الصفحة الأساسية > 1.0 اصدارات > القضية الفلسطينية رؤية ثورية
وضعت انتفاضة الأقصى الجماهير الفلسطينية مرة أخرى في صدارة الساحة السياسية للعالم العربي. وأصبحت وكالات الأنباء تتناقل مرة أخرى صورة "المناضل" الفلسطيني الذي يقف بشجاعة في وجه الآلة العسكرية الصهيونية، بعد أن كانت الصورة المعتاد نقلها في السنوات الأخيرة هي صورة "المفاوض" الفلسطيني الذليل على مائدة المفاوضات الاستسلامية يستجدي عطف الإسرائيليين والأمريكان من أجل قطعة أرض.
وطرحت الانتفاضة قضايا وتساؤلات عديدة في الشارع المصري… تساؤلات حول طبيعة الصراع بين العرب وإسرائيل؛ موقف الأنظمة العربية من القضية الفلسطينية؛ العلاقات التي تربط بين الأنظمة العربية من جهة والدولة الصهيونية والإمبريالية من جهة أخرى؛ حل النزاع هل يكمن في المفاوضات أم المقاطعة الاقتصادية أم الحرب؟ وإلخ من تساؤلات…
تنوعت الإجابات التي طُرِحَت رداً على التساؤلات السابقة. فالدعاية الرسمية الحكومية ركزت على السلام ك ـ "خيار استراتيجي" لا بديل عنه، ووجهت انتقادات لاذعة لدعاوى "الحرب" ضد إسرائيل، بل وشن الإعلام المصري حملة شرسة ضد الفلسطينيين متهماً إياهم ب ـ "الجحود" و"نكران الجميل" لجهود "الشقيقة الكبرى" مصر وتضحياتها خلال العقود الماضية من أجل نصرة القضية الفلسطينية!
أما الحركة الإسلامية فصبت جام غضبها على اليهود، وصورت الصراع العربي/الصهيوني الحالي على أنه امتداد تاريخي لعداوة مستحكمة بين المسلمين واليهود، وحاولت توجيه الحركة الجماهيرية تجاه مقاطعة المنتجات الأمريكية وتلك التي يدخل "رأس المال اليهودي" في ملكيتها. هذا مع دعوة غامضة إلى "الجهاد" بدون برنامج واضح أو استراتيجية محددة لتنفيذه. وشاركت بعض قطاعات من القوميين واليساريين في الدعوة لاستخدام "سلاح المقاطعة" إما لغرض "دعم المفاوض الفلسطيني" أو خطوة للتعبئة من أجل حرب نظامية ضد إسرائيل…
سنحاول في هذا الكراس التعرض للموضوعات المثارة أعلاه مع محاولة طرح رؤية للقضية الفلسطينية في إطار الثورة الاشتراكية بالعالم العربي. وبالتالي ينقسم الكراس إلى خمسة أجزاء: حيث سنعرض
أولاً: المسألة اليهودية ونشأة الصهيونية في أوروبا، في محاولة لتحديد الفارق بين اليهودية والصهيونية، ومعرفة جذور الصراع الحالي.
ثانياً: يأتي عرض الصراع في فلسطين قبل 1948 والطريق إلى النكبة.
ثالثاً: انطلاقة حركة الفدائيين ـ في الشتات الفلسطيني ـ متبنية الكفاح المسلح، مع التركيز على الدور الذي لعبته حركة "فتح" حتى الخروج من بيروت عام 1982.
رابعاً: انفجار الانتفاضة في 1987 وتوابعها في الشرق الأوسط.
خامساً: سنعرض سريعاً المسيرة التفاوضية في التسعينيات،
سادساً: بناءً على نقد التجربة النضالية الفلسطينية، سنحاول طرح استراتيجية بديلة للثورة الفلسطينية في المرحلة الحالية من الصراع.
9 من الزوار الآن
916818 مشتركو المجلة شكرا