الصفحة الأساسية > 9.0 الإعلام المركزي > أدبيات التيار > هيئة الحقوق الثابتة والمزالق النابتة !
عندما تم الإعلان عن قيام الهيئة الوطنية لحماية الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في وجه الانزلاقات الخطيرة التي أوصلت إليها قيادة محمود عباس المراهقة ل «م.ت.ف» ومؤسساتها المعطوبة والمرتهنة لصالح برنامج رئيس سلطة دايتون في رام الله ، وهي التي هددت هذه الحقوق الثابتة ولا زالت تفعل وخاصة حق العودة لجماهير شعبنا الفلسطيني اللاجيء، كان صوتها صوتاً ضرورياً في هذا الجو الاستنزافي الخطير لأصل وجوهر القضية الوطنية ولقيت كل الدعم والتأييد والمباركة من جماهير شعبنا وخاصة في مخيمات اللجوء، كما حظيت بذات الاهتمام وذات التشجيع من بعض القوى الوطنية من يسارها القومي والماركسي إلى يمينها الإسلامي والجهادي، وباركنا نحن في تيار المقاومة والتحرير في حركة التحرير الوطني الفلسطيني« فتح» هذا الجهد الوطني ودعمناه بكل ما أمكن.
الهيئة الوطنية لم يكن منتظراً منها في هذا الزمن السياسي الرديء والحافل بالردة غير ضرب المثل والقدوة لجماهير شعبنا على الالتزام بهذه الثوابت ونقل ذلك إلى الأجيال الفلسطينية الجديدة، لأن هذه الأجيال لا حياة لها ولا معنى لوجودها بعيداً عن حفاظها على أسس وجوهر حقوقها الوطنية المشروعة في التحرر والعودة والبناء على ترابها الوطني المحرر كاملاً، كما كان منتظراً منها أن تبقى الصوت المرفوع الواضح الصادح بالتذكير بهذه الثوابت وحدودها الواضحة التي لا تقبل المناورات ولا تستسيغ الللف والدوران من حولها ولا هي أصلا مادة لأي نوع من أنواع التكتيكات السياسية فضلا عن أن تكون جملة تفاوضية لدى هذه القوة أو تلك الجهة، وهكذا بدأت مراقبة المسيرة العملياتية لنشاطات الهيئة في ضوء الجهد النظري الذي أعلنته هي كإطار وحادي لمسيرتها المنتظرة.
منذ عدة أشهر وسجل الإنجاز لهذه الهيئة خاوياً على عروشه بشكل مريع، فباستثناء نشاط واضح ووحيد لمفوضية الهيئة في جمهورية مصر العربية لا جديد وحيث لا مخيمات ولا مجتمعات لجوء فلسطيني تتعرض لكل أنواع القهر والابتزاز السياسي والمعيشي كما في لبنان لدفعها للهجرة أو السقوط في براثن مجموعات الأمميات السلفية التي تريد أن تحقق كما تدعي مصلحة الأمة الكبرى قبل أن تتحقق مصلحة التحرير للأرض العربية، ولا حتى في جغرافيا أخرى كان يفترض للهيئة أن تعمل وأن تنجز خاصة أنها ليست جهة فصائلية ولا جهة عقائدية ولا جهة مناطقية كما أعلنت في برامجها، إذ يفترض ان يكون قانونها هذا بالذات الفوق فصائلي هو أحد أهم أعمدة أدواتها في البناء والتثقيف والنشاط الداعم الذي لو أمكن له أن ينجز مهمته على الوجه الذي كان منتظرا منه، لحقق جملة من المصالح الوطنية العليا أقلها تقصير عمر هذا الفصل المزري في فصل الضفة المحتلة عن قطاع غزة المحاصر.
للأسف فإن هذه الهيئة أصبحت في زاوية ما وفي أحداث بعينها عالة على الثوابت وعالة على الأهداف التي أعلنت عن السعي في سبيل تحقيقها أو إنجاز أقلها، فهي إما في سبات إنعاشي أحيانا أو في معمعة اتهامات واتهامات مضادة، وآخر ما أمكن مشاهدته وقوع هذه الهيئة في مطب سياسي واضح بتواجد رئيس هيئة قيادتها في رام الله المحتلة إلى جانب محمودعباس بحجة تقبل العزاء الذي سبق وأن تلقاه في مدن أخرى قبل ذلك، فإذا أضيف ذلك لما يتردد عن عزوفه ومقاطعته اجتماعات عدة خلال نصف العام الماضي بدواعي تبريرية كثيرة والصخب الذي ينتاب هيئات هذه الهيئة نفسها فيما لا ينتج ولا يفيد، تكون مركبات خيبة كبيرة قد تولّدت إزاء هذه الهيئة وإزاء طريقة التعاطي فيها، فهي كما يبدو لا تعدو نسخة عن طريقة تعاطي ما قامت تنتقده وسعت إلى إعطاء أنموذج تصحيحي لجماهير شعبنا حوله في أداء وسلوك ومرتكزات وأسس، والسؤال المهم متى ستخوض الهيئة معركتها مع العدو إذا كانت لا زالت معاركها حتى الساعة بينها ؟
8 من الزوار الآن
916826 مشتركو المجلة شكرا