Categories

الصفحة الأساسية > 9.0 الإعلام المركزي > أدبيات التيار > رؤية سياسية للصراع مع العدو ومراجعة واستخلاصات

5 تشرين الأول (أكتوبر) 2022

رؤية سياسية للصراع مع العدو ومراجعة واستخلاصات

إن المراجعة العميقة لتاريخ الثورة الفلسطينية الثانية المعاصرة والتي انطلقت في العام 1965 وحتى الآن تقود إلى استخلاصات أساسية تشكّل الوعاء السياسي لموقف صائب ومنهاج مطلوب وضرورة ملحة لا بديل لها، وإن هذه الاستخلاصات التي توفّرت من خلال هذه المراجعة أصبحت اليوم المشعل المنير الكفيل بتلمّس الطريق المفضي إلى الخروج من المصيدة الصهيونية ومن الفخ الامبريالي.

لقد اتضح جملة من الحقائق والاستخلاصات يمكن صياغة أهمها على النحو التالي:
1- إن مواجهة المشروع الصهيوني وكيانه الاحتلالي التفريغي تبدأ من فهم أصل خلق هذا المشروع وأصل تركيبه، فلطالما كان الفهم الصحيح هو الجزء الأكبر من مشروع تحقيق المواجهة السليمة والوصول إلى الحل، والهدف الأساس هو تفكيك هذا المشروع من جذوره واقتلاعه إلى الأبد من فلسطين ومن واقع الأمة العربية والاسلامية، وعليه فإن الأهداف القومية كافة بالوحدة والتنمية والاستقلال لا يمكن تحقيقها في أي من أجزاء الوطن العربي الكبير دون مواجهة العائق الأساس فيها وهو المشروع الصهيوني الامبريالي وذيوله وارتباطاته.

2- إن الصراع مع العدو الصهيوني ومع حلفه الامبريالي هو صراع وجود بامتياز وصراع إنساني في المقام الأسمى، وعليه فإن التنظيم الطلائعي الذي يجب أن يقود مرحلة الصراع الأطول مع هذا العدو الخاص تاريخيا يجب أن يكون أيضا في وضعية خاصة ميزة تتيح له تعبئة وتحشيد الجماهير كلها فلسطينية أم عربية أم إسلامية في معركتها الأصلية المفضية إلى تحقيق الأهداف الأصلية التي لا يمكن لا التعويض عنها ولا تأجيلها تحت أي شرط آخر، وعلى ذلك فإن طبيعة هذا التنظيم التركيبية يجب أن تنطلق من فكرة الشمول والاتساع، لا الحصر والضيق.

3- إن استقلالية التنظيم الطلائعي المطلوبة هي استقلالية في الأداء النضالي والموقف السياسي والمنهاج وهي بذلك كفيلة في تحقيق حرية الحركة الواسعة في عقد تحالفاته التي بوصلته الأساس المواجهة مع العدو تجاه فلسطين، وعليه فإن الأيديولوجيا والفكر والعقيدة الانسانية الخاصة هي عامل تحقيق قوة دفع في الأداء والممارسة وليست عامل تحقيق مسارات أخرى خارج الطريق وبعيداً عن البوصلة الأساس.

4- إن الواقع العربي والاسلامي باعتباره ساحة صراع مصاحبة للساحة الرئيسة وهي ساحة الصراع في فلسطين ضد العدو الصهيوني ومشروعه قد يفرض واقع التأثير على التنظيم الطلائعي من حيث درجة الأداء وقوة المنحى، ولكنه محظور أن يفرض عليه تأثيراً في الخيارات التي تحقق انزياحا عن أصل أسباب نهوضه وأهداف نشاطه السياسي والكفاحي، وعليه فإن النظر إلى هذه الجبهات يعتمد على تحقيق مقولة الجبهة المشاركة وليست المساندة.

5- إن التنظيم الثوري الطلائعي الذي ينهض على أساس مهمة الثورة الدائمة ضد العدو يجب أن يرتكز على حقائق الجماهير الصلبة باعتبارها الخزان الجماهيري الحقيقي للثورة، وعليه أن لا يستبدل القيم الثورية الحقيقية تحت أي ظرف كان، ولا أن يقبل في التحايل عليها لأي مرحلة كانت مهما كانت صعوبتها، والقدرة على تجسيد هذه الصلابة في هذا الجانب المبدئي هي ذاتها التي تساوي إدامة انصهار الجماهير مع خط الثورة والتضحية من أجله.

6- إن التنظيم الطلائعي المطلوب هو تنظيم يشكل المسار بالخط الأقصر نحو تحقيق أهداف الثورة، ولذا فهو يعتمد استراتيجية المواجهة الشاملة مع العدو على كل المستويات الفكرية والسياسية والاجتماعية ، وتقوم نظرية حرب التحرير الشعبية باحتلال الركن الرئيس في منهاج العمل ودليله، ويرتفع الكفاح المسلح ليكون الأداة الأساسية بيد التنظيم وجماهيره ومحور تحقيق شروط الانتصار، وعليه فإن الوحدة الوطنية التي ينظر اليها التنظيم هي وحدة جماهير شعبنا وأمته المشاركة المنخرطة في خندق المواجهة.

7- إن المنطلقات والمبادئ والأساليب التي انطلقت بها حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» هي جوهر صياغة ما يقره هذا التنظيم الثوري الطلائعي ويعمل على هديه، وإن أساس الميثاق القومي الفلسطيني الأصلي دون أية تغييرات أو تعديلات هو أساس أيضا صياغة الرواية الفلسطينية الوطنية والقومية، وعليه فإن أدبيات هذا التنظيم لن تخرج عن هذه الأسس الراسخة بحال، وتعتبر هذه كلمة السر في انخراط مناضلي التنظيم وقسمهم في الانضمام والممارسة الأخوية والرفاقية.

8- ان قرار الانفصال عن واقع حركة «فتح» المختطفة وبالنسبة إلى أخوة ورفاق آخرين الانفصال عن انتماءاتهم التنظيمية الحالية أو السابقة يكون له عدد من النتائج السالبة عادة، ولكنها في عمومها نتائج وجدانية عاطفية قائمة على الارتباط بماض جرى اليوم من خلال الممارسة التنكّر له بل والأنكى ممارسة عكسه تماما تحت يافطة التسمية ذاتها ، أما جوهر النتائج الايجابية فمرتبط بممارسة القناعات بحرية تامة والقدرة على تجليتها دون اشكاليات التسمية المختطفة لقوى وتيارات تسوية وتفريط وفساد أو قوى ممارسة خارج المجال الحيوي الحقيقي في فلسطين.

9- ان امكانية اللقاء والتواصل بل وحتى الاندماج مع أي خط وطني أو قومي آخر تبقى قائمة بشروط أسس قيام التنظيم الطلائعي الفكرية والسياسية وليست بأي شروط أخرى مهما كان نوعها، وإن اشتراط تحقيق ذلك مرهون أيضا باشتراط تحقيق تعظيم في هذا الاتجاه وليس اضعافا له من أي نوع وعلى أي مستوى كان.

10- إن صيغ العمل الجبهوي بالنسبة للتنظيم الطلائعي الثوري مجرد أداة تنظيم للمشاركات لمختلف القوى الأخرى وليست هدفا ولا بديلا عن التمترس في وضعية خط الجماهير، وعليه فإن التغيير في واقع مؤسسات التلاقي الجبهوي سواء كان مؤسسات منظمة التحرير أو أية مؤسسات أخرى مشروط بميثاق هذه المؤسسات ومدى صوابية طرحه السياسي وموقفه، فالموقف هو الأساس بعد وثائق التأسيس، وعليه فإن المجلس الوطني الحالي واللجنة التنفيذية دون تصحيح ما اقترفته من خطايا ليس موقعا مطروحا للقاء الجبهوي .

رؤية سياسية للصراع مع العدو

مرفق ملف بي دي اف

titre documents joints

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

9 من الزوار الآن

916812 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق