Categories

الصفحة الأساسية > 4.0 العملانيات > حرب التحرير الشعبية > نماذج تطبيقية لحروب التّحرير الوطنيّة - تحـــــرير فــيتنام

26 كانون الأول (ديسمبر) 2016

نماذج تطبيقية لحروب التّحرير الوطنيّة - تحـــــرير فــيتنام

- صباح نوري علوان

تمهيد:

تقع فيتنام على الحدود الشرقية لشبه جزيرة الهند الصينية، تمتد على شواطئ المحيط الهادي لمسافة تصل إلى 2400كم، تأخذ فيها شكل الحرف (S).تبلغ مساحة فيتنام 330 ألف كيلومتر مربع تقريباً، ولها حدود برية تبلغ طولها 3750 كيلو متر تشارك فيها ثلاث بلدان الصين ولاو وكمبوديا( ).

نبذة تاريخية عن الصراع:

تعرضت فيتنام لهجمات عسكرية متتالية من قبل اليابانيين أولاً ومن ثم الفرنسيين وأخيراً الأمريكيين، لقد غزا اليابانيون فيتنام أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1940 وشنَّ الفيتناميون حرب عصابات ضدهم، وعندما دخلت أمريكا الحرب ضد اليابانيين ساهم الفيتناميون في مساعدة الأمريكيين في الحرب، وعند استسلام اليابان في 2 أيلول 1945 أعلن الزعيم الفيتنامي (هوشي منه) الاستقلال وقيام الدّولة باسم جمهورية فيتنام الديمقراطية، لم يروق فرنسا ذلك وحشدت قواتها وقامت بتنظيم حملة عسكرية كبيرة ضد هذه الدّولة الفتية( ).
استمرت الحرب بين القوات الفيتنامية والقوات الفرنسية حتى عام 1954 حين تدهور موقف فرنسا بعد هزيمتها في معركة (ديان بيان فو) حيث سقط حوالي 16200 جندي وضابط فرنسي بين قتيل وجريح وأسير، الأمر الذي دفع فرنسا إلى قبول وقف القتال الذي اقترحه مؤتمر جنيف عام 1954 وقسمت فيتنام إلى دولتين شمالية وجنوبية( ).

تدخلت أمريكا عام 1955 في فيتنام وشكلت حكومة موالية لها في الجنوب لكي تقف بوجه ما سمي في وقتها بالزحف الشيوعي، فيما سعى الفيتناميون الشماليون إلى توحيد فيتنام، بينما بقى الإصرار الأمريكي على التدخل العسكري بقوّة لمنع ما سمي بالمدّ الشيوعي حسب نظرية (الدومنة) والتي تعني إذا سقطت فيتنام تحت السيطرة الشيوعية فإن ذلك يعني سقوط بقية دول جنوب شرق آسيا وبالتالي فإن الشيوعية سوف تسيطر على العالم( ).

وخاض الشّعب الفيتنامي وجيش التّحرير حرباً تحررية شعبية تحمل في ثناياها الشكل المتطور لحرب العصابات التي استندت على التجربة الصينية والسوفيتية والتي أغناها الشّعب الفيتنامي حتى استطاع في النهاية من تحرير وطنه والإعلان في 2 تموز 1976 عن قيام جمهورية فيتنام الاشتراكية الموحدة بعد 22 عاماً على تقسيم البلاد.

وقد تمّ تداخل وتضافر عوامل عدة لهذه النتيجة من حرب التّحرير الفيتنامية التي تكللت بالنصر وكان جل هذه العوامل الداخلية والخارجية التي سوف نعرضها في المطالب الآتية:

عوامل التّحرير الداخلية

أثبتت حركات التحرر الوطني بأنه ليس هناك شعب خاضع للاستعمار خسر حتى الآن حرباً شنّها بنفسه.
وعندما نستعرض عوامل التّحرير الداخلية ننطلق من قدرات الشّعب المعنوية والسياسية والعسكرية وانسجام الرأي الوطني الفيتنامي نحو تحقيق وحدة البلاد ودور القيادة التاريخية في حشد القوى الشّعبية وقيادتها نحو النصر( ).
لا شك أنَّ الثورة الفيتنامية قدمت خلال مسيرتها الطويلة والشاقّة تجربة غنية في الجانبين النظري والعملي لإستراتيجية حرب التّحرير الشّعبية والتي اختبرت مرتين متتاليتين على نفس الساحة وفي ظروف مختلفة أثبتت نجاحها باعتبارها الإستراتيجية الأكثر ملائمة وكأنموذج لحركات التحرر الوطني في العالم، لذا فإن الدروس المستنبطة منها تنتشر على مساحة واسعة من المجالات السياسية والتنظيمية والعسكرية يصعب حصرها في دراسة واحدة. ولذلك استطعت بما توفر لي من معلومات أن أوزّعها على الفروع الآتية:

انسجام الرأي الفيتنامي نحو وحدة البلاد

ينتمي شعب فيتنام إلى الجنس الأصفر، ويدين في غالبيته بالديانة البوذية، وتدين أقلية منه بالديانة المسيحية التي انحصرت في جنوب البلاد نتيجة الحملات التبشيرية التي رافقت الوجود الفرنسي في البلاد، وهناك أقليات أخرى تدين بالهندوسية والكونفوشية والإسلام( ).
وعلى الرغم من عدم اعتراف الحكومة الشيوعية بالدين وتحظر ممارسة الأنشطة الدينية فلقد حصل تطابق أو تقارب بين الديانة البوذية والعقيدة الشيوعية على الصعيد السياسي في رفض الاحتلال الفرنسي أولاً ومن ثم الاحتلال الأمريكي ثانياً.
وعلى الصعيد العقائدي نجده متداخل بعقائد عدّة وإنْ بدأت متناقضة ولكن انسجمت فيها الأسس العقائدية للديانة البوذية مع الفكر الماركسي الذي تم تطويعه لينسجم مع الواقع المحلي في الدّول التي تبنت الشيوعية كخيار إيديولوجي لها، ولهذا كان أمراً طبيعياً رؤية الكهنة البوذيين وهم يحرقون أنفسهم بعناد لافت للنظر في شوارع (سايغون) عاصمة فيتنام الجنوبية دعماً للثورة ضد الاحتلال الأمريكي( ).
لقد كان الدافع والشعور الوطني أعلى من القيم الأخرى التي هي بالتأكيد ستحافظ على مكانتها اللائقة عندما يكون الوطن محرراً مستقلاً، فالاتّساق القومي بين الجنسين الأصفر والعقائد الدينية عبّرا عن رفض الأحتلالين الفرنسي والأمريكي لهذه البلاد، ولم تبرز على السطح أية تناقضات عرقيّة خلال الحرب قد تؤثر على وحدة الشّعب وانسجامه في الحرب.
ويعود الفضل إلى انسجام ووحدة الشّعب إلى القيادة التاريخية الفيتنامية وقدرة التنظيم السياسي المتمثلة بالحزب الشيوعي الفيتنامي في تلك المراحل المهمة من تاريخ فيتنام، هذا الانسجام الذي له الدور في توحيد قدرات وطاقات الشّعب في مواجهة الاحتلال في حرب تحرير شعبية حقيقية والتي شاركت فيها كافة الجماهير الشّعبية والوطنيّة وبكافة مكوناتها الطبقية، والمشاركة هنا كانت تعني أن تلك الحرب هي قضية الشّعب الأولى، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الدين أو العرق( ).

دور القيادات الفيتنامية العسكرية والسياسية

ظاهرة القادة التاريخيين هوشي منه وجياب

أدّت القيادة الفيتنامية دوراً متميزاً في إدارة الصراع السياسي والعسكري حتى تحقيق النصر، على المستوى السياسي كان أبرز قادة فيتنام في الحرب هو الزعيم (هوشي منه)، وعلى المستوى العسكري كان الجنرال ( فونكين جياب) قائد معركة (ديان بيان فو) الشهيرة ضد الفرنسيين عام 1954 ووزير الدّفاع الفيتنامي بعد التّحرير.
لقد كان الزعيم هوشي منه قائداً نزيهاً ومتواضعاً لم يحرص على امتلاك مباهج الزعامة، وكان لا يختلف في أسلوب حياته عن المواطن العادي، تواجد مع أفراد شعبه في ساحات القتال، استحوذ على احترام وثقة الشّعب فالتفوا حوله ونفذوا توجيهاته بأمانة وإخلاص، وقد قاد الشّعب بشفافية كاملة ولم يعرف عنه أبداً التورّط في عمليات فساد( ).
كان الزعيم هوش منه صادقاً وواقعياً مع شعبه منذ البداية عندما أخبرهم بأن (الحرب قد تستغرق سنوات وربما تزيد على العشرين عاماً، وأنه قد تدمر قرى ومدن أخرى ولكن لا شيء يعادل الحرية والاستقلال، وعندما يحل يوم النصر فإن الشّعب سوف يعيد بناء المدن ويجعلها أكثر جمالاً مما كانت عليه)( ).
كما كان هذا الزعيم أكثر قدرة على تقييم الموقف بموضوعية ولأنَّ ثقته في شعبه كانت أكيدة ولا تقبل الشك في وجدانه، فقد عمل بعزم وإصرار على تنظيمه جيداً للمقاومة، كما قام بتسليحه جيداً وذلك لإدراكه لقوّة خصومه، كان له هدف واضح تمثل في التّحرير والوحدة.
رغم قناعة هذا الزعيم بطول المعركة فقد كان حماسه يشدّ من أزر أبناء الشّعب الذين خاضوا معه حرب التّحرير العنيفة، حتى أثناء إجراء المفاوضات كان يردد (إنَّ الصراع الحقيقي هو في ساحة المعركة، وإنَّ القتال يجب أن يستمر حتى رحيل آخر جندي أمريكي، ولم يعول كثيراً على نجاح المفاوضات)( ).
ولم يعش الزعيم هوشي منه حتى يشهد العنصر الكامل إلا أنَّ سيرته الخالدة وكفاحه الباسل كان له الأثر البالغ في استمرار تأثيره القيادي واستنباط رؤيته العقائدية حتى بعد وفاته.
وإنَّ الجنرال( فونكين جياب) هو الآخر كان قائداً متواضعاً وزاهداً وعندما سأل عن الأكاديمية التي تخرج منها أجاب ببساطة (أنها كمائن الغابات التي علمتني كلّ شيء)( ).
وأَمَنَ جياب بتوفر خط صائب لبناء صرح القوى في الحرب الشّعبية ألا وهو تعبئة الشّعب بأسره وتسليحه وحمله على الاشتراك في الحرب بسائر أشكالها، وتنظيم القوى السياسية فائقة التقدير لدى الجماهير والقوى المسلّحة الشّعبية والجنود بصفتها هيكل الحرب الشّعبية( )، ويعتقد هذا الزعيم بأن قوّة الجيش الفيتنامي تكمن في أنها عبّأت شعب بأسره وأمة جمعاء ونظمت قوامهما لكي تكون صرحاً قوياً توكّل إليه المهام على وجه رشيد وعلمي( ).
وكان جياب يرى بأنَّ كلّ سلاح مهما بلغت درجة تطوره فإنَّ له عدداً من العيوب، ينبغي على قواته كشف مواطن الضعف والعيوب والعمل على استثمارها بالشكل الذي يقلل من تفوقها.
كما شدّد الجنرال جياب على الابتكار والإبداع والاستفادة من البيئة المحلية مما يحيد عناصر القوّة لدى الأعداء، وعلى القوات الفيتنامية أن تركز جهودها لإحداث أكبر الخسائر البشرية لدى الخصم لإضعاف روحه المعنوية وكسر إرادته على القتال ومن ثم كسر إرادته السياسية على البقاء في فيتنام وإجباره على الرحيل( ).
قاد الجنرال جياب المعارك معتمداً على أساليب المباغتة والخداع والمناورة، وعلى الروح المعنوية لمقاتليه، ومعرفته الجيدة بطبوغرافية مسرح العمليات، وكان التخطيط المركزي والتنفيذ اللامركزي من سمات أسلوب جياب القيادي( ).
ومن خلال ما تمّ بيانه يظهر لنا بصورة أقرب من التأكيد منه إلى الشكّ أنّه كان من وراء هذين القائدين قيادات في الشمال والجنوب حريصة على تنفيذ توجيهات وتوصيات القيادة العليا بدقة وإخلاص.

إستراتيجية النضال السياسي والعسكري

شملت إستراتيجية النضال التي رسمتها القيادة الفيتنامية وجبهة التّحرير الوطني (الفيت كونغ) على نوعين من النضال أو الكفاح هما السياسي والعسكري.
لقد كانت نظرة القيادة إلى الحرب بكاملها لا على أنها مجرد حرب صغيرة، بل على أنها نضال سياسي بالبنادق، حيث أوضحت المنشورات التي كانت توزع في الريف والمدن على أن المعركة ينبغي أن تكون تنظيمية شبه سياسية، بحيث تكون أرض المعركة هي عقول وولاءات أبن الريف، أما أسلحة هذه المعركة فهي مبادئ الثورة التي حرصت القيادة على ترسيخها كمعتقدات في عقول الفيتناميين( ).
لقد تمّ في هذه التجربة تقسيم برنامج النضال السياسي إلى برامج عمل ثلاث: الأول العمل في صفوف سكان الريف بصورة عامة، والثاني العمل في المناطق المحررة، والثالث العمل في صفوف جنود وموظفي حكومة فيتنام الجنوبية التي تمثل العدو( ).
جرى التركيز على النضال السياسي في البداية، بينما لعب النضال المسلح دوراً ثانوياً وبالتدريج أدى الاثنان دوراً متساوياً في الأهمية إلى أنّه تم ترجيح الخيار المسلح وعودة الشّعب للانتفاضة المسلّحة.
ومن العوامل المساعدة على إنجاح النضال السياسي ما أصاب حكومة (سايغون) عاصمة فيتنام الجنوبية المصطنعة من إرباك موظفيها الإداريين ورجال الشرطة وتسليم أنفسهم لخلايا (الفيت كونغ) في القرى والمدن الصغيرة، هذا إضافة إلى الجرائم والانتهاكات وحالات الفساد التي ارتكبها رجال حكومة الجنوب بحق المواطنين في القرى والمدن( ).
أما في مجال النضال المسلح فلقد اعتمد المقاتلون على أربعة مصادر وضعت مبادئ وأسس إستراتيجية غير تقليدية لمواجهة عدو أكبر وهي( ):

1- كتاب فنّ الحرب، تأليف صن تسو.
2- كتاب إستراتيجيات غير تقليدية.
3- كتاب سبع قضايا عسكرية كلاسيكية.
4- كتاب حرب العصابات الذي وضعه الزعيم الصيني ماوتسي تونغ.
وهذه المصادر تبحث في فنون الحرب في الحروب غير المتماثلة بين عدو متفوق والآخر ضعيف الإمكانات ولكنه يمتلك الإرادة والمعنويات.
لقد ساعد المناخ العام في الريف وطبيعة مسرح العمليات ووفرة المؤن والقوى البشرية على إدارة حرب عصابات ناجحة ضد القوات الأجنبية المتفوقة عسكرياً( ). هذا إضافة إلى إبداع الفكر الفيتنامي في تطوير أساليب المقاومة وأشكالها في المواجهة.
لقد حرصت القيادة الفيتنامية على أن لا تعامل برنامجها للنضال المسلح باعتباره عملاً عسكرياً مستقلاً بذاته بل جزءاً لا يتجزأ من حركة النضال الشامل لا سيما في البعد السياسي، واعتبرت جبهة التّحرير الوطني النضال المسلح هو (فولاذ البناء الفوقي) لذلك فإن معارك حرب العصابات التي كانت تشنّها عناصر الجبهة بمعدل 200-500 عملية أو معركة في الأسبوع الواحد طوال سنين الحرب لم يكن لها هدف واحد سوى خدمة حركة النضال السياسي وجعله ممكناً ومنتشراً في أنحاء فيتنام الجنوبية( ).

الطبيعة الجغرافية الفيتنامية

أولاً: الجبال:

تشكل الجبال والهضاب ثلاثة أرباع فيتنام، لكنها لا تشكل حدوداً طبيعية للبلاد لأن سلاسل الجبال والأنهار والوديان تتداخل على مستوى منطقة الهند الصينية بأكملها، وإذا كانت هذه الميزة إيجابية من جانب التنقل والتبادل التجاري فإنها من الناحية العسكرية ساعدت على تسهيل التعاون وتبادل المساعدة بين حركات التحرر في فيتنام ولاوس وكمبوديا( ).
لقد شكلت الجبال من الناحية العسكرية عبر تاريخ فيتنام مناطق صالحة للتمرد والعصيان، كما كانت قواعد منيعة للكثير من الحركات المسلّحة، وفي الحرب ضد الاستعمار الفرنسي استفادت القيادات الوطنيّة من تلك المناطق لإنشاء قواعد ثورية مسلحة كقواعد آمنة وقواعد دفاعية وقواعد انطلاق للمراحل الهجومية، وفي معركة(ديان بيان فو) حولت جبهة التّحرير الوطني بجنوب فيتنام المناطق الجبلية الوسطى والجنوبية إلى قواعد ثورية منيعة في نضالها ضد القوات الفرنسية والحكومة العميلة( ).
ثانياً: الانهار:
الثروة المائية في البلاد غنيّة ومتنوّعة، بالإضافة إلى بحر الصين الجنوبي الذي تمتد السواحل الشمالية له 900 كيلو متر، فإنَّ الأنهار والجداول فإنها تجري لأكثر من 14 ألف كيلومتر، ويعتبر النهر الأحمر من أهمّها في المنطقة الشمالية بطول 508 كيلومتر، أما نهر الميكونغ فهو أهمّ أنهار الجنوب ويبلغ طوله 4500 كيلومتر مخترقاً لاوس وكمبوديا وتايلند( ).
لقد شكلت الأنهار ميداناً ملائماً لحرب المقاومة الوطنيّة ضد الغزو الفرنسي ولاحقاً لحرب العصابات ضده، كما لعبت الطرق المائية دوراً متميزاً في خدمة تكتيك حرب العصابات الثورية في مواجهة التقنية العسكرية الأمريكية المتطورة كما وفرت للفيتناميين جزء كبير من متطلبات الأمن الغذائي.

ثالثاً: الغابات:

تشكل مساحات كبيرة من البلاد، تقدر مساحتها بـ 16 مليار هكتار تغطي حوالي 43% من مساحة فيتنام( )، كان المقاتلون يستغلّون هذه الغابات
كمعاقل للاختفاء فيها وإنشاء مستودعات لخزن الأسلحة والذخائر وباقي المواد اللوجستية، واتخذت الغابات قواعد عسكرية لانطلاق هجمات المقاتلين ضد القوات الأمريكية، إضافة لما كانت تؤمنه هذه الغابات من مصدر غذاء رئيسي للمقاتلين والسكان.
وعلى هذا الأساس اعتبرت القوات الأمريكية الغابات عاملاً معرقلاً لعملياتهم ومساعداً للثوار، لذلك أعطى الرئيس الأمريكي الأسبق كينيدي الأوامر باستخدام المبيدات القاتلة في الحرب ضد غابات فيتنام في مطلع عام 1961.
لقد استخدمت قوات الاحتلال الأمريكية 15 نوعاً من المبيدات الحشرية القاتلة، تقدر الكمية المستخدمة لإبادة وتجريد الغابات بحوالي 19 مليون غالون وذكرت مصادر أخرى على أنها تقدر حوالي 372 ألف لتر(
رابعاً: ممر (هوشي منه):
كان ممر هوشي منه ملازماً في الصراع الفيتنامي ـ الأمريكي بصورة لا يمكن الحديث عن هذا الصراع دون ذكر هذا الممر الذي يعده الفيتناميون من أبرز المفاخر العسكرية التي قدموها في حرب المقاومة الوطنيّة.
هذا الممر يمتد من شمال الهند الصينية إلى جنوبها، حيث يبدأ في فيتنام الشمالية ويمر بالأراضي اللاوسية متجاوزاً خط التقسيم الفيتنامي عبر جبال (ترونغ سون) المعروفة فرنسياً باسم السلسلة الأنامية ثم إلى الحدود الكمبودية ففيتنام الجنوبية( ).
تعود أهمية هذا الممر إلى أنه ساعد على تنفيذ الانطلاقة الناجحة للكفاح المسلح في الجنوب عام 1960، وأنه ساعد على تدخل قوات الشمال لمساندة القوات الجنوبية، وساهم في إسقاط جزءاً كبيراً من الطائرات والقاذفات الأمريكية، وساعد على مرور
قوافل الإمدادات من الرجال والطعام والسّلاح للثوار الجنوبيين واللاوسيين والكمبوديين( ).

العوامل الخارجية في تحرير فيتنام وتحقيق وحدتها

ساعدت ظروف الحرب الباردة بين المعسكر الغربي والمعسكر الاشتراكي على حصول فيتنام دعماً سياسياً ومادياً من دول المعسكر الاشتراكي وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي السابق والصين، هذا إضافة إلى عوامل خارجية مساعدة سنأتي على بيانها وفق الفروع الآتية:

انعكاس الحرب الباردة على الدعم الخارجي المطلق لفيتنام

ألقت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية 1945 بظلالها على حرب فيتنام، حيث قدم الصين والاتحاد السوفيتي دعماً عسكرياً ضخماً شمل أحدث الأسلحة طوال سنوات الحرب، لقد قدمت هذه الدّول الأسلحة المضادة للطائرات التي ساعدت على إسقاط أعداداً من الطائرات الأمريكية التي كانت تقصف أهدافاً مدنية وعسكرية، إضافة إلى المدرعات والأسلحة الخفيفة، والمدفعية بعيدة المدى التي كان ثوار (الفيت كونغ) يقصفون بها عاصمة فيتنام الجنوبية (سايغون) من مسافات بعيدة، وصواريخ موجهة أرض/ جو نوع (سام)، وقاذفات صواريخ أرض/ أرض قصيرة المدى التي تمتاز بسهولة التنقل والإخفاء( ).
كان للصين دور معروف في مساندة الثوار في الجنوب، ودعم فيتنام الشمالية أثناء تعرضها للقصف من قبل القاذفات الأمريكية، ولاسيما وأنَّ حدود الصين مع فيتنام يبلغ طولها حوالي 1150كيلومتر، وكانت المساعدات العسكرية المقدمة من دول العالم تصل إليها عبر الأراضي الصينية، في حين كان الصينيون يدفعون بأعداد كبيرة من جنودهم للقتال إلى جانب الفيتناميين( ).
وفي الوقت الذي حمل فيه الفرنسيون الصين مسؤولية هزيمتهم في معركة (ديان بيان فو) عام 1954، تطور موقف المعسكر الاشتراكي ليشكل عاملاً مواتياً لحركة الثورة لكلّ فيتنام، وكان له دوره المهم في معركة تحرير الجنوب لدرجة أن الإدارة الأمريكية حملت السوفيت مسؤولية سقوط نظام سايغون( ).
وكان كلا الطرفين السوفيتي والصيني يتنافسان على القيام بدعم فيتنام والحصول على ولائها. وساعدت المساعدات الدّولية لفيتنام من أسباب تصلّب وعناد المفاوضين الفيتناميين وإصرارهم على عدم تقديم أي تنازلات ولاسيما وأنَّ الصين كانت تحرضهم على رفض التفاوض والاستمرار في القتال( ).
ومن البديهي أنَّ التهديد الأمريكي باستخدام السّلاح النووي ضد فيتنام لم يؤت ثماره في تخويف وردع الفيتناميين، لأنَّ واشنطن كانت تدرك مخاطر الردّ السوفيتي والصيني النووي على ذلك والذي قد يؤدي إلى الردّ المقابل ضدّ الولايات المتحدة ذاتها( ).
وتأسيساً على ما تقدّم نخلص إلى أنَّ حرب فيتنام في ظلّ ظروف الحرب الباردة كانت حرب غير مباشرة بين أمريكا وحلفائها من جهة والاتحاد السوفيتي والصين وكتلة الدّول الشرقية من جهة أخرى.

طريق الإعداد الأمريكي للحرب

(الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة)

بدأ التدخل الأمريكي لصالح فيتنام الجنوبية خلال ولاية الرئيس الأمريكي (أيزنهاور) أولاً، ومن ثم كانت حادثة خليج تونكين في 4 آب 1964 هي البداية الحقيقية للحرب، وبعدها بدأ القصف الجوي الأمريكي والغزو البري والهجوم البحري.
وفي أعقاب هذه الحادثة وقع الكونغرس في 7 آب 1964 قراراً عاجلاً يفوض الرئيس الأمريكي جون كندي آنذاك باتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة للردّ والمحافظة على مصالح الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا( ).
تزايد الجدل في الولايات المتحدة حول جدوى الاستمرار في الحرب نتيجة الانتصارات المهمة التي حققها الثوار وزيادة عدد حجم الخسائر البشرية والمادية الأمريكية، وارتفعت حدة الاحتجاجات الأمريكية ضدّ الحرب وأبدى نصف أعضاء مجلس الشيوخ استياءهم من استمرار الحرب واقترح بعضهم التفاوض مع فيتنام، وقدم عدد من رجال الدّولة الأمريكيين استقالاتهم احتجاجاً على استمرار الحرب نتيجة الفشل في تحقيق الأهداف والنزيف بالأموال والدماء بلا طائل في أرض بعيدة عن وطنهم( ).
ولم يتوقع أو ينتظر القادة والجنود الأمريكيين تحقيق نصراً في هذه الحرب نتيجة الهجمات الفيتنامية وإسقاط الطائرات وقصف المعسكرات والقواعد بالصواريخ والكمائن وحرب الألغام والمصائد التي حولت الحرب في عين الجندي الأمريكي إلى صورة الجحيم، وبالتالي اهتزت معنويات الجنود وضعفت إرادتهم على القتال( ).
أما على مستوى الشّعب الأمريكي فلقد تصاعدت المطالبة بوقف الحرب وسحب الجنود وتزايدت عمليات رفض الخدمة العسكرية والفرار من الجندية في أوساط الطلاب الذين كانوا يلجئون إلى كندا والسويد( ).
وإضافة إلى المظاهرات والاحتجاجات الشّعبية ظهرت العديد من التنظيمات واللجان المعارضة لاستمرار الحرب، شارك فيها رجال سياسية وعلماء حائزون على جائزة نوبل ورجال كنيسة ورجال أعمال خاصة بعد انكشاف أمور عدة كانت الإدارة تتستر عليها مثل مذبحة قرية (ماي لاي) عام 1968 التي قام فيها ضابط يدعى الملازم وليام كلي ضد المدنيين العزل( ).
وعندما بدأت الجملة الانتخابية عام 1968 كانت القضية المحورية في البرنامج الانتخابي الذي يتنافس عليه كلا الحزبين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري هو تقديم مشروع مقبول لحل مشكلة فيتنام، وبالفعل فاز مرشح الحزب الجمهوري نيكسون الذي قدم برنامجاً تتصدّره الوعود بسحب القوات الأمريكية وإنهاء الحرب بخطوات سريعة( ).
انتظر الأمريكيون تنفيذ وعود الرئيس الجديد بإنهاء الأزمة وحين استمر القتال أحبطت آمالهم، مما دفع الغضب يأخذ قطاعات واسعة من الشّعب الأمريكي حين قاطع طلاب ولاية (كاليفورنيا) الدراسة على مدى 134 يوماً ثم طلاب ولاية (سان فرانسيسكو) والذين تضامن معهم طلاب 34 كلية جامعية، ثم توسعت المظاهرات المعادية للحرب إلى خمسين مدينة منها نيويورك، كما انتشرت حملة الرفض الخدمة العسكرية، وجاءت مظاهرات النساء بعد مظاهرات الطلاب مباشرة والتي ضمت أمهات وزوجات وأخوات وبنات الجنود في فيتنام( ).

دور الرأي العام الدّولي ومؤسساته في

تأييد الفيتناميين وإدانة الجرائم الأمريكية

أصبحت التظاهرات والإعتصامات والإضرابات وأشكال الحراك الجماهيري العلني لوحة إعلانية دائمة، تعبّر عما اصطلح على تسميته الرأي العام العالمي تجاه القضايا الوطنيّة التي تحظى باهتمام عابر للحدود الجغرافية للدول والأمم.
كان الدرس الأول من تجربة نضال الشّعب الفيتنامي خصوصاً ونضال شعوب العالم التحررية عموماً بأن ما اصطلح على تسميته بالرأي العام الدّولي لا يتحرك مسانداً إلا على عوامل الانتصارات الميدانية التي تتحقق، فالرأي العام يتحرك ويتفاعل بمقدار ما تلمسه لوجود حركة تحرر تملك الإرادة والتصميم والقيادة والشجاعة، مقرونة بالاستعداد غير المحدود للشعب لتقديم التضحيات لنيل حقوقه وإنجاز استقلاله( ).
لم يكن الرأي العام الدّولي أقلّ فاعلية من الرأي العام الأمريكي وتأثيره في إيقاف الحرب وسحب الجنود الأمريكيين، حيث ازدادت الأصوات العالمية المناوئة للحرب والمنادية بعدم شرعيتها من خلال المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات التي ساهمت بها شعوب كثيرة من العالم( ).
ولعبت الأحزاب الثورية والتقدمية دوراً بإخراج مظاهرات في العديد من دول أوروبا احتجاجاً على انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال الأمريكي.
وأستطيع أنَّ أخلص نتيجة اجتهادي المتواضع بأنه لقد ساهم الإعلام الدّولي في فضح جرائم انتهاكات القوات الأمريكية والمعاملة اللاإنسانية للسكان واستخدام الغازات الكيماوية السامة والعوامل البيولوجية (الإحيائية)، وإبادة القرى، وقصف مدن ومنشآت فيتنام الشمالية، الأمر الذي ساعد على التعاطف والتأييد العالمي لقضية فيتنام( ).

دور الدبلوماسية الخارجية الفيتنامية

كان للانتصارات العسكرية التي حققها الفيتناميون على أرض المعركة حافزاً قوياً للدبلوماسية الفيتنامية للتحرك بعناد وصلابة في التفاوض مع الأمريكيين وكذلك عرض قضيتهم في المحافل الدّولية التي لاقت التأييد من الكتلة الاشتراكية والدّول التي كانت توصف بالتقدمية أو الثورية.
كان الصمود والثبات على المواقف في المفاوضات مع الأمريكيين من السمات التي اتصف بها المفاوضون الفيتناميون طوال سنوات المفاوضات، لقد تعامل هؤلاء بكل صلابة وعناد وكبرياء وندية مع الأمريكيين.
لقد تعامل هؤلاء بأسلوب التعالي وعدم المبالاة حتى أنّهم رفضوا مصافحة المفاوضين الأمريكيين باستثناء الجلسة الأخيرة التي تمّ فيها توقيع اتفاقية السلام( ).
في هذا المجال يقول وزير خارجية أمريكا الأسبق ورئيس الوفد المفاوض (هنري كيسنجر) في وصف الدبلوماسيين الفيتناميين (كانت لديهم ثقة لا تضاهي بأنفسهم واحتقار لكلّ ما هو غريب عن بيئتهم، ولقد أظهر قادتهم أنهم لم يتخلوا أبداً عن عناد قاسينا مرارته منذ سنوات).
ثم يضيف كيسنجر قائلاً (لم ينقصوا من طلباتهم حرفاً واحداً طوال سنوات التفاوض رغم تغيير الأشخاص، وكانت شروطهم بوجوب انسحاب أمريكا دون قيد أو شرط من الهند الصينية، كما يجب عليها إسقاط الحكومات المتحالفة معها في هذا البلد)( ).
لذلك لم ينجح كيسنجر أبداً في إقناع الفيتناميين بوجهة نظره، كما لم تفلح الحلول الوسط التي كان يقدمها في دفعها للتنازل عن بعض شروطهم، وأخيراً أدرك بأن الفيتناميين مستعدون للقتال طوال الأجيال( )، وأنهم قادرون على الصمود أكثر من الأمريكيين، وأنهم لن يتفاوضوا معه على الانسحاب، ولكن يمكن التفاوض على ما بعد الانسحاب على أن يأتي الانسحاب أولاً، وأنَّ التنازل الوحيد الذي يمكن أن يقدموه هو التعهد بعدم التعرض للأمريكيين أثناء انسحابهم .
وتأسيساً على ما تقدم أخلص إلى القول أنه:
لقد عبرت الدبلوماسية الفيتنامية بوسائل سياسية وأدوات دبلوماسية عن مطالب وأهداف المقاومة الفيتنامية المسلّحة على أرض المعارك والتي تناضل من أجل تحرير ووحدة فيتنام، وبالفعل كانت الجناح المتمم والمؤازر لنضال هذه القوى في إطار إستراتيجية المقاومة الفيتنامية الشاملة.وبذلك أنجزت المقاومة الفيتنامية تحرير الجنوب وإعادة الوحدة القومية إلى فيتنام بالقتال والمفاوضات.
وفي ضوء ما تقدم في التجربتين يمكن أن أضيف بأن تجارب الشعوب هي تجارب حية ومعمدة بدماء أبناءها وأنها قد أثرت الفكر الإنساني والسياسي والأخلاقي والعسكري في العالم، وأجد من حق الشعوب التي تتعرض إلى أحداث مماثلة من الاحتلالات الاستفادة من الدروس المستنبطة من هذه التجارب واعتمادها كدليل يسترشد بها مع مراعاة خصوصية وظروف كل بلد، وبالتأكيد أن هذه الدروس بالإمكان الاستفادة منها كدليل في التجربة العراقية التي سنتطرق إليها في الفصل الخامس لاحقاً.
ومن خلال التجربتين بإمكاننا تثبيت الدروس المشتركة لهاتين التجربتين:
1- صمود ومطاولة الشعوب وانسجام الرأي العام الوطني نحو تحرير البلاد
2- إستراتيجية الكفاح السياسي والعسكري الموحد.
3- وحدة القيادة والهدف.
4- الاستفادة من التسهيلات التي توفرها طبيعة مسرح العمليات كالمناطق الجبلية والغابات والأحراش والأهوار والمستنقعات للقيام بالعمليات المسلحة والخدمات اللوجيستية.
5- كسب الموقف الدولي وتأييد الرأي العام العالمي.
6- اعتماد أساليب الحرب غير المتماثلة للتقليل من التفوق العسكري الذي تتميز فيه قوات الاحتلال.

ملاحظة

( 1) ينظر الجغرافية الطبيعية لجمهورية فيتنام.

(2) ينظر علي ، فياض ، التجربة العسكرية الفيتنامية، نقوسيا، مؤسسة عيال للنشر، الطبعة الأولى، نيسان 1990، ص14 وللمزيد من التفاصيل ينظر موسوعة الحرب الفيتنامية.

( 3) المصدر نفسه، ص15.

(4) ينظر بارنت، ريتشارد ، حروب التدخل الأمريكية في العالم، دار ابن خلدون للنشر، ترجمة منعم النعمان، بيروت، 1974، ص172-229.

(5) المصدر نفسه، وللمزيد من التفاصيل ينظر موسوعة الحرب الفيتنامية.

( 6) ينظر علي ، ،فياض ، مصدر سبق ذكره، ص19.

( 7) ينظر السامرائي ، نزار ، محددات التقارب بين أطراف الحركة الوطنية العراقية، بحث في الجلسة التشاورية الأولى لممثلي القوى المناهضة للاحتلال، دمشق، 7 آذار 2009.

( 8) ينظر علي، فياض ، مصدر سبق ذكره، ص120.

( 9) ينظر سويلم، حسام، التجربة الفيتنامية، من بحوث مؤتمر المقاومة خيار أم ضرورة، مركز الإعلام العربي، مصر، الطبعة الأولى، 2008، ص ص203-226.

(10 ) المصدر نفسه، ص ص203-226..

( ) ينظر جياب ، فونكين،حرب التحرير الوطني في فيتنام، دار دمشق للطباعة والنشر،بيروت، الطبعة الأولى،1972، ص50-75.
( 11) المصدر نفسه، ص238 و240.
( 12) المصدر نفسه ص203-206.
( 13) ينظر جياب ، فوتكوين، مصدر سبق ذكره ص65.
(14 ) المصدر نفسه، ص91.
( 15) المصدر نفسه، ص117.
(16 ) ينظر علي، فياض ، التجربة العسكرية الفيتنامية، مصدر سبق ذكره، ص ص315-320.
( 17) المصدر نفسه، ص315.
( 18) ينظر سويلم ، حسام، مصدر سبق ذكره، ص211.
( 19) ينظر علي ، فياض، التجربة العسكرية الفيتنامية، مصدر سبق ذكره، ص315-322.
( 20) ينظر سويلم، حسام مصدر سبق ذكره، ص211.
( 21) ينظر علوش، ناجي، التجربة الفيتنامية: دروسها السياسية والعسكرية، دار الطليعة، بيروت، 1973،ص18-25
( 22) ينظر الطبيعة الجغرافية لفيتنام.
( 23) ينظر علي، فياض ، مصدر سبق ذكره، ص14-16.
( 24) المصدر نفسه، ص16.
( 25) ينظر جغرافية فيتنام الطبيعية.
(26) ينظر سويلم، حسام، مصدر سبق ذكره،ص231
(27 ) ينظر طبوغرافية فيتنام
( 28) ينظر علي ، فياض ، مصدر سبق ذكره، ص332.
( 29) ينظر بورت، ويلفرد، كيف انتصر الفيتكونغ في فيتنام، ترجمة محمود زيادة، دار ابن خلدون، بيروت، 1973، ص25-45.
( 30) المصدر نفسه، ص242.
(31 ) ينظر علي ، فياض، التجربة العسكرية الفيتنامية، مصدر سبق ذكره، ص318.
( 32) ينظر سويلم ، حسام ، مصدر سبق ذكره، ص241 و242.
(33 ) ينظر بورشيت، ويلفرد، كيف انتصر الغيت كونغ في فيتنام، ترجمة محمود زيادة، مصدر سبق ذكره، ص260-275.
(34 ) ينظر بارنت، ريتشارد، حروب التدخل الأمريكية في العالم، مصدر سبق ذكره، ص ص172-292.
( 35) المصدر نفسه، ص180-233.
( 36) ينظر الايوبي،الهيثم ، الموسوعة العسكرية، الجزء الأول، مصدر سبق ذكره، ص ص730-744.
( 37) المصدر نفسه، ص730-744.
(38 ) ينظر سويلم، حسام، مصدر سبق ذكره، ص232.
(39) ينظر الايوبي ،الهيثم وآخرون، مصدر سبق ذكره، ص ص730-744.
( 40) ينظر بارنت، ريتشارد، مصدر سبق ذكره، ص228.
( 41) ينظر سليمان ، منذر ، المقاومة كخيار إستراتيجي للأمة والرأي العام الدّولي الغربي، ورقة أُعدت للجنة النقاشية ضمن أعمال المؤتمر القومي العربي، الدورة العشرون، الخرطوم، السودان، 16 نيسان 2009.
( 42) المصدر نفسه.
( 43) ينظر علي ، فياض ، مصدر سبق ذكره، ص315.
( 44) ينظر علوش، ناجي ، التجربة الفيتنامية:دروسها السياسية والعسكرية،مصدر سبق ذكره، ص65-75.
( 45) المصدر نفسه، ص60.
( 46) لمزيد من التفاصيل ينظر موسوعة الحرب الفيتنامية.
المصدر نفسه.

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

8 من الزوار الآن

916829 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق