الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > العلوم العسكرية > حرب الإسناد: شؤون عسكرية
في الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين، وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد، أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى لتهزّ العالم، ولتكسر شوكة الاحتلال الصهيوني، وما لبثت أن لفتت الأنظار، وجذبت الأنصار، وحرّكت قوى المقاومة من حولها.
في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، امتدت نار “طوفان الأقصى” إلى الجبهة الجنوبية بلبنان مع إعلان حزب الله عدم الوقوف على الحياد، كما صرّح يومها رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين “نحن بالموقع الذي يجب أن نكون فيه”.
فضلا عن ذلك لا تزال المقاومة اللبنانية في حالة إسناد للمقاومة لغزة تنزع القدرة على إدارة الحرب من العدو الصهيوني بعد أن شغلت ثلث جيشه وهجرت 100 ألف مستوطن صهيوني وأضعفت الحالة الاقتصادية في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.
وإلى جانب حزب الله، كان اسم “كتائب القسام في لبنان” الأبرز من ضمن الأطراف التي أطلقت سلسلة عملياتها مستهدفة مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته على طول الحدود مع لبنان، مما سلط الضوء على دور حركة حماس في لبنان، الذي شهد تصاعدا ملحوظا في السنوات الأخيرة.
وقد أثبتت مواقف جماعة أنصار الله اليمنية، أنّ بعد المكان لا ينفي وحدة الميدان، وذلك من خلال استهدافها للاحتلال بالصواريخ والمسيرات، إضافة إلى استهداف السفن المتجهة إلى الكيان الإسرائيلي، بهدف اجباره على وقف عدوانه على غزة ورفع الحصار عنه.
وعلى مدى سبعة أشهر منذ بدء العدوان على غزة، كرّست المقاومة في لبنان واليمن مفهوم “جبهة الإسناد” لجبهة رئيسية في القطاع الصامد.
في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني: أطل الأمين العام للحزب حسن نصر الله لأول مرة بعد “طوفان الأقصى”، وأعلن أن جبهة لبنان مرتبطة بمحدّدين هما: وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وعدم السماح بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمقاومة الفلسطينية تحت أي ظرف.
وقد لعب حزب الله دوراً مهمّاً إلى جانب المقاومة في غزة، وذلك من خلال “حرب الإشغال” التي أشعلها على الحدود مع فلسطين، وأدّت إلى تهجير أكثر من 100 ألف مستوطن لأول مرة من شمال فلسطين المحتلة.
ولفت نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم إلى أن “أي مساندة لغزة فضلاً عن أنها مصلحة لغزة هي مصلحة للبنان أيضاً”.
وأكّد قاسم أنّ مساندة غزة من لبنان تحقق هدفين، الأول نصرة فلسطين، والثاني ردع العدو، مشيراً إلى أنّ ما استخدمته المقاومة على الجبهة في الجنوب هو جزء من القوة وجزء من السلاح وأنّ ما خفي أعظم.
وقد تنوعت الأسلحة التي استخدمتها المقاومة في جنوب لبنان، ما بين القذائف والصواريخ الموجهة والمسيّرات، ضمن عمليات تتكرّر بصورة شبه يومية.
ومن أبرز الهجمات التي شنّها حزب الله استهدافه لقاعدة ميرون للمراقبة الجوية بـ62 صاروخاً، في 6 يناير/ كانون الثاني، رداً على استشهاد العاروري ورفاقه.
وكذلك هجوم الحزب، في 26 فبراير/ شباط، الذي استهدف بنحو 60 صاروخاً مقرّ قيادة فرقة عسكرية إسرائيلية في الجولان السوري المحتل.
وقد أعلن جيش الاحتلال، الخميس، مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية، ليلحق بضابطين إسرائيليين، قتلا قبل أيام، في هجوم بطائرة مسيرة نفذه حزب الله اللبناني على موقع عسكري في مستوطنة المطلة عند حدود لبنان الجنوبية.
ولم تخل حرب الإسناد اللبنانية من التضحيات، فقد أشار تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في 4 أبريل/نيسان، إلى نزوح أكثر من 93 ألفاً من المدنيين من جنوبي لبنان جراء الأعمال العدائية المستمرة، إضافة إلى استشهاد قرابة 331 شخصاً، وجرح 947 آخرين.
إلى جانب حزب الله، كان اسم “كتائب القسام في لبنان” الأبرز من ضمن الأطراف التي أطلقت سلسلة عملياتها مستهدفة مواقع الاحتلال الإسرائيلي ومستوطناته على طول الحدود مع لبنان، مما سلط الضوء على دور حركة حماس في لبنان، الذي شهد تصاعداً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
وقد بدأت القسام عملياتها في لبنان بعد ثلاثة أيام فقط من بدء طوفان الأقصى، وتحديدا في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حين تبنّت الكتائب إطلاق صواريخ من سهل القليلة جنوبي لبنان باتجاه مستوطنات الاحتلال في الجليل الغربي.
وتوالت عمليات أطلاق القسام للصواريخ من جنوب لبنان، حيث كان أبرزها في 28 فبراير/ شباط عندما أطلقت من جنوب لبنان رشقتين من 40 صاروخاً تجاه مواقع للاحتلال رداً على المجازر الإسرائيلية بغزة واغتيال العاروري ورفاقه بالضاحية الجنوبية.
وفي الثالث من شهر مايو/ أيار الحالي، بثت كتائب القسام مشاهد لإطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه القوات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.
وأظهرت المشاهد، التي تبثّ للمرة الأولى خلال معركة طوفان الأقصى، دفعات من الرشقات الصاروخية وهي تتهاطل على الأهداف الإسرائيلية.
ويشكل لبنان بيئة مناسبة لنشاط حركة حماس خارج فلسطين، فهو على تماس مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك تعد المخيمات الفلسطينية مورداً خصباً للكفاح المسلح.
وتحظى القضية الفلسطينية عموماً، وحماس خصوصاً، بتأييد واسع لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين. في حين يعدّ حزب الله اللبناني حليفاً للحركة، ويؤمن لها الغطاء المناسب لاستهداف المستوطنات والمواقع الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.
أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية، الخميس، أنّها استهدفت سفينتين إسرائيليتين في خليج عدن، وثالثة في موقعين بـالمحيط الهندي وبحر العرب، بصواريخ باليستية ومسيّرات، مشيرة إلى تحقيق “إصابات مباشرة” خلال عمليات الاستهداف.
وقال المتحدث العسكري باسم “الحوثيين” العميد يحيى سريع في بيان مساء الأربعاء، “إن القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية أطلقت دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة”.
وكانت جماعة أنصار الله اليمنية، أعلنت مؤخراً أنّها تحضّر لجولة رابعة من التصعيد، إذا استمر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكّد زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، أنّه إذا استمر تعنّت العدو الصهيوني ومعه الأميركي، ضد الشعب الفلسطيني، فهناك جولة رابعة، فإنّ جماعته يحضرون لها من التصعيد في مواجهة هذا العدو الغاصب.
وبينما لا تزال المقاومة الفلسطينية في غزة تدك جيش العدو الصهيوني وصامدة في وجهه العدوان، أطلقت القوات المسلحة اليمنية تهديداً تاريخياً مقابل التهديد برفح، عبر إعلانها بدء تنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد باستهداف كل السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الصهيونية، والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة من البحر الأبيض المتوسط.
ومع تطور المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وصفقة التبادل، أعلنت جماعة أنصار الله أنّ هجماتها ضد سفن في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيّرة لن تتوقف إلا في حالة انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ورفع الحصار عن القطاع.
وأوضح الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام، في حديث لوكالة رويترز، أنّ الجماعة ستجري إعادة تقييم للوضع إذا انتهى الحصار، وسُمح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة بحرية.
وبينما تتقدم لغة الحرب والتهديد عند كيان العدو الصهيوني لجهة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، هناك خطوات خطاها محور المقاومة من أجل مسألة تنسيق الجهود وتكاملها لردع هذه التهديدات، مع ما يقتضي ذلك من تعزيز هجماته والاستعداد في المقابل لمواجهات مع العدوانية الصهيونية.
وفي نهاية المطاف، فإن الواقع العملياتي الذي أعدّته قوى المقاومة من خطّة الجهوزيّة والتصعيد وما اختزنته من مفاجآت، يرسل رسالة للعدو الصهيوني مضمونها أنها لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوة التي تمكّنها من تحويل التهديد الصهيوني باجتياح مدينة رفح الفلسطينية، إلى عبء ثقيل على كيان العدو وجيشه الذي مازال يتخبط بأزماته على كل الجبهات.
قد لا يحتاج الحديث عن الفشل الاسرائيلي في حربي غزة ولبنان للكثير من الأدلة والاثباتات على غرار كل ما يوضع على طاولة النقاش بما يتعلق بالممارسات السياسية لعدد من الأمور الداخلية الأخرى، والتي تحتمل عدداً من وجهات النظر. وحتى لو أراد "المتابع الموضوعي" تقييم الوضع الاسرائيلي بعد عام على "طوفان الأقصى" الحافل بالأحداث المفصلية، لا يستطيع انكار الواقع الذي يعترف به قادة الاحتلال أنفسهم بأن إسرائيل لم تحقق أهدافها بالتزامن مع الخسائر الاستراتيجية التي لحقت بردعها وسمعتها وأخرى اقتصادية وسياسية تقدر كلفتها بمليارات الشواكل.
تعرض كيان الاحتلال إلى ضربة قوية جعتله بعد التفاخر بحجم قوته، يعيد حساباته مرة أخرى، ليس بما يتعلق بأمور بسيطة تصلح بالمعالجة، بل بما يتعلق "بوجوده". وبعد الغرق في مستنقع غزة لعدة أشهر، يتورط حالياً بالغوص برمال لبنان المتحركة، التي تبتلع جنوده ودباباته على الحافة الشمالية، بفعل خطط أعدتها المقاومة ليوم كهذا، يكون فيه الجنون الاسرائيلي في أعلى مستوياته ويجره إلى متاهة الخيارات الخاطئة.
تعد هذه الحرب، التي يخوضها كيان الاحتلال ضد جبهات عدة، أطول حرب منذ قيامه عام 1948، وقد حشد لها حوالي 360 ألف جندي احتياطي، في أكبر تعبئة منذ حرب أكتوبر عام 1973. وعلى حجم التهديد والخطر الذي شعر به، جاءت الاستعدد والاستنفار على مختلف الصعد، ليس فقط إسرائيلياً، بل بمساندة أميركية اوروبية غربية وعربية ايضاً. وعلى رغم التمويل الهائل وتكنولوجيا المعلومات وأحدث أنواع الأسلحة لم ينجح جيش الاحتلال بالعثور على قادة المقاومة الفلسطينية مع أسراه في قطاع محاصر منذ عقود، وهذا ثاني الاخفاقات بعد نجاح عملية "طوفان الأقصى". ويمكن تلخيص اخفاقات جيش الاحتلال، ربطاً بفشل جهود قياداته العسكرية والسياسية والأمنية، بعدد من النقاط:
لم ينجح جيش الاحتلال بالعثور على أسراه لدى المقاومة أو على قادتها، رغم استخدامه مختلف أنواع الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وبمساعدة أميركية بريطانية والتي تعد الأكثر تطوراً بهذا المجال ، ا ضافة لحجم الدمار الهائل الذي طال أكثر من 60% من القطاع، وأودى بحياة أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني ومئات الاف الجرحى، ويزعم تدمير أكثر من نصف الانفاق، لكنه لم يستطع تحقيق الهدف الاول للحرب وهو اعادة الأسرى إلى الكيان.
القضاء على المقاومة: وهذا الأمر ينسحب على غزة ثم على لبنان بعد اعلانه هدف اعادة المستوطنين إلى الشمال إلى أهداف الحرب. بعد عام على طوفان الأقصى، لا تزال صواريخ المقاومة الفلسطينية تصل إلى مستوطنات غلاف غزة. في حين تعجز الضربات الجوية من تدمير المنظومة الصاروخية لحزب الله، رغم مشاركة الطائرات الحربية والبوارج في الضربات. حيث يعترف كيان الاحتلال بأن الصواريخ لا تزال تنطلق من المناطق التي تعرضت إلى مزيد عن 650 غارة على القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة.
الفشل الأمني والاستخباري الكبير والذي أدى إلى استقالة عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية، وجعل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يهرب إلى الأمام في مسارات التصعيد خوفاً من المحاكمة هو الآخر. وهذا لا يتعلق فقط بالكارثة التي حلت بالكيان في 7 أكتوبر، بل ما تبعها أيضاً، حتى اليوم. ويمكن أن نأخذ الهجوم الايراني كمثال أخير، بعد أن نجحت الجمهورية الاسلامية بتطبيق الغموض الاستراتيجي. وعلى الرغم من اغتياله لعدد من قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين وايران أيضاً، إلا ان ذلك النجاح التكتيكي لم يحل أي من معضلات الاحتلال التي تتراكم يوماً بعد يوم.
الفشل في الاجتياح البري، وهذا ينطبق على قطاع غزة، بعد أن استنفزت القوات في القطاع، واعترفت القيادات العسكرية باستحالة البقاء طويلاً او التفكير في احتلاله بشكل دائم. بالنسبة للجبهة مع لبنان، لم يخاطر المستوى السياسي منذ البداية، بوضع أهداف بسقف مرتفع، كاحتلال لبنان او حتى القرى الجنوبية، بل اكتفى بالحديث عن بضع كيلومترات لاعادة المستوطنين إلى الشمال.
من ناحية أخرى، يمكن القول أن من أهم نتائج معركة "طوفان الأقصى" أنها ساهمت في تقويض الكثير من المبادئ الأساسية التي قام عليها كيان الاحتلال، والتي عُدّت في فترات سابقة مبادئ مستدامة وغير قابلة للتغيير، إلى جانب كشف هشاشة بنيان هذا الكيان، الذي اعتمد في ترسيخها على الدعاية الاعلامية من جهة، والمساعدة الاميركية الغربية من جهة أخرى.
تعرّض جيش الاحتلال لنكسات كبيرة وغير مسبوقة منذ انطلاق "طوفان الأقصى"، لا سيما بعد أن توسّعت المعركة جغرافياً إلى ساحات أخرى في المنطقة، بما في ذلك لبنان وايران واليمن والعراق، وازدادت تداعياتها لتصل إلى داعميه في المنطقة والعالم، وقد انسحبت هذه النكسات على مختلف المجالات الأخرى، حتى انكشف ضعف آخر يتعلق بفشلهم تجنيد الحريديم والانقسام العميق نتيجة ذلك.
كشف طوفان الاقصى، وقوة وقدرة المقاومة في المنطقة خاصة في لبنان، عن نقاط ضعف كيان الاحتلال. كما أكد مرة أخرى على أن إسرائيل "اوهن من بيت العنكبوت" كما قال سيد المقاومة والأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصرالله.
يعد "طوفان الأقصى" ترجمة فعلية لوحدة الساحات التي عملت جبهات المقاومة على انضاجها طيلة السنوات الماضية، حتى تحققت على عدد من المستويات، تجاوزت الاعداد والتأهيل والتدريب ثم التسليح وتبادل الخبرات، ووصلت إلى مراحل أكثر تقدماً من الإعلان عن الاسناد ومشاركة أهداف الحرب، والعمل على تحقيقها عبر التواجد الفعلي بأرض الميدان، وهذا ينطبق على مختلف القيادات من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى حزب الله والمقاومة العراقية واليمن وإيران، وهذا ما وثّقته دماء القادة الشهداء خلال عام على 7 أكتوبر المجيد.
يعتقد كيان الاحتلال أن باغتياله قادة المقاومة أنه يحقق انجازاً استراتيجياً، في حين أثبت الميدان عكس ذلك. فلو نجح اغتيال القادة المؤسسين، في كل الجبهات، لما وصل الحال بإسرائيل لاعتبار نفسها مهددة "وجودياً". في حين أن ارتقاء ثلة من القادة يوحد الدم المقاوم ويعطي دفعاً للكوادر الجديدة أيضاً. وهنا عرض لأبرز القادة الذين ارتقوا خلال معركة طوفان الأقصى:
قائد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله
يعد السيد الشهيد حسن نصرالله رمزاً من رموز المقاومة ليس فقط في لبنان بل في المنطقة بأسرها، ولا نغالي ان قلنا في العالم أيضاً، نتيجة المسيرة السياسية الحافلة التي قادها طيلة أكثر من 23 عاماً، بكل ما حملته من مفاصل رئيسية غيّرت وجه المنطقة، بعد أن كان المشروع الاميركي الاسرائيلي "فرض شرق أوسط" جديد. في حين ان شهادته أيضاً تعد مفصلاً هاماً على صعيد المنطقة والاقليم، خاصة بما يتعلق بالحرب الحالية ثم المرحلة التالية.
يمكن تلخيص شخصية السيد نصرالله بأنه "قاد الأمة من نصر إلى نصر". منذ عام 1992 عند انتخابه أميناً عاماً للحزب إلى انتصار عام 2000 ثم 2006، وبعد ذلك القرار التاريخي بمساندة الشعب السوري في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي الوهابي والانتصار العظيم على المشروع التكفيري في المنطقة، واحباط مختلف مخططات الفتنة في لبنان إلى قرار فتح جبهة الاسناد للشعب الفلسطيني التي سيقودها أيضاً للنصر الحتمي.
ولد في أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وأكمل دراسته الثانوية في قرية "البازورية"، وهناك إنتسب إلى حركة أمل التي كانت معروفة آنذاك بـ"حركة المحرومين"، حيث أصبح بسرعة مندوب قريته، برغم صغر سنه. توجّه في أواخر سنة 1976 إلى النجف الاشرف وهناك تعرّف على الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي كلّف الشهيد السيد عباس الموسوي بتولي أموره العلمية هناك.
عاد السيد نصر الله إلى لبنان سنة 1978م نظراً للممارسات التي كان يقوم بها النظام البعثي في العراق، وقد أكمل دراسته وتدريسه للعلوم الإسلامية في حوزة الإمام المنتظر (ع). وفي سنة 1982 بدأ الاجتياح الصهيوني للبنان وشهدت مدينة بعلبك تأسيس "حزب الله" وتولى السيد مسؤوليات مختلفة في حزب الله منذ بداية تأسيسه.
في 16 شباط 1992، تم إنتخابه بالإجماع من قبَل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للأمين العام السابق الشهيد السيد عباس الموسوي الذي اغتالته القوات الاسرائيلية. وقد تصاعد الخط البياني لعمليات المقاومة كمّاً ونوعاً خلال تولّيه الامانه العامة للحزب إلى أن تم التحرير سنة 2000.
يمكن الدلالة عن شخص السيد الشهيد بالقرارات التاريخية التي اتخذها على صعيد لبنان والمنطقة، والتي كانت تنعكس بالدرجة الأولى على الوحدة الوطنية واحباط مشاريع الفتنة الداخلية. هذا الرجل العظيم الذي لا تكفي الاشارة إليه ببضع أسطر، كان الرجل العربي الأول الذي قاد الحرب لأجل فلسطين واستشهد على طريق القدس في أقدس معركة منذ قيام كيان الاحتلال.
الشهيد اللواء عباس نيلفروشان
الشهيد اللواء عباس مرتضى نيلفروشان ارتقى برفقة السيد حسن نصر الله، شهيداً على طريق القدس، في الغارة التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 أيلول/ سبتمبر عام 2024. ويعد أحد القادة البارزين في حرس الثورة الإسلامية في إيران.
ولد في 23 من آب / أغسطس عام 1966 في أصفهان، خلال حرب الدفاع المقدس، تولى مناصب مختلفة في فرقة الإمام الحسين (ع) 14 والفرقة المدرعة الثامنة. بعد انتهاء الحرب، واصل دراسته وحصل على الدكتوراه في الإدارة الإستراتيجية.
في مسيرته العسكرية تولى منصب نائب عمليات القوات البرية للحرس الثورة الإسلامية (من العام 2005 إلى العام 2007)، وقائد مدرسة القيادة والأركان "دافوس" (من العام 2010 إلى العام 2014)، ونائب قائد مقر الإمام الحسين (ع)، والنائب التنفيذي ونائب العمليات للقائد العام للحرس (منذ العام 2018 حتى استشهاده وخلفاً للشهيد القائد محمد رضا زاهدي). كما تولى لـ 5 أعوام (على مرحلتين) قيادة قوة القدس في لبنان وسوريا (عمل مستشاراً عسكريا مع الدولة السورية خلال الحرب الكونية عليها ابتداءً من العام 2011).
اللواء الشهيد رضي موسوي
بعد عشرات محاولات الاغتيال الفاشلة، والتي كان يخرج منها دائماً بعزيمة وإرادة أكبر على إنجاز مهمته، كمسؤول دعم لوجستي وعسكري لمحور المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين، نال اللواء رضي موسوي (تم ترقيته الى رتبة لواء بعد شهادته) ما كان يتمناه ويطمح إليه دائماً، بأن ينهي مأموريته التي مدّدت من أسبوعين الى 30 عاماً بالشهادة، وذلك عبر عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الـ 25 من كانون الأول / ديسمبر من العام 2023.
في الآونة الأخيرة، مع اشتداد مراحل معركة طوفان الأقصى، زادت وتيرة نقل الأسلحة النوعية من إيران باتجاه لبنان تحديداً، لذا حاول الإسرائيليون بشتى الوسائل الضغط على اللواء موسوي، لإيقاف عمليات الشحن والنقل هذه، لكن محاولاتهم باءت بالفشل دائماً.
تولى الشهيد مهامه في سوريا منذ العام 1993، وكانت مأموريته هناك لمدة أسبوعين فقط، لكن المأمورية امتدت حتى تاريخ استشهاده، أي بعد 30 عاماً. كان على علاقة مميزة بحزب الله وبقادتها، وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والشهيد الفريق قاسم سليمان.
تعرّض لعشرات محاولات الاغتيال، أصيب مرتين خلالها. ومنذ فترة وجيزة لا سيما مع بداية معركة طوفان الأقصى كان يقول لمرافقيه ابتعدوا عني كي لا تقتلوا معي، حيث كان يشعر بأنه سيستشهد، وبالفعل استشهد وحده، واصيب أحد مرافقيه وهو بعيد عنه اصابات طفيفة.
إحدى محاولات اغتياله كانت عندما اغتيل الشهيد القائد مصطفى بدر الدين، حيث كان الشهيد في مكتبه، لكن السيد رضي لم يكن هناك حينها.
شارك في العديد من المعارك في حرب الدفاع عن سوريا 2011، مثل معركتي تحرير البادية وريف دمشق، وكان من ضمن الصامدين الذين صدوا هجوم الإرهابيين غربي حلب.
نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد صالح العاروري
ارتقى يوم الثلاثاء الواقع 2-1-2024، شهيداً، من جرّاء عدوانٍ إسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تقلد العاروري العديد من الوظائف المهمة داخل حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، من بينها عضويته منذ عام 2010 في مكتبها السياسي، قبل أن يُختار نائباً لرئيس المكتب السياسي في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2017.
التحق العاروري بالعمل الإسلامي في سن مبكرة من حياته، وقاد العمل الطلابي الإسلامي في جامعة الخليل منذ عام 1985 حتى اعتقاله عام 1992، والتحق بحركة حماس بعد تأسيسها أواخر عام 1987.
وخلال الفترة الممتدة ما بين عامي 1990 و1992، اعتقل جيش الاحتلال العاروري إداريا (دون محاكمة) فترات محدودة على خلفية نشاطه في حركة حماس، حيث شارك خلال تلك الفترة في تأسيس جهاز الحركة العسكري وتشكيله في الضفة الغربية، وهو ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
وفي عام 1992، أعاد جيش الاحتلال اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة، لكن الاعتقال لم يوقف عمل العاروري حيث استغل تلك الفترة لتجنيد أعضاء جدد في الحركة والكتائب، وإنشاء خلايا هجومية ووضع خطط عسكرية. وفي عام 2007 أُفرج عنه، لكن الكيان أعاد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة ثلاث سنوات (حتّى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
كان أحد أهم المفاوضين لإتمام صفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار" بين الحركة وكيان الاحتلال (بالوساطة) والتي تمّت عام 2011، وتحرّر أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط.
وفي الخامس من أكتوبر/تشرين الأول 2017، انتُخب العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
هدّد الكيان الإسرائيلي باغتياله عدّة مرات، ووجّه الرسائل إلى الكثير من الدول من أجل ملاحقته عبر "الإنتربول".
ويحمله الاحتلال مسؤولية عدّة عمليات في الضفة أبرزها خطف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب الخليل في حزيران عام 2014. ويتهمه بإطلاق شرارة الحرب عام 2014 في غزّة والضفة. وكما أقدمت قوات الاحتلال على هدم منزله في منطقة العارورة شمال غرب رام الله.
وبدورها وصفت وزارة العدل الأمريكية العاروري بأنه "قائد عسكري رفيع المستوى في حماس"، ووضعت مبلغاً بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلّ على مكانه أو يتقدّم بمعلومة عنه، وذلك بفضل دوره القديم في قيادة خلية طلابية في جامعة الخليل في بداية التسعينيات، عندما انضم لحماس.
نعته حركة حماس في بيان بوصفه "قائد أركان المقاومة في الضفة وغزة ومهندس طوفان الأقصى". وبذلك تُختتم سيرته بالتحاقه بالرفيق الأعلى.
الشهيد القائد وسام حسن طويل
التحق الحاج جواد بصفوف المقاومة في العام 1989. وشارك في العديد من عمليات المقاومة الإسلاميّة قبل تحرير الجنوب عام 2000، وخاصةً النوعية منها.
أصيب بجراح بليغة في رقبته أثناء مشاركته في عملية سُجد النوعية خلال العام 1999.
بعد تحرير الجنوب في أيار / مايو من العام 2000، شارك في العمليات النوعية التي استهدفت مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. كما شارك في عملية الأسر (الوعد الصادق) في العام 2006 وفي حرب تمّوز / يوليو بعدها.
ساهم بشكل كبير وفعال في بناء وتطوير الجهاز التدريبي في المقاومة. كما كان ركناً أساسياً في عملية تطوير المقاومة بعد العام 2006 وشارك في وضع البرامج المتعلقة بتطوير الميدان. وكان له دور أيضاً في نقل تجربة حزب الله إلى المقاومة الفلسطينية.
واكب ورافق العديد من الشهداء القادة في المقاومة في مقدمتهم الحاج عماد مغنية "رضوان"، السيد مصطفى بدر الدين "ذو الفقار"، الحاج أبو محمد سلمان الإقليم، الحاج محمد عيسى "أبو عيسى الإقليم"، الحاج حاتم حمادة "علاء الجوي"، الحاج علي فياض "علاء البوسنة"، خالد بزي "قاسم"، محمد قانصو "ساجد الدوير"، الحاج محمد سرور "جهاد"، وغيرهم.
مع بدء الحرب الكونية على سوريا، كان في طليعة القادة المقاومين الملتحقين في مهمة التصدي للتنظيمات الإرهابية، وقاد العديد من العمليات النوعية التي استهدفت هذه التنظيمات والتي ساهمت في التحرير الثاني. كما تولّى مسؤولية قيادة العمليات في سوريا، تحت قيادة الشهيد القائد مصطفى بدر الدين. كان له مساهمةً في تحرير العراق من تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، من خلال مساعدة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية.
بعد انطلاق معركة طوفان الأقصى قاد العديد من العمليات التي استهدفت مواقع وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، وحاز على تنويه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عدة مرات. وكان هدفاً للاغتيال الإسرائيلي منذ سنوات حيث حاول الكيان النيل منه عدّة مرات.
اغتاله جيش الاحتلال صبيحة الاثنين 8 كانون الثاني / يناير من العام 2024 عندما استهدف سيارته في منطقة "الدبشة" في بلدة خربة سلم – جنوب لبنان.
الشهيد القائد أحمد الغندور
اغتالت آلة القتل الإسرائيلية عضو المجلس العسكري وقائد لواء شمال قطاع غزة أبو أنس" في 26 تشرين الثاني / نوفمبر 2023.
قضى 6 أعوام في الأسر (1988-1994) في معتقلات كيان الاحتلال، ومن ثم سجنته السلطة الفلسطينية لمدة 5 سنوات أيضاً (ضمن سياسة الباب الدوار)، بسبب نشاطه الجهادي والمقاوم، وتحرر في العام 2000 مع اندلاع انتفاضة الأقصى.
خلال الانتفاضة الثانية، عمل مساعداً للقائد عدنان الغول، الذي كان حينها مهندس القسام في قطاع غزة والساعد الأيمن للقائد العام للكتائب محمد الضيف "أبو خالد".
بعد استشهاد القائد الغول في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2004، تم تعيينه قائداً لمنطقة شمال قطاع غزة.
في الـ 23 من أيلول / سبتمبر من العام 2005، نجا من أولى محاولات اغتياله الإسرائيلية، حينما حصل انفجار أدى إلى استشهاد 19 شهيد، أثناء عرض عسكري للقسام في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
كان المساعد الأبرز للقائد أحمد الجعبري خلال توليه لمسؤوليات القيادة التنفيذية، ويزعم الاحتلال بأنه كان من المشاركين في عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط صيف العام 2006.
في 12 تموز / يوليو 2006، فشلت المحاولة الثانية لاغتياله، بالتزامن مع محاولة اغتيال القائد العام للكتائب محمد الضيف، وقد أصيب الغندور حينها بجروح طفيفة فقط. نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية أخرى عندما قُصف منزله ومنازل كان يتحصن بها خلال معارك عامي 2012 و2014، وقد استشهدت زوجته وابنته في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا كانتا تتواجدان به عام 2014.
صنفته الولايات المتحدة الأمريكية "إرهابيًا دوليًا" في العام 2017،
لم تُعلن كتائب القسام أو حركة حماس تاريخ وطريقة استشهاده بالتحديد، لكن تم تشييعه ودفنه مع ثلة من رفاقه القادة الشهداء في 26/11/2023. ويدّعي الكيان المؤقت بأنه استشهد في الـ 16 من تشرين الثاني / نوفمبر 2023 خلال معركة طوفان الأقصى، بعد غارات شنّها جيش الاحتلال على أحد الأهداف في قطاع غزة.
الشهيد القائد إسماعيل هنية
فجر 31 تموز/ يوليو عام 2024، استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس القائد إسماعيل هنية إثر استهداف كيان الاحتلال لمكان اقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي بداية حركته المناهضة للاحتلال، تعرض هنية للاعتقال من قبل السلطات الاسرائيلية ثلاث مرات، فبعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، اعتقل للمرة الأولى مدة 18 يومًا. وفي العام 1988 أمضى هنية 6 أشهر في سجون الاحتلال، فيما قضى في المرة الثالثة أطول فترة اعتقال حيث بقي ثلاث سنوات حتى عام 1991.
وبعد عام من إطلاق سراحه، نفى كيان الاحتلال، هنية مع 415 ناشطاً من قيادات وكوادر حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان، ليعود إلى غزة بعد عام واحد إثر توقيع اتفاق أوسلو.
في العام 2003 تعرض هنية لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل جهاز الموساد، وذلك أثناء تواجده والشيخ أحمد ياسين في شقة سكنية في قطاع غزة.
وعام 2006 ترشح هنية لمنصب رئاسة الحكومة على رأس قائمة التغيير والإصلاح، ففاز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي وأصبح رئيسًا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس. لكن بعد عام من توليه رئاسة الحكومة، أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعدما سيطرت كتائب عزالدين القسام على الأجهزة الأمنية في غزة لحسم الانفلات الأمني الذي دام فيها لشهور، لكن بقي هنية رئيسًا للحكومة المقالة حتى عام 2014، حيث تم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمدالله.
فيما بعد، انتخب إسماعيل هنية في العام 2017 رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، من خلال عملية انتخابية جرت في الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني، نتيجة لإغلاق معبر رفح آنذاك ما حال دون سفر هنية إلى قطر.
وفي العام 2018، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية هنية على لائحة الإرهاب، وقالت الوزارة في بيان نشرته على موقعها بأن هنية "على صلة" بكتائب عز الدين القسام. ويقضي هذا القرار بتجميد أمواله في البنوك الأمريكية، إضافة إلى منع أي شركة أو مؤسسة أمريكية من التعامل معه.
في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2023 استهدفت طائرات الاحتلال حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام استشهد حفيده الأكبر بعد تنفيذ ضربة جوية إسرائيلية على منزله.
يوم 1 أبريل/نيسان 2024 اعتقلت الشرطة الإسرائيلية إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة. كما اغتال الاحتلال الإسرائيلي 3 من أبناء إسماعيل هنية في 10 أبريل/نيسان 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم لأداء صلة الرحم وتهنئة السكان بمناسبة عيد الفطر المبارك.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قتل أبناء هنية كان عملية اغتيال بالتخطيط مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
الشهيد القائد فؤاد شكر
كان له تاريخ ودور تأسيسي في المقاومة الإسلامية، بدءاً من الثمانينيات منذ قتال اللحظات الأولى في خلدة وصولًا إلى طوفان الأقصى، وهو من مواليد النبي شيت - بعلبك، 15 أبريل (نيسان) 1961. طوّر علومه العسكرية في جامعة الإمام الحسين في طهران. وعمل كمستشار في الشؤون العسكرية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كما عمل في أعلى هيئة عسكرية لحزب الله، وهي "المجلس الجهادي".
عمل كمساهم رئيسي إلى جانب الشهيدين القائدين الحاج عماد مغنية والسيد ذو الفقار وآخرين، على تأسيس الجهازين الأمني والعسكري لحزب الله منذ بداياته. وأسس مجموعة من الاستشهاديين في منطقة الأوزاعي في الأشهر الأولى للاجتياح باسم "مجموعة الميثاق" أو "مجموعة العشرة". وكان آخر من تبقى منها على قيد الحياة بعد تنفيذ أصغر أعضاء المجموعة الاستشهادي الشيخ أسعد برو عمليته الاستشهادية.
عام 1992، ذهب إلى البوسنة قائدًا لمجموعة من مجاهدي المقاومة الاسلامية أيضًا للدفاع عن أهل البوسنة، حيث أجرى عملية تنسيق عمل المجموعة وتوزيعها وعاد إلى لبنان بحكم منصبه كمعاون جهادي للأمين العام آنذاك السيد عباس الموسوي. وكلّف مع الحاج عماد ومسؤولين آخرين بملف الثأر للسيد عباس.
ساهم في عمليتي تصفية الحساب 1993 وعناقيد الغضب 1996 حيث رافق سماحة السيد في عمليات التفاوض غير المباشرة التي جرت في دمشق والتي افضت الى تثبيت عملية عناقيد الغضب. وقاد الوحدة البحرية في حزب الله منذ تأسيسها، وخلال قيادته للوحدة نفذت عدة عمليات أهمها العملية البحرية الأولى وعملية انصارية.
وعمل منذ العام 1999 مسؤولاً لملف العمليات المركزي في المقاومة الاسلامية حتى استشهاده وكان من المشاركين والمخططين الرئيسيين للدفاع عن لبنان في حرب تموز 2006.
قاد التخطيط لعملية أسر ثلاثة جنود صهاينة في 7-10-2000 عند بوابة حسن في مزارع شبعا، وشارك الحاج محسن في العملية بشكل مباشر في مجموعة الاقتحام، حيث أصيب خلالها إصابة بليغة في يده اليمنى. وكان هو من أطلق العملية بطريقة مبتكرة إذ تولى لنفسه تنفيذ مهمة تفجير بوابة حسن معلناً انطلاق العملية.
من المساهمين والداعمين لتأسيس وحدة الرضوان ووحدات خاصة سرية أخرى. تولى تطوير البنية التصنيعية والتسليحية في حزب الله، كما متابعة تطوير القوات الجوية والقوات الصاروخية للحزب كما والدفاع الجوي وتولى إدارتها.
أدار باقتدار عمليات إسناد غزة منذ اللحظة الأولى، وكانت له مساهمات في التخطيط وإدارة المعركة منذ 8-10-2023 وحتى استشهاده.
وضعت وزارة الخزانة الأمريكية السيد فؤاد شكر على لائحة "الإرهاب" عام 2015. وترى الولايات المتحدة أن الحاج محسن لعب "دوراً محوريًّا" في تفجير ثكنات المشاة البحرية الأمريكية ببيروت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1983؛ وفي يوم 10 سبتمبر/أيلول عام 2019، على أساسها صنَّفت وزارة الخارجية الأميركية السيد شكر بشكل خاص كـ "إرهابي عالمي".
مساء 30 تموز/يوليو 2024، مضى ليحلّق قرب رفاقه الذين سبقوه، تاركاً إرثاً طويلاً من العمل الجهادي، وسيوارى الثرى اليوم في الضاحية الجنوبية بوداع يليق بتاريخه.
الشهيد القائد محمد نعمة ناصر
التحق بصفوف المُقاومة الإسلاميّة عام 1986. وشارك في العديد من العمليّات العسكريّة ضد مواقع الجيش الإسرائيلي إبان فترة احتلال جنوب لبنان، حيث تعرض للإصابة أكثر من مرة.
شارك في التصدي البطولي للعدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز / يوليو عام 2006.
شارك في التصدي للتنظيمات الإرهابيّة في العراق وسوريا خلال الفترة الممتدة من العام 2011 وحتى العام 2016، حيث تعرّض للإصابة في معارك السلسة الشرقيّة في العام 2015.
بعد استشهاد القائد حسن محمد الحاج "الحاج أبو محمد الإقليم" في العام 2016، توّلى مسؤولية وحدة عزيز. كما خطط وقاد وأشرف على العديد من العمليّات العسكريّة ضد مواقع ومنشآت، وقواعد، ونقاط انتشار العدو الإسرائيلي في شمال فلسطين المُحتلّة، خلال عمليات طوفان الأقصى.
حائز على تنويه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدة مرات.
اغتاله جيش الاحتلال مع مرافقه الشهيد محمد غسان خشاب "ذوالفقار" يوم الأربعاء بتاريخ 03-07-2024 في منطقة الحوش في جنوب لبنان.
الشهيد القائد طالب عبدالله
كان هدفاً لإسرائيل منذ سنوات، ولم تستطع النيل منه إلّا بعد مرور 249 يوماً من معركة طوفان الأقصى، لينال عندها الأمنية التي سعى إليها: شهيداً على طريق القدس.
يعدّ من قدامى المجاهدين في المقاومة الإسلاميّة التي التحق بها في العام 1986، عندما كان عمره 17 عاماً.
كان أحد قادة عمليات تحرير جنوب لبنان في أيّار / مايو 2000، وأوّل الداخلين إلى مركز قيادة الجيش الإسرائيلي في بنت جبيل "موقع الـ 17" ومركز قيادة العملاء.
في العام 2006، تسلًم مسؤولية قيادة محور بنت جبيل، واستطاع إفشال كل الخطط العسكرية الإسرائيلية وأبرزها خطة الوصول الى ملعب بنت جبيل لضرب خطاب بيت العنكبوت. وقد استمر بقيادة هذا المحور حتى العام 2015، ليتسلم بعدها مسؤولية نائب قائد وحدة "نصر"، ومن ثم قائد الوحدة عام 2016.
خلال حرب الدفاع عن سوريا، شارك في معارك منطقتي ريف حلب وسهل الغاب.
وصفته قناة الجزيرة بالقائد التاريخي في المقاومة الإسلامية، كاشفةً بانه انخرط في جبهات القتال في حرب البوسنة أوائل التسعينات، إلى جانب القائد علي عزت بيجوفيتش.
في المرحلة التي سبقت عملية طوفان الأقصى، كان يتفقد باستمرار الشريط الحدودي ويعمّق معرفته بكل تفاصيل الاحتلال، من التشكيلات إلى القدرات وصولاً إلى دراسة المواقع وتجهيزاتها.
في الـ 11 من حزيران / يونيو 2024، نفذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات متتالية على منزل في بلدة جويا – جنوبي لبنان، والذي كان الحاج أبو طالب ورفاقه يتواجدون فيه. أما رفاقه فهم الشهداء: محمد حسين صبرا الملقب بـ "باقر"، وعلي سليم صوفان الملقب بـ "كامل"، وحسين محمد حميد الملقب بـ "ساجد".
الشهيد محمد رضا زاهدي
ولد العميد الشهيد محمد رضا زاهدي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1960 في أصفهان، وانضم إلى حرس الثورة الاسلامية عام 1980، وكان أحد القادة المهمين في الحرس الثوري أثناء الحرب المفروضة، وقائداً لفرقة قمر بني هاشم (44) من عام 1983 لغاية 1986.
كان قائداً للفرقة الرابعة عشرة للإمام الحسين (ع) بين عامي 1986 و1991. وقائداً لمقر "ثار الله" من عام 2005 إلى 2006. تسلّم أيضاً قيادة القوة الجوية للحرس الثوري لمدة قصيرة عام 2005. بعدها تولى مسؤولية قيادة القوات البرية لحرس الثورة حتى عام 2008.
عمل العميد الشهيد زاهدي في قوة القدس من عام 2008 إلى عام 2016. وكان مسؤول العمليات في الحرس الثوري من عام 2016 إلى 2019. ثم عاد للعمل مسؤولاً في قوة القدس في سوريا ولبنان من عام 2020 لغاية 2024.
الشهيد محمد هادي حاج رحيمي
محمد هادي حاج رحيمي هو أحد قادة حرس الثورة الإيرانية وله تاريخ في كونه ضابطاً في الحرس، أصيب بجراح مرات عدة أثناء القيام بعمله الجهادي. وكان الشهيد رحيمي نائباً للشهيد زاهدي في سوريا ومعاون التنسيق في قوة القدس، كما كان مسؤولاً للعمليات في الحرس ورفيقاً لقائد قوة القدس الشهيد قاسم سليماني.
الشهيد حسين أمان الله
الشهيد حسين أمان اللهي وعمره خمسون عاماً، من مدينة إسلام شهر في محافظة طهران. عمل مستشاراً في سوريا واستشهد فيها بعد أن أمضى 15 عاماً في حرس الثورة.
تدخل الحرب عامها الثاني دون أن يحقق كيان الاحتلال أهدافه باقتلاع المقاومة من أرضها، في حين أن التكاتف الميداني الذي يترجم فعلياً بين الساحات، يأخذ منحى تصاعدياً. في حين أن الدكاء التي سالت لأجل هذه المسيرة، ومنهم من التحق بركب المجاهدين الاحرار، من مختلف الساحات في اليمن والعراق أيضاً، لم يتم الكشف عن اسمائهم بعد لعدد من الأسباب قد يتعلق بعضها بطبيعة المعركة، في حين أن الانتصارات المتتالية التي تحققها المقاومة تكشف عن الانجازات التي حققها هؤلاء، والتي تستمر ثأراً وغضباً ونصرة للحق ودفاعاً عن الأرض ومشروع المقاومة في المنطقة والعالم.
لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى بجبهاتها القتالية والمساندة، أهمية ما يملكه محور المقاومة من ترسانة كبيرة للطائرات دون طيّار، بكافة أنواعها ومهامها، بما أثبت ما نُشر خلال الأعوام السابقة عن ذلك، في مختلف وسائل الإعلام، وبخاصةً تلك التابعة للمحور.
فقد كان للطائرات دون طيار التي بحوزة قوى المقاومة، تأثير استراتيجي وعسكري، على مشهد الصراع بينها وبين الكيان المؤقت وداعميه في المعسكر الغربي الأمريكي. ومنذ أواخر التسعينيات، كانت إيران في طليعة تطوير ونشر تكنولوجيا الطائرات دون طيار، ودمجها في عقيدتها العسكرية، وتزويد حلفائها في محور المقاومة بها. وقد أدى هذا إلى تحقيق إنجازات مهمّة في الحرب اللامتناظرة، وفرض تحديات جديدة وخطيرة على المعسكر المقابل، لا يُمكن بسهولة مواجهتها، بل سيتطلب الأمر الكثير من الجهود والإمكانيات لمحاولة الحدّ منها.
وبرنامج الطائرات دون طيار الخاص بمحور المقاومة، هو برنامج واسع النطاق ويشمل مجموعة متنوعة من الطائرات، تتوزع على فئات عديدة: من طائرات الاستطلاع الصغيرة إلى الطائرات بدون طيار المسلحة الأكبر حجمًا القادرة على الضربات الدقيقة، وصولاً الى الطائرات الانقضاضية التي أظهرت تفوقها في ميادين أخرى. والهدف الأبرز من هذا البرنامج، بناء قدرة وقوة جوية حديثة، تشابه في التأثير ما يمتلكه ويحتكره المعسكر المقابل، من قدرات جوية متطوّرة. فهذه الطائرات المسيّرة، غير مكلفة نسبيا مقارنة بالطائرات المأهولة التقليدية (تكاليف الطائرات ومطاراتها وصيانتها، ومنظومات المراقبة والتحكم الجوي، وبرامج إعداد الكوادر المشغّلين لها، وإلخ...)، بما يجعلها خيارا جذابا للاستراتيجية العسكرية، وخاصة في ظل القيود المفروضة على كل المحور، لمنع وصول هكذا تقنيات وقدرات إليه.
وقد أثبتت الطائرات بدون طيار الأكثر تقدما في الجمهورية الإسلامية أو في لبنان واليمن وفلسطين والعراق وسوريا، مثل عائلة شاهد والهدهد وأبابيل ومهاجر ويافا والصماد والمحلقّات FPV وغيرها، نجاحها وقدرتها على تنفيذ مهام قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة والعمليات الهجومية.
أبرز الإنجازات
ضرب أهداف لكيان الاحتلال الإسرائيلي في الأطراف والعمق والخارج، وتجاوز أهم منظومات الاعتراض الجوي المتطوّرة في العالم:
1)استطاعت الجبهات اليمنية والعراقية والإيرانية (خلال عملية الوعد الصادق 1، من استهداف أطراف وعمق الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية النفطية الحيوية (في حيفا)، واستهداف المنشآت الحيوية مثل ميناء إيلات، وضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية في الجولان المحتل والقواعد الأمريكية خاصةً في سوريا، واستهداف السفن التجارية التي تستخدمها إسرائيل في بحر العرب والبحر الأحمر والمحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط وصولاً الى رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
2)استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان – حزب الله، للعديد من مواقع وقواعد جيش الاحتلال العسكرية ومواقع انتشار الجنود والآليات، وتكوين صورة جوية لأهم وأبرز المناطق الجيوستراتيجية لإسرائيل وتحديثها باستمرار، وإلحاق أضرار مادية ونفسية كبيرة بإسرائيل.
3)تمكنت المقاومة الفلسطينية من استخدام الطائرات الاستطلاعية في كشف التوغلات البرية وأماكن انتشار القوات الإسرائيلية. كما استطاعت المحلّقات المسيّرة مهاجمة جيش الاحتلال، خلال وبعد عملية طوفان الأقصى.
كل هذه العمليات خلقت تحدي واضح وكبير أمام المنظومات الاعتراضية، التي تملكها إسرائيل وأمريكا وحلفائهما في المنطقة (القبة الحديدية، مقلاع داوود، باتريوت،...). فغالبًا ما تكون أنظمة الدفاع الجوي التقليدية، مصممة لاعتراض الطائرات المأهولة أو الصواريخ، لكنها غير مجهزة للتعامل مع الطائرات دون طيار الصغيرة ذات البصمة الرادارية المنخفضة او المعدومة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة المنخفضة لإنتاج الطائرات المسيّرة تعني أن محور المقاومة بإمكانه نشرها بأعداد كبيرة، مما يربك أنظمة الدفاع بتكتيكات السرب.
هذا التحدّي دفع إسرائيل على وجه الخصوص للإستثمار في التقنيات المصممة لاكتشاف وتدمير هذه الطائرات، مثل الأنظمة القائمة على الليزر وقدرات الحرب الإلكترونية. ومع ذلك، فإن هذه الأنظمة لا تزال قيد التجارب المكلفة، والتي لا تتناسب مع تطورات المعركة السريعة.
خلق تهديد استراتيجي للكيان وحلفائه:
باتت إسرائيل تنظر إلى هذه القدرة باعتباره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. وهذا ما تبيّن بشكل واضح، بعد عملية يافا اليمنية الأولى، حينما اضطرتها هذه العملية الى تنفيذ هجوم جوي بعيد المدى، لصنع إنجاز إعلامي يُرضي داخلها، ولكي تحاول ردع جبهات محور المقاومة عن تنفيذ عمليات مماثلة (وهو ما فشلت به، بعد تكرار هذا النوع من العمليات وتطيرها كماً ونوعاً)، وبسبب فشل الحلف الأمريكي في مساعدتها على التصدّي لهذا التهديد.
فهذه الهجمات تير مخاوف سلطات الاحتلال، بشأن إمكانية قيام هذه الطائرات غير المأهولة، بشن هجمات قاتلة على البنية التحتية الحيوية أو المنشآت العسكرية للكيان.
أمّا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فقد أربكت الطائرات المسيّرة الإيرانية واليمنية، قواتها المتواجدة في المنطقة، وليس مبالغاً فيه بأنها أعجزتها. بحيث تم استخدام هذه الطائرات لجمع المعلومات الاستخباراتية حول تحركات القوات الأمريكية وحتى استهداف الأصول الأمريكية، مثل السفن والأساطيل وحاملات الطائرات العسكرية. وقد وفر هذا التكتيك لمحور المقاومة ميزة استراتيجية، مما يسمح لهم باستكشاف الدفاعات الأمريكية دون المخاطرة بخسائر كبيرة. كما يمكن إطلاق المسيّرات من منصات يصعب اكتشافها، بما يجعل استهدافها أكثر تعقيدًا على القوات الأمريكية.
فما هي أبرز الطائرات دون طيّار التي استخدمها محور المقاومة خلال العام الأول من هذه المعركة؟
_طائرات دون طيار من طراز (FPV): وهي طائرة عالية السرعة تسمح للطيار بالرؤية من منظور الطائرة المسيرة – واستخدمتها المقاومة في مهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية، ضد آليات ودشم ومنظومات رصد واعتراض الطائرات المسيّرة.
تمتلك هذه الطائرات قدرات تكتيكية مهمة، مثل التسارع من صفر إلى 100 كيلومتر (62 ميلاً) في الثانية، وأداء مناورات غير محتملة مثل الطيران عبر المناطق المبنية والنفوذ من خلال النوافذ الصغيرة. ويمكن تسليحها بقنابل يدوية أو قنابل صغيرة كالتي استخدمتها المقاومة الفلسطينية خلال وبعد عملية طوفان الأقصى.
طائرات FPV
طائرات FPV
_طائرة الهدهد: كان الكشف عن هذه الطائرة الاستطلاعية وبعش المشاهد التي صوّرتها، أحد مفاجآت المقاومة خلال هذه المعركة، بحيث استطاع الحزب الوصول الى عمق إسرائيل، ورصد واستطلاع أهم وأبرز المواقع والقواعد العسكرية والمواقع الحيوية من الجولان المحتلّ وطبريا الى حيفا وصولاً الى قاعدة رامات دايفيد الجوية، خلال فترات متعدّدة، دون أن يتمكن الاحتلال من رصدها فضلاً عن اعتراضها.
_الطائرات الانقضاضية: استخدم الحزب العديد من طائراته المسيّرة القديمة، لتنفيذ هجمات اتقضاضية ضد أهداف ومواقع وآليات وتحشدات وانتشارات جيش الاحتلال، حتى عمق يتجاوز 30 كلم في فلسطين المحتلة، وفي منطقة تمتد من الجولان المحتّل حتى ساحل البحر المتوسط.
واعترفت أوساط الاحتلال خاصة العسكرية، بأن هذه الطائرات شكّلت لهم كابوساً مرعباً، كون الجنود لا يستطيعوا اسقاطها، وإن علموا بوجودها.
طائرات انقضاضية صامتة مثل شاهد 101: تتميز بأنها ذات قدرة عالية على المناورة ومن الصعب للغاية على سلاح الجو الإسرائيلي اكتشافها واعتراضها. وهي تعمل بالكهرباء، بعكس الطائرات المسيّرة الأخرى التي تعمل بالوقود. لذا هي هادئة للغاية ويكاد يكون من المستحيل سماعها من الأرض، كما يساعد الأمر في تقليل بصمتها الحرارية. ويصل مداها إلى 900 كم بسرعة أقصاها 120كم/س، ويمكنها حمل متفجرات يصل وزنها إلى 10 كغ. وقد زوّدت بجهاز مكافحة التشويش، وجهاز توجيه الكترو-بصري EO/IR، مما يسمح لها بإرسال الصور إلى غرفة التحكم في الوقت الفعلي. وبإمكانها الطيران لفترات طويلة، وعلى ارتفاعات منخفضة ومن خلال التضاريس الجبلية الصعبة.
وتُستخدم هذه الطائرة أيضاً من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران والمقاومة العراقية (تحت اسم مراد 5) والقوات المسلحة اليمنية، وهناك مزاعم بأنها استخدمت في أوكرانيا أيضاً.
_الطائرات المسيّرة المسلّحة: أعلن حزب الله، خلال أيار / مايو 2024، عن تنفيذ عملية "بمسيّرة هجومية مسلحة" مزودة بصاروخين من طراز "أس-5"، والتي هاجمت موقعاً عسكرياً في المطلة المحتلّة، قبل أن تنفجر. ونشر الإعلام الحربي للمقاومة مقطع فيديو يوثق تحليق المسيّرة باتجاه الموقع حيث تتواجد دبابات، ولحظة إطلاقها الصاروخين قبل أن تنقضّ على هدف في الموقع. وذكرت تقارير الحزب بأن وزن الرأس الحربي للمسيرة يتراوح بين 25 و30 كغ من المواد شديدة الانفجار.
وكانت هذه العملية هي المرة الأولى، التي يهاجم فيها "سلاح جو لبناني"، هدفا عسكرياً إسرائيلياً في الداخل الفلسطيني المحتل.
_صماد 4: هي طائرة انقضاضية متعددة المهام، يصل مداها إلى أكثر من 2000 كم، وتحمّل كمية كبيرة من المتفجرات المخصّصة لاستهداف المنشآت الحيوية والاستراتيجية، كما تستطيع حمل صاروخين بوزن 25 كغ لكل منهما، ولديها القدرة العالية على التخفّي عن الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
تنتمي طائرة "يافا" التي نفّذت عمليتها النوعية ضد هدف في تل أبيب في 19 تموز / يوليو 2024، الى هذه الفئة من الطائرات المسيّرة. وقد أصابت طائرة "يافا" حينها مبنى في "تل أبيب" بالقرب من السفارة الأمريكية، بعد أن قطعت مسافة تصل إلى 2000 كلم على مدار 10 ساعات.
_صماد 1 و2 و3: استخدمتها القوات المسلحة اليمنية باستهداف السفن التجارية التي خرقت قرار حصار الكيان، وباستهداف السفن الحربية الأمريكية.
_شاهد-136 الانقضاضية: وهي من أشهر الطائرات المسيّرة المصممة للطيران نحو هدفها والانفجار فيه. وقد تداولت العديد من الوسائل الإعلامية، أن المقاومة الإسلامية في العراق قد استخدمتها في الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا.
_كرار: تتميز هذه الطائرة بأنها عالية السرعة وطويلة المدى وقادرة على حمل الصواريخ والقنابل. وفي حين أنها طائرة بدون طيار قتالية، إلا أنه يمكن استخدامها أيضًا للمراقبة.
تمتلك القوات المسلحة في الجمهورية الإسلامية هذه الطائرة، وهناك تقديرات إسرائيلية بأنه قد يكون حزب الله قد حصل عليها أيضاً، وربما تكون هذه الطائرة هي المستخدمة في عملية "يوم الأربعين" ضد معسكرات غليلوت.
_قاصف-1/2ك: استخدمتها القوات المسلحة اليمنية ضد أهداف أمريكية، وهي نسخة معدلة ومطوّرة عن طائرات أبابيل دون طيار.
_أبابيل-2 و3: تُستخدم هذه الطائرات بدون طيار بشكل متكرر للمراقبة والهجمات الخفيفة. ومن المرجّح بأنها موجودة بحوزة فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية.
_أبابيل-ت: أكثر تخصصًا للضربات التكتيكية، ويمكنها أن تعمل أيضا كطائرة انقضاضية، على غرار سلسلة شاهد.
_مهاجر-6: يتم استخدامها في مهام قتالية ومراقبة، ويمكنها حمل ذخائر موجهة بدقة.
_الزواري: طائرات صنعتها كتائب القسام واستخدمتها في معركتي سيف القدس وطوفان الأقصى. وتستخدم هذه المسيّرات في الاستطلاع والرصد نظرا لخفة وزنها وسهولة حركتها. كما تستخدم في تنفيذ العمليات القتالية المباشرة، لأنها لديها القدرة على إصابة المنشآت والأهداف بدقة عالية. وبإمكانها أيضاً حمل أسلحة مثل الصواريخ أو القنابل الصغيرة، كما يمكن استخدامها في الحرب النفسية والمعنوية، عبر تخويف العدو بإسقاط منشورات أو إرسال رسائل صوتية.
المصدر: الخنادق / المركز الفلسطيني للاعلام
3 من الزوار الآن
916792 مشتركو المجلة شكرا