الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > العلوم العسكرية > التأثير الاجتماعي والعسكري للثورة القائمة في الشؤون العسكرية
دأب المفكرون العسكريون الصينيون على مراقبة التقدم التكنولوجي الغربي، ودرسوا التأثير الاجتماعي والعسكري للثورة القائمة في الشؤون العسكرية المعاصرة Revolution in Military Affairs. لقد درسوا بتأن وصبر اعمال وملاحظات المارشال الروسي نيكولاي اوجاكوف على تلك الثورة في الثمانينات، كما درسوا ايضا التقنيات الحديثة التي استخدمت في حربي الخليج الثانية والثالثة وتأثيراتها الشاملة على الفن العسكري. ولقد كان لهذه الدراسات اثر ملحوظ في الاقتراب السريع للعسكرية الصينية من تكنولوجيا العصر، والسباحة المتأنية في الامواج العاتية للثورة الحالية في الشؤون العسكرية، والوصول السليم الى شطآنها المتمثلة في تلك الظاهرة المثيرة المسماة "حرب المعلومات". وتوصل الفكر العسكري الصيني في نهاية العقد الاخير من القرن الماضي الى نوع فريد من الاستراتيجية العسكرية، هو مزيج من الفلسفة العسكرية، والتاريخ العسكري، والتكنولوجيا المتطورة، والخبرات العسكرية للقوى العظمى في النصف الثاني من القرن الماضي.
مزج الصينيون كل هذه العناصر وصهروها في بوتقة من الخزف الصيني النفيس، وقدمها احد المفكرين
العسكريين الصينيين واسمه شان وي جوانج عام ١٩٨٥ في دراسة شاملة، تعد اول اوراق عسكرية صينية تظهر الى الوجود، وبرز في هذه الدراسة اصطلاح علمي جديد وغريب وهو حرب الغرف المغلقة او حرب المنازل Take home battle، حيث اظهرت الدراسة امكانية استخدام الشعب بأكمله كشريك في الحرب مع العسكريين.
ويفسر جوانج مفهوم ادارة الحرب الشعبية من خلال استخدام المدنيين للكمبيوتر الشخصي، بأن هؤلاء الذين يديرون الحرب ليسوا كلهم بالضرورة من العسكريين، وان اي شخص مدني لديه اساسيات معرفة الكمبيوتر يمكن ان يصبح محاربا من خلال شبكات الانترنت، كما اضاف اصطلاحا جديدا اسمه "دبابات الفكر" Think tanks المكونة من خبراء غير حكوميين مختارين من الصفوة العلمية، يعملون على اجهزة الكمبيوتر الشخصي، ويشتركون في عملية صنع القرار على المستوى الاعلى. ولن تكون التعبئة العسكرية كما يرى "جوانج مقصورة على العسكريين الشباب، ولكن سوف يكون اول من يتم تعبئتهم هم هؤلاء المدنيين الذين يجلسون على مقاعدهم خلف ذلك الجهاز السحري العجيب" الكمبيوتر. وفي كل مناسبة.
يركز القادة وصنّاع القرار الصينيون على الحاجة الى تطوير الفكر النمطي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتجاه الى الفكر المتنوع والمبدع، او كما يسمونه "الفكر غير المقيد"، كما يبدو هذا في المقتطف التالي للمحلل العسكري الصيني لي يانيان: "يجب ان نركز جهودنا على نقاط ضعف العدو وزواياه الميتة، كما يجب ان نحاول جديا وبكل طاقاتنا ان نذهب الى حيث لم يطأ الآخرون، ونبني ونطور تكنولوجيا صينية غير عادية، ويجب ان نشكل مفارز حرب الانترنت الخاصة، كما يجب ان نشكل الوية الصدمة من خبراء كمبيوتر متخصصين يعملون في البحث عن نقاط الضعف، والنقاط الحيوية في البنيان الدفاعي للعدو، ويسيطرون على الشبكات الكمبيوترية المعادية ومن ثم يقومون بتخريبها. وبضرب النقاط الحيوية ومنابت الساق لجهاز المعلومات المعادي ومنظوماته المساندة، فان العدو المهاجم سوف يفقد بصره ويصاب بالشلل، وفي النهاية سيتم تدمير معنوياته ورغبته في القتال". ان هذه المقولة توضح المفهوم الصيني للثورة الحالية في الشؤون العسكرية، وتأثير ذلك على التفهم الصيني لحرب المستقبل.
التعريف الصيني للتغيير الثوري في الشؤون العسكرية يرى المحللون العسكريون الصينيون ان ثورة كبيرة في التكنولوجيا العسكرية قد بدأت بالفعل منذ حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١، ويرى معظم هؤلاء ان الثورة في الشؤون العسكرية تشمل ثورة التكنولوجيا العسكرية التي لم تكتمل بعد، وانها سوف تصل ذروتها عام ٢٠٥٠، ويرى هؤلاء ان هذا التغيير هو نتيجة طبيعية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الذي يتحرك على التوازي مع عصر المعلومات.
ويركز العسكريون الصينيون على انه يجب استغلال هذه الثورة في احداث تغييرات جوهرية في البنيان العسكري الصيني، وكذلك في الاسلحة والمعدات الصينية، بالاضافة الى اجراء تغيير شامل ونوعي في التدريب القتالي والفني للقوات المسلحة الصينية.
يصف المفكرون العسكريون الصينيون ثورة الشؤون العسكرية بأنها اساسية وشاملةوممتدة وبالغة الطول. ويفسرون بأنها اساسية لانها نقلت المؤسسة العسكرية من عصر الصناعة الى عصر المعلومات، وبأنها شاملة لانها تمس كل شيء يتصل بالتطور العسكري، وبأنها ممتدة لانها تحتوي على كل شبر في الكرة الارضية، وبأنها بالغة الطول لان لها نقطة بداية وغير معروف على التحديد نقطة نهايتها.
وقد شرح قاموس الشؤون العسكرية الصينية مفهوما صينيا متفردا لتعريف التغيير الثوري في الشؤون العسكرية على انه انعكاس لتغييرات نوعية في التكنولوجيا العسكرية، والاسلحة والمعدات، والبنية الاساسية للقوات المسلحة، والاساليب القتالية، والفكر العسكري والنظريات العسكرية. ولقد انتهى الفكر العسكري الصيني الى حقيقة مهمة من خلال تفسيره لمفهوم التغيير الثوري في الشؤون العسكرية، وهي: يجب على الصين ان تحدد لنفسها تكنولوجيا فريدة ومهارات تكنولوجية بالغة الرقي، ويجب على الصين الا تتبع المنهج الغربي في التعامل مع هذه القضية، ولكن يمكن الاستفادة من الخبرات الغربية في مجال التطور التكنولوجي ومزجها بالتصور الصيني لهذا المفهوم.
تأثير ثورة الشؤون العسكرية على النظريات العسكرية الصينية كان تأثير الثورة الحالية في الشؤون العسكرية واضحا على التقويم الصيني للنظريات العسكرية، وعلى ميدان المعركة المعاصر. لقد خرج الصينيون بنظرية عسكرية جديدة مفادها ان احتلال الارض لم يصبح هدفا اساسيا في الحروب المعاصرة، وان السيطرة على المجال المعلوماتي اصبح اشد خطورة وحسما من احتلال الارض. لقد اصبح ميدان المعركة اكثر وضوحا وشفافية، وتكشفت جميع ابعاده نتيجة للتطور التكنولوجي المذهل في اكتشاف وتصوير المواقع الدفاعية ومناطق الحشد ومواقع الاسلحة. ان مفهوم الحرب قد تغيّر تماما، وتغير وجه الحرب من الحرب الآلية التي ميّزت العمليات القتالية خلال النصف الثاني من القرن الماضي الى الحرب المعلوماتية وحرب الاسلحة المحكمة، ويرى الصينيون ان زمن الحرب لم يعد يصل الى سنوات ولا حتى الى شهور، بل اصبح يستغرق عدة اسابيع فقط، كما ان الزمن اللازم لاتخاذ القرار قد انكمش ايضا نتيجة
للكفاءة العالية لشبكة المعلومات التي تخدم القيادات الاستراتيجية والتكتيكية.
يرى الصينيون ان تكنولوجيا المعلومات يجب ان تستغل لتفعيل القدرات القتالية في ميادين القتال، والتي تتلخص في: المجسامية، والاستطلاع، والمسح الشامل للكرة الارضية، وشبكة انترنت انذارية مبكرة ومكثفة، وشبكة انترنت قادرة على السيطرة على العمليات القتالية وغير قابلة للاختراق المعادي. وتسعى الصين من خلال هذا المفهوم الى خلق كيان عصبي كمبيوتري فذ لشبكات القيادة والسيطرة على القوات، قادر على منع الاختراق والتدخل المعادي. ويرى العسكريون الصينيون انه يجب على الصين ان تتحكم في مصادر المعلومات الصديقة والمعادية، وان تملك القدرة على تحطيم رغبة العدو في الاستمرار في القتال عن طريق مهاجمة مراكز الفكر وصنع القرار المعادي، كما يرى الصينيون ان تكنولوجيا المعلومات قد وصلت الى الحد الذي يصعب فيه فصل زمن الحرب عن زمن السلم، وان الحرب قد تكون ممتدة بطول الزمن دون الدخول في عمليات قتالية على الارض، وذلك لان العمليات الكمبيوترية والاختراق المتبادل للمعلومات مع الخصوم يمكن ان يتم من خلال اشخاص جالسين على مقاعدهم امام
اجهزة الكمبيوتر دون الحاجة الى الدخول في عمليات قتالية او ارسال قوات الى الميدان. لقد تسبت تكنولوجيا المعلومات في احداث تغييرات جوهرية في مجال التسليح، في الماضي كانت المادة والطاقة هما المكونان الاساسيان للاسلحة، وتجسّمت نتائجها في قابلية الحركة وقوة التدمير، ولكن نتيجة لتكنولوجيا المعلومات فقد تم دمج الطاقة والمادة وعنصر المعلومات، فنتج عن هذا اسلحة ذكية وذخيرة ذكية واسلحة محكمة.
لقد كانت نسبة الاسلحة المحكمة في حرب الخليج الثانية ٧ من مجموع الاسلحة المشتركة في الحرب، ولكنها تمكنت من تدمير ٨٠ من مجموع الاهداف المعادية. ومن المعروف ان الصينيين يملكون القدرة على تجهيز جيش يقرب من العشرة ملايين، ولكن الفكر العسكري الصيني الجديد لا يرشّح هذا الاتجاه، ويقول جوانج ان الامر الآن لا يحتاج احجاما ضخمة من القوات، وان تكنولوجيا المعلومات قد اكدت اهمية القدرة النوعية للجيوش وليست القدرة الكمية، وانه يجب الوضع في الاعتبار حساب القوات المخفية Invisibles Forces، ويعني هنا المدنيين الذين يعملون ضمن القوات الكمبيوترية ومنظومات الانترنت، وذلك عند تقدير الموقف وحساب مقارنة القوات الصديقة والقوات المعادية، ولهذا فان النوعية سوف تحل محل الكمية في حروب المستقبل.
ويقول جوانج: "ان النظام الشجري لهيئات القيادة سوف يختفي من الوجود، وسيتم استبداله بنظام شبكي او نظام الانترنت، وسوف تكون الاسبقية الاولى لمنظومات الاستطلاع ومعدات الكشف الالكتروني للحصول على المعلومات الفورية عن الخصم بمجرد بدء الصراع".
يرى الصينيون ان نظام التدريب يجب ان يتغير من جذوره، وان الاسبقية الاولى سوف تكون لمعامل المشبهات ومختبراتها المصممة للبحوث والتنبؤ الاستراتيجي والتكتيكي من خلال دمج التكنولوجيا مع التكتيك. لقد تبنى الصينيون مفهوما متطورا لحرب المعلومات، بانها عمليات حربية تدور في ميدان تكنولوجي رفيع المستوى، حيث يستخدم الطرفان وسائل تكنولوجيا المعلومات للحصول على المبادأة في ميدان المعركة بوحدات كمبيوترية كوحدات اساسية في القوات المسلحة، وذلك بالاستخدام الصحيح والمتقن لجميع الاسلحة المعلوماتية والاسلحة المحكمة. ان حرب المعلومات هي صراع معلوماتي بين القيادات الصديقة والقيادات المعادية، وهي صراع لتحييد القدرات التكنولوجية للخصم واختراق كيانه المعلوماتي.
المفكر العسكري جوانج الذي كتب اكثر من مائة مقالة عن حرب المعلومات وثورة التكنولوجيا كتب في بحث للجريدة العسكرية الصينية "جيفانج شان باو" افكاره عن حرب المعلومات، والتي وضع لها تعريفا يتماشى مع الفكر العسكري الصيني الجديد بانها: "حرب صناعة القرار"، وذلك باستخدام المعلومات كسلاح رئيسي وحاسم لمهاجمة جهاز المعلومات المعادي وافشال القرارات المعادية. ويقترب هذا التفكير كما يذكر جوانج في مقالته من التفكير الاميركي الذي يوصي بان تقوم المؤسسة العسكرية "بقطع الرقاب الالكتروني" عند بداية الصراع في حرب المعلومات.
لقد غيّر جوانج المفهوم الاميركي عموما عندما اوصى بان الحرب سوف تشن من ىخلال الجيش والمجتمع المدني، وتعدّ هذه نقطة خطرة ونوعية في الاسلوب العسكري النمطي لادارة الصراعات المسلحة من خلال اشراك منظمات غير حكومية وافراد مدنيين، باستخدام شبكة كمبيوترية على مستوى العالم باكمله. ان هذا سوف يجعل من الصعب تحديد مواقع المتحاربين في ميدان الحرب، حيث ان القطاع المدني المشترك في الحرب واسع وضخم ومن المستحيل تحديد حجمه وابعاده. يقول جوانج: "ان المبرمجين سوف يعودون الى منازلهم بعد انتهاء العمل للاشتراك في الحرب، وسوف يكون شعار "وحدة الامة" هو الحافز الذي يدفع الجميع لبذل اقصى جهودهم لتحقيق النصر والدفاع عن الوطن، كما ان الجنود كما يرى جوانج يجب ان يكونوا ليس فقط مؤهلين للقتال واستخدام اسلحتهم في
الميدان، ولكن ايضا يجب ان يكونوا مؤهلين علميا وتكنولوجيا لاستخدام اسلحة متطورة تكنولوجيا" علم عسكري جديد استنبط الصينيون علما عسكريا جديدا اسموه "العلم العسكري اللين" Military Soft Science، وهو فرع جديد من العلوم العسكرية مكرس لدراسة النظريات العسكرية والاستراتيجية والتخطيط والادارة، كما يبحث في حرب المعلومات والحرب النفسية وحرب الاعاقة، وهم بذلك قسّموا العلم العسكري الاساسي الى قسمين:
الاول هو العلم العسكري الخشن Hard Military Science ، والذي يبحث في مجال استخدام الاسلحة بانواعها المختلفة وقوة النار من خلال تشكيلات ووحدات القوات المسلحة، بينما يبحث الثاني وهو العلم العسكري اللين في مجال التكنولوجيا وحرب المعلومات. ويرى جوانج انه يجب على الصين الا تجلس وتنتظر، بل يجب عليها ان تستغل هذا العلم الجديد فورا من خلال استغلال العناصر المؤهلة في مختلف القطاعات العلمية لبناء القوة التكنولوجية الصينية الجديدة.
ومن خلال هذا العلم، يرى جوانح انه يجب انشاء "القوات المعلوماتية"، التي يمكن ان تستخدم التقنيات التالية في حال بدء اي صراع للدفاع عن الصين:
١ - ادخال المعلومات في شبكة المعلومات الصديقة.
٢ - تدمير منابت وجذور الشبكات المعلوماتية المعادية.
٣ - تدمير البنيان المعلوماتي للخصم افقيا ورأسيا من خلال وقف تدفق المعلومات المعادية من قيادات الخصوم الى اجهزتها وقواتها المرؤوسة. ويخطط الصينيون لبناء "عصر المعلومات الصيني" من خلال الخطوط الاستراتيجيةالتالية:
١ - وضع القواعد لبناء شبكة معلومات شاملة لكي تستخدم بواسطة القطاع العسكري والقطاع المدني في وقت السلم وفي وقت الحرب، وتكون هذه الشبكة ذات طابع صيني بحت، ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الوطني وتربط السوق او الاقتصاد بميدان المعركة.
٢ - تطوير وتقوية نظام تدريب العناصر المؤهلة التي تعمل في مجال
التكنولوجيا، ودمج التدريب، مع برنامج شامل للبحوث تقوده عناصر ذات مستوى
علمي رفيع.
٣ - منح شبكات الانترنت الصينية الحرية الكاملة في التصرف طبقا لقواعد اساسية موضوعة مسبقا في مجال الحرب الدفاعية لاعطاء الفرصة للمواهب الخلاقة لكي تدلي بدلوها في هذا المعترك الهائل.
٤ - تطبيق التكنولوجيا المثالية، من خلال اعداد البنيان المعلوماتي الصيني بواسطة المشبهات والصور والرسوم والخيال العلمي والتصوير الحي والصوت.
٥ - تقوية شبكة الانترنت الدفاعية من خلال المرونة والمناورة بالمعلومات، والاخفاء والتمويه المعلوماتي.
٦ - وضع تشريعات لاستخدام شبكات الانترنت ضمن قواعد واصول تنظم وتحمي حركة البحوث العلمية.
حدد الصينيون العناصر الاساسية لحرب المعلومات من خلال دراسة قدمتها اكاديمية التكنولوجيا الالكترونية الصينية على النحو التالي:
١ - الهدف الاساسي في الحرب هو مهاجمة منظومات القيادة والسيطرة المعادية واتلاف ضفيرة النظام الالكتروني المعادي.
٢ - القتال يجب ان يكون بالغ السرعة في جميع مراحله، حتى لا يستطيع الخصمتحديد حجم ميدان المعركة واماكن القوات الصديقة.
٣ - مهاجمة هيئات القيادة والاركان، وقيادات مسارح العمليات، وقيادات الجبهات والتشكيلات والوحدات، بصفة مستمرة ليلا ونهارا لاجهاد الخصم وارباك قياداته.
٤ - تحقيق الامن المعلوماتي من خلال اجراءات الاخفاء والتمويه التكنولوجي لضمان الحماية التكنولوجية للقوات الصديقة.
وفي احدى المقالات في مجال حرب المعلومات التي اعدها لين دونج تحت عنوان: "بناء الجيش الصيني من خلال متطلبات حرب المعلومات"، والتي اوضح فيها بالتفصيل اوجه عديدة لحرب المعلومات وتأثيراتها على الشؤون العسكرية بوجه عام بين دونج ان حرب المعلومات هي نتاج ثورة التكنولوجيا الحديثة، وان القوات المسلحة الضخمة والقوية غير كافية لكسب الحرب، ولكن بدلا من ذلك فان من يستخدم حرب المعلومات وتكنولوجيا المعلومات عن طريق كسب قصب السبق في اكتشاف خصمه اولا، ثم يكون سريع الاستجابة في ردود فعله، ثم يوجه ضربته "بدقة"، فانه سوف يفوز في النهاية، كما اشار الى ان الكفاءة القتالية سوف تبنى على القدرات القيادية اولا، وعلى القدرة على تقليل تأثير التدخل المعادي في عملية صنع القرار، والقدرة على التدخل الحاسم والموجع في عملية صنع القرار المعادي.
واخيرا، ومن خلال الكتابات الصينية، نجد انهم يركزون على استغلال ثورة الشؤون العسكرية وحرب المعلومات، وهم متفائلون في قدرتهم على التحكم في مسار هذه الثورات، وانهم كذلك متفائلون بشأن المستقبل، وانهم لا يشعرون بالقلق لما يدور حولهم، كما انهم سوف يعتمدون على القطاع المدني الضخم والذي يسمونه "الابطال الجدد" في عصر المعلومات.
لقد اذهل الصينيون العالم من خلال ذلك العرض الجبار للتكنولوجيا في اولمبياد ٢٠٠٨، واثبتوا بالدليل القاطع المستوى الراقي لاحدث فنون استخدام التكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين. ان المارد الصيني الصامت لا تشغله هموم العالم، وهو يعمل بجد، ويفكر بعمق، والعالم حوله يتطاحن، وهو من بعيد يراقب صراع القوى من حوله، يرى وهج المدافع، ويسمع دقات الطبول، وهو من خلف السور العظيم، يرتب اوراقه في تأن، لا تنقصه الحكمة، ولا يعوزه الصبر.
9 من الزوار الآن
917334 مشتركو المجلة شكرا