الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > الثقافة الأمنية > التنسيف الأمني والفيسبوك في حرب تجنيد العملاء ..
التنسيق الأمني مع العدو وفّر له وسيلة جديدة لتوظيف أكبر عدد ممكن من المخبرين تحت مسمى التنسيق الأمني، كما وفرت التقنيات الحديثة للتواصل مثل الفيسبوك وسائل أخرى في حين لم يتوقف العدو الصهيوني ولو لحظة في تجنيد المزيد من عملائه وزرعهم في كل مكان من العالم حيث يسلك العدو وسائل وأساليب كثيرة مختلفة ومتجددة بهدف تجنيد هؤلاء العملاء كما انه يسخر طاقات مضاعفة ووفيرة لتحقيق هذا الهدف الذي يقصد من خلفه السيطرة الكاملة على زمام الامور من اجل الحفاظ على نفسه من اي خطر قد يداهمه .. لكن لا حدود ولا اخلاق لهذه الاساليب التي يسلكها هذا العدو الذي لا يعرف سوى الافساد والتدمير لأخلاق الناس وعاداتهم.
تشكل المحادثات التي تتم علي شبكة الانترنت إحدى أهم الركائز الإعلامية للمخابرات ليس لأجهزة المخابرات الأمريكية * تزيد علي ال 15 جهازا * لكنها أصبحت مصدرا لكل أجهزة المخابرات في العالم حيث إن ساعات الدردشة حتى وإن كانت تدور حول موضوعات تافهة أو سطحية إلا أنها تشكل أهم المحاور التي تركٌز عليها الأجهزة في استقطاب المعلومات.
وقد برعت« إسرائيل» * لها أكثر من 100 شركة متخصصة ومسجله في البورصات الدولية في مجال تكنولوجيا المعلومات * في هذا المجال لأنه يمكٌنها ببساطة من جمع و تقييم وتحليل وإيضاح وتفسير معلومات عن السلوك العربي، خاصة الشباب الذين يشكلون أكثر من 70 % من السكان العرب، ويتم التركيز علي فئة الشباب بمنطق أنهم مندفعون في الكلام، وراغبون في التعرف على الجنس الآخر.
وفي هذا السياق يجري تصنيف كل من له قدرة علي استعمال الإنترنت لسد فراغ أو حاجة نفسية بأنه عميل مميز، باعتبار أن المواقع التي لها قدرة علي إثارة الشباب هي التي تمنحهم مساحة أكبر من الحوار الذي يفتقدونه في حياتهم اليومية، وهي النقطة التي ينطلق منها ضباط مخابرات متخصصون لتأسيس نقطة اتصال مخابراتية متحركة بمساعدة وسائل اتصال أخري كالأقمار الصناعية والمجموعات البريدية التي تخدم مواقع الدردشة.
وعبر الاستعانة بالعديد من الأخصائيين النفسيين والخبراء الأمنيين جري تأسيس إدارات متخصصة في متابعة نشاط الانترنت، ورغم أن هذه العملية تم الشروع فيها قبل فترة طويلة (20عاما ) من هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كتطور لمخابرات المعلومات، إلا أن الفترة التالية للهجمات شهدت اهتماما أكثر بحركة المستفيدين من شبكة الانترنت في كل المجالات حتى أن واشنطن وتل أبيب دخلتا في شراكة تجسسية هدفها تتبع نشاط الحركات والتنظيمات الموجودة في جميع أنحاء العالم لاسيما أصحاب الجذور العربية والإسلامية.
واستمر المخطط في جمع عملاء شباب لخدمة المصالح الصهيو/أمريكية إلى أن تأكدت أهميته بعد تسرب ملفات سرية لمجلة ’ لوماجازين دي سراييل’ الصادرة في فرنسا حول نشاط المخابرات علي الانترنت حيث كشفت الوثائق التي انفردت بها المجلة الفرنسية أن هناك شبكات مخابراتية يديرها متخصصون نفسيون «إسرائيليون» (بتعاون امريكي) لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم فيما يسمي ’دول الطوق’ المحيطة «بإسرائيل»، فضلا عن دول المحور الجنوبي لأمريكا (فنزويلا،نيكاراغوا...).
وبحسب الوثائق فإن هذه المكاتب تستغل حالة الحرية والخصوصية التي يفتقدها الشباب في حياتهم اليومية، لكنهم يجدونها علي غرف الدردشة وهي مسألة تبدو سهلة بالنسبة لضباط المخابرات الذين ينشطون بشكل مكثف داخل مواقع الدردشة، خاصة المناطق الأكثر حساسية في العالم، حتى في الحوارات ذات الميول الجنسية فإنها تشكل وسيلة خطيرة لكشف الأغوار النفسية، ومن ثم كشف نقاط ضعف من الصعب اكتشافها في الحوارات العادية، لذا يسهل تجنيد العملاء انطلاقا من تلك الحوارات الخاصة!
وقد تم استغلال إدارات المخابرات المعنية بمتابعة ملف الانترنت أثناء فترة التحضير للغزو العراقي في قراءة الشخصية العراقية واستقطاب أكبر عدد من العراقيين بمختلف مستوياتهم، ومن ثم تحول العميل من مشروع يتوجب تجنيده بشكل مباشر، إلى عميل جاهز يمكن إيجاده علي الخط، والاستفادة من حصيلة أسراره الخاصة والعامة دون مجهود!
وتشير دراسة نشرتها مجلة ال’لوموند’ الفرنسية إلي أن حرب المعلومات ساهمت في أن نحو 58 % من المواقع التي ظهرت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت لأجهزة مخابرات أمريكية وإسرائيلية، تليهما بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
ومنذ تأسيس جهاز المخابرات« الإسرائيلية» ’الموساد’ فقد حاول قادة الكيان الصهيوني أن يجعلوا منه أفضل الأجهزة في العالم، كون بقاء« إسرائيل» مرتبطا بدوره وظلت التقاليد الراسخة لمدرسة المخابرات الصهيونية تعتمد في تجنيد العملاء وتدريبهم في جميع الاختصاصات لمدة عامين عبر مدارس مستقلة في تل أبيب والقدس وتلقينهم معلومات حول السياسة الدولية، وسياسة و اقتصاد إسرائيل، والوسائل والتجهيزات الحديثة لإنجاز مهمة الاستخبارات والاطلاع علي تجارب المخابرات الأجنبية، والأهم هو إتقان الدارسين للغة العربية، وقد ساهمت عدة عوامل ربما كان أهمها زرع عملاء تابعين للمخابرات المصرية، ثم الكشف عن شبكات تجسس صهيونية في دول الجوار في تأسيس كلية لتدريس الأمن مهمتها صياغة عقيدة الأمن« الإسرائيلية» ودراسة المعطيات وتحليلها وتنفيذ أسلوب المحاكاة الذي تحدث عنه (في وقت سابق) عميل المخابرات الأمريكية ’مايلز كوبلاند’ في كتابه ’لعبة الأمم’ حول قيام رؤساء أقسام في الجهاز بتقمص شخصيات عربية للتنبوء بالمواقف التي سوف تتخذها حيال قضية معينه!
ويحتل علم النفس مكانة متقدمة في جهاز المخابرات الصهيوني خاصة عند تجنيد عملاء جدد، إذ يتم مراعاة نقاط الضعف في العميل الجديد، حيث يتم دراسة السمات الشخصية والمزاجية لهذا الشخص قبل الشروع في تدريبه، والتركيز علي الإغراءات المالية وتأثير العاطفة سواء في الانتقام أو الأيديولوجية، فضلا عن الدور الذي يلعبه الجنس، وتتستر المخابرات« الإسرائيلية» تحت غطاء لجان المشتريات، وشركات السياحة، و الطيران ومكاتب الملاحة، ومؤسسات البناء والأعمال والشركات الصناعية والمنظمات التجارية والتنسيق مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في تنظيم أنشطة التجسس.
حيث صورة العربي في مدرسة المخابرات الصهيونية شخص يقدم العواطف والمشاعر علي لغة العقل .. ينسي ويغفر سريعا.. لديه ميول قوية لتجاهل الوقائع، والإسهاب في الأوهام و الخداع.. إرهابي .. غدٌار .. عدواني .. جبان .. حاقد.. يمتاز بالوحشية و الابتزاز، والأغرب أن الصهاينة يرون أن العرب يقبعون في ادني سلم التطور البشري لأنه ليس لديهم إحساس بالتمييز العرقي بسبب العقيدة الإسلامية التي تسوي بين مختلف أعراقهم وانتماءاتهم طالما انهم يدينون بالإسلام.
وتمارس المخابرات الصهيونية مهامها عبر عدة مؤسسات متداخلة/متشابكة فهناك مهمتها ’تنسيق و تخطيط المعلومات .. تجميع البيانات السرية تمهيدا لاستغلالها عبر شعبة السيطرة و المراقبة الإقليمية وإدارة العمليات السياسية للتنسيق والتعاون مع أجهزة المخابرات الدولية .. هيئات شئون الكادر الوظيفي والمالية و الأمن وشئون التدريبات والتنظيم، والتحقيقات، ثم إدارة العمليات التكتيكية، التي تضم عدة أقسام لمتابعة عمل شبكات التجسس الصهيونية في العالم’.
وتبقي الإشارة لمثال دال علي حقيقة هذه الحرب حيث إن ضابط المخابرات« الإسرائيلي» الشهير’ أدون وردان’ هو نفسه ’دانيال دوميليو’ الذي أطلق موقع ’ شباب حر’ الذي وصل عدد المترددين عليه إلي أكثر من 10 مليون زائر في العام الأول لإطلاقه إلى أن كشفت صحيفة الصنداي عن شخصية صاحبه، فتوقف لكن بعدما عبر فيها ملايين الشباب وفئات أخري عن غضبهم تجاه حكوماتهم وكشفوا عن أسراراقتصادية، وسياسية .. وعسكرية اعتقدوا أنها تفيد الإنسانية، لكنها لم تفيد سوى العدو والعدو فقط.
هناك عدد من الميادين والحقول التي يتم فيها تنسيق أمني، وهناك إجراءات تنسيقية واضحة يلمسها المواطن الفلسطيني يوميا. وفيما يلي بعضها:
أولا: الدوريات المشتركة والتي تعني أن تسير دوريتان عسكريتان فلسطينية و«إسرائيلية» معا لضمان أمن بعض الطرق عبر المدن الرئيسية. هذا كان متبعا مع بداية قيام السلطة الفلسطينية، لكنه لم يعد موجودا لأن «إسرائيل» قررت أن تقوم بالعمل الأمني الخاص داخل المدن بمفردها إذا رأت ذلك مناسبا.
ثانيا: ملاحقة سلاح المقاومة وهو السلاح المخصص لقتال« إسرائيل» والذي تحمله عناصر المقاومة التابعة لبعض الفصائل الفلسطينية بخاصة حماس والجهاد وشهداء الأقصى. هناك سلاح غير سلاح السلطة الفلسطينية والمقاومة وهو سلاح الزعران والأشقياء، وهو غير مطلوب لا من قبل« إسرائيل» ولا السلطة لأن مهمته تخريب الأمن الداخلي الفلسطيني. الآن هذا السلاح في حالة سبات، لكن الشعب الفلسطيني سيراه فيما إذا دعت الحاجة.
ثالثا: اعتقال من يشتبه في رغبتهم ونواياهم بمقاومة الاحتلال وزجهم بالسجون بدون محاكمة وتعذيبهم بشدة، وربما قتلهم تحت التعذيب كما حصل بالفعل في عدد من الحالات. هذه اعتقالات مستمرة، وتدعي السلطة أنها ليست اعتقالات سياسية وإنما اعتقالات مدنية من حيث أن هؤلاء الأشخاص يحملون نوايا تهدد ما يسمى بالمشروع الوطني، ويخالفون قوانين حمل السلاح... إلخ.
رابعا: ملاحقة التنظيمات التي تتبنى فكرة المقاومة وهدمها تماما والقضاء على بناها التحتية كما يحصل الآن ضد حماس والجهاد الإسلامي وشهداء الأقصى في الضفة الغربية.
خامسا: إشاعة الذعر في صفوف الشعب الفلسطيني من حيث نشر المخبرين ومندوبي أجهزة الأمن للتفتيش على أقوال الناس وأعمالهم وتوجهاتهم، وملاحقة المنتقدين للسلطة وأجهزتها الأمنية.
سادسا: الطرد من الوظيفة والملاحقة الاقتصادية لكل مشتبه في تأييده للمقاومة والمقاومين، ورفضه للسلطة الفلسطينية وأعمال الأجهزة الأمنية. كثيرون من أبناء الشعب الفلسطيني تم طردهم من وظائفهم، وملاحقة لقمة خبزهم في الشركات والمصالح الخاصة. وواضح أن الوظيفة الحكومية عبارة عن حكر للمؤيدين للسلطة الفلسطينة إلى حد كبير، والذين لهم واسطات من داخل السلطة وأجهزتها الأمنية. وقد طورت السلطة الفلسطينية سياسة ما يسمى بحسن السلوك بحيث لا يحصل الشخص على وظيفة أو على ترخيص لعمل نشاط معين إلا إذا حظي بموافقة أجهزة الأمن، والتي تحتاج هي ذاتها إلى حسن سلوك خارج البعد السياسي وداخله.
يعاني المواطن الفلسطيني الآن من مراقبة أجهزة الأمن، والغالبية الساحقة من الناس لا تستطيع التعبير عن نفسها خوفا من الاعتقال أو الطرد من الوظيفة أو التهديد والتوبيخ والإساءة بطريقة أو بأخرى. إنهم يدبون الرعب في قلوب الناس، بحيث أصبح الفلسطيني متعادلا مع أخيه العربي في الرعب من السلطة وأجهزتها وأعوانها.
المخابرات الصهيونية تستخدم سياسة تجنيد العملاء ليس فقط كوسيلة لجمع المعلومات ولكن أيضا كغاية وهدف ... وذلك على قاعدة إسقاط من يمكن إسقاطه , فمن لا تنجح في تجنيده تنجح في تحيده عن الصراع , وتضمن عدم مشاركته في مقاومة الاحتلال .
لذلك نجد أن محيط عمل المخابرات الصهيونية يتسع ليشمل دائرة واسعة جدا من المستهدفين لتجنيدهم كعملاء , وخصوصا الفئات الضعيفة والمهشمة ومن بينهم الأطفال .
أظهرت احدى الدراسات على عينة من العملاء في فلسطين خصائص غالبية ضحايا الإسقاط الأمني ومنها :
1. أغلب العملاء وقت الارتباط كانوا من الأطفال والشباب تحت سن 20 سنة بنسبة 60% .
2. أغلب العملاء وصل مستواه التعليمي إلى المرحلة الابتدائية أو أدنى ( ابتدائي أو أمي ) بنسبة 49 % .
3. الحالة الاجتماعية لمعظم العملاء من غير المتزوجين وذلك بنسبة 51%.
4. أغلب العملاء ينتمون إلى طبقة العمال , وعلى وجه الخصوص الشريحة التي تعمل داخل الخط الأخضر (إسرائيل) بنسبة 70% .
5. الغالبية العظمى من العملاء مستواهم المعيشي يعتبر الأكثر فقرا بنسبة 65% .
6. غالبية العملاء يتمتعون بأوضاع صحية جيده بنسبة 76% .
7. غالبية العملاء هم ممن يسكنون مخيمات اللاجئين بنسبة 47.5%
يقول يعكوف بيري في كتابه " الآتي لقتلك "، أن عملية تجنيد العملاء، تعتمد بشكل أساسي على القدرات " الإبداعية " التي يتمتع بها القائمون على مهمة تجنيد العملاء، وقدرتهم على تطوير ادائهم بما يتناسب مع ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
ويصف عملية تجنيد العملاء بأنها " حرب عقول " مفتوحة. لكن من خلال ما كتبه بيري، ويهودا جيل، الذي يعتبر من أكثر ضباط الموساد الذين نجحوا في تجنيد عملاء عرب، وابراهام حزان، من قادة " الشاباك "، وغيرهم من أولئك الذين شغلوا مناصب مرموقة في الأجهزة الاستخبارية الصهيونية، فأن عملية تجنيد العملاء، تقوم على الظروف الأتية:
المنتصر يخترق المهزوم
في حال نشوب صراع بين كيانين، فأن أي كيان بإمكانه أن "ويؤكد حزان أن هذه مسلمة تاريخية، وتاريخ الصراعات دلل على ذلك.
ويرى رافي إيتان، الذي رأس في السابق قسم تجنيد العملاء في الموساد، أنه في حال حقق أحد طرفي صراع انتصاراً على الطرف الآخر، فأن مواطني الطرف المهزوم، يبدون استعداداً للتعاون مع الطرف المنتصر.
وإذا اسفر الصراع عن نجاح طرف في احتلال أرض الطرف الآخر، فأن هذا يمثل " الظروف المثالية " لتجنيد العملاء، كما يقول بيري. ويقول الكاتب والمحقق« الإسرائيلي» يغآل سيرنا أن وزير الحرب «الإسرائيلي» موشيه ديان، بعيد انتهاء حرب الأيام الستة قد شدد على أن استعداد الفلسطينيين للتعاون مع المخابرات «الإسرائيلية،» هو الشرط الذي يمكنهم من العيش ب " راحة " بعد الاحتلال.
وينقل سيرنا عن ديان قوله " الآن يوجد للفلسطينيين ما يخسرونه، فكل فلسطيني يريد الحصول على تصريح لإقامة مشروع اقتصادي، أو تصريح للعمل أو العلاج في« إسرائيل»، أو يرغب في السفر للخارج، عليه أن يكون مستعداً للتعاون معنا ".
الحاجات المادية والإقتصادية والعاطفية
وكما يقول جيل، فأن هذه الحاجات تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخبارية استغلالها لتجنيد العملاء.
«إسرائيل» تستغل الفقر الشديد الذي يمر به الشعب الفلسطيني أبشع استغلال يتفق مع الشخصية اليهودية الدنيئة الخائنة، فسخرت كل طاقاتها وامكانياتها من اجل ذلك الهدف فاطبقت على الشعب الفلسطيني وجعلته بين مطرقة الجلاد وسندان الفقر والجوع، فما من حاجز يضعه الاحتلال لفصل وتجزئ الوطن الا وهو عبارة عن نقطة إيقاع بالشباب المارين عنه .
ولعل من أخطر وأكثر المراكز التي يتم فيها اسقاط الشباب هي المعابر وذلك باستغلال حاجة العمال الفلسطينيين للقمة الخبز عن طريق تصاريح العمل والعتالة.
ضعف الشعور بالإنتماء الوطني
يربط شفطاي شفيت، رئيس جهاز الموساد السابق بين استعداد قطاعات في العالم العربي للتعاون مع «إسرائيل» وبين وجود الأنظمة الشمولية القمعية في العالم العربي. ويضيف أن حكم الأنظمة الشمولية في العالم العربي هو عامل مهم في تقليص الشعور بالإنتماء الوطني بسبب قمعها، الأمر الذي يجعل بعض مواطني الدول العربية مستعدين للتعاون مع« إسرائيل» احتجاجاً على حكوماتهم وأنظمتهم.
ضعف المستوى التعليمي وإنعدام الثقة بالذات
على الرغم من نجاح الأجهزة الإستخبارية«الإسرائيلية» في تجنيد اشخاص من مختلف المستويات، إلا أنه لا خلاف بين قادتها على أنه كلما ارتفع المستوى التعليمي للفرد كلما كانت عملية تجنيده أكثر صعوبة.
ولا خلاف ايضاً على أن الثقة بالذات تمثل عنصراً مهماً في قبول أو رفض التعاون مع دولة الاحتلال.
وتنقل الإذاعة العبرية عن أحد ضباط جهاز " الشاباك " قوله أنه في أحد الأيام استدعى أحد الشباب الفلسطيني في أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وبعد أن تحدث معه حول أموره الشخصية، عرض عليه التعاون معه المخابرات «الإسرائيلية»، فرفض الشاب.
فما كان من هذا الضابط إلا أن أخرج عدة صور لهذا الشاب وهو يمارس الجنس مع إحدى النساء. وتوجه للشاب قائلاً " حسناً، ماذا تقول الآن، بإمكاني أن أوصل هذه الصور لعائلة الفتاة وعندها سيقتلونك ".
ويضيف الضابط " لهول مفاجأتي، فإذا بهذا الشاب يبتسم ابتسامة خبيثة ويقول لي : حسنا، لا عليك، أنا سأريحك، فإذا سحبت لي مزيداً من هذه الصور، سأقوم بتعليقها في شوارع المعسكر ".
ويقول الضابط " لقد جن جنوني بعد أن تبين لي أن مناورتي التي نجحت مع العشرات من الشباب الفلسطيني فشلت مع هذا الخنزير، لأنه علم أنني لست معنياً في الحقيقة بنشر الصور، فطردته من المكتب، وأنا أكن له كل إحترام وتقدير".
ولا يفوته أن يشير الى أن هذا الشاب أصبح متديناً وتحول للعمل المقاوم عندما اندلعت الانتفاضة الأولى، حيث قضى نحبه في إحدى العمليات.
ضعف أو قوة الوازع الديني
خلاف لدى ديختر، على أن الوازع الديني لدى العرب والفلسطينيين يمثل درعاً واقياً يقلص استعدادهم للتعامل مع المخابرات «الإسرائيلية».
ويورد ديختر حادثة ذات دلالة. ويقول أنه عندما كان مسؤولا عن تجنيد العملاء في منطقة شمال قطاع غزة، استدعى شاباً فلسطينياً لمحاولة تجنيده، وبعد أخذ ورد، كما يقول ظهر لدى هذا الشاب استعداداً للتجاوب، وفجأة، فإذا بالمساجد في المنطقة تصدع بإذان الظهر، فما كان من هذا الشاب، إلا أن ارتعد وزمجر وصرخ في وجهي " لن أخون الله ووطني ايها الحقير"
تقوم المخابرات الصهيونية باستخدام جملة من الطرق يتم دمجها معا ضمن عملية تكاملية من أجل تحقيق الهدف بتجنيد العملاء لصالحها أهمها :
1. الترغيب .
2. التحايل والابتزاز .
3. الترهيب .
4. الإقناع .
الترغيب :
1. تلبية احتياجات ورغبات الضحية .
2. الادعاء أن معظم المجتمع من العملاء .
3. إغراء الضحايا لارتكاب أعمال لا أخلاقية وخاصة الزنا واللواط والسحاق .
4. إغراء الضحايا بالإدمان على الكحول أو المخدرات .
5. محاولة أقناع الضحية أن الارتباط هو الطريق الأسهل لتحقيق الأماني والأحلام .
6. الادعاء بأن المخابرات قادرة على حماية عملائها .
التحايل والابتزاز :
1. الإسقاط الأخلاقي من خلال التحايل والخداع للضحية .
2. الوعود بتخفيف مدة الحكم أو إطلاق سراح المعتقل أو الامتناع عن هدم بيته .
3. التشكيك في القيادات الوطنية , والادعاء بأنها تستغل الشباب في الأعمال الوطنية لمصلحها الشخصية .
4. التضييق الاقتصادي على الضحية ومساومته من أجل إعطاءه تصريح عمل أو تصريح سفر .
5. استغلال أي جانب من جوانب الضعف في شخصية الضحية والحصول على المستمسكات لممارسة عملية الابتزاز مثل إحضار الوثائق أو الصور أو التسجيلات الصوتية أو المعلومات التي تمكنهم من استغلالها بهدف الضغط على الضحايا .
الترهيب :
1. تعذيب الضحية وتلفيق التهم الخطيرة ضده .
2. الضرب على وتر الخوف , وتهديد الضحية بالقتل أو باستهداف الأهل وإيذائهم , أو الإساءة للسمعة أو المركز .
الإقناع :
وهي عملية تقوم على الربط الجدلي بين أساليب الترغيب والترهيب والتحايل والابتزاز من جانب ومن جانب أخر تقوم على عمل منهجي قائم على خلق القاعدة الفكرية المسيرة لنجاح عملية التجنيد من خلال :
1. انسلاخ الضحية عن ثوابته الدينية والوطنية .
2. تمرده على عاداته وتقاليده الأصيلة .
3. إقناعه أن مصلحته الشخصية هي الهدف الأعلى الواجب العمل من أجله .
4. إن ارتباط لا يشكل ضررا عليه بل ينقذه من المصائب ويلبي له الرغبات .
9 من الزوار الآن
917335 مشتركو المجلة شكرا