الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > سيكيولوجيا المعركة > الدعاية الصهيونية
للدعاية دور هام في تكوين الرأي العام، لذلك يعتمد السياسيون على الإعلام في تهيئة الرأي العام لتقبٌل السلوك السياسي، وقد عملت الحركة الصهيونية منذ البدء على إقامة كيان صهيوني لليهود، لذلك كانت دعايتهم تقوم على كل السبل التي تؤدي إلى هذا الهدف، وقد ظل هذا الهدف محور الدعاية الصهيونية، تحيط به الأهداف الأخرى مكملة له، وصار هدف الدعاية الصهيونية الأساسي العمل على إقامة الكيان الصهيوني ودعمه سياسيا وعسكريا واجتماعيا وثقافيا، ولذلك نظمت الدعاية الصهيونية اساليب مدروسة لتناسب عقليات وعواطف الجماعات المختلفة التي وجهت اليها رسالتها الإعلامية، سواء أكان هذا المتلقي يهوديا أو فلسطينيا أو عربيا أو مواطنا في المجتمع العالمي، لقد تفهم الصهاينة تأثير الرأي العام في البلدان الليبرالية وتأثيره على القرار السياسي في هذه البلدان ولهذا فقد جعلوا من الرأي العام شغلهم الشاغل، حيث أغرقوه بالمعلومات التي تبشر بآرائهم وأفكارهم السياسية، حتى أصبحت تلك البلدان حكرا عليهم ومغلقة أمام خصومهم.
هذا وتعتبر الدعاية الصهيونية من أنجح الدعايات الإعلامية التي تقوم بأكبر عملية غسل أدمغة على المستوى العالمي، يساعدها في ذلك امتلاك اليهود للإمكانيات الإقتصادية والمالية، إضافة إلى معرفة اليهود لأنسب الطرق لمخاطبة العقل الغربي، حيث سهلت عليهم جذورهم الأوروبية أن يحققوا اكبر عملية غسل دماغ بشرية في التاريخ لصالح قضيتهم التي عملوا من أجلها، ألا وهي تهويد فلسطين وتغيير معالمها.
يرى الباحث رهيف حجل ان الدعاية الصهيونية اتخذت المصادر التالية منطلقا لها وهي :
• التوراة وما يرتبط بالدعاية اليهودية من معتقدات ومبادىء
حيث تعد الديانة اليهودية وتعاليم التوراة من المصادر الرئيسية للدعاية اليهودية من اجل التحكم بوعي الجماهير وابعادهم عن التفكير في قضاياهم الاساسية٬ وذلك باستغلال بعض الشعارات مثل الشعب المختار او الاستقلال الذاتي لليهود والحرب المقدسة واسرائيل التوراتية وغيرها من الشعارات المبررة للعدوان والتوسع٬ ومن الامثلة على ذلك ما طرحه حاخام يهودي على وحدة في الجيش الاسرائيلي اثناء غزو لبنان٬ (ينبغي لنا الا ننسى الاصول التوراتية التي تسوّغ هذه الحرب ووجودنا هنا٬ اننا بوجودنا هنا أي في لبنان نتمم واجبنا الديني اليهودي وفقا لما جاء في الكتاب المقدس٬ إن الواجب الديني يقضي باستخلاص الأرض من العدو
• فلسفة نيتشه واراء المفكرين العنصريين
عبر نيتشه عن إعجابه الشديد بالدين اليهودي٬ واستحوذت فلسفته على كثير من المثقفين والطلاب اليهود٬ يقول نيتشه (من دون حرب لن تكون هناك دولة على الاطلاق٬ فالحرب هي مهمة رئيسية للدولة٬ ومن واجب الدولة الصغيرة التوسع لكي تصبح أكبر٬ فإذا لم تستطع الدولة أن تكون جسما صلبا متجانسا٬ فمن واجبها على الأقل أن تعدل حدودها بشكل مناسب)(17). وقد نهج زعماء الصهيونية نهج نيتشه وعنصريته وكرسوها في كتابة كتبهم ومقالاتهم واعمالهم٬ يقول مناحيم بيغن (أنا أحارب٬ اذا انا موجود٬ من الدم والنار والدموع والرماد سيخرج نموذج جديد من الرجال نموذج غير معروف البتة للعالم سابقا٬ اليهودي المحارب أولا وقبل كل شيء.. يجب ان نقوم بالهجوم.. نهاجم القتلة.. بالعرق والدم سينشأ جيل متكبر قوي
• الافكار الاشتراكية الديماغوجية:
ويتمحور هذا المصدر حول ما يسمى بالاشتراكية الصهيونية وشعاراتها المزيفة ومنها الهستدروت والكيبوتسات٬ اشتراكية دولية٬ اشتراكية صهيونية٬ ديموقراطية شعبية.
• الاراء الفلسفية للصهيونية الثقافية:
يقول احاد هاعام (سيسود شعبنا اليهودي على كل الشعوب الأخرى٬ إن اسرائيل هذه هي الأمة العليا التي تملك القدرة على التوسع وتصبح سيدة العالم٬ دون النظر الى ما يمكن ان يكلف هذه الشعوب الاخرى٬ الشعوب الأدنى مقاما٬ لان الامة العليا وحدها فقط هي زهرة البشرية وذروتها٬ وما خلقت الأمم الأخرى جميعا إلا لتخدم هذه النخبة)(19). إن مثل هذه الاراء تتعدى مستوى الدعاية إلى مستوى التطبيق العملي وذلك بتربية الشباب اليهودي على روح التعصب والعنصرية.
أما الباحث محمود اللبدي فقد قسم الأساليب الاعلامية الصهيونية الى:
أسلوب الاستعطاف والإثارة.
أسلوب التشبيه بالشعوب وخاصة المتحضرة منها.
أسلوب التعظيم للذات.
• سلوب الابتزاز والتهديد.
أسلوب التهويل بصورة العدو وبشاعتها والتشنيع بالخصم.
أسلوب التزوير.
أسلوب التكرار.
• أسلوب المناورة والمراوغة.
كذلك يصنف الكاتبان غازي السعدي ومنير الهور أساليب الإعلام الصهيوني في كلمتين:
الدعاية بالكلمة: وتعتمد على إغراق العالم بالدعايات المكتوبة والمرئية والمسموعة بشتى وسائل الإعلام. دعاية الحركة الهادئة داخليا وخارجيا, وتمتاز باستغلالها الكلي للعلاقات البشرية نتيجة الدراسة العميقة للنفس البشرية. دعاية العنف والإرهاب, والتي يحفل التاريخ الحديث بالأمثلة على أساليب دعاية العنف والإرهاب التي استخدمها قادة الكيان الصهيوني في شتى أنحاء العالم, سواء ضد الزعماء أو المفكرين أو ضد المؤسسات التابعة للأمم المتحدة, ومن الأمثلة على ذلك ما سمعناه عن المستشار النمساوي كورت فالدهايم, الكونت برنادوت, وأخيرا الفيلسوف روجيه جارودي.
مما ساعد الحركة الصهيونية في المجال الاعلامي٬ ان القائمين عليها والعاملين على نشرها افراد من ذوي الاطلاع الواسع على السياسة العالمية٬ وقد كان من فضل هذه الكفاءة العلمية والثقافية ان تفنن الاعلاميون الصهاينة في اختراع الاساليب التي لجأو اليها في نشر دعايتهم في مختلف المجتمعات. ومن اشهر الاساليب التي استعملها الاعلاميون الصهاينة في نشر دعايتهم وحججهم يلي:
المحاضرات:
يقوم الصهاينة بتنظيم واعداد المحاضرات عن اسرائيل لتلقى على المستمعين الغربيين٬ كذلك يقوم الحاخامات الصهاينة بزيارة اسرائيل والعودة منها لالقاء المحاضرات التي تهدف الى: (محاولة كسب من لم يصبح بعد صهيونيا من الحاخامات اليهود الى جانب الصهيونية واسرائيل٬ أو لاستمالة العطف على اسرائيل وليظهر هذا العطف في خطبه الدينية في كنيسة على جمهور المصلين من اليهود... ولمساعدة الصهيونيين من اولئك الحاخامات اليهود للحصول على صور ملموسة من تقدم اسرائيل وعلى تجربة شخصية في فهم اسرائيل، لتساعدهم تلك الصور وهذا الفهم في وضع خطبهم الدينية بشكل يؤثر في اليهود غير الصهيونيين..)(1).
ويعمل الصهاينة على الحصول على تأييد بعض سياسيي الدول الاخرى ليدافعوا عن القضية اليهودية في المحافل الدولية٬ وليلقوا المحاضرات عن اسرائيل في مختلف المواقع (ومن ابرز هؤلاء السياسيين المستأجرين٬ رود ريكز فابرغات مندوب الاوراغواي سنة 1947 في هيئة الامم المتحدة٬ الذي كان اندفاعه في تأييد وجهة نظر الصهيونيين موضع دهشة وتساؤل في أروقة هيئة الأمم٬ كما ألقى عدة محاضرات لتأييد القضية الصهيونية٬ وفي عهد ترومان٬ كان باركلي نائب الرئيس٬ وغيره من المسؤولين في الحكومة٬ ومن اعضاء الكونغرس٬ يتسابقون على القاء الخطب والمحاضرات لتأييد الحركة الصهيونية٬ لقاء اجور باهظة٬ فان باركلي مثلا كان يتقاضى 1500 دولارا على كل محاضرة يلقيها)(2). كما يحرص الصهيونيون على إرسال بعض الشخصيات الصهيونية وخاصة من العاملين في حكومة اسرائيل لالقاء محاضرات عن التقدم في اسرائيل واهدافها السلمية.
• الصحافة:
يمكننا ومن خلال ما كتبه الفرد ليلبنثال في كتابه "ثمن اسرائيل" عن الصحافة الامريكية ان تعرف مدى سيطرة الصهيونيين على صحافة الولايات المحدة وخاصة صحافة نيويورك والتي يلاحظ عليها ما يلي:
اذا حدثت مناوشات على الحدود العربية الاسرائيلية وقتل من نتيجتها بعض الاسرائيليين٬ نشرت تلك الصحف هذا الخبر بحرف كبير على الصفحة الاولى واستعملت فعل ذبح slay قائلة: "العرب يذبحون خمسة" مثلا٬ ويذكرون رقم المقتولين من الاسرائليين٬ واما اذا كانت نتيجة المناوشات ان قتل بعض العرب فان تلك الصفحة تستعمل فعل قتل kill قائلة: " مقتل بعض العرب" وواضعة الخبر بأكمله في حيز صغير في نهاية الصفحة الثالثة أو الرابعة٬ بحيث لايجده القارىء الا بعد جهد.
كل ما يقع في اسرائيل لا بد أن تذكره صحف نيويورك بالتفصيل وخاصة ما يتعلق بالمشروعات الانشائية فيها٬ وفي المقابل٬ لا تكاد صحافة نيويورك تذكر شيئا عن المشروعات الانشائية العربية.
يلاحظ على صحافة نيويورك انها تشوه بعض الحقائق التي تتعلق بالمجتمع العربي٬ ككتابة المقالات عن التوتر بين المسيحيين والمسلمين في العالم العربي٬ أو الحديث عن ان العرب كانوا اعداء الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
من الملاحظ انه اذا كتب احدهم مقالا او خبرا اورد فيه اظهار لقضية العرب او حقيقة في مصلحتهم٬ لا بد ان يرد على ذلك أحد الصهيونيين بمقال عنيف عاطفي لا يخلو احيانا من بضع عبارات وجمل بعيدة عن الكتابة التي تستحق القراءة.
يستغل الصهاينة بعض الحوادث البسيطة لاظهار اسرائيل بصورة حضارية وانسانية٬ كذكر خبر مفصل عن اطلاق سراح ستة من الطلاب العرب الذين دخلو اسرئيل من مصر بطريق الخطأ.
تعتمد الهيئات الصهيونية واليهودية التي تجمع الاموال لاسرائيل على السيطرة على الصحافة بشكل كبير من اجل حث اليهود الامريكيين على التبرع لاسرائيل.
وهذا ويرى محمد فوزي شفيق ان بعض الجهود قد بذلت لتحرير الصحافة الامريكة من سيطرة الصهيونية٬ ولكنها كانت ضئيلة امام تيار الصهيونية٬ وهكذا اندفعت الصحافة في تأييدها الأعمى للصهيونيين.
• الكتب:
اهتم الصهاينة بتأليف الكتب التي تشرح القضية الفلسطينية من وجهة نظرهم٬ مع تحريف الحقائق التاريخية٬ بل اتجه الاعلام الصهيوني الى طبع الكتب التي تحتوي الصور الجذابة عن اسرائيل٬ كما توزع الكتيبات على القراء الغربيين بالمجان من اجل نشر الدعاية الصهيونية٬ كما استخدم الاعلام الصهيوني القصص والروايات للتأثير على القراء الذين لا يقراون سوى هذا النوع من الأدب٬ فوضعوا قصصا تبرز وجهة نظرهم من القضية الفلسطينية٬ كما وصل النشاط الصهيوني الى الكتب المدرسية التي تمجد اسرئيل وتشوه صورة العرب.
• الراديو والتلفزيون:
ان لليهود سيطرة على اكبر المراكز الاذاعية والتلفزيونية في الولايات المتحدة٬ والتي تزود باقي المحطات٬ هذا بالاضافة الى امتلاكهم عددا كبيرا من محطات الاذاعة المحلية في عدد من الولايات المتحدة٬ ويستغل الصهاينة أي حادث على حدود اسرائيل ليشرح وجهة نظر اسرائيل فيه للشعب الامريكي٬ كما ان للتلفزيون اثراً كبيراً في تسويق وجهة النظر الصهيونية٬ حيث يتم تعزيز الافكار المسبقة بالصور المختارة.
• السينما:
عمل الاعلام الصهيوني على استغلال السينما من اجل الحصول على المزيد من التعاطف مع اليهود٬ وذلك عن طريق اعداد الافلام العديدة عن اليهود وافران الغاز والهولوكوست٬ كما أن السينما الصهيونية قد عملت على تغيير الحقائق المتعلقة بالقضية العربية والصراع العربي الاسرائيلي من خلال عرضها لأفلام تقلب المفاهيم وتصور العرب على انهم انذال في حين ان اليهود هم الابطال الحقيقيون٬ كما عملت السينما الصهيونية على انتاج الافلام السياسية التي تعكس وجهة النظر الاسرائيلية وتقدمها بطريقة تسهل على المتلقي أو المشاهد الغربي الايمان بها٬ ومن الامثلة على الافلام السينمائية الصهيونية تكفي الاشارة الى فيلم جوديت (اما فيلم جوديت الذي اخرجه دانييل مان عام 1964 عن قصة للكاتب البريطاني لورانس داريل٬ فيروي قصة جوديت "صوفيا لورين" وهي يهودية نمساوية٬ يتم تهريبها الى فلسطين لتساعد فرقة صهيونية يرأسها ارون "بيتر فينش" في اقتفاء اثر زوجها السابق٬ جوستاف شيللر الذي كان نازيا فيما مضى٬ ويهدف هذا الفيلم الى تحقيق نفس الاهداف التي نجدها في الافلام الصهيونية٬ مع اضافة هدف عام جديد يعتبر من السمات الخاصة للسينما الصهيونية بعد انشاء اسرائيل٬ وهو الادعاء بان العرب المعاصرين يمثلون في عدائهم لاسرائيل الامتداد الطبيعي لألمانيا النازية في عدائها لليهود٬ وهي مقولة تحمل كما هو بديهي مغالطات عديدة ابتداء من حقيقة ان النازيين كانو ضد اليهود والعرب معا أي حقيقة ان العرب انما يدافعون عن انفسهم ضد الغزو الصهيوني وانهم المعتدى عليهم٬ وليسوا المعتدين٬ ولكن الفكر الصهيوني يرتكز على مجموعة من المغالطات التاريخية والسياسية.
• المعارض والمتاحف :
استغل الاعلام الصهيوني المتاحف والمعارض لعرض افكارهم بالاضافة الى عرض المآسي التي تعرض لها اليهود على ايدي النازين ( وقد استغل الصهيونيون مأساة اليهود على ايدي النازيين في ألمانيا في الدعاية٬ فوضعوا في متحف القدس "القدس المحتلة" خزانة صغيرة فيها قطعة من الصابون٬ قيل أنها صنعت من بقايا اليهود الذين قتلوا في المانيا)(4).
• الهدايا:
• تهتم الحركة الصهيونية بإهداء الهدايا للدول والمؤسسات والافراد المسؤولين في مختلف المرافق٬ الامر الذي يساعد الدعاية الصهيونية على العمل بمزيد من الحرية.
• المؤتمرات الدولية:
تعتبر المؤتمرات من افضل الفرص لنشر الدعاية الصهيونية٬ حيث يستثمرها الاعلام الصهيوني افضل استثمار بارسال مندوبين أكفاء يحسنون تمثيل اسرائيل احسن تمثيل٬ كما يتقنون القيام بالدعاية لها بفن ونظام.
• الطلاب:
يقوم الطلاب الصهاينة بدعاية ناجحة لاسرائيل في الولايات المتحدة عن طريق القاء المحاضرات مستخدمين الوسائل السمعية والبصرية٬ كما يقومون بانشاء صداقات مع طلاب عرب لاستغلال ذلك في الدعاية الاعلامية الصهيونية.
• النشاط الثقافي الصيفي في اسرائيل:
تهتم اسرائيل بالدراسات الصيفية والرحلات الدراسية الصيفية وتنظيم المعسكرات والمخيمات الصيفية٬ حيث تؤمن للمشتركين المنام والطعام والشراب والبرامج التثقيفية والدورات الدراسية للطلاب الغربيين.
• شخصيات غربية:
(تدعو الجمعيات الصهيونية من حين لاخر بعض الشخصيات الكبيرة من الدول الاجنبية لزيارة اسرائيل وقضاء بضعة ايام فيها٬ لمشاهدة مختلف نواحي التقدم والنشاط البشري فيها٬ وتدفع تلك الجمعيات كل النفقات الخاصة بهذه الزيارات٬ ويراعى في اختيار تلك الشخصيات أن تكون في معظم الاحيان من الشخصيات المسيحية٬ ومن مختلف الدول التي فيها اقليات يهودية...٬ وتستفيد الدعاية الصهيونية كثيرا من زيارات مثل هذه الشخصيات٬ ذلك ان المقالات التي يكتبونها بعد عودتهم والمحاضرات التي يلقونها على افراد من قومهم والتي تمثل الى حد كير وجهة النظر الصهيونية في القضية الفلسطينية تساعد على تهيئة الجو في بعض البلاد٬ وعلى استمرار موجة عطف الرأي العالم في بلاد اخرى نحو اسرائيل والحركة الصهيونية٬ مما يتيح لاسرائيل الاستمرار في تصلبها في رفض قرارات الامم المتحدة الخاصة بفلسطين فيما يتعلق بالتقسيم وعودة اللاجئين)(5).
• جمعيات الصداقة الاسرائيلية-الأجنبية:
وتتمثل الفوائد التي تجنيها الدعاية الصهيونية من مثل هذه الجمعيات في:
القاء المحاضرات عن اهمية وجود اسرائيل في الشرق الاوسط بالنسبة لامريكا.
ارسال البرقيات المؤيدة لوجهة النظر الصهيونية.
الدعاية الواسعة لاسرائيل.
• الخبراء الاسرائيليون:
حيث توفد اسرائيل العديد من خبرائها في مختلف المجالات الزراعية والصناعية الى بعض الدول٬ ولا تخفى اهمية ايفاد هؤلاء الخبراء الى البلاد الاخرى في توثيق اواصر الصداقة مع اسرائيل.
• السياحة:
وتستخدم اسرائيل السياحة بأسلوب دعائي يصب في خانة الدعاية الاعلامية الصهيونية٬ حيث:
يلقى السائح كل مساعدة وتسهيل من سفارات اسرائيل في الخارج. يحصل السائح على كل المعلومات التي يحتاجها خلال زيارته لاسرائيل من خلال المنشورات السياحية الموزعة مجانا. يتقن المرشدون السياحيون الاسرائيليون مختلف اللغات٬ وبذلك ينقلون وجهة النظر الاسرائيلية الى السواح بسهولة. يحرص الاسرائيليون على معاملة السائح معاملة طيبة.
• الجمعيات الصهيونية:
عمل اليهود على تنظيم انفسهم في جمعيات متعددة في محاولة لنشر الفكرة الصهيونية بين اكبر عدد ممكن من اليهود٬ كما عملت الدعاية الصهيونية من خلال جمعياتها على التأثير في السياسيين الأمريكيين لتوجيه السياسة الامريكية٬ كذلك العمل على جمع الاموال لمساعدة اسرائيل٬ وتزويد مختلف النوادي والجمعيات والمكتبات بالكتب التاريخية عن اسرائيل.
1 - تؤكد الدعاية الصهيونية أن الجماعات اليهودية هي في واقع الأمر أمة يهودية واحدة لابد من جمع شمل أعضائها لتأسيس دولة يهودية في فلسطين، مع التزام الصمت الكامل حيال العرب لتغييبهم، أو محاولة تشويه صورتهم إن كان ثمة ضرورة لذكرهم.
2 - من الموضوعات الأساسية التي تطرحها الدعاية الصهيونية قضية البقاء، فالدولة الصهيونية ليست دولة معتدية وإنما هي تحاول الحفاظ على بقائها وأمنها فحسب، وتختلف طبيعة هذا البقاء من حقبة لأخرى وحسب موازين القوى.
3 - تركز الدعاية الصهيونية على الحقوق التاريخية المطلقة للمستوطنين الصهاينة، مع الإغفال المتعمد لحقوق السكان العرب أصحاب الأرض الأصليين.
4 - طورت الدعاية الصهيونية رؤية مزدوجة للمستوطن الصهيوني. فبقاؤه مهدد دائماً من قِبَل العرب، ولكنه في الوقت ذاته قوي للغاية إلى درجة أنه لا يمكن أن يهدده أحد، فهو قادر على البقاء وعلى سحق أعدائه وضربهم في عقر دارهم.
5 - تؤكد الدعاية الصهيونية على أن "إسرائيل" واحة للديمقراطية الغربية في وسط عالم عربي متقلب.
6 - تدخل الدعاية الصهيونية/ الإسرائيلية الموجهة للعرب في إطار الحرب النفسية، والتي تهدف إلى تحطيم معنويات العرب، بل تحطيم الشخصية القومية العربية، وغرس مفاهيم مثل جيش الدفاع الإسرائيلي الذي لا يقهر والسلام العبري.
7 - تحاول الدعاية الصهيونية/ الإسرائيلية تحويل مشاعر معاداة السامية من الفرع اليهودي إلى الفرع العربي. ولهذا، استبدلت بصورة اليهودي التقليدية في الوجدان الغربي (خائن- بخيل - تاجر - مرابي - عدواني - طفيلي) صورة جديدة تماماً، فأصبح اليهودي: (مسالماً - متحضراً - أميناً - ذكياً - صديقاً - منتجاً - مقاتلاً). وفي المقابل، نجحت الدعاية الصهيونية في ترسيخ صفات سلبية عن العربي فقد أصبح: (متخلفاً - بربرياً - جشعاً - عدوانياً بطبعه، وفي نهاية الأمر غائباً لا وجود له).
8 - ركزت الدعاية الصهيونية على قضية العداء الأزلي لليهود وعلى الإبادة النازية لليهود والستة ملايين يهودي، وهي تهدف من هذا إلى ابتزاز العالم الغربي وتبرير عملية اقتلاع الفلسطينيين من بلادهم كما أن هذه القضية تقوي التضامن اليهودي في الوقت نفسه.
9 - ركزت الدعاية الصهيونية في الغرب (وخاصة في مرحلة ما قبل بلفور) على محاولة إعادة إنتاج صورة اليهودي حتى يمكن توظيفه في خدمة المشروع الصهيوني، فيهودي المنفى إنسان لا جذور له، طفيلي، يشعر بالاغتراب ما دام خارج أرض الميعاد، وهو مضطهد بشكل دائم عبر التاريخ ابتداءً من طرد اليهود بعد هدم الهيكل على يد تيتوس إلى إبادتهم بأعداد ضخمة على يد هتلر. وهكذا، أصبح هذا اليهودي الإنسان المثالي العبري القوي المحارب الذي يمكنه أن يدافع عن نفسه وعن مصالح الحضارة الغربية داخل إطار الدولة الصهيونية. وقد خفت حدة الهجوم على شخصية اليهود في المنفى بعد عام 1967، بعد أن أدرك الصهاينة أن يهود العالم الغربي (الذين يشكلون غالبية يهود العالم) سيبقون في بلادهم ولن يهاجروا إلى فلسطين، وأن وجودهم في العالم الغربي (في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى) يشكل أداة ضغط مهمة على صانع القرار الأميركي.
10 - توجهت الدعاية الصهيونية إلى الجماعات اليهودية مبينةً لها أن وجودها في عالم الأغيار يهددها ويهدد هويتها بالخطر، وركزت الدعاية الصهيونية على دعوة اليهود للخروج من الجيتو والهجرة إلى "إسرائيل" للحفاظ على خصوصيتهم وهويتهم اليهودية. وقد تراجع هذا الموضوع في الآونة الأخيرة ويكاد يختفي للأسباب نفسها التي سبق ذكرها.
11 - تنشط المنظمات الصهيونية لإقامة جمعيات صداقة بين إسرائيل والدول التي توجد فيها جاليات يهودية كجمعيات التضامن والصداقة (طبية - اقتصادية - حقوقية··· إلخ)، وتضم هذه اللجان شخصيات يهودية وأخرى غير يهودية مهمتها الدعاية لإسرائيل.
12 - تعتمد الدعاية الصهيونية على شبكة واسعة من الدوريات الصهيونية في أنحاء العالم كافة.
ويرجع نجاح الدعاية الصهيونية إلى عدة عناصر:
أ - تعدُّد المنظمات الدعائية وتنوعها وضخامة عددها واعتمادها التخطيط العلمي.
ب - تقوم الدعاية الصهيونية بتوظيف أعضاء الجماعات اليهودية في الغرب فهم يشكلون جزءاً عضوياً داخل الجسد الغربي على رغم استقلاله النسبي. ومن ثم، تبدو الدعاية الصهيونية كما لو أنها ليست وجهة نظر دولة أجنبية وإنما تعبير عن مصالح أقلية قومية.
هـ - غياب الدعاية العربية وفجاجتها في كثير من الأحيان.
فهد بن وازع بن نومه القحطانى
8 من الزوار الآن
916826 مشتركو المجلة شكرا