الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > الثقافة الأمنية > مطالعات: كتاب صنا عة الجو اسيس...
كتاب صناعة الجواسيس
نظرية وخطوات صناعة وانتقاء عملاء المخابرات..وأشهر أساليب التدريب التي تنفذها أجهزة المخابرات العالمية. ٠
إهداء
إلي كل شاب..
.. الوطن بعد الله.. والدين..
وكنوز الدنيا لا تنساوى أن يوصم المرئ بخيانة وطنه..
ومهما كان النظام فاسدة.. والحكام ظالين.. يبقى الأمل دائم
في الله..
فإن لم يصلح من و.. فلندعوه " أن يولي من يصلح ..١
لكن.. إلا الخيانة..
ستظل الجاسوسية هي ثاني أقدم مهنة عرفها الإنسان في التاريخ.. وأكثر المهن تشويق وغموضا.. وسيظل الجواسيس أكثر الناس خطرا على مختلف الدول ومصالحها في جميع أنحاء العالم.. فهم بمثابة قنابل بشرية شديدة الأثر.. و تكمن خطورتهم في مقدار المعلومات التي يمتلكونها والوظائف التي يشغلونها.. وبأي حال من الأحوال لا تستطيع أية دولة إطلاقا تجاهل الجاسوسية.. ويمكننا أن نستعير من القانون تعريفه الشهير للجريمة القائل: (الجريمة ظاهرة إحتمالية في حياة الإنسان.. حتمية في حياة المجتمع( لنعيد صياغتها بهذا الشكل فنقول: (الجاسوسية ظاهرة إحتمالية في حياة الإنسان.. حتمية في حباة المجتمع).
وكل إنسان لديه بشكل أو بآخر ما يستطيع تقديمه من معلومات لمن يقدر قيمتها وتكون بالنسبة له ذات أهمية.. وعلي هذا الأساس يمكننا القول إنه وإن كان كل إنسان من الممكن أن يصبح جاسوسا.. إلا أن من يصلح بالفعل لهذه المهنة الاستثنائية هم القلة من هؤلاء.. وهي قاعدة من أهم قواعد عالم الجاسوسية.. لكن تحاط دوما بالعديد من علامات الإستفهام.. مثل.. من هو هذا الشخص؟.. وما قيمة ما لديه ليقدمه؟.. وكيف يمكن الإستفادة منه.. ثم.. كيف يتم اكتشافه.. وبعد اكتشافه كيف يتم تدريبه.. ثم هل سينجح.. أم يكون مصيره الفشل.. وهي كلها إرهاصات للسؤال المبدئي.. والأهم.. هل يصلح.. أم.. لا يصلح.. فهذا العالم لا يعترف بالفشل.. ولا بالتجريب.. فالغلطة الأولي فيه.. هي الأخيرة.
وكل تلك الأسئلة السابقة.. بالرغم من بساطة صياغتها في كلمات مكتوبة تقرأ علي الورق.. وبين صفحات الكتب.. إلا أنها فقط مجرد توصيف مباشر وسهل لعملية معقدة..
أعلي قدر من الذكاء.. والتدريب.. لإنتقاء الأفضل.. وفرز من يصلح.. ممن لا يصلح.. أجهزة المخابرات العالمية.. بلا استثناء.
ولخطورة طبيعة هذا عمل.. يمكننا القول أن هناك تباين شديد بين العديد من الجواسيس. ما بين البطولة المطلقة.. والأدوار الثانوية.. فهناك ما نستطيع أن نوصفهم.. بأنهم مجرد كومبارس علي خشبة المسرح.. بينما هناك طائفة من الجواسيس هم الأبرز علي خريطة الجاسوسية عالميا.. استطاعوا بحق أن يعيدوا صياغة التاريخ.. فقلبوا موازينه.. وأحرزوا بدهائهم وحيلهم انتصارات عديدة لبلادهم.
والحروب هي الميدان الرئيسي دائما لعالم الجاسوسية - و إن لم يصبح الأوحد ولا الأهم كرد فعلي منطقي لتطورات تكنولوجية سنتحدث عنها في حينها - فالحرب دائما وقودها الأول هم طائفة الجواسيس. الذين عادة ما يطلق عليهم تسمية الطابور الخامس.. يبذلون أقصي ما في وسعهم من جهد لتقديم كل ما يمكن جمعه ومعرفته من معلومات عن الأطراف الأخرى من أحوالهم العامة اقتصاديا.. واجتماعيأ.. وما يملكونه من ترسانة وقواعد عسكرية.. وتلك المهام جميعها لا يستطيع القيام بها إلا جواسيس.
فهناك علي سبيل المثال وليس الحصر الجاسوس الشهير (فرانسيس والسينجهام) الذي حارب بضراوة من أجل تأمين عرش الملكة إليزابيث الأولى.. وآخرون كانوا من أهم أسباب انتصار قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية مثل (ريتشارد سورج) وهو الملقب في كتب الجاسوسية بالأستاذ.. وعلي النقيض هناك من تسبب في كوارث
للأجهزة التي يعمل لصالحها مثل جاسوس الموساد الأبرز (ولفجانج لوتز) الذي عمل في القاهرة كضابط ألماني سابق.. وتسبب في ضربة قاتلة للمخابرات الإسرائيلية بغباء وسفه لا يصدر عن جاسوس محترف.. بل وهناك جواسيس تسببوا بنجاحاتهم.. أو إخفاقاتهم.. في إقالة العديد من أجهزة المخابرات.
والفرق بين الفريقين يأتي دائما من حسن إعداد وصناعة الجاسوس. فالإعداد الجيد يخلق بلا شك جاسوسا علي نفس القدر.. حتي وإن كانت قدراته الشخصية - وهي من أهم متطلبات هذا العمل - ليست علي مستوي متميز.. والعكس هو الصحيح تماما.. فمهما كانت القدرات الخاصة للجاسوس متميزة.. ويتسم بسرعة البديهة.. والذكاء الحاد.. إلا أن إهمال تدريبه لا يخلق منه جاسوسا متميزا علي الإطلاق.
ومعظم كتب الجاسوسية - إن لم تكن جميعها - تهتم دائما بالقصة التي يتعرض لها العميل وتدور حول حياته.. وما مر به من مواقف معظمها بالطبع يتسم بالإثارة المستمدة من طبيعة العمل نفسه.. وتتجاهل في نفس الوقت خطوات صناعة الجاسوس.. ومن هنا تبزغ الفكرة الأصلية التي يتصدى لها هذا الكتاب.. وهي (صناعة الجواسيس).. نعرض لها خطوة.. خطوة بكل مراحلها.. مع الاستدلال بنماذج تطبيقية من حياة أشهر وأخطر الجواسيس.. وكذلك شرح للفروق بين عمل بعض أجهزة المخابرات.. وكذلك بعض النقاط المشتركة فيما بينها.
عصام عبد الفتاح - القاهرة ٢٠٠٨
الكتاب مرفق بي دي اف
8 من الزوار الآن
916820 مشتركو المجلة شكرا