبيان أسباب النجاح والفشل والدروس المستفادة مع بيان مبادئ الحرب التي طبقت والتي لم تطبق والآثار المترتبة عليها

تطور الأحداث حتى بداية الحرب


بعد أن أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية الحل السلمي للحرب الفيتنامية الأمريكية عام 1954 بدأت بالتدخل في شؤون فيتنام الداخلية حيث نقلت (تغودين دييم)إلى فيتنام الجنوبية يتولى رئاسة الوزراء في تموز 1954 في سايجون بعد أن أجبرت حكومة الأمير بولوك الموالية للفرنسيين على الاستقالة وشرعت في تشكيل حلف عرف باسم حلف جنوب شرق آسيا

عمل دييم على تصفية الوجود الفرنسي في الجنوب وتم إجلاء الفرنسيين عن فيتنام الجنوبية حسب اتفاق جنييف وبالفعل تم إجلائهم في ربيع عام 1956 وقام بطرد المستشارين الفرنسيين والخبراء واستبدلهم بخبراء أمريكيين لتدريب الجيش الجديد حيث بلغ عدد الخبراء الأمرييكين 3 آلاف من بينهم 1000 مستشار عسكري حيث بلغ عدد الجيش 150 ألف جندي بالإضافة إلى قوات الدفاع الإقليمي ووات الأمن والبوليس السري هذا بعد إن أعلن الجمهورية ونصب نفسه رئيساً لها في 23تشرين أول 1955 وكان من أول قراراته منع توحيد شطري فيتنام بحجة عدم تمتع الشعب الشمالي بحرية وكانت اول مساعدة مالية سخية الى حكومة سايغون منحها الرئيس الأمريكي ايزنهاور وزدادات مع مرور الزمان عام 1954

بدأ دايين بحملة اعتقال واسعة للشعب حيث تم اعتقال عشرات الآلوف من المواطنين والديمقراطيين وكذلك اشتدت اعمال القمع والعنف حيث اضطر كثيراً من المواطنين الى الفرار الى الشمال وبلغ عدد المقتولين والمفقودين ما بين عامي 1954 –1956 حوالي 15 الف واكثر من 250 الف معتقل خلال هذه الفترة

نتيجة لتلك الأوضاع ضهر في الشمال مجموعة بزعامة هوشي منه للتخلص من نظام دييم وامتدت الثورة الى الجنوب من اجل التخلص من هذا النظام وتحرير الجنوب من السيطرة الأمريكية ففي عام 1960 تأسست الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام المعروفة بإسم الفيتكونغ وقد فرضت هذه الجبهة وجودها خلال سنوات قليلة على معظم المناطق الفيتنامية الجنوبية بعد تطور الأحداث في فيتنام وذلك من خلال القتل والقمع واحراق القرى حتى وصل عدد القرى المحروقة الى 200 قرية عام 1959 وازدادت المقاومة للشعب والقبائل الفيتنامية ضد قوات دييم

وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تأيدها ووقوفها التام خلف حكومة سايغون بل ان الرئيس الأمريكي كندي وقع معاهدة صداقة تعاون اقتصادية بين بلاده وفيتنام في نيسان 1961 وفي نيسان من نفس العام اكد الرئيس عزمه مساعدة حكومة دييم اقتصادياً وعسكرياً فلوصل الجيش الأمريكي الى سايغون وكانت البداية 400 جندي عهد اليها المروحيات العسكرية وفي السنة الثانية بلغ عدد الجنود الأمريكان في فيتنام الجنوبية 11 الف جندي كما تم تأسيس قيادة امريكية في سايغون منذ كانون ثاني 1962 تحت رئاسة الجنرال هاركز وواصلت الولايات المتحدة دعمها الى دييم حتى وصل عدد الجنود الأمريكان 25 الف واستخدم خلال هذه الفترة المروحيات من اجل قمع الثوار ضد النظام الرئيس الجنوبي حيث بدأ تدهور الموقف العسكري بالنسبة للثوار ونجاحا جزئيا من الناحية العسكرية لخطة الحرب الخاصة التي وضعها الأمريكان وفي عام 1962 ايضا شهدت هذه الفترة مسك قوات دييم لزمام المبادرة العسكرية من الناحيتتين الإستراتيجية والتكتيكية

عملت حكومة دييم على إجبار السكان الى هجر قراهم الأصلية وأراضيهم التي زرعوها لتسكنهم في قرى اشبه بمعسكرات الإعتقال ومنعهم من مغادرتها إلا نهاراً للعمل في الحقول القريبة وكانت هذه القرى محاطة بالأسلاك الشائكة والألغام ولذلك عهدت المقاومة الى حفر الأنفاق من اجل الإغارة على القوات الأمريكية وهذه القرى وبذلك استخدم تكتيك جديد في الحرب يتمثل بحفر الأنفاق والسراديب التي تساعد على الغارات الخاطفة وإيقاع القوات المعادية في المصائد وتحصنهم ايضا من القوات الأمريكية وقد تم استخدام قاذفات ( ب- 52) في هذه المعارك

في عام1963 بدأت الثورات على النظام الحاكم حيث تم الإطاحة بنظام دييم وتصفيته جسديا بعد ان وصلت بعد عاميين من الإنقلابات العسكرية على رأ س الدولة ووصل الحكم الى ثيو في 19 حزيران 1965 واصبح بذلك رئيسا للدولة والجنرال كادكي رئيسا للوزراء وبذلك اصبحت الولايات المتحدة قادرة على التدخل العسكري المباشر في الصراع الذي يخوضه الشعب الفيتنامي للجنوب من اجل التحرير والإشتراكية والوحدة مع الشمال

وجدت امريكا الفرصة سانحة حين هوجمت بعض قاذفاتها البحرية من طرف جبهة التحرير الوطنية في خليج تونكين مما دفع الرئيس الأمريكي الى اصدار الأوامر الى الطيران العسكري الأمريكي بقصف قوات الثوار الفيتناميين الشمالية كرد فعل لما اصاب الأمريكان وفي شباط عام 1965 توالى القصف الأمريكي لفيتنام الشمالية وفي 6 اذار التالي تم اول انزال للبحرية الأمريكية في جنوب وانانغ وظل الوجود العسكري الأمريكي يزداد في فيتنام ليبلغ في نهاية 1965 ما يناهز 23 الف جندي ووصل عام 1968 55 الف جندي وظلت امريكا تضغط على هانوي من اجل ترك دعم الثوار الجنوبيين لم تترك امريكا وسيلة ضغط على هانوي الا استعملتها بدءاً من التهجير القصري للسكان ومرورا بتصفية الشيوعيين الموجودين في الجنوب واستعمال الطائرات( ب – 52) وكذلك تحطيم الغطاء النباتي وانتهاءا بالقصف للمدن والمواقع في الشمال الفيتنامي خاصة تلك المواقع بين خطي عرض 17-20 ولم يؤثر الرعب الأمريكي والأله الحربية المتطورة في معنويات الشعب الفيتنامي ولا في مقاومتهم بل تفرقوا في الأرياف ومراكز الانتاج الزراعي وهم يتمتعون بمعنويات مقاومة عالية ولم يستطع الأمريكان من قطع طريق (هوشي منه) الذي تمر منه الإمدادات نحو الثوار

الموقف الدولي

موقف الدول العظمى من الحرب

- بريطانيا
الحكومة البريطانية أيدت بصفة عامة السياسة الأمريكية في فيتنام ولكنها لم تكن ترغب بالتورط عسكرياً في فيتنام لأسباب اقتصادية وعسكرية وسياسية ، ومع ذلك فقد أرسلت بعثة أطلق عليها بعثة البوليس والإدارة المدنية برئاسة الجنرال تومسون خبير الحرب المضادة للعصابات في مستعمرات بريطانية سابقة للمشاركة مع الولايات المتحدة في ما أطلق عليه الحرب الخاصة .

- فرنسا
كانت فرنسا من اشد الدول الغربية معارضة لسياسة الولايات المتحدة في فيتنام خصوصا بعد الانسحاب العسكري الفرنسي من الهند الصينية وتضاؤل نفوذها العسكري والسياسي في هذه المنطقة .

- الاتحاد السوفيتي
موسكو كانت تدعم الثورة الفيتنامية وكانت تمدها بالسلاح والعتاد وكانت المواجهة بين أمريكا والثوار تتم بسلاح أمريكي ضد سلاح شرقي .

- الصين
وقفت الصين إلى جانب الثوار طوال فترة الثورة وكانت تمدهم بالأسلحة والمعدات وتدعمهم ماديا ومعنويا .

الموقف الإقليمي

- تايلاند
كانت تايلاند تعتبر من اشد المناصرين لسياسة الولايات المتحدة في فتينام لأنها كانت تخشى من زحف الاشتراكية عليها وكانت تايلاند في الأصل عبارة عن قاعدة أمريكية

- الفلبين
كان يوجد معاهدة دفاع مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والفلبين فلذلك كانت تؤيد التدخل الأمريكي في فيتنام ، وقد أرسلت بقوات خاصة لدعم الحرب الخاصة .
جـ. كمبوديا . كان نظامها مواليا لأمريكا إلا أن هذا النظام كان يواجه ثورة مسلحة هو الأخر وكانت هذه الثورة تتعاون مع الثوار الفيتناميين

الموقف العام للدول المتحاربة

الأهداف العامة من الحرب

أ. فيتنام .
(1) منع التدخل الأمريكي في سياسة بلادهم .
(2) إحراز السيطرة السياسية عمليا على فيتنام الجنوبية .
(3) تحقيق سياسة حكومية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول الاخرى وتركيز جهودها في توحيد فيتنام .
(4) محاولة بناء قاعدة عريضة من الدعم العالمي تتركز أساسا في دول الكتلة الشيوعية ممثلة بالصين والاتحاد السوفييتي .

ب. الولايات المتحدة الأمريكية .
(1) منع تطبيق نظرية " الدومينو" وهي انتشار الشيوعية في جنوب شرق آسيا ، حيث ان الشيوعية بدئت تسقط الحكومات والدول المجاورة تباعا بدءاً من فيتنام الجنوبية .
(2) مطامع الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا ، ففي عامي 1950 و 1952 تدفقت المساعدات الأمريكية العسكرية للفرنسيين وتوالت البعثات الإدارية والاقتصادية والعسكرية وبدأت المشاركة الأمريكية للفرنسيين من خلال الخطط العسكرية الميدانية التي كان من نتائجها معركة " ديان بيان فو " ، بعد ذلك حاولت واشنطن تعطيل التسوية السياسية خلال مؤتمر جنيف وقامت في عـامي 1955 و 1956 بتنفيذ الخطوات التالية :
(أ) إقامة نظام جديد في جنوب فيتنام برئاسة صديقهم " نغو دين دييم " وإزاحة الإمبراطور عن السلطة
(ب) خلق قاعدة سياسية عسكرية تابعة لها بعد تصفية النفوذ الفرنسي
(جـ) شن حملة تخريب ضد حكومة هانوي وتهجير المسيحيين إلى الشمال
(د) عرقلة تطبيق مقررات جنيف بين الشمال والجنوب
(3) تطور النفوذ الأمريكي من مجرد تقديم المساعدات العسكرية والمعونات المالية والاقتصادية إلى قاعدة سياسية عسكرية متكاملة في تلك المنطقة ، وخلال عام 1955 – 1959 سعى نظـام سايجون إلى تحقيق ما يلي:

(أ) الانتهاء من بقايا الثوار والمحاربين في المناطق الجنوبية ومطاردة القوى الوطنية والديمقراطية0
(ب) العمل على بناء القوات المسلحة والقوى الأمنية لتكون قوية وخالية من أي نفوذ اجنبي0
(جـ) القيام بشن العمليات التخريبية والنفسية ضد الشمال لعرقلته عن بناء المؤسسات الوطنية والاشتراكية

القوات المسلحة للطرفين

- القوات الجنوبية. بلغ عدد افرادها عام 1961 حوالي 170 الف مقاتل

- القوات الأمريكية
أ‌. شباط 1962 بلغ عدد الأمريكيين 11الف بقيادة الجنرال يول هاركز
ب‌. كانون الثاني 1965 بلغ عددهم 30 الف مقاتل
ج. نيسان 1966 بلغ عددهم 230 الف مقاتل
د‌. نيسان 1967 بلغ عددهم 448 الف مقاتل
هـ. نهاية عام 1968 بلغ عددهم 550 الف مقاتل

- القوات الشمالية كان عددهم عام 1965 حوالي 181 الف مقاتل ويشمل هذا العدد القوات النظامية والمليشيا

- الحلفاء
أ. 20 الف كوري جنوبي
ت‌. 7700 استرالي
ج. 2000 فلبيني ( غيرمقاتلين )
د. 15 الف تايلندي
هـ. 800 نيوزلندي

الموقف التعبوي في مسرح العمليات

وصف مسرح العمليات طبيعة الأرض

أ. الموقع . تقع فيتنام في الجزء الشرقي من جزيرة الهند الصينية التي تقع في جنوب شرق اسيا ، وتطل على بحر الصين الجنوبي وخليج تونكين من الشرق وتمتد في الغرب الى بورما ، وتحيط بها من الجانب البحري جزيرة تايوان (فرموزا) التي تكون في الوقت الحاضر (الصين الوطنية) ، ثم مجموعة جزر الفلبين ، ثم جزر اندونيسيا في الجنوب ، حيث تكمل القوس الكبير الذي يفصل بحر الصين الجنوبي عن المحيط الهادي ، وتحتل فيتنام الجزء الشرقي من شبه الجزيرة على شكل قوس كبير يتسع في الشمال وفي الجنوب ، وتتاخمها في الشمال الصين الشعبية ، حيث تتصل حدودها بحدود مقاطعتي يانان وكوانجسي ، وتتاخمها من الغرب لاوس وكمبوديا وتطل سواحلها الجنوبية والشرقية على بحر الصين الجنوبي والخلجان الممتدة منه ، ويتميز ساحلها بكثرة التعاريج التي تساعد على قيام الموانئ (1). الملحق " أ " يبين خارطة فيتنام السياسية .

ب. الأرض من الناحية الطبيعية .

(1) تضم فيتنام ثلاثة أجزاء رئيسية خارطة فيتنام الطبيعية .

(أ) الإقليم الشمالي . يعرف عند الفيتنامين باسم (الباكبو) أو القسم الشمالي ، ويتكون من سهل (تونكين) الذي يتكون من الرواسب التي يحملها النهر الاحمر ، ومجموعة الانهار المرتبطة به وهي النهر (الصافي) والنهر الاسود ، ويمثل نهري ( سونج ما) و (سونج كا) امتدادا جنوبيا لسهل تونكين.
(ب) اقليم جبال الوسط . يمتد جنوب خط عرض 17 ْ تقريبا ويسميه الفيتنامين جغرافيا باسم " تاين جوين " وهي سلاسل من الجبال تمتد متقطعة من الشمال الى الجنوب وتتميز في هذه المنطقة بشدة انحدارها نحو الساحل الشرقي ، وتتدرج نحو الداخل تجاه لاوس ، وتطل على البحر مباشرة في مواضع عديدة كما هو الحال عند (ديو نجانج) و(تورون) ، وتغطي سطحه تربة خصبة من مفتتات الصخور النارية القديمة والرسوبية الحديثة وتقطعها بعض النهيرات القصيرة التي تتجه نحو الساحل .
(جـ) اقليم كوشين الصين . يسميـه الفيتناميـن باسم " نامبو " او الاقليم الجنوبي ، ويتسع هذا السهل الجنوبي ليشمل دلتا نهر (الميكونج) الذي يعتبر من اوفر مناطق مناطق فيتنام مياهاً ، وتمتد المناطق السهلية جنوب الدلتا حتى الطرف الجنوبي الاقصى لفيتنام حيث رأس (كاما) ، ويمتد شمالا حتى الاطراف الجنوبي لمرتفعات أنام وسفوح هضبة (دالارك) ، ويمتد شرقا لا تفصله عن كمبوديا سوى الحدود السياسية ، ويتميز بان سطحه تغطيه رواسب نهر (المكونج) ، كما يتعرض لفيضان هذا النهر الذي يخلف المستنقعات التي تبقى مدة طويلة من السنة .

(2) تشكل الجبال والهضاب ثلاثة أرباع البلاد لكنها لا تشكل حدودا طبيعية لفيتنام لان سلاسل الجبال والأنهار والوديان تتداخل على مستوى منطقة الهند الصينية وقد سهل ذلك على التعاون وتبادل المساعدة بين القوات الثورية في كل من فيتنام ولاوس وكمبوديا .

(3) أعلى قمة جبلية يبلغ ارتفاعها 3143م (جبل فانغ سي بانغ) وتقع في المنطقة الجبلية الشمالية الغربية وتليها مجموعة من الجبال التي يتراوح ارتفاعها بين 2000 إلى ثلاثة ألاف متر وتقع معظمها في نفس المنطقة أما المستوى الثاني فيتراوح ارتفاعها بين ألف وألفي متر ويتوزع في المنطقتين الشمالية والوسطى بينما تبلغ نسبة المرتفعات التي لا يتجاوز ارتفاعها خمسمائة متر حوالي30% من مساحة البلاد وتعتبر امتدادا للهضاب الصينية الجنوبية ويقسمها وادي النهر الأحمر إلى كتلتين تتجه أحداها إلى الجنوب والأخرى إلى الشرق أما المنطقة الجبلية الثانية في فيتنام فأنها تقع في جنوب فيتنام الوسطى وتستمر لتحتل شمال فيتنام الجنوبية ، ومن الناحية العسكرية شكلت المناطق الجبلية مناطق صالحة للتمرد والعصيان كما اتخذت كقواعد منيعة لكثير من الحركات المسلحة وفي الحرب استفادت القيادات الوطنية من تلك المناطق لإنشاء قواعد مسلحة فيها .

(4) السهول تشكل حوالي ربع مساحة البلاد وتتركز شمالا في دلتا ووادي النهر الأحمر سهول (باك) الشهيرة البالغة 15 ألف كم مربع وحول نهري "كاو وما " وشريط ضيق في فيتنام الوسطى اما في فيتنام الجنوبية فتوجد أغنى المناطق السهلية في دلتا نهر الميكونغ وفروعه وانهار (سايجون وفام تاي وفام دانغ) .
(5) شكلت الأنهار ميدانا ملائما لحرب المقاومة الوطنية وحرب العصابات الثورية ولعبت الطرق المائية دورا متميزا في خدمة تكتيكات الثورة في مواجهة التقنية العسكرية الأمريكية المتطورة .
(6) مساحة الغابات تبلغ حوالي 16 مليون هكتار تغطي 43% من مساحة البلاد وهي غنية بأنواع مختلفة من الأشجار المثمرة التي تصل إلى مائة نوع والأشجار الطبية غير المثمرة التي تبلغ حوالي ألف نوع إضافة إلى الثروة الخشبية الهائلة.

جـ. الأرض من الناحية التعبوية
تمتاز فيتنام بطبيعة البلاد القاسية كونها جبلية كثيرة الزلازل والبراكين والعواصف المائية خاصة المنطقة المدعوة "بالتايفوق" وبكثرة الأعشاب مما يعيق تقدم القوات ويجعل عامل الاستطلاع ضعيفا، والمنطقة من الناحية التعبوية بالنسبة للقوات الامريكية لا تصلح لخوض العمليات القتالية للوحدات المدرعة والميكانيكية ، ولا تصلح لتقدم الوحدات لكثرة المستنقعات فيها ، ومعظم المناطق توفر إمكانية التخفية والتستر ، على العكس منها بالنسبة للقوات الفيتنامية سواء النظامية أم الثورية فأنها خدمتها بشكل ممتاز كونهم يقاتلون بنظام المجموعات الصغيرة وعلى شكل حرب العصابات، وكذلك يجب أن لا يغيب عن الذهن انهم اعرف بمسالك الطرق وخفايا الأمور أضف إلى ذلك الغابات الاستوائية التي كانت سببا لفشل فاعلية الأجهزة الإلكترونية وشكلت تحديداً كبيراً على عمل الآليات والأجهزة ، وسببا لفشل كثير من عمليات التقدم وتأخرها .

د‌. المناخ
أ. الأرض الفيتنامية داخل المنطقة المدارية تتوسط منطقة شرق آسيا واقرب إلى منطقة مدار السرطان منها إلى خط الاستواء .
ب. الشتاء يمتد من تشرين ثاني إلى نيسان وهو بارد قليلا وجاف مع بعض الموجات الأكثر برودة أحيانا ومعدل درجة الحرارة فيه تصل إلى 20 درجة مئوية تهبط بعض الأحيان إلى 5 درجات في شهر كانون أول وكانون الثاني .
جـ. الصيف يمتد من أيار إلى تشرين أول وهو حار ورطب وتصل الحرارة أحيانا فيه إلى 38 درجة مئوية والرطوبة تتراوح بين 80-100 بالمائة وفي هذا الفصل تشهد البلاد الفيضانات والأعاصير وخاصة في شهري تموز وآب ويتراوح منسوب الأمطار بين 122-160 ملم ويصل أعلى منسوب في الشمال إلى 700 ملم ، وتتعرض منطقة فيتنام وقت الانتقال من الصيف الى الشتاء لعواصف رعدية شديدة تعرف باسم " التيفون " ، وكثيرا ما يكون لها أثر سيئ اذ قد تدمر الزرع ، وتهدم الابنية وتسبب الفيضانات الخطرة .
ترتب على اختلاف ظروف المناخ في الجزء الشمالي ذي المناخ المعتدل ، عن الجنوبي ذي
المناخ الحار ، عن مناطق الجبال ، الى اختلاف في طبيعة الحياة النباتية ، ففي الشمال تنمو الغابات ذات الاشجار النفضية مثل الزان والبلوط وفي الجنوب وعلى السفوح المنخفضة من الجبال تنمو الاشجار المدارية مثل اشجار (التاك) وتنمو في الاجزاء المرتفهة من الجبال والهضاب الحشائش المدارية الطويلة التي تسمى (السافانا) بينما تنمو في مناطق الهضاب الشمالية حشائش المناطق المعتدلة الدفيئة والتي تسمى (الاستبس) .

تأثير المناخ على العمليات المناخ الفيتنامي الصعب كان احد العوامل السلبية من الناحية العسكرية بالنسبة للقوات الامريكية ، وكثيرا ما تأثرت القدرة القتالية والحالة المعنوية للجنود الأمريكيين رغم المعالجات التقنية المحدودة وفي المقابل كان المقاتلون الوطنيون معتادون على جو بلادهم مما جعلهم أكثر قدرة على الحركة والمناورة وأكثر جلدا كذلك فان التفوق الجوي الأمريكي كثيرا ما واجه المشاكل الناتجة عن تجمعات الغيوم الداكنة في سماء فيتنام.

قادة الطرفين

- قادة فيتنام الجنوبية

أ. نغو دين دييم . سليل أسرة إقطاعية واسعة الثراء في وسط فيتنام ، عريقة الارتباط بالمستعمرين تاريخياً ، عمل كوزير داخلية لحكومة الإمبراطور ( باوداي ) في عام 1933 ، استبدل الفرنسيين بشخص أخر لشغل منصبه لذا اصبح شديد الكره للفرنسيين ، وظل يحمل حقداً شخصياً على فرنسا ، ثم عمل في المخابرات اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية ، أسس حزباً سياسياً موالياً لليابان ، قبض عليه بعد نجاح ثورة آب 1945 وأمضى في السجن ستة أشهر ، ثم أخرج عنه من قبل " هوش منه " على أمل أن يؤدي ذلك إلى جعله يربط مصيره بقضية وطنه ، لكنه هاجر إلى أمريكا بدعوى الورع الكاثوليكي وتلقته أجهزة السياسة الأمريكية الراغبة في السيطرة على موارد منطقة الهند الصينية الغنية بالثروات الطبيعية . في بداية شهر تموز 1954 أرسلته على متن طائرة خاصة إلى سايغون ليتولى رئاسة الوزراء في فيتنام وقد عمل بسرعة على تصفية الوجود الفرنسي وفي 26 تشرين الأول 1956 أعلن نفسه رئيساً للجمهورية بعداً استفتاء شكلي وقد سارعت أمريكا للاعتراف الفوري بالنظام الجمهوري الجديد وقام بتشكيل جيش جديد بلغ حوالي 150 ألف جندي وقد جرى تسليح وتدريب الجيش وفقاً للأسلوب الأمريكي . وخلال فترة حكمه فشل في تحقيق سياسة أمريكا في فيتنام لذلك دبرت وزارة الخارجية الأمريكية انقلاباً عسكرياً للإطاحة به وقد نفذ الانقلاب بالفعل ضده في أول تشرين الثاني 1963 بواسطة بضعة جنرالات من الجيش الفيتنامي الجنوبي وأعدم " دييم " وأخيه " نغودنه نهو ".
ب. نغوين فان ثيو . بتاريخ 9/6/65 قام بانقلاب عسكري وأقام با لحكم وبتاريخ 14//6/65 شكل مجلس رئاسة سمي مجلس قيادة الدولة الذي ضم 10 جنرالات وبتاريخ 19/6/65 اصبح رئيساً للدولة .
جـ. الجنرال كاوكي . من الجنرالات التي ساعدت نغوين فان ثيو في الانقلاب وعين رئيساً للوزراء في حكومة ثيو .

- قادة فيتنام الشمالية

أ. فولجين جياب .
(1) قاد قوات الثورة المسلحة في آب 1945 .
(2) تولى وزارة الداخلية في أول حكومة لجمهورية فيتنام الديمقراطية .
(3) اصبح القائد العام للقوات المسلحة الفيتنامية 1948.
(4) قاد معركة ديان بيان فو عام 1954 .
(5) اصبح وزير الإعلام عام 1960 .
(6) تولى رئاسة اللجنة العسكرية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي واشرف على معركة تحرير الجنوب .
ب. فان تين زونع .
(1) انضم إلى الحزب الشيوعي عام 1945 .
(2) عين في القيادة العسكرية العليا للثورة بعد مؤتمر تونكين ثم اصبح المفوض السياسي العام للجيش الوطني عام 1946 .
(3) تدرج في المواقع العسكرية حتى اصبح قائد فرقة .
(4) قاد معركة تحرير جنوب فيتنام 1975 .
(5) اصبح وزيرا للدفاع في جهورية فيتنام الاشتراكية .
جـ. تران قان تزا . مواليد 1919 ، اصبح قائد لقوات الثورة المسلحة في جنوب فيتنام عام 1963 .

-القادة الأمريكان

أ. الجنرال جونسون مكنمارا وزير الدفاع.
ب. ماكسويل تايلور رئيس هيئة الأركان الأمريكية .
جـ . الجنرال ويستمورلاند . وصل فيتنام يوم 8/3/1965 يقود الطلائع الأولى لمشاه البحرية الأمريكية وتم إبعاده عن فيتنام بتاريخ 12/4/1968 حيث تم تعين رئيساً لأركان القوات البرية في البنتاغون .
د الجنرال كراتيون ابرافر . حل محل ويستمورلاند

خطط الطرفين


- خطط الأمريكان

أ. خطة الحرب الخاصة :

(1) بعد أن تدهور الموقف العسكري والسياسي لنظام (دييم) سارعت الولايات المتحدة إلى دعم جيشه بالسلاح ليمال والرجال الذين حملوا لقب مستشارين عسكريين ، ووصل إلى العاصمة سايغون نائب الرئيس الأمريكي جونسون يوم 11 أيار 1961 ،وأعلن في مؤتمر صحفي بأنه تقرر زيادة عدد جنود جيش الجنوب ،كما ووصل الجنرال " ماكسويل تايلور " رئيس هيئه أركان حرب الجيش الأمريكي بسايغون واجتمع مع المسؤولين فيها ووضع خطة عسكري عرفت باسم "الحرب الخاصة "واهم قيودها .
(أ) خلق مناطق غير مأهولة بالسكان على طول خط عرض 17 الفاصل بين الشمال والجنوب وعلى طول الحدود مع الروس وكمبوديا ، عن طريق عظيم كل القرى الموجودة هناك ، واستخدام الغازات السامة لتطهير الأدغال ، وبذلك يتم عزل المناطق المحررة في جنوب فيتنام عن العالم الخارجي تماماً.

(ب) إقامة نحو 16 ألف "قرية استراتيجية " يحشد فيها ثلثا سكان الجنوب لعزلهم عن قوات المقاومة .
(جـ) بعد ذلك ، شن هجوم عسكري لإبادة كل قوات جبهة التحرير .
(2) لضمان تنفيذ هذه الخطة ، أنشئت قيادة أمريكية في سايغون تحت رئاسة الجنرال "هاركنز "، الذي قدر أن التفوق العددي لقوات "دييم " يبلغ عشرة إلى واحد تقريباً بالنسبة لقوات الجبهة وكان رأيه أن تريد النسبة إلى عشرين إلى واحد في نهاية عام 1962 حتى يمكن القضاء على مقاومة قوات الجبهة تماماً خلال ستة اشهر وبلغ عدد الجيش الأمريكي في فيتنام 25 ألف عسكري .
(3) في نهاية عام 1963 بدل أن تزيد لنسبة التفوق إلا أنها انخفضت 1:6 على الرغم من زيادة جيش دييم من 370 ألف رجل إلى 577 ألف وذلك نتيجة لتزايد عدد قوات الجبهة .

ب. الانقلابات العسكرية :

(1) أدت سياسة دييم إلى دفع اكثر القوى اختلافاً في فيتنام إلى الوحدة الوطنية ، ووجدت أمريكا أنها ستخسر الحرب الخاصة في جنوب فتنام لامحا له ، إذا استمرت مؤيدة لبقاء دييم في السلطة ، وذلك عهدت وزارة الخارجة الأمريكية إلى سفيرها في سايغون " كابوت لودج " بتدبير انقلاب عسكري للإطاحة بنظام "دييم" وعائلة ، وقد نقد الانقلاب بالفعل هذه في أول تشرين الثاني 1963 بواسطة عدد من الجنرالات من الجيش الفيتنامي الجنوبي ، واعدم "دييم" واضية "نغودنة نهو " وشكلت لجنة عسكري للإشراف على البلاد .
(2) خلال الفترة من أواخر 1963 حتى النصف الأول من عام 1965 وأمريكا تدبر الانقلابات باحثة عن الرجل القوي القادر على ممارسة وتطوير سياسة دعوة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التدخل العسكري المباشر يتوافق وقرار واشنطن بتدخل القوات البرية الأمريكية في العمليات العسكري جنوب فيتنام بشكل مباشر ، وتكون في 14/6/1965 رئيساً للدولة والجنرال كاوكي رئيساً للوزراء ، في اليوم التالي مباشرة انتهت فترت عمل "هزي كابوت لودج" كسفير لولايات المتحدة في فتنام الجنوبية .

جـ. النقاط المحمية وبرنامج إحلال السلام في الريف:

(1) افتعلت الولايات المتحدة الأمريكية حادثة خليج تونكين في 4آب 1964 وبدأت بشن الغارات الجوية على فيتنام الشمالي تمهيداً للسيطرة على القطاع الشمالي من البلاد قرب خط عرض 17 الذي يفصلها عن فيتنام الشمالية حتى يتم قطع الإمدادات عن الثوار في الجنوب . ومن ثم السيطرة على بقية الجنوب وتصفية الثوار وقد خصصت 65 ألف جندي أمريكي للسيطرة على المنطقة الشمالية من فيتنام الجنوبية بين " هوي " وخط عرض 17 و 200 ألف جندي للسيطرة على بقية الجنوب .
(2) اتبعت أمريكا استراتيجية " النقاط المحمية " فكانت الوحدات الأمريكية التي تصل تباعاً إلى فيتنام تتمركز في قواعد تؤمن لها درجة جيدة من الحيطة ولا تحاول في هذه المرحلة مطاردة قوات الثوار أو تمشيط المناطق الواسعة التي يسيطرون عليها خارج القواعد .
(3) كلفت القوات الفيتنامية الجنوبية بتنفيذ خطة استراتيجية سميت " برنامج إحلال السلام في الريف " الذي أعتمد على إقامة المزارع الاستراتيجية .

د. القصف الجوي :

هـ. الحرب الإلكترونية:

(1) إنشاء حاجز إلكتروني على طول الحدود الشمالية الجنوبية يتكون من جزأين أحدهما مضاد للأفراد والأخر مضاد للآليات متصل بغرفة العمليات الجوية وسمي هذا الخط بخط مكنمارا الدفاعي .
(2) كانت معارك الحرب الفيتنامية – الأمريكية حقل تجارب واسع لاستخدام المعدات الإلكترونية في الحرب ، فلقد استخدمت الولايات المتحدة في هذه الحرب عدد كبير من الأنظمة الإلكترونية المتعددة ولأغراض متباينة ( كشف ، إنذار ، سيطرة ، ملاحه ، توجيه ، اتصالات) .

- خطط الشماليين

أ. الهجمات الليلية الخاطفة . تقوم الخطة على الاتصال ليلاً بالقرى الاستراتيجية من قبل رجال جبهة التحرير الوطني بطرق تسلل مختلفة وتفاجئ الرئاسة الإدارية للقرية أو أسر أو قتل رجال الإدارة والسامية المحلية . وكذلك الهجوم على المواقع المحيطة بالقرى الاستراتيجية .
ب. القرى المحصنة . حفر شبكات طويلة من السراديب في القرى المحررة ، يبرز من بعضها فتحات ملاصقة للأرض ومموهة بمهارة وسط أشجار البامبو لإطلاق النار على العدد حال اقترابه من مشارف القرية والبعض الآخر للمواصلات بين قرية وأخرى واستخدامها للفرار أو الاختباء أثناء القصف الجوي أو المدفعي . وتحصين السراديب بشبكة معقدة من إلا فخاخ المموه المليئة بحراب البامبو والألغام .
جـ. حرب العصابات .
(1) التركيز على هجمات وكمائن صغيرة لتشتيت قوات العدو .
(2) اجتذاب قوات العدو الآلية وطائرات الهيلوكبتر إلى مناطق مختارة ثم إطلاق النار عليها من مسافات قريبة .
(3) التكتيك الذي يعرف " بإبادة مواقع العدو وإفناء إمداداته " والمتمثل في مهاجمة بعض المواقع الفردية من بعضها وإعداد كمين كبير مجهز بخنادق مموه كان يصل طوله في بعض الأحيان إلى ميل كامل .
(4) تطويق المدن بحزام من المناطق المحررة التي تسيطر عليها قوات العصابات.
د. استراتيجية الحرب طويلة الأمد . خطط الثوار لاستخدام مبدأي الانتشار والمناورات الاستراتيجية التي تمزج بشكل متناسق بين عمليات نظامية متحركة وعمليات العصابات تبعاً لخطة واحدة على المستوى العام لمسرح العمليات والتي تتضمن ضرب العدو في كل لحظه وفي كل المناطق والميادين بدرجات متفاوتة من الشدة وحجم القوات المشتركة فيها ، ويتفاوت نصيب العمليات النظامية وعمليات حرب العصابات في كل مرحله ضمن التركيب العملياتي العام في كل موجه من موجات العمليات وفقاً للظروف العامة المؤثرة في الموقف ، وتبعاً لتصاعد تأثير استنزاف العدد في العمليات السابقة ، وفي النتيجة عزل القواعد المعادية أو إضعاف التنسيق بينها وبين بعضها البعض وإفقاد القوات الأمريكية والفيتنامية الجنوبية قدرتها الهجومية بحكم أنها تضطر إلى الانتشار لحماية مختلف المناطق وطرق المواصلات التي تربطها .
هـ. الإجراءات المضادة للحرب الإلكترونية . تحلى الثوار الفيتناميون بروح الابتكار والتجديد المستمرين وركزوا على إعداد المقاتل إعدادا خاصاً وتزويده بمهارات ومعارف يستعين بها على استنباط وتنفيذ تكتيكات مضادة لمبادئ عمل الأجهزة الإلكترونية لتقليل فعاليتها . ومن الأساليب التي استخدموها :
(1) تضليل أجهزة الكشف الحرارية بإشعال الحرائق أو تفجير القنابل المحرقة في مناطق عملهم لتغطية تحرك الأفراد والآليات واستخدام وسائط نقل ليست لها مصادر للطاقة المحركة كالدراجات .
(2) تضليل أجهزة الشم بتعليق قرب مليئا ببول الإنسان فوق الأشجار مما يؤدي إلى اضطراب عمل هذه الأجهزة .
(3) تضليل أجهزة كشف الذبذبات بدحرجة الصخور أو إطلاق قطعان الماشية في مناطق تلك الأجهزة أو إدخال فرق انتحارية إليها لصرف نظر العدو عن القوة الرئيسية التي يقوم بمهاجمة أهدافها .

سير العمليات

030 عام 1962 كان عدد العسكريين الأمريكيين العاملين في فيتنام الجنوبية قد ارتفع من (2.000) الى ( 11 ) ألف فرد وتوفرت القوات المحلية المدربة جيداً، وتوفرت ايضاً قيادة أمريكية مع هيئات المستشارين والخبراء مع الوحدات الخاصة، وكذلك كانت القدرة على الحركة متاحة جواً وبراً(1).

في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية تستعد وتحضر لشن الحرب الخاصة كانت حرب العصابات الثورية تنتشر في مناطق جديدة وتفتح المزيد من القواعد الثورية ، وتم اقامة الحزب الشيوعي لجنوب فيتنام تحت اسم " حزب الشعب الثوري " (2) باعتباره حزب الطبقة العاملة وحزب الوطنيين ، وكان هدف الحزب قيادة الثورة من اجل تحرير الجنوب وتوحيد البلاد ، اما البرنامج السياسي فلم يختلف كثيراً عن برنامج جبهة التحرير الا ان هذا الحزب شكل محطة هامة في مسيرة الثورة لانه وفر الاداة التنظيمية الثورية الطليعية لقيادة الجبهة الوطنية وربط الحركة الثورية الجنوبية بقيادة الثورة في الشمال عبر القيادة الحزبية الواحدة

كانت الثورة الجنوبية تعمل على توحيد الاداء العسكري حيث أدمجت كافة الوحدات المقاتلة الثورية والمجموعات المسلحة التابعة للطوائف المختلفة في اطار واحد وتحت قيادة واحدة وتم إعلان قيام " جيش التحرير " رسمياً الذي ضم الاشكال الثلاث للقوات المسلحة الثورية وادخلت على البنية العسكرية للثورة تطورات كبيرة في مجالات التدريب والتسليح والتنظيم والعمل السياسي ، وتمكنت الجبهة الوطنية باجراء انتخابات واسعة للجان الادارية شملت 38 محافظة من اصل 41 محافظة وقسمت البلاد إلى سبعة مناطق واسعة وهكذا اصبح للثورة في المناطق المحررة جهازها الحكومي الفعلي الذي ضم هيئات اقتصادية وصحية وثقافية وتعليمية وجهازاً اعلامياً يضم اذاعة صوت التحرير ووكالة انباء التحرير وعدة صحف

في الربع الاول من عام 1962 عقدت الثورة الجنوبية المؤتمر الوطني للجبهة الذي حضره ممثلون من مختلف الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والطوائف الدينية والعرقية ، وقد قدر عدد اعضاء الجبهة الوطنية بحوالي 300 الف عضو ، وهكذا تكون الاستعدادات على الجبهة الثورية قد استكملت لمواجهة وإحباط الحرب الخاصة وقد اعتمدت الاستراتيجية الثورية المضادة على ثلاثة خطوط رئيسية هي النضال المسلح ، النضال السياسي ، والعمل الدعائي " الحرب النفسية " .

عمليات التنظيف والاكتساح


أ. كانت الاستراتيجية العسكرية للحرب الخاصة باشراف وزير الدفاع الأمريكي مكنمارا ، وتضمنت تلك الاستراتيجية القيام بعمليات تنظيف وتمشيط للمناطق الي يتواجد فيها الثوار لاستعادة الميادين العسكرية واسترداد الارض من جديد ، وقد شنت القيادة الأمريكية– السايجونية عمليات كانت بعضها طويلة الامد وبعضها الاخر قصيرة الامد وكانت القوات المشاركة في تلك العمليات كما يلي(1) :
(1) العمليات الكبرى استخدمت في هذه العمليات قوات نظامية مؤلفة من كتيبتين واحياناً فرقتين وهدفها تدمير القواعد الثورية بالتعاون مع قوات الحرس المدني وميليشيا القرى ، وقد تم تجميع الفلاحين والقرويين في القرى الاستراتيجية وارهابهم وحرق بيوتهم ، واولى العمليات الكبرى كانت خطة الدلتا التي قامت بتنظيف عشرة محافظات حول سايجون واشتملت على عدة حملات عسكرية ابرزها حملة " شروق الشمس" التي استهدفت محافظات في شرق الدلتا وكانت تساندها قوة جوية ومدفعية ، وقد خسرت قوات الحملة خسارة فادحة في تلك الحملة لانتشارها في تلك المناطق ، ومن الحملات الاخرى الكبيرة عملية " هوا ماي" ضد محافظة (كانوثو) وعملية (كولوا) ضد محافظة (جيا دنه) ، وعملية (هاي بين) ضد محافظة " فويين " وعملية " نبه تاي " ضد منطقة غرب الدلتا ، وعملية (ساو ماي) ضد محافظتي (لونغ ان) و(تاي نينه)، وهناك عملية (بلوداج) ضد محافظة (ثوداوموت).
(2) العمليات المتوسطة واستخدمت فيها قوات نظامية عددها ما بين كتيبة إلى كتيبتين وهدفها تدمير إقليم صغير او قرى صغيرة.
(3) العمليات الصغيرة واستخدمت فيها سرية واحدة وكانت تستخدم لاكثر من غرض وقد قامت بحوالي 27 الف عملية (1) .

ب. استندت هذه العمليات في مهمتها إلى سلاح الهليوكوبتر والاليات الحديثة مع كثافة في استخدام الاسلحة والمتفجرات كالغازات والكيماويات السامة ، وقد ادت هذه العمليات إلى خسائر فادحة بشرياً واقتصادياً ومادياً بين السكان وكانت اقرب إلى حملات التصفية والعقاب الجماعي حيث خلفت وراءها 80 الف قتيل و23 الف جريح و 275 معتقل ، ولم تعترف القيادة الامريكية سوى بمقتل ثلاثين الف فيتنامي حتى نهاية العام 1962 م ، وقد اعتبرت تلك العمليات ناجحة مما دفع القيادة الأمريكية لاستئناف العمل بتلك التكتيكات وتحقيق المزيد من الانتصارات ، والسبب في انحسار النفوذ الثوري في تلك المواجهات كان للتحول الكبير في ميزان القوى من حيث العدد والتقنية الأمريكية إضافة لتفريغ المناطق الريفية من سكانها وحشرهم في تجمعات استراتيجية افقدت رجال الثورة محيطها الشعبي 0

الحرب الخاصة

من ابرز ملامح الحرب الخاصة القرى الاستراتيجية وعمليات التنظيف والتهدئة التي تحدثنا عنها في السابق ، اما القرى الاستراتيجية فاقيمت في محافظتي (فينه لونغ) و(كوانغ نجاي) وهي عبارة عن مكان لتجميع اكبر عدد من الاسر الفلاحية التي اخليت من قراها الاصلية ، تحيط بها اسوار من البامبو على ارتفاع يبلغ المترين ، وخلف هذه الاسوار حزام من الاسلاك الشائكة وبين البامبو والاسلاك الشائكة ارض مزروعة بالالغام ، ثم بعد الاسلاك الشائكة يوجد خندق عرضه ثلاثة امتار وعمقه متر ونصف ، واخيراً تحصينات اسمنتية مع ابراج مراقبة في جميع الاتجاهات ، وقد عولت القيادة الأمريكية كثيراً للحد من نفوذ الثورة في الارياف واعادة السلطة للحكومة المركزية وتثبيتها من خلال القرى الاستراتيجية ، وقد وجدت القيادة الأمريكية بالقرى الاستراتيجية ما تبحث عنه فأقامت 16 الف قرية منتشرة في المناطق الهادئة وبعيدة عن المناطق المتنازع عليها

المواجهة الثورية للحرب الخاصة (1963-1964 ):

عند قيام الأمريكيون بحملاتهم العسكرية لم تكن القوات الثورية تستطيع التصدي لتلك الهجمات وعجزت عن احباط تلك الهجمات واصيبت بعدة انتكاسات فقدت من خلالها الكثير من قواعدها الثورية وتساقط الكثير من المقاتلين وازداد حجم الضحايا والخراب ، وهذه التطورات دفعت قيادة الثورة للتحرك باتجاهين هما تكثيف العمل السياسي وبناء القواعد السياسية بين السكان ، والاتجاه الثاني تجميع وتنظيم وتسليح القوات الثورية وهذا استدعى طلب الدعم من الشمال ، وبهذا الدعم استطاعت الثورة من التعامل مع قوات العدو والحاق الخسائر بافراده واسلحته ، وفي معركة (آب باك) التي تعتبر نقطة التحول حيث ان هذه المعركة جرت في قرية آب باك التي تبعد 60 كم جنوب غرب العاصمة وجرى في هذه المعركة ما يلي : الملحق "ز" يبين معركة آب باك
- الموجه الاولى : تصدى الثوار لهجوم عسكري وقصف مدفعي وجوي شديد استطاعوا خلاله من قتل وجرح اربعين جندي واغراق سفينة نهرية واسقاط خمسة طائرات هليوكبتر
- الموجه الثانية : استخدمت فيها ناقلات برمائية من طراز م 113 ونيران مدفعية كثيفة واسفرت عن احراق ثلاث آليات برمائية واصابة وقتل عدد من الجنود
- الموجه الثالثة :وتكبد فيها المهاجمون خسائر بشرية ومادية كبيرة على ايدي القوة الثورية

نتائج العمليات السابقة

24. مقتل واصابة 450 جندي وضابط بينهم 13 أمريكي ، وإسقاط 6 طائرات
هليوكوبتر واعطاب 15 اخرى ، وتدمير ثلاث ناقلات برمائية وسفن نهرية
a. انتصار القوات الفدائية على التفوق الأمريكي وفتح الطريق امام التعامل مع هذه
الاسلحة بالاعداد الجيد للقرية المقاتلة وللمقاتل الثوري

بعد تلك المعارك واصلت القوات الأمريكية – السايجونية حملات التنظيف وشنت عشرة آلاف عملية عسكرية بينها ثمانمائة عملية متوسطة الحجم ، واستطاعت الوحدات الثورية من اخراج اكثر من 33 الف جندي خارج المعركة ومن اسر 1741 جندي ، وتدمير 342 سيارة منها 62 آلية برمائية ، واسقاط 192 طائرة ، والاستيلاء على خمسة آلاف قطعة سلاح ، وتدمير وتخريب 2500 قرية استراتيجية ، وقد كانت القوات الأمريكية - السايجونية بقيادة الجنرال هاركينز والجنرال الفيتنامي دنه .

معركة لوك نينه :


في هذه المعركة استطاع الثوار مهاجمة موقعين للقوات الأمريكية ودمروهما فارسل الأمريكيون تعزيزات من (سوك ترانغ) براً ونهراً قدرت بالفي جندي ، فنصب الثوار الكمائن على طريق التقدم باتجاه بلدة (لوك نينه) والتي كانت مهمتهم فتح النيران من اجل التمهيد للانزال الجوي ، وقد استطاع الثوار اجبار القوات الأمريكية والجنوبية على التراجع وتدمير ثلاث طائرات هليوكبتر ، ولكنهم تمكنوا من انزال عدد من القوات شمال القرية ، كما تمكنوا من انزال ثلاثمائة جندي من الطائرات في مؤخرة الثوار ودارت معارك التحام ضارية استمرت إلى ان انسحبت القوات المهاجمة ليلاً والنتيجة كانت اخراج 600 جندي من المعركة ومقتل 22 ضابط أمريكي وتدمير اربع طائرات واصابة ثلاثين طائرة اخرى بالاضافة إلى الخسائر البشرية والمادية .
38. خطة جونسون – مكنمارا (1)0 اعلنت هذه الخطة في 17 /3/1964 وتضمنت اقامة لجنة أمريكية على مستوى وزاري لادارة الحرب تكون القيادة في سايجون وتابعة للبنتاغون مباشرة ، كما تم تشكيل لجنة أمريكية فيتنامية مشتركة يتواجد المستشارون الأمريكيون في كل وحدة عسكرية فيتنامية ، كما تقضي الخطة على تحويل وحدات المليشيا القروية إلى قوات نظامية بحيث يرتفع عدد الجيش إلى 300 الف جندي مع دمج الحرس المدني والشباب المقاتل ليصبح عددهم 250 الف ، كذلك دعم القوات المسلحة المحلية بالتجهيزات العسكرية مع زيادة مرتبات الجيش ، وزيادة القرى الاستراتيجية وتحويلها إلى قرى " الحياة الجديدة " ، مع رفع معنويات الحكومة والجيش الجنوبي عبر شن عمليات الاستفزاز والتخريب ضد شمـــال فيتنام 0 الملحق " ح " يبين مواقع قوات الثوار عام 1964

- مرحلة الاعداد :

بدأ الاعداد والتحضير للحرب المحدودة مبكراً قبل انطلاقة المرحلة الفعلية للحرب أي منذ الشروع بتنفيذ خطة توسيع الحرب خارج حدود فيتنام الجنوبية والتي بدأت عام 1964 بتصعيد العمليات الخاصة ضد فيتنام الديمقراطية ، وقد اوصى وزير الدفاع مكنمار بممارسة ضغوط ضد فيتنام الشمالية ووافقه الرئيس جونسون على ذلك واعدت هيئة الاركان المشتركة قائمة بالاهداف المحتملة للتدمير بالاراضي الشمالية ، وكان يريد من مكنمارا ممارسة الضغوط على فيتنام الديمقراطية المسيطرة على المناطق الحدودية وشن الاعمال الانتقامية ضدها ، والضغط العسكري المكشوف والتدريجي ضد الاهداف العسكرية والاقتصادية الشمالية

-  عملية تونكين :

ارسل الأمريكيون رسالة تهديد إلى فيتنام الديمقراطية عبر المندوب الكندي في لجنة الرقابة الدولية ، ولكن دون جدوى ، بعدها بدأ الأمريكيون تنفيذ تهديداتهم على طريق الحرب المحدودة حيث هاجمت قوات بحرية خاصة لفيتنام الجنوبية باشراف " ويستمورلاند " جزيرتي (هون مي) و(هون نيو) في خليج (تونكين) بحماية المدمرة الأمريكية (مادوكس) التي لم تنسحب بعد الغارة واشتبكت معها زوارق البحرية الفيتنامية وتدخلت حاملة الطائرات (نيكوندروجا) وهاجمت طائراتها الزوارق الفيتنامية
ب0 امر جونسون في 3 آب 1964 المدمرة (تيرنر جوي) وحاملة الطائرات (كونستلليشن) للانضمام للمدمرة (مادوكس) وذلك كطعم للزوارق الفيتنامية ، ومن ضمن الخطة قيام القوات البحرية الخاصة الجنوبية بالاغارة على نفس المواقع السابقة ، مما دفع الزوارق الفيتنامية لمطاردتها والاشتباك مع السفن الحربية الموجودة في مياه الخليج وهذه الحادثة كانت الذريعة لشن الهجمات الجوية العلنية ضد فيتنام الديمقراطية ووسيلة للضغط عى الكونجرس من اجل الحصول على تفويض باستخدام القوات الأمريكية مباشرة في القتال.

عقد مكنمار اجتماعاً لقيادته العسكرية في البنتاغون حضره (شارب) الذي حل مكان (فيليت) في قيادة قوات الهادي وتم ذلك في اجتماع لمجلس الامن القومي حضره الرئيس جونسون واقر الرد الفوري على الاعتداء الفيتنامي ، حيث امر جونسون الطائرات الأمريكية بقصف الاهداف الفيتنامية في (هون جيا) ، (لو تشاو) ، (نوك لوي) ، (كوانغ هي) ، ومستودع للنفط قرب (فينه) ونفذت العمليات جميعها

بعد مباركة اعضاء الكونجرس لجونسون وخطواته اصبح جونسون حراً في اتخاذ الخطوات العسكرية الي يريدها لخدمة سياسته العدوانية وعلى الفور بعث برسالة تهديد اخرى عبر الكندي (سيبورن) إلى رئيس وزراء فيتنام تحذره من ان صبر الرأي العام والحكومة حيال عدوان شمال فيتنام يقترب من النفاذ ، الا ان (فام مان دونغ) لم يبد أي خوف واعلن بكل هدوء اصرار بلاده على متابعة السياسة التي تسير عليها

كانت خطة جونسون ضد الشمال بعد رسالة التهديد تصعيد حرب التخريب عن طريق الجو والبحر وارسال منشورات وهدايا وافخاخ وتوجيه برنامج اذاعي يومي وهمي تكون موجهة إلى الشمال للقيام بعمليات تفجير ضد الجسور ومراكز المراقبة والرادارات والثكنات والسكك الحديدية والافراد وقد وافقت الحكومة الأمريكية ومجلس الامن القومي على خطة جونسون ضد الشمال واطلقت يده للتخريب في المناطق الشمالية من جديد مع استمرار طلعات الطيران ودوريات البحرية في اختراق الأجواء لفيتنام الديمقراطية

بعد ذلك عقد جونسون اجتماعاً مع قياداته الجنرال جونسون مكنمارا ، تايلور ، راسك، ماركون ، وويلر لمناقشة واعتماد الاستراتيجية العسكرية الجديدة لفيتنام ووافق مجلس الامن القومي عليها وهي تدخل القوات الجوية ضد المناطق الفيتنامية والتي اعترف الأمريكيون بسقوط طائرتين خلال اغارتهم في تلك العملية التي سميت بعملية " قصف المدافع "

حول الهجمات الجوية إلى الحشد البري . الاستراتيجية الأمريكية حملت تطورات خطيرة في اطار السياسة الجديدة وهي:

- الإطار الاول :
(1) كان القصف الجوي ناحية شكلية ورداً على ما قامت به البحرية الشمالية لكن بعد ذلك اخذ القصف الجوي يأخذ موقعه كأحد فصول الحرب المحدودة وكان له ثلاثة أهداف ، زادها وزير الدفاع هدف وهي :
(أ) المساعدة على قيام حكومة مستقرة في الجنوب
(ب) تحسين شروط القتال ضد ثوار الجنوب
(جـ) إجبار هانوي على وقف مساعداتها لثوار الجنوب.
(د) احتواء التحرك الصيني حتى لا يقدم مساعدات إلى فيتنام الشمالية

بينما كانت هانوي تستقبل ضيفها (الكسي كوسيجن) قامت مائة طائرة بالإغارة على منطقتي (دونغ هوي) و(فينه لينه) في عملية أطلق عليها (السهم المشتعل رقم واحد) وشارك فيها (كاوكي) قائد سلاح الجو الجنوبي ، وبعدها نفذت عملية (السهم المشتعل رقم اثنان) ، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال ولم يدمر سوى 27 هدفاً واصابة 22 هدف من اصل 491 مبنى ومركز مستهدف

في عام 1965 ارسلت رسالة تهديد اخرى إلى (فام دونغ) وإلى حكومة بكين الا ان
رئيس الحكومة الفيتنامي رفض استقبال حاملها الكندي مما دفع السفير تايلور إلى اعتبار ذلك دليل على قوة فيتنام الشمالية ، ومن اجل ذلك لا بد من تصعيد القصف وتوسيعه ، وبالفعل بدأت 128 طائرة من نوع ف 100 ، ف 105 واستعملت قنابل النابالم بعد موافقة الرئيس وذلك في 9 آذار 1965م

كان الرد الفيتنامي يسير في اتجاهين من خلال التصدي السريع من قبل الاسلحة الدفاعية لفيتنام الديمقراطية للطائرات الأمريكية والحاق اكبر اصابات ممكنه فيها حيث بلغت حصيلة مقاومتها اسقاط اكثر من 50 طائرة مغيرة، اما التصعيد الفيتنامي الثاني فكان بتصعيد الهجمات الارضية للقوات الثورية ضد الاهداف الاستراتيجية والحاق الخسائر البشرية المباشرة بالأمريكيين حيث كان آخرها مهاجمة القوات الثورية السفارة الأمريكية في سايجون ، وقد اصدرت قيادة الجبهة بيانا اعتبرت فيه الغارات الجنوبية استفزازاً لكل الشعب الفيتنامي ودعت للتحرك كرجل واحد ومضاعفة النضال العسكري والسياسي وإفشال مخطط توسيع الحرب واعتبرت ان نجاح عملية (بليكو) جزء من رد الشعب الجنوبي .

في بداية عام 1965 شهدت عمليات الثوار نشاطات عسكرية بلغت حوالي أربعة آلاف اشتباك وهجوم أسفرت عن مقتل واصابة 45260 جندي بينهم 1127 أمريكي واجلاء 111 موقع للعدو واسقاط111 طائرة وتدمير 26 سفينة ، و275 آلية، وتدمير واصابة 400 قرية استراتيجية ، كما تم تحرير مائة قرية وثمانية عواصم إقليمية يسكنها اكثر من نصف مليون اصبحوا محررين

اما عملية (بليكو) والتي سميت بأسم المدينة التي تقع فيها قيادة الجيش الثاني ، والمنطقة التعبوية الثانية ومعسكر خاص للمستشارين الأمريكيين يدعى (هالوي) ويضم الف خبير ومطار ونظام دفاعي حصين ومعقد ، وقد شن الهجوم الاول بالمدافع والقنابل مما ادى إلى اشعال 52 بناية ومركز في المعسكر والمطار بينهما 17 طائرة هليكوبتر و3 طائرات نقل عسكري ، وقد دخلت المجموعة المقتحمة إلى الداخل وبدأت عملياتها التي اسفرت ايضاً عن مقتل 357 عسكري بينهم بعض الأمريكيين وتدمير واعطاب 42 طائرة أخرى ومخازن وأسلحة وذخائر ، وقد كانت مجموعات أخرى تهاجم تحصينات (فيت) شمال نهر (خوان) في (كوانغ تام) التي تحمي قاعدة للمدفعية والإذاعة ومركز للقيادة وقد تم الاستيلاء على مدافع من عدة انواع ، وحاول العدو نصب الكمائن للثوار لإعاقتهم، هذا التصعيد دفع بالقيادة الأمريكية إلى شن الغارات الانتقامية وهذه الغارات لم تمنع الثوار من افشال عدة عمليات اكتساح كبيرة شنها العدو في (لونغ ان) و (راخ حيا) و(كونتوم) ، و(بنه دنه) و (فيت ان) ، وحققوا عدة مكاسب عسكرية ضد العدو والحقوا بهم خسائر بشرية ومادية فادحه .

- الإطار الثاني :

بالنسبة للقوات البرية الأمريكية فقد تم ارسال دفعة جديدة من القوات الحليفة تضم الفي جندي كوري ، وفي أول آذار 1965 ترأس الجنرال جونسون بعثة عسكرية لدراسة توسيع الحرب الأمريكية ضد الشمال تبعها إنزال قوات من الفرقة البحرية الاولى والفرقة البحرية الثالثة إلى (دانانغ) ، وبعد ذلك بارك مجلس الامن القومي اقتراح جونسون بإرسال 20 الف جندي من المشاة إلى فيتنام ، ووصلت دفعة جديدة من قوات كوريا واستراليا ونيوزيلنده لسحق ارادة (هانوي) و(الفيتكونغ) وإجبارها على التسوية السياسية والمفاوضات غير المشروطة مع استمرار القصف.

حول مقترحات السلام اكدت هانوي ان شعب فيتنام يحب السلام لكنه لا يخاف الحرب وان طريق السلام يجب ان يمر عبر وثيقة النقاط الاربع التي اصدرتها الحكومة الفيتنامية 0

خط مكنمارا الدفاعي

في نهاية عام 1966 كان الاختلاف في وجهات النظر بارزاً داخل الادارة الأمريكية وتعززت الشكوك لدى مكنمارا ومجموعته حول جدوى الحرب الجوية، وان الشماليين نجحو في التكيف مع الوضع الجديد ووزعوا قدراتهم وامكانياتهم على مناطق متفرقة عديدة ويصعب تدميرها جواً ، وهنا برزت فكرة خط مكنمار الدفاعي بدلاً عن قصف الشمال بشكل جاد وكان الحل هو انشاء حاجز الكتروني على طول الحدود الشمالية للجنوب يتكون من جزئين احدهما مضاداً للافراد والاخر مضاد للاليات ومتصل بغرفة العمليات الجوية ، وكذلك يشمل الحاجز اجهزة استكشاف واستطلاع ورؤية ليلية وقدرت تكاليف الحاجز السنوي 800 مليون دولار وبدأت دراسة مسألة الحاجز الدفاعي مع المهندسين العسكريين.

على الطرف الآخر كانت هيئة الاركان المشتركة مشغولة بالاعداد للحملة العسكرية حيث ارتفع عدد القوات في الجنوب 800 الف منهم 200 الف أمريكي و 50 الف من الدول الحليفة وعدد الطائرات الحربية 4500 ، والمدفعية 3 آلاف ، والدبابات والمدرعات 3500 ومضت القيادة الأمريكية في سايجون بحملتها الكبرى التي كانت اهدافها التركيز على المناطق الشمالية الغربية لسايجون وخاصة باتجاه محافظة (تاي نينه) على امل تحقيق انتصارات حاسمة وسريعة لخلق واقع جديد في تلك المنطقة يكون منطلقاً لتقدم انجازات متلاحقة ، ومن ابرز الهجمات في الحملة الكبرى كانت ثلاثة هجمات باتجاه (تاي نيه) وهي :

- معركة (اتليبورو) واستخدمت فيها 30 الف جندي و400 دبابة ومدرعة ، و 130 مدفع ومئات الطائرات وقد اسفرت هذه الهجمة عن مقتل 3200 جندي وتشتيت اللواء 196 ، وتدمير 52 طائرة ونتيجة فشل الهجوم قامت القيادة الامركية بفصل الجنرال دي ساسور قائد الهجوم .

اما العملية الثانية وكانت بأسم (شلالات الارز) وجرت من 2 – 29 كانون ثاني 1967 ضد إقليم (بن سوك) واستخدمت فيها قوات مماثلة للمعركة السابقة ووصلت خسائرها ثلاثة الآف جندي و200 دبابه ومدرعة و 28 طائرة.

اما العملية الثالثة وحملت اسم (مفترق الطرق) واستخدمت فيها 45 الف جندي و40 الف من الحرس المدني و 800 دبابه ومدرعة ، و200 مدفعية ومئات الطائرات والف شاحنه عسكرية وكان من نتائجها خسائر فادحه حيث تم قتل وتشريد 14 الف جندي وتدمير الف دبابه ومدرعة و90 مدفعية و 167 طائرة وعلى اثرها اقالت القيادة الأمريكية الجنرال سليمنز .

بعد تعرض الحملة الكبرى لهذه الخسائر حاول الرئيس الأمريكي انقاذ الموقف عن طريق تصعيد القصف الجوي ضد الشمال بحيث يشمل محطات الكهرباء وتلغيم الانهار في منطقتي هانوي وهايغونغ . وهذا كله لم يمنع ويستمورلاند من طلب 200 الف جندي اضافي لتوسيع الحرب البرية إلى المناطق الاخرى من الهند – الصينية مما ادى لمعارضة مساعد وزير الخارجية وليام بوندي ذلك ، واعلن عن رفضه للعمليات البحرية ضد فيتنام الديمقراطية لكي لا تشكل استفزازاً للصين ، بعد ذلك رفع وزير الدفاع مكنمارا ، ووكيل وزارة الدفاع ماكنوتون ، ومساعد الرئيس للامن القومي روستو إلى الرئيس مذكرات للحد من القصف وعدم ارسال القوات الأمريكية إلى فيتنام ، والعودة إلى تكتيك التهدئة ، وقد تضاعف قلق وزير الدفاع من نتائج الحرب وامر لجنة من الخبراء والباحثين لدراسة الاسباب التي ادت لتورط أمريكا في هذه الحرب

هجوم الربيع الاستراتيجي

بنهاية عام 1967 وصلت الحرب المحدودة لذروتها ودفعت الولايات المتحدة أفضل وحداتها العسكرية واسلحتها وتجهيزاتها وضباطها وفنييها وبنت جيوشاً محلية جراره واستقدمت وحدات من البلدان الحليفة0 اما الثورة الجنوبية فانتقلت إلى مرحلة التصعيد بعد المؤتمر الاستثنائي الذي عقدته الجبهة واقرت فيها برنامجاً سياسياً يعزز الوحدة الوطنية ويرفد الثورة بمزيد من القوى البشرية والمادية والتقنية ، وبمقابل ذلك تعمقت أزمة النظام الجنوبي الداخلية والسياسية واصبح غير قادر على الاستفادة من الامكانيات العسكرية المتوفرة لديه ، اما القيادة الثورية فأصبحت قادرة على الحركة العسكرية باتجاهين ، باستخدام الوحدات النظامية لضرب المراكز المعادية وتكثيف العمليات الفدائية في مناطق دلتا المكونغ واصبح تحت سيطرتها مناطق واسعة وعشرات الآلاف من الشباب وبلغ عدد الأسلحة التي حصلت عليها من القوات المعادية 104 الف قطعة من مختلف الأنواع ، وفي الشمال تصاعدت الحملة الوطنية لمقاومة الغارات الأمريكية وتعزيز البناء الداخلي من تعبئة الشعب والجيش وتقوية القدرات الدفاعية الجوية وتطوير القوات المسلحة وتكثيف العمل السياسي وإحباط عمليات التخريب والحفاظ على الامن الوطني والاشتراكي .

خلال عام 1968قررت القيادة الأمريكية زيادة عدد قواتها من 487 إلى 525 الف عسكري أمريكي ، وبلغ مجموع القوات التي تحت تصرف القيادة الأمريكية مليون ومائتي الف بين أمريكي وفيتنامي جنوبي وقوات حليفه ، لكن كل هذه القوات كانت فاقدة للمبادرة في معظم الجبهات الجنوبية ، وحاول ويستمورلاند التركيز على الطريق رقم 9 فارسل خمسين الف جندي لحمايته ، وفي هذه الاثناء صعد الثوار من هجماتهم في تلك المنطقة فارسلت تعزيزات جديدة ، واوحت القيادة الفيتنامية عبر تحرك قواتها بانها ستخوض معارك واسعة في تلك الجبهة ، وفي نفس الوقت كانت التحضيرات الأخيرة للهجوم الثوري المضاد وهو الهجوم الاستراتيجي العظيم الذي اطلق عليه اسم هجوم (التيت) او (الربيع) نسبة إلى رأس السنة القمرية الفيتنامية .

في ليلة 29/30 كانون الثاني بدأ هجوم حركة ثورية واسعة تشمل هجمات عسكرية وانتفاضات شعبية مسلحة ضد ستين مدينة وعاصمة إقليمية ومركز حربي ، وقد تم خلال هذا الهجوم إبادة وفرار وأسر 270 الف جندي سايجوني بالإضافة إلى عشرين الف جندي أمريكي وحليف بعضهم قتل والبعض الآخر اخرجوا من القتال وتدمير واصابة 1800 طائرة متنوعة، و4 آلاف آلية منها 1300 دبابة ومدرعة ، وتدمير واستيلاء على كميات هائلة من التجهيزات والذخائر والوقود .

شهدت سايجون والمنطقة المحيطة اكبر حركة تنسيق بين الوحدات المسلحة والقوى السياسية الشعبية شن الفدائيون خلالها هجمات صاعقة ضد القصر الجمهوري والسفارة الأمريكية ومقر قيادة الجيش والإذاعة والقيادة البحرية والمظلية والشرطة والمطار ومخازن الذخيرة والوقود ، وقامت القوى الشعبية بالتحرك والانتفاضة بحيث تمكن من إقامة سلطتها الثورية على أنقاض الإدارة الرجعية عبر لجان الإدارة الذاتية وانشأت وحدات الدفاع الذاتي في الاحياء ، وتمكن الثوار من احتلال خمسة طوابق من السفارة الأمريكية من اصل سبعة بعد تحطيم التحصينات والحواجز ، وفي قيادة الجيش دمر الثوار ثلاثين مدرعة وأصابوا 400 عسكري وفي المطار دمرت واعطبت خمسين طائرة وقطعت حركة المرور الجوية والبرية والاتصالات عن العاصمة وتوقفت الإذاعة عن البث وعزلت سايجون عن الخارج.
بعد قيام الثوار بكل تلك الهجمات تم الإعلان عن قيام تحالف القوة الوطنية والديمقراطية والسلمية في المدينة وانشئت اللجنة الثورية الشعبية لادارة المدينة .

الآثار العسكرية لهجوم الربيع

بعد الهجوم الاخير ( التيت ) قام رئيس الاركان (هويلر) مع بعثة عسكرية بالذهاب إلى سايجون وعاد ليبلغ الرئيس ان الوضع سيء وبان المبادرة بيد " الفيتكونغ " وان ويستمورلاند بحاجة إلى 206 آلاف جندي اضافي ، وقد تم نقل الجنرال ويستمورلاند بعد هذا الهجوم ( التيت ) وتعين مكانه الجنرال ابرامز ، قام الجنرال ابرامز بتغيير سياسة سلفه واتبع سياسة التنظيف والاحتفاظ بالمناطق المحيطة بالمدن الكبرى والقواعد الرئيسية ، وهذه السياسة تقضي بالتقليل من العمليات البرية والاعتماد على العمليات الجوية والبحرية والمدفعية المكثفة واستخدام الاسلحة الكيماوية ، ومن ابرز العمليات التي شنها ابرامز عملية النصر الكامل ، (النصر المؤكد ، النصر الاعظم، كينتاكي ، ويلاوير) التي اسفرت عن تكبيد القوات خسائر بشرية بلغت 84 الف قتيل ومصاب وأسير .

صعدت الخلافات بين الاتجاهين في الادارة الأمريكية ، فالاركان المشتركة طلبت بقصف مركز على قلب هانوي وهايغونغ واعلان التعبئة العامة رداً على الهجوم ، وايدها في ذلك (بروان) وزير القوى الجوية ، ووزارة الدفاع كانت تنادي بالحد من القصف على الشمال والمدن وارسال القوات إلى الجنوب وايده وزير الخارجية ، اما وجهة النظر الثانية عززتها تقارير اللجنة المختصة التي طالبت باعطاء فرصة للفيتناميين الجنوبيين للدفاع عن أنفسهم ، وتقارير المخابرات الأمريكية أكدت انه رغم زيادة القوات وتصعيد الموقف فان العدو قادر على المواجهة .

الآثار السياسية لهجوم الربيع

حاولت الادارة الأمريكية اقناع الرأي العام الأمريكي بفشل الاهداف الحقيقية للهجوم الفيتنامي وادعى جونسون خلال المؤتمر الصحفي بان الهجوم كان متوقعاً وان الاجراءات الكفيلة بايقافه كانت فاشله ، ونشطت الاجهزة الاعلامية للترويج لمقولة ان الفيتناميين فشلوا في الانتفاضة الشاملة المسلحة لاستلام السلطة في كل الجنوب وتكبدوا خسائر فادحه ، وتحدث وزير الخارجية كيسنجر عن الهزيمة الساحقة للفيتناميين في هجوم (التيت) واعترف بان عظمة الهجوم والتضحية جعلت منه نصراً سيكيولوجياً.

اما التقارير حول فشل الهجوم فلم تمنع الازمة داخل الادارة الأمريكية الوزير مكنمــار عن التخـــلي عن موقعه حيث عين بدلاً منه (كليفور) كوزير للدفاع ، وفي داخل الحزب الديمقراطي انضم روبرت كيندي للمعارضه وقرر خوض الانتخابات الرئاسية0 وامام هذه الوضع دعا الرئيس جونسون مجلس العقلاء وكانت النتيجة نصيحة للرئيس بعدم تصعيد الحرب ، وتم بناء على هذه النصيحة عقد مؤتمر صحفي للرئيس جونسون اعلن فيه عن تحديد القصف لشمال فيتنام بالمناطق الواقعة جنوبي خط العرض 20 فقط ، ودعا الفيتناميين إلى مائدة المفاوضات ، وكانت تلك اول خطوة في مسيرة المفاوضات.

عند تسلم كليفور وزارة الدفاع امر بارسال 30 الف جندي ودعوة مائة الف من قوات الاحتياط ، مع ان التقارير التي امامه تتحدث عن عزيمة الفيتكونغ التي لم تهتز نتيجة لهجوم الربيع في المدن وعن تحركهم داخل الارياف ولم يكن امامه سوى التحرك في الجبهتين الضعيفتين وهما :

(1) توجيه القصف الجوي ضد المحافظات في المنطقة المسموح بها والاستمرار في تدمير خطوط المواصلات.
(2) العمل على تكثيف الاجراءات بتحقيق سياسة التنظيف والاحتفاظ حول المدن الرئيسية والقواعد الرئيسية .

لم تمنع الثوار الخطوات التي اتخذها كليفور من تشديد حزامهم الصلب حول المواقع والمراكز الأمريكية مما دفع القيادة الأمريكية باتخاذ قرارها لاخلاء القاعدة الشهيرة "جي سانه" في (كوانغ تري) ومع ذلك قام الثوار بمهاجمة القاعدة واحتلوها ، كما قاموا بالمزيد من الهجمات على القواعد الامريكية ، واستمر النضال السياسي داخل المدن ومحيطها وازداد النفوذ السياسي والعسكري للجبهة وتمكنت من الضرب في المدن الرئيسية ومراكز القوة الامريكية وخاضت معارك واسعة ضد الجبهات الامريكية والحقت بهم خسائر عسكرية بشرية ومادية كبيرة .

من الناحية السياسية استمر النضال الشعبي في المدن ووجدت شبكة ادارية للتنسيق مع العمل العسكري ، وساهم بفعالية بتمزيق الادارات الرجعية وتشتيت القوات المحلية وبلغ المد الوطني ذروته السياسية باعلان التحالف للقوى الوطنيـة والديمقراطية والسلمية بهدف الاطاحة بالأمريكيين ونظام (تيو – كاوكي) واقامة السلطة الشعبية في جنوب مستقل ديمقراطي ومزدهر والعمل لتوحيد الوطن كله
وهكذا دق المسمار الاخير في نعش الحرب المحدودة واشهر انتصار الفيتنامين على خطة توسيع الحرب البرية جنوباً والجوية شمالاً وتفوقوا على الاسلحة التكنولوجية وعبقرية (هويلر) وجنرالاته في هيئة الاركان.

انسحاب القوات الامريكية


قررت الولايات المتحدة الانسحاب من فيتنام وفي 29 نيسـان (ابريل) عام 1973 انسحبت اخر وحداتها من فيتنام .
أ. شكلت جبهة التحرير الحكومية المؤقتة في الجنوب كخطوة سياسية لتعزيز سلطتها الداخلية وتكريس اعتراف العالم الخارجي بالثورة خاصة بعد ان بدأت مرحلة التفاوض طويل الامد مع الولايات المتحدة في باريس ومن جزيرة غوام في المحيط الهادىء اعلن الرئيس الاميريكي الجديد ريتشارد نيكسون سياسة الولايات المتحدة الاسيوية الجديدة التي عرفت بمبدأ نيكسون القائل بان الولايات المتحدة ستدعم البلدان الاسيوية في جهودها للحفاظ على النظام والامن الدوليين طالما ان هذه البلدان تتحمل المسؤوليات الرئيسية وعليها ان تتولى بصورة متزايدة مسوؤلية وواجب التضحية التي تتطلبها حاجاتها الدفاعية وحينما تثور ثورة فان الولايات المتحدة ستزود هذه البلدان ولكنها لن تتورط بقواتها مباشرة واذا كانت المسألة مسالة غزو عبر الحدود غير محددة فان الولايات المتحدة لن تعتبر نفسها ملزمة بالسياسة العامة القاضية بتجنب المشاركة المباشرة.
ب. كان مبدأ نيكسون يعني فشل سياسة التدخل العسكري الاميركي المباشرة خاصة في مجال العمليات البرية في جنوب فيتنام وبداية فتنمة الحرب هناك عن طريق تدعيم النظام في الجنوب عسكريا واقتصاديا ومساعدته بالقصف الجوي المركز الذي شمل معظم اراضي الجنوب بصورة منهجية لا تميز بين الثوار والسكان وامتد بعد ذلك مرة اخرى إلى الشمال لفرض شروط السلام الاميركية في باريس وذلك نظرا لان القبول بشروط السلام الفيتنامية التي كانت جبهة التحرير الوطني قد طرحتها في مشروعها للسلام المعلن يوم 8 ايار 1969 كان يعني قبول الهزيمة العسكرية والسياسية لكل من الولايات المتحدة والنظام الفيتنامي في الجنوب ويتضح لنا ذلك من الاستعراض التالي لمشروع جبهة التحرير الذي اشتمل على 10 نقاط نجملها في الاتي :
(1) ينبغي احترام الحقوق القومية الاساسية للشعب الفيتنامي أي الاستقلال والسيادة والوحدة والسلام الإقليمي كما اعترفت بها اتفاقيات جنيف لعام 1954 .
(2) ينبغي على حكومة الولايات المتحدة ان تسحب من فيتنام الجنوبية كل القوات الاميركية والكوادر العسكرية والاسلحة والمعدات الحربية التابعة لها ولغيرها من الدول الاجنبية في المعسكري الاميركي من دون فرض اية شروط على الاطلاق .
(3) يتم حل مسألة القوات المسلحة في فيتنام الجنوبية بين الفرقاء الفيتناميين انفسهم .
(4) يقوم شعب فيتنام الجنوبية بحل قضاياه بنفسه ومن دون تدخل اجنبي ويقرر بنفسه النظام السياسي لفيتنام الجنوبية عن طريق انتخابات عامة ديمقراطية حرة .
(5) لن يفرض أي من الفريقين نظامه السياسي على شعب فيتنام الجنوبية .
(6) تتبع فيتنام الجنوبية سياسة خارجية قائمة على السلام والحياد .
(7) تمتنع كل من المنطقتين عن الدخول في أي حلف عسكري مع بلدان اجنبية ولا تسمحان باقامة قواعد عسكرية على اراضيها .
(8) تقوم الاطراف المعنية بالتفاوض في سبيل اطلاق سراح اسرى الحرب.
(9) تتحمل أمريكا المسؤولية عن الخسائر والدمار في الشمال والجنوب .
(10) يتفق بين الاطراف حول الاشراف الدولي على سحب القوات والاسلحة التابعة للولايات المتحدة ولغيرها من البلدان الاجنبية من فيتنام الجنوبية .
جـ. دارت المفاوضات حول هذه النقاط واستمر القتال في فيتنام والقصف الجوي المتقطع على فيتنام الشمالية بغرض دعم مراكز الاطراف المتصارعة على مائدة المفاوضات وفي الوقت نفسه كانت الولايات المتحدة تخفض من حجم قواتها البرية تدريجيا وتطبق سياسة الفتنمة وتزيد من ضغط سلاحها الجوي والبحري على فيتنام بشطريها ونتيجة لذلك خفض حجم القوات الاميركية في فيتنام ما بين حزيران 1969 وايار 1971 إلى 230 الف جندي ولكن الحرب الجوية كانت مستمرة بعنف ليس فقط في فيتنام وانما ايضا في لاووس ضد قوات (الباثيت لاو) حيث كانت الطائرات الاميركية تقصف مواقع الثوار وطريق " هوشي منه " وتدعم قوات النظام الفيتنامي الجنوبي هناك كما تم قلب نظام الامير سيهانوك المحايد في كمبوديا في اذار 1970 ودخلت قوات أمريكية وفيتنامية اليها في شباط 1971 لتطهير مناطقها المتاخمة لجنوب فيتنام من الثوار الفيتناميين وقد تولى (لون تول) السلطة هناك وبدأت على اثر ذلك ثورة شعبية مضادة استمرت خمس سنوات حتى حققت انتصارهم الحاسم في 17 نيسان 1975 واستمرت المعارك في جنوب فيتنام وفقا لاستراتيجية الثوار الذين زادوا من قوة تسليحهم خاصة في العام 1972 حيث استخدموا مئات من الدبابات من طراز (ت 54 ، ب ث 76، و ت10 ) في مجموعات صغيرة تدعم المشاة وتعمل بتعاون المدفعية في ظل اسلحة الدفاع الجوي الارضي وفي 6 نيسان 1972 شدد الأمريكيون من قصف الشمال على نطاق واسع كما لغموا المياه والموانىء الفيتنامية الشمالية ومن بينها (هايفونغ) لعرقلة وصول الامدادات والمساعدات السوفييتية اليها ثم قطعوا محادثات باريس إلى اجل غير مسمى في 4 ايار 1972 ولكنهم اضطروا إلى اعادتها ثانية في تموز بعد ان لمسوا عمليا استحالة تحقيق نصر عسكري رغم الغارات الجوية العنيفة التي تعرضت لها فيتنام الديمقراطية والتي قصدت الولايات المتحدة من استمراها حتى النهاية اظهار اتفاقية انهاء الحرب الفيتنامية بالنسبة لها وكانها تمت تحت ضغط الطيران الاميركية ، وفي 27 كانون الثاني 1973 وقعت الولايات المتحدة اتفاقية وقف اطلاق النار مع جبهة التحرير وحكومة فيتنام الديمقراطية ، وتم تنفيذ الاتفاقية وانسحبت اخر وحدات اميريكية من جنوب فيتنام في 29 نيسان 1973 بعد ان عززت قوات جيش (ثيو) باكبر قدر ممكن من الاسلحة والعتاد والطائرات والمساعدات الاقتصادية ليستطيع الاستمرار في مواجهة الثوار .

الاحداث الرئيسية والحوادث البارزة

(1) معركة آب باك .
(2) معركة لوك نينه .
(3) عملية تونكين .
(4) هجوم الربيع الاستراتيجي (1967 ) .
(5) عملية تحرير تاين غوين .
(6) معركة سايغون .

التحليل

يمكن وصف الحرب الفيتنامية – الامريكية بأنها فريدة من عدة جوانب فقد كانت لوحة نادرة في التضحية والعطاء والتصميم والتخطيط العسكري والتنفيذ والإمداد ، واستطاع الفيتناميين بالرغم من عدم توفر معدات وأنظمة اسلحة حديثة الحفاظ على الزخم طوال الحرب ، وقد فتحت هذه الحرب عدة أفاق جديدة وسلطت الضوء على الأهمية الحيوية لحرب العصابات .

على الجانب الامريكي ، فلم تكن لديهم معرفة بالمشاكل والمصاعب التي سيواجهونها إذا ما قرروا خوض الحرب وفشلوا في تجاوز هذه المصاعب اثناء العمليات .

لم تدرك السياسة السياسية والعسكرية في الولايات المتحدة خطورة التوغل إلى داخل فيتنام وقد آثرت القيادة العسكرية سقوط الموقع الجغرافي لفيتنام من الناحية العسكرية ، ولم يدخل ذلك ضمن استراتيجيتها العسكرية بالرغم من الأخطاء التي كانت تتهددها من السكان والثوار على حد سواء .

كان من الواضح اثناء سير العمليات عدم وضع القوات الامريكية الخطط اللازمة لمواجهة السكان الموجودة في المدن حيث قام السكان الفلاحون بتسهيل حركة الثوار وبقيت قوات الثوار محافظة على اسلوبها القتالي معتمدة على الكمائن والاغارات والتخفية والتستر بدعم كامل من السكان المدنيين ، بحيث ان قوات الثوار لم تترك للقوات الامريكية التقاط أنفاسها ، على الرغم من تطويق القوات الامريكية المدن الفيتنامية اثناء مرحلة الحرب الخاصة .

أتسمت القيادة الثورية باللامركزية على كافة المستويات نظراً لطبيعة العمليات والمواقف المتغيرة التي نجمت عن قابلية الحركة والسرعة للقوات الامريكية واختلاف المواقف التي تحتاج إلى قرارات سريعة وكان ذلك سبباً في نجاح العمليات مع المحافظة على مبدأ القيادة والسيطرة ضمن مسرح العمليات ، بعكس القيادة الامريكية التي بقيت قيادتها مركزية وكانت سبباً في الهزيمة نظراً لعدم القيام بأي رد فعل إيجابي ضد قوات الثوار .

كانت ظروف الطقس والمناخ تشكل عائقا أمام تحركات القوات الأمريكية وتؤثر بشكل سلبي على إمكانية كلفة الأجهزة الأمريكية0

بالرغم من ان حجم القوة والعتاد كانت لصالح الجانب الأمريكي إلا أن هناك معوقات كثيرة حالت دون الاستخدام الصحيح لمثل هذه القوات وهذه الإمكانيات من التسلح فابسط الأمثلة تقلبات الطقس ، والغابات الكثيفة والجبال الشاهقة حالت دون استخدام الآليات الثقيلة كالدبابات والمدفعية والأجهزة الإلكترونية من العمل بحرية ، ويجب أن لا ننسى أن المعركة لا تبنى على أساس الكثرة العددية والتسليح ولكن الأهم من ذلك هي العقيدة القتالية فلقد تبين لنا كيف أن الجنود الفيتناميون كانوا على درجة عالية من المعنويات والمقدرة على التكيف مع كل الظروف بعكس الجندي الأمريكي الذي عانى كثيرا من حالات هستيرية وانخفاض في المعنويات .

نتائج الحرب

الأهداف التي حققها كل طرف :

فشلت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها على الرغم من أنها قد قطعت 13000 كم من اجل السيطرة على فيتنام ، كما أمريكية الفيتناميين الجنوبيين فشلوا في تحقيق أيار مكاسب على الإدارة وبذلك تكون الأهداف التي تحققت من هذه الحرب الطويلة لا شئ مقارنة بحجم الخسائر العسكرية وخصوصا في الجانب الأمريكي والفيتنامي الجنوبي إليها الحركات الثورية الفيتنامية فقد حققت النتائج التي كانت تحارب من اجلها والتي تمثلت في منع الأمريكيين من السيطرة على فيتنام واستعمارها.

خسائر الطرفين(:

أ. خسائر الولايات المتحدة
(1) القتلى . 56550 قتيل .
(2) الجرحى . 303622.
(3) أسرى . 2949.
(4) 3700 طائرة نفاثة .
(5) 5000 طائرة هيلوكبتر .
(6) تم إنفاق مبلغ 150 مليار دولار في الحرب .
ب. فيتنام الشمالية . نحو مليون قتيل مدني وعسكري .
جـ. فيتنام الجنوبية . 651 الأوعية بين قتيل وجريح .

أسباب الفشل والنجاح :

من الأسباب الرئيسية لانتصار القوات الثورية في جنوب فيتنام يعود الهادئ ما يلي :

- أسباب النجاح :
(1) تحديد الأهداف الاستراتيجية للعدو واكتشاف القوانين التي تحكم تحركاته وقدراته 0
(2) الحفاظ على تطوير الموقف الهجومي لدى الثورة وامتلاك وتطوير المبادرة على ارض المعركة وإجبار العدو على القتال وفق خطته
(3) استيعاب العلاقة بين هزيمة قوات العدو والحفاظ على حق الشعب في السيادة وتقوية العمل العسكري ودمجه بالنضال السياسي والعمل في قوات العدو0
(4) الزيادة المستمرة للقدرة القتالية والفعالية العملياتية والاستراتيجية وللوسائل القتالية في الحرب الشعبية
(5) الاهتمام الخاص ببناء وتطوير القوتين العسكرية والسياسية ، وأشكال القوات المسلحة الثلاثة نظامياً وإقليميا ومحلياً ، ومعالجة العلاقة بين العدد والنوعية خلال عملية التطوير

- أسباب فشل أمر والقوات الجنوبية :

(1) الأخطاء العسكرية التي ارتكبها القادة الأمريكان وعدم اختيارهم للأسلوب المناسب لمواجهة الثوار .
(2) أسلوب الحرب الشعبية حيث أمريكية الجيش الأمريكي لم يكن يواجه جيش منظم له مواقعه وأساليبه القتالية بل كان يواجه شعب ثائر وعدو موجود في كل مكان .
(3) أسلوب حرب العصابات الذي استخدمه الثوار .
(4) الكمائن والشراك التي كانت توقع عدد كبير من الخسائر في صفوف الأمريكيين .
(5) طبيعة مسرح العمليات التي كانت تساعد الثوار على التخفي والتستر ، إضافة الهادئ معرفة الثوار بطبيعة الإدارة .
(6) طول فترة الحرب مما اثر على معنويات الجنود الأمريكان .
(7) معارضة الرأي العام المحلي في أمر لاستمرار الحرب .

تأثير الحرب على استمرار الصراع بين الطرفين

لقد خلقت الحرب الأمريكية الفيتنامية آثار عظيمة لدى الشعب الأمريكي والفيتنامي وأبقت على الحقد الدفين موجود في قلوب الطرفين بالرغم من محاولة كلا الطرفين إطلاق حسن النية .

مبادئ الحرب التي طبقت والتي لم تطبق

- مبادئ الحرب التي طبقت :

أ. الحرب الشعبية . حشد الفيتناميون كافة القوى الشعبية في المعركة أطفال ونساء ورجال وكان كل الشعب يحارب .
ب. التفوق التقني . تمتع الأمريكان بالتفوق التقني على الثوار إذ استخدموا كافة أسلحتهم المتقدمة وطائراتهم بكافة أنواعها وجربوا وسائل الحرب الإلكتروني .
جـ. الهجمات الاستباقية . كان الثوار يقومون بشن هجمات استباقية ضد الدبابات والطائرات المتوقع قيامها بهجمات ضدهم وذلك بمهاجمتها قبل شروعها بتنفيذ عملياتها .
د. الألغام . عمل الثوار على زراعة الألغام على شاطئ البحر أهمها النهر المقرر أهمها المتوقع استخدامه .
هـ. الكمائن . لجأ الثوار الهادئ استخدام هذا الأسلوب ضد الآليات ونصب إلا شراك الكبيرة عن طريق الحفرة الكبيرة الملغومة .
و. القصف الجوي . كان ابرز معالم الحرب التدميرية التي شنتها الولايات المتحدة ضد فيتنام الشمالية قد تمثل باستخدام استراتيجية الحرب التدميرية عن طريق القصف الجوي المتواصل .
ز. الهجمات المباغتة . استخدام الثوار أسلوب شن هجمات خاطفة في الليل على مواقع الجيش الأمريكي والجيش الفيتنامي الجنوبي وبعد إيقاع خسائر شديدة بها كانوا ينسحبون ويختفون في ظلمة الليل .
ح. حرب العصابات . لم تكن حرب فيتنام حرب مواجهة بين جيشين بل كانت حرب عصابات استخدم فيها أسلوب اضرب واهرب من قبل الثوار وقد نجح هذا الأسلوب وأوقع خسائر فادحة في الأمريكان .
ط. التعاون . تعاون كافة صنوف الجيش الأمريكي أثناء العمليات الجوية والبرية والبحرية وكانت كافة الصنوف تساند بعضها البعض ، وكذلك بالنسبة للفيتناميين فقد تعاون الشعب والثوار ضد الأمر والجنوبيين .

- مبادئ الحرب التي لم تطبق :

أ. الاحتفاظ بزمام المبادرة . لم يكن أي من الفريقين يستطيع استخدام هذا المبدأ وذلك لعدم حدوث مواجهة بين جيشين نظاميين حيث كانت العمليات تتم بشكل فجائي وعلى شكل مجموعات صغيرة تشن هجومها ثم تنسحب لذلك فلم يكن أي من الفريقين قادرا على الاحتفاظ بزمام المبادرة لوقت طويل فبالنسبة للثوار لم يكونوا يملكون القوة التي تمكنهم من الاستمرار في مواجهة الجيش الأمريكي والانتقال من معركة إلكترونية معركة لحين تحقيق النصر ، وبالنسبة للأمريكان كان عليهم مواجهة مجموعات صغيرة تضرب وتهرب وتختفي بين الأدغال .
ب. زخم الهجوم . لم يطبق هذا المبدأ حيث كانت العمليات في هذه الحرب تتم بقوات محدودة وعلى شكل مطاردات للثوار .
جـ. التدريب . كان الشعب الفيتنامي والثوار يقاتلون بأسلوب بدائي ودون تدريب مسبق وقد ظهر ذلك واضحا في عظم خسائر الفيتناميين البشرية .
د. التسليح . أسلحة الفيتناميين الشماليين كانت بدائية وكانت تقنية الأساسية التي استخدموها قديمة ، كذلك فلم يكن لديهم سلاح جوي حيث تم تأسيس أهمها كتيبة جوية أثناء الحرب .

الدروس العسكرية المستفادة

[( حرب الأنفاق . اشتهرت الثورة الفيتنامية وسجلت نجاحا منقطع النظير في تكتيك حرب الأنفاق وقد لجئوا إلكترونية الأشكال البدائية من الأنفاق في حروبهم إقناع انه في الحرب الحديثة تم تطوير هذا الأسلوب ضد القوات الأمريكية حيث تمكنوا بهذا الأسلوب من استغلال كافة الإمكانيات المتوفرة في مواجهة الجنود للأشعة وإقامة وتجنب إنهاء الحد من آثار الغازات والقنابل الدخانية من جانب آخر .
)]

الطائرات العمودية . كانت هذه الطائرات ذات فائدة كبيرة للقوات الأمريكية في تتبع وملاحقة الثوار وتمشيط بعض المناطق وكانت تترك آثارا عسكرية ونفسية سيئة على الوحدات الثورية.

التعلم أثناء القتال . ركزت القيادة الفيتنامية بشكل متواصل على تعليم المقاتلين السكان وتحريضهم على استخدام كافة الأساسية المتوفرة لديهم مهما كانت متخلفة إنهاء فردية وتكريس عادات زراعة الإطلاق والقنابل والافخاخ الجاهزة إنهاء المصنعة محليا في المناطق المتوقع هبوط الطائرات عليها.

الهجمات الاستباقية . كان الثوار يقومون بشن غارات سريعة ضد قواعد الطائرات المقرر استخدامها في العمليات قبل انطلاقها سواء باستخدام المدفعية إنهاء العمليات الانتحارية .

المعلومات . لم يكن من الممكن القيام بهجمات استباقية دون معلومات مسبقة ودقيقة وقد اعتمد الثوار على المعلومات في بناء خططهم العسكرية ضد القوات الأمريكية .

استراتيجية الحرب المحدودة ( المحلية ). تمثل ذلك في استخدام القوات المباشرة في العمليات العسكرية وهذا ما فعلته القوات الأمريكية في جنوب فيتنام من اجل تحقيق التفوق في ساحة القتال والقدرة على الحركة بهدف مطاردة الوحدات النظامية للثورة وتدميرها واستعادة الأراضي التي تحت سيطرتها ، وبحيث كانت مهمة القوات السايجونية العسكرية بمساعدة القوات الأمريكية مطاردة القوات الثورية الفيتنامية غير النظامية وتصفيتها مع قيام القوات الجوية والبحرية الأمريكية بسحق القدرات العسكرية لجمهورية فيتنام الشمالية لتصبح عاجزة عن تقديم أول مساندة إنهاء نجدة للقوات الثورية الجنوبية .

وحدة القيادة . عملت قوات الجنوب الثورية على توحيد أدائها من خلال دمج الوحدات المقاتلة الثورية والمجموعات المسلحة التابعة للطوائف المختلفة في إطار واحد وتحت قيادة واحدة تمثلت بجيش التحرير .

عدم استقلالية القرار العسكري. كانت الخطط العسكرية الأمريكية تنفذ حسب توصيات السفير الأمريكي في فيتنام وحسب ما تراه القيادة السياسية التي كانت تملي رغباتها على القادة العسكريين حيث كانوا يقومون بوضع الأهداف التي يرغبون بتدميرها وإعطاء الأوامر بشن الهجمات والغارات من قبل القادة السياسيين بل لقد زاد عن ذلك تدخل الرئيس الأمريكي نفسه في توجيه التعليمات.

عدم وضوح الهدف. لم يكن الهدف العسكري من الغزو الأمريكي لفيتنام واضح ولا ينسجم مع طموحات القيادة السياسية في أمريكيا وقد تعرض لانتقاد شديد من الرأي العام الأمريكي وكان يواجه معارضة من الكونغرس بسبب ضخامة الخسائر المادية والبشرية في حرب بلا هدف.

الحرب النفسية. لم تحسن القوات الأمريكية استخدام هذا الأسلوب من الحرب ضد القوات الفيتنامية بل كانت تعتمد على قوة الآلة العسكرية الأمريكية والتي لم تفرق بين مدني أو عسكري أو ثائر والتي زادت من غضب الشعب الفيتنامي وساعدت على إثارته للتحشد ضد عنجهية القوة.

الاستخدام المكثف للنيران. استخدمت القوات الأمريكية هذا الأسلوب لتمشيط الغابات والمناطق الجبلية واعتمدت في كثير من الأحيان على سياسة الأرض المحروقة لتدمير قواعد الثوار في الشمال.

خلاصات

حققت الحرب الخاصة التي اتبعها الأمريكان نجاحا جزئيا من الناحية العسكرية أمسكت قوات دييم بزمام المبادرة العسكرية من التاجيتين الاستراتيجية والتكتيتيكة ولكنها من الناحية السياسية قللت إمكانية كسب أية مساندة شعبية حيث أدى الأسلوب الذي استخدمه دييم بمساعدة القوات الأمريكية والذي تمثل بالقرى الاستراتيجية إلى تحويل اكثر الناس سلبية بين الفلاحين إلى معارضة حكم دييم وازدياد كراهية الشعب للجيش الأمريكي الذي كان يدعم دييم.

استخدم دييم رئيس فيتنام الجنوبية أسلوب إجبار السكان على هجر قرارهم الأصلية ليحشدهم داخل معسكرات اعتقال سميت قرى استراتيجية ليقوا تحت أشراف مباشر من الجيش بهدف منعهم من القيام بأية عمليات عسكرية وكان يستخدم في ذلك بناء معسكرات أشبه ما تكون بمعسكرات الاعتقال يحيط بها الجنود والأسلاك الشائكة والألغام ولم يكن مسموحا للفلاحين مغادرة هذه القرى إلا نهارا للعمل في الحقول الموجودة خارج محيط الأسلاك الشائكة مباشرة وذلك أدى إلى تأجيج الروح الثورية لدى هؤلاء العمال وتعلم أساليب جديدة في المقاومة ، واغلبهم كان يجد وسيلة ما للهرب والانضمام للثوار .

تمكن الثوار من تطوير أسلوب وتكتيك حرب العصابات مع تطور الحرب واتساعها التدريجي ففي البداية كانت أعمال المقاومة مجرد أعمال دفاعية بسيطة عن القرى لصد حملات قوات دييم عنها ثم تطورت لتصبح هجمات وكمائن صغيرة لتشتيت قوات العدو في منطقة ما لمنعه من التركيز على قرية معينة ولما طبق الأمريكان أسلوب بناء القرى الاستراتيجية تطور التكتيك إلى هجمات خاطفة ليلية على المواقع العسكرية التي تقام بجوارها وذلك حتى يمكن تفكيك القرى وهدم أسوارها وإتاحة الفرصة للفلاحين للفرار منها .

استخدمت طائرات الهيلوكبتر على ناطق واسع في هذه الحرب حيث كانت قادرة على مطاردة الثوار الذين يشنون هجماتهم أثناء الليل ومحاولة تقفي أثرهم أثناء النهار لذلك فقد اتبع الثوار تكتيك جديد يلغي فاعليه هذه الطائرات يقوم على أساس جر قوات العدو الميكانيكية وطائراته إلى منطقة مختارة من قبل جيش التحرير ومجهزة جيدا بشبكة من الخنادق ثم يتم إطلاق النار عليها من مسافات قريبة والصمود أمامها عدة أيام إلى ان يتم تدمير اكبر عدد ممكن من الدبابات البرمائية والهليوكوبتر بواسطة المدافع وقد تم تنفيذ هذا التكتيك أول مرة في معركة قرية آب باك بإقليم مساي ثو جنوبي سايغون .

كانت معارك الحرب الفيتنامية الأميركية حقل تجارب واسع لاستخدام المعدات الإلكترونية في الحرب فقد استخدمت الولايات المتحدة في هذه الحرب عددا كبيرا من الأنظمة الإلكترونية المتعددة ولأغراض متباينة كشف وإنذار وسيطرة وملاحة وتوجيه واتصالات وساهمت السياسة الأميركية التي وجهت إدارة الحرب مساهمة فعالة في تحديد الملامح الأساسية للحرب الإلكترونية حيث انه ونظرا للخسائر الكبيرة التي منيت بها في ساحة المعركة كان لا بد عن البحث عن أساليب تخفض الخسائر في القوى البشرية فكان من نتيجة هذه التوجه ان زاد مستوى الاعتماد على التقنية العسكرية والتركيز على العمليات الجوية ووسائل الحرب الإلكترونية لكشف أماكن الثوار والتعامل معهم وقد صممت المعدات الإلكترونية وطورت خصيصا لتغطية احتياجات جيش يقوم بمكافحة حرب شعبية يستفيد فيها مقاتلوا الخصم من الظلام والأحوال الجوية السيئة ويعرفون طبيعة الأرض ويستفيدون منها في عملياتهم لذلك تم استخدام وسائل الحرب الإلكترونية لكشفهم وحرمانهم من هذه الامتيازات ولكن وعلى الرغم من ذلك فان الأجهزة الإلكترونية استطاعت ان تحل محل الأفراد في أداء بعض المهام القتالية إلا أنها لم تساهم في رفع الكفاءة العسكرية بشكل عام والدليل على ذلك الفشل الأمريكي والخسائر الفادحة التي تكبدها في فيتنام مما جعله ينسحب من فيتنام بعد ان بحث عن حل سياسي يحفظ ماء وجهه إلا انه لم ينل حتى هذا الطلب إذ حرمة الفيتناميون من ذلك وفرضوا شروطهم التي أرادوها كقوة منتصرة .

الاستنتاجات

تعتبر معركة لوك نينه نقطة تحول في القدرة والأسلوب القتالي للثوار حيث استطاعوا مقاتلة العدو في مناطق مكشوفة بعيدة عن قواعدهم وحققوا إنجازا رغم احتفاظ العدو بكامل تفوقه المادي والتقني والبشري.

ساعدت العوامل الطبيعية بشكل كبير على نجاح الثوار في عملياتهم حيث كانوا يستخدمون الغابات في ستر تحركاتهم كما كانوا يستخدمون الجبال الشاهقة والوعرة في بناء قواعدهم العسكرية التي كانوا ينطلقون منها لضرب القوات الأمريكية .

أدت الأحوال الجوية والتضاريس إلى قصور المعدات الإلكترونية نظرا لطبيعة المجال المغناطيسي للكرة الأرضية في المناطق الاستوائية التي تؤثر على عمل أجهزة الاتصال بشكل خاص والطبيعة الجبلية التي تحد من عمل الرادارات وكثرة الغابات الرطبة على مدار السنة التي تحد من فعالية أجهزة الكشف الحساسة للأشعة تحت الحمراء المحمولة جوا .

أدت سياسة التجويع التي اتبعتها القوات الجنوبية إلى دفع اكثر القوى الشعبية اختلافا في فيتنام إلى الوحدة الوطنية ووجدت أمريكا نفسها في موقف حرج نتيجة لهذه السياسة لذلك عملت على إسقاط حكم دييم .

استخدم الأمريكان أسلوب قوة النيران الكثيفة في هجماتهم ضد الثوار وذلك بهدف تحطيم تحطيم القدرات العسكرية للثوار إلا ان هذا الأسلوب كان يؤدي إلى قتل العديد من المدنيين ولم يكن مؤثرا كثيرا بالنسبة للثوار لأنهم كانوا ينتشرون في مجموعات صغيرة وكان هذا الأسلوب مكلف للغاية بالنسبة للأمريكيين .

حققت فيتنام ما حققته من نجاح في تطبيق استراتيجية الحرب طويلة الأمد بفضل المساعدات التي كانت تصلها من الدول الاشتراكية وعلى رأسها الاتحاد السوفيتي والصين وبعض الدول الأخرى، ولولا هذا الدعم المادي والمعنوية لما تمكن الثوار من الاستمرار في ثورتهم حتى النهاية ، ويمكن القول نتيجة لذلك ان حرب فيتنام كانت ساحة أخرى من ساحات الحرب الباردة التي تقابلت فيها أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي بشكل غير مباشر وعن طريق ثوار فيتنام .

كانت معارك الحرب الفيتنامية الأمريكية حقل تجارب واسع لاستخدام المعدات الإلكترونية في الحرب حيث قامت على أساس استبدال الرجال بالمعدات الآلية.

لقد خسرت الولايات المتحدة في هذه الحرب (56550) قتيلاً و (303622) جريحاً و (2949) أسيراً أو مفقوداً فضلاً عن نحو (3700) طائرة نفاثة وحوالي (5000) طائرة هليكوبتر وبلغت جملة المبالغ التي أنفقتها على الحرب 150 مليار دولار. وفقدت فيتنام الشمالية نحو مليون قتيل عسكري ومدني اما فيتنام الجنوبية ففقدت نحو 651 ألف قتيل بين عسكري ومدني.

استعرضنا في هذه الدراسة حرب فيتنام تلك الحرب الطويلة التي استمرت حوالي 15 عاما وانتصر فيها شعب يملك أسلحة بدائية إذا ما قورنت بأسلحة الجيش الأمريكي ، وهذا النصر لم يكن وليد الصدفة أو مجرد استغلال لأخطاء القادة العسكريين الأميركيين والفيتناميين الجنوبيين وإنما كان نتاج استراتيجية سياسية وعسكرية سليمة رسمتها ونفذتها القيادة الثورية الفيتنامية في الشمال والجنوب مستندة في ذلك على وعي علمي وإرادة جبارة وارث تاريخي عريق في الكفاح ضد الاستعمار بكافة أنواعه فقد ناضل هذا الشعب ضد اليابانيين ثم ضد الفرنسيين وبعد ذلك الأمريكيين وتعلم من خلال نضاله الطويل كيفية ابتكار أساليب القتال الملائمة لمواجهة التحدي العسكري ضمن استراتيجية حرب الشعب طويلة الأمد والربط السليم بين العمل السياسي الداخلي والخارجي والعمل العسكري في كل مرحلة من مراحل الصراع دون الوقوع تحت سيطرة أوهام السلام وبذلك تحقق لهذا الشعب اكبر انتصار يمكنه ان يحقق ضد الاستعمار الأميركي الذي أشاع أسطورة عدم إمكانية قهره عسكريا واستطاع هذا الشعب ان يحرم الولايات المتحدة من بناء قواعده وإقامة وجود دائم له في جنوب شرق آسيا.

ملاحظة

المراجع :
قائمة المراجع المرفقة .

قائمة الملاحق :
أ. خارطة فيتنام السياسية .
ب. خارطة فيتنام الطبيعية .
جـ. حجم وتشكيلات القوات الامريكية .
د. حجم وتشكيلات القوات الجنوبية .
هـ. حجم وتشكيلات قوات الثوار .
و. مقارنة القوى .
ز. معركة آب باك .
ح. مواقع الثوار .
ط. هجوم الربيع .
ي. الايام الاخيرة .
ك. حرب الانفاق .

قائمة المراجع

01 وان تين زونغ ، ترجمة غازي الجابي ، الحرب الفيتنامية الثالثة ، المؤسسة العربية للدراسة والنشر ، الطبعة الاولى 1982.
02 علي فياض ، التجربة العسكرية الفيتنامية ، مؤسسة عيبال للدراسات والنشر ، الطبعة الاولى ، 1990 .
03 هوفي منه ، ترجمة منير شفيق ، حرب التحرير الفيتنامية ، دار الطليعة – بيروت، الطبعة الاولى ، كانون الثاني 1968 .
04 ويلفرد . ج . بورشيت ، ترجمة وديع وهيـب ، فيتنام (قصة حرب العصابات ) ، المؤسسة المصرية العامة للنشر القاهرة ، 1968.
05 هانوي تحت القنابل ، ويلفرد يوريش ، دار الارشاد للطباعة والنشر ، بيروت ، ط1 1969.
6. التاريخ السري لحرب فيتنام ، وثائق البنتاغون ، ترجمة محمد انيس ، الجزء الاول ، الهيئة العصرية للكتاب .
7. الحرب الفيتنامية الثالثة ، المؤلف دان زونغ ، المؤسسة العربية للدراسات والنشر0
8. الموسوعة العسكرية ، الجزء الاول ، الهيثم الأيوبي .

الملحق " أ " .

خارطة فيتنام السياسية

الملحق " ب " .

خارطة فيتنام الطبيعية

الملحق " جـ" .

حجم القوات والتشكيلات الامريكية

1. حجم القوات .
أ. عام 1960 بلغ عدد القوات الامريكية 785 جندي.
ب. عام 1961 بلغ عدد القوات الامريكية 2.000 جندي .
جـ. عام 1962 بلغ عدد القوات الامريكية 11.000 جندي .
د. عام 1963 بلغ عدد القوات الامريكية 16.000 جندي .
هـ. عام 1964 بلغ عدد القوات الامريكية 23.000 جندي .
و. عام 1965 بلغ عدد القوات الامريكية 61.000 جندي .
ز. عام 1966 بلغ عدد القوات الامريكية 230.000 جندي .
ح. عام 1967 بلغ عدد القوات الامريكية 448.000 جندي .
ط. عام 1968 بلغ عدد القوات الامريكية 550.000 جندي .

2. التشكيلات المقاتلة الامريكية . بلغ حجم القوات الامريكية في نهاية عام 1968 (وهو أقصى توسع للقوة البرية الأمريكية في فيتنام) 6 فرق مشاة (هي الفرق 1، 4، 5، 9، 25، 58)وفرقة محمولة جواً (للفرقة 101) وفرقة فرسان الجو الأولى وفرقتان من مشاة البحرية (الفرقتان الأولى والثالثة) ولواءان مدرعان للاستطلاع، بخلاف بعض التشكيلات الصغيرة نسبياً من الوحدات الخاصة (مثل قوات القبعات الخضراء المعدة للقتال ضد العصابات باسلوب المغاوير، و"قوات الدوريات النهرية"، و"أساطيل الانقضاض النهرية").

الملحق " د .

حجم القوات والتشكيلات الجنوبية

1. حجم القوات . بلغت في نهاية العام 1968 نحو 750 ألف جندي .
أ. 370 ألف جندي موزعين على التشكيلات المقاتلة والوحدات الإدارية التابعة لها .
ب. 380 ألف جندي من القوات المساعدة التي تضم الميليشيا الريفية والشرطة وقوات الدفاع المحلي .

2. التشكيلات المقاتلة .
أ. التشكيلات النظامية المقاتلة .
(1) 10 فرق مشاة .
(2) 4 ألوية مظلات .
(3) بعض وحدات المدرعات والوحدات الخاصة .
ب. سلاح الطيران الجنوبي .
(1) عدد القوات 25 ألف رجل .
(2) 600 طائرة من طراز "سكاي ريدر" و"ب26" و"ف48.
جـ. القوات البحرية الجنوبي .
(1) عدد القوات 17 ألف رجل .
(2) 6 كتائب مشاة بحرية .
(3) قوات دفاع ساحلي .
(4) أساطيل نهرية صغيرة .
(5) مراكب قتال وحراسة صغيرة عديدة .
الملحق " هـ .

حجم قوات وتشكيلات الثوار

1. في العام 1965 كان لدى الثوار في الجنوب القوات التالية :
أ. 45 ألف رجل كقوات نظامية .
ب. 23 ألف رجل تسللوا من فيتنام الديمقراطية في الشمال لتعزيز قوات الثوار في مواجهة التدخل الأمريكي المباشر .
جـ. 63 ألف رجل آخرين ضمن قوات الدفاع المحلي والميليشيا والعصابات .

2. في العام 1966 كان عدد القوات كما يلي :
أ. يقدر عدد القوات النظامية بنحو 112 ألف رجل، من بينهم 30 ألف تسللوا من الشمال .
ب. قوات اخرى بحوالي 86 ألف رجل .

3. في العام 1967 كان العدد كما يلي :
أ. ارتفع عدد القوات النظامية إلى 207 آلاف رجل، من بينهم 75 ألفاً تسللوا من الشمال .
ب. 126 ألف رجل من القوات الأخرى .

4. في العام 1968 كان العدد كما يلي :
أ. أصبح عدد القوات النظامية نحو 240 ألف رجل، من بينهم 80 ألفاً تسللوا من الشمال .
ب. عدد القوات الأخرى نحو 180 ألفاً.
الملحق " و " .

مقارنة القوى

1. حجم القوة . كان لصالح الامريكيين وقوات الجنوب بنسبة 10 :1 .

2. التسليح . هناك تباين كبير في مستوى تسليح الطرفين، خاصة بالنسبة للتسليح الثقيل (المدافع والدبابات والطائرات) وللقوة النارية المتوفرة لدى كل منهما:
أ. الأمريكيين والقوات الجنوبية .
(1) 1093 طائرة قاذفة ومقاتلة من مختلف الأنواع ، وضمت الطائرات الحربية النفاثة 30 قاذفة ثقيلة "ب 52" وطائرات "فانتوم" و"ف-5" و"ف-105" الخ
(2) 1071 هليكوبتر .
ب. الثوار . امتلك الثوار الاسلحة التالية :
(1) مدافع الهاون (من عيارات 60مم و81مم و82مم و120مم).
(2) قواذف الصواريخ "كاتيوشا" (من عيارات 122مم و140مم و175مم) .
(3) قطع المدفعية الميدانية التقليدية (من عيار 105مم و152مم).
(4) مدفعية المضادة للطـائرات ، ( من عيار 37 ملـم و57 ملم و85 ملم و100مم والرشاشام/ط 12.7مم) .
(5) بعض الدبابات (قدرت الاستخبارات الأمريكية عددها بنحو 90 دبابة).

3. الشؤون الادارية .
أ. القوات الامريكية . كان وزن الاحتياجات الإدارية للجندي الأمريكي 18.7كغ، موزعة على النحو التالي: مؤن 4.8كغ وتجهيزات 2.5كغ ومحروقات وزيوت 2.3كغ وذخائر 9.1كغ ، وأدى افتتاح مسرح العمليات في فيتنام بالنسبة إلى القوات الأمريكية في العام 1965 إلى جلب عتاد ومعدات يبلغ وزنها ما يعادل 40 طن لكل مقاتل (على حين كان المعدل في بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 أربعة أطنان فقط لكل مقاتل) ثم تلا ذلك تموين يعادل 2.5 طن لكل رجل في الشهر، ويتراوح الإمداد اليومي لأربع فرق أمريكية خلال الفترة من 1965 إلى 1968 مثلاً ما بين 5600 و 6200طن.
ب. قوات الثوار . تميزت قوات الثوار ببساطة تنظيمها وتواضع مطالبها واحتياجاتها الإدارية ، كانت التجهيزات الإدارية اليومية للفرد الواحد لا تزيد عن 2كغ (مؤن 1كغ وتشمل أساساً أرز وسمك مجفف، وتجهيزات وزنها 320 غرام تضم ملابس بسيطة وأرجوحة نوم الخ، وذخائر وزنها 650غرام).

4. الحركة والمناورة .
أ. القوات الامريكية والقوات الجنوبية النظامية. عانت القوات الامريكية من ثقل حمولتها فلم تتمتع بقدرة حركية عالية .
ب. قوات الثوار . تمتعت بقدرة حركية عالية وقدرة على المناورة والانتقال بسرعة من الهجوم إلى الدفاع من التقدم إلى الانسحاب، دون أن يثقلها في جميع الحالات تنظيمها القتالي والإداري .

5. التعبئة العسكرية .
أ. إن أسلوب قتال القوات الأمريكية اعتمد على كثافة قوة النيران ووفرة الآليات المستخدمة فيه فضلاً عن ارتفاع نوعية معيشة الجندي الأمريكي المرفه والمنتمي إلى مجتمع صناعي استهلاكي متطور، فرضاً على القيادة الامريكية للقيام بجهود إدارية هائلة سواء من حيث نقل كميات ضخمة من العتاد والمؤن والذخائر، أو من حيث تجهيز مسرح العمليات وإعداده لاستيعاب واستخدام القوات بمختلف أنواعها .
ب. قوات الثوار . اعتمد الثوار على اسلوب حرب العصابات القائم على الكر والفر ، واستخدام المصائد والالغام ، واستنبطت اسلحة مضادة لمعظم الاسلحة المستخدمة من قبل الامريكان .

الملحق ز" .
معركة آب باك

الملحق ح" .
مواقع الثوار

الملحق ط" .
هجوم الربيع (التيت)

الملحق ي" .
الايام الاخيرة

الملحق ك" .
حرب الانفاق

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

9 من الزوار الآن

916820 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق