الصفحة الأساسية > 3.0 الخلاصات > تاريخ ومعارك > عملية كمال عدوان في الحادي عشر من شهر اللوز
دلال المغربي
فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت وهي ابنة لأسرة من يافا لجأت إلى لبنان في أعقاب النكبة عام 1948 ..تلقت دلال دراستها الابتدائية في مدرسة يعبد ودرست الاعدادية في مدرسة حيفا وكلتا المدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينين في بيروت ..
التحقت البطلة دلال بالحركة الفدائية وهي على مقاعد الدراسة وانتمت إلى السرية الطلابية فدخلت عدة دورات عسكرية وتدربت على مختلف أنواع الأسلحة وحرب العصابات وعرفت بجرأتها وحماسها الثوري والوطني ..
كان عام 1978 عاماً سيئاً على الثورة الفلسطينية فقد تعرضت إلى عدة ضربات وفشلت لها عدة عمليات عسكرية وتعرضت مخيماتها في لبنان إلى مذابح وأصبح هناك ضرورة ملّحه للقيام بعملية نوعية وجريئة لضرب إسرائيل في قلب عاصمتها فكانت عملية كمال العدوان !!
وضع خطة العملية أبو جهاد .. وكانت تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطىء الفلسطيني والسيطرة على حافلة عسكرية والتوجه إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست الإسرائيلي .. وكانت العملية انتحارية ومع ذلك تسابق الشباب الفلسطيني على الاشتراك بها وكان على رأسهم دلال المغربي ابنة العشرين ربيعاً وفعلاً تم اختيارها كرئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من عشرة فدائيين بالإضاف إلى البطلة الفلسطينية دلال المغربي ..
عرفت العملية باسم كمال عدوان وهو القائد الفلسطيني الذي قتل مع كمال ناصر والنجار يف بيروت وكان باراك رئيساً للفرقة التي تسللت آنذاك إلى بيروت وقتلتهم في بيوتهم في شارع السادات يف قلب بيروت وعرفت الفرقة التي قادتها دلال المغربي باسم فرقة دير ياسين ..
في صباح يوم 11 آذار نيسان 1978 نزلت دلال مع فرقتهاالاستشهاديه من قارب كان يمر أمام الساحل الفلسطيني واستقلت مع مجموعتها قاربين مطاطيين ليوصلهم إلى الشاطىء في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطىء ولم يكتشفها الإسرائيليون بخاصة وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينين للقيام بإنزال على الشاطىء على هذا النحو ..
نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل أبيب وقامت بالاستيلاء على باص إسرائيلي بجميع ركابه من الجنود وكان هذا الباص متجهاً إلى تل أبيب حيث أخذتهم كرهائن واتجهت بالباص نحو تل أبيب وكانت تطلق النيران خلال الرحلة مع فرقتها على جميع السيارات الإسرائيلية التي تمر بالقرب من الباص الذي سيطرت عليه مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال بخاصة وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل ابيب ..
بعد ساعتين من النزول على الشاطىء وبسبب كثرة الإصابات في صفوف الاحتلال وبعد أن أصبحت دلال على مشارف تل ابيب كلفت الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من الجيش يقودها باراك بإيقاف الحافلة وقل أو اعتقال ركابها من الفدائيين ..
قامت وحدات كبيرة من الدبابات وطائرات الهيلوكوبتر برئاسة باراك بملاحقة الباص إلى أن تم توقيفه وتعطيله قرب مستعمرة هرتسليا ..
هناك اندلعت حرب حقيقية بين دلال وقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث فجرت دلال الباص بركابه الجنود فقتلوا جميعهم وقد سقط في العملية عشرات الجنود من الاحتلال ولما فرغت الذخيرة من دلال وفرقتها أمر باراك بحصد الجميع بالرشاشات فاستشهدوا كلهم على الفور ..
تركت دلال المغربي التي بدت في تلك الصورة وباراك يشدها من شعرها وهي شهيدة أمام المصوريين وصية تطلب فيها من رفاقها وأبناء الشعب الفلسطيني المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني ..
وصية الشهيده دلال المغربي بخط يدها 2/2/1978
( حملت امانه العمل لْاشعال الثوره وتحقيق اهداف شعبي وقد بدأت مسيرتي فداء لله والوطن والشهداء على الصمود في هذا الطريق ، واني ماضية في الطريق مهما كلفني ذلك من جهد وتضحيه .
والله خير الشاهدين
وصيتي لكم جميعا ايها الاخوه حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانويه وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني ، واستقلاليه القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمره ،لكل الفصائل اقولها لاخواني جميعهم اينما تواجدوا الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه .
أحبائي لا يهم المقاتل حين يضحي ان يرى لحظه الانتصار واراها بعيني رفيقي فاستمروا وصونوا الوصيه وتحرير كامل الوطن المحتل دون مساومه على أي شبر من الارض العربيه وان يضربوا العدو الصهيوني حتى تحرير كامل التراب الوطني . أمي وأبي والاخوان يكفكفوا دمعا حزينا ) .
وانها لثورة حتى النصر
موقع من الشهيدة دلال سعيد المغربي
تفاصيل العملية كما روتها الثورة الفلسطينية
مساء 11-3-1978 اصدرت القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية سلسلة بيانات حول العملية كما يأتي:
بيان رقم 1
انطلاقاً من إيمان حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في الاستمرار بتصعيد كفاحها المسلح ضد العدو الصهيوني داخل الوطن المحتل والمضي في النضال على درب الثورة الفلسطينية بكل عزيمة وتصميم، وايمانا من حركتنا بان الطريق الاساسي لمواجهة كل موجات التآمر على شعبنا. وتحطيم كافة المحاولات التصفوية لقضيتنا انما يرتكز على تطوير الكفاح المسلح و الثورة الشعبيه ضد الاحتلال الصهيوني، وتدعيما لنضال شعبنا الصامد في الارض المحتلة، ووفاء لتضحيات ودماء شهدائنا الابرار، فقد صدرت التعليمات الى مجموعة "دير ياسين" لتنفيد عملية الشهيد كمال عدوان داخل الارض المحتلة وذلك باحتجاز اكبر عدد الرهائن العسكريين .
بهدف تحرير جميع الاسرى من سجون العدو الصهيوني واطلاق سراحهم
تعليمات القائد الشهيدابو جهاد لافراد المجموعة الابطال :
1- الهدف تحرير أبطالنا الاسرى من جميع السجون الاسرائيلية.
2- نضرب مثلا بالشجاعة والبطولة لكل ثوار العالم.
3- ان نكون يدا واحدة في عملية التنفيذ متحلين بروح التعاون والمودة والمحبة
4- ان ينتصر الوجه الحضاري لثورتنا من خلال تعاوننا وتعاملنا مع الرهائن فلا نقتل احدا منهم .
5- اذا كان هناك نساء واطفال ان نعاملهم معاملة حسنة.
6- ان نرفع علم فلسطين فوق ارض فلسطين.
7- من يقع اسيرا في ايدي العدوعليه ان يكون بشموخ جبال الجليل .
8- ان تجعلوا مناحيم بيغن يبكي كما ابكانا في دير ياسين .
اسماء ابطال المجموعة الفدائيه
1- دلال سعيد المغربي - اسمها الحركي جهاد - المفوض السياسي للمجموعة وقائدة المجموعه - فلسطين
2- محمود علي ابو منيف - ابو هزاع- قائد الدوريه- فلسطين
3- يحيى محمد سكاف - ابو جلال - شمال طرابلس لبنان- قبطان الزورق المطاطي نوع زودياك .
4- حسين ابراهيم فياض - فياض - فلسطين اْسير
5- خالد محمد ابراهيم ابو اصبع - ابو صلاح - فلسطين اْسير
6- خالد عبد الفتاح يوسف - عبد السلام - فلسطين- استشهد غرقا
7- محمد حسين الشمري - الشمري - من اليمن
8- عبد الرؤوف عبد السلام علي - عبد السلام - من اليمن- استشهد غرقا
9- علي حسين مراد -اسامه- من لبنان ( شبل )
10- أحمد راجي شرعان - وائل - من لوبيا فلسطين
11- محمد فضل اسعد - ابو الرمز - فلسطين
12- عامر أحمد عامريه - عامر - شمال طرابلس - لبنان
13- محمد مسامح - شويكه فلسطين
سير المعركة
بدأت المجموعة بتنفيذ العملية الساعة 18:40 من يوم السبت الموافق 11-3-1978 في المنطقة الساحلية بين حيفا وتل أبيب.
وتجري الآن معركة واسعة على كافة الأهداف المحددة بين قواتنا وقوات الجيش وشرطة العدو الصهيوني.
بيان رقم 2
في الساعة 20:00 وخلال قيام مجموعة "دير ياسين" بتنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان في المنطقة الواقعة ما بين مدينة حيفا وتل ابيب المحتلة قامت قوات العدو الصهيوني بزج قوة كبيرة من الجيش الاسرائلي والشرطة وتمكنت قواتنا من تدمير شاحنتين تقلان جنود العدو الصهيوني تدميراً كاملاً. ولا زالت قواتنا مستمرة في تنفيذ مهمتها.
بيان رقم 3
في الساعه 20:30 حاولت قوات العدو الصهيوني تطويق قواتنا. وقد باءت المحاولة بالفشل، وتمكنت قوة "دير ياسين" من شق طريقها بالقوة وقامت بعملية جريئه مستخدمة آليات العدو التي تمكنت قواتنا من الاستيلاء عليها والتوجه بها الى نحو مدينة يافا ( تل ابيب).
وهذا وقامت قواتنا بالسيطره على الطريق ما بين حيفا و يافا (تل ابيب).
بيان رقم 4
ما زالت قوة "دير ياسين" من (قوات الداخل) تعمل بحرية في المنطقة الواقعة بين حيفا وتل ابيب وبسبب الارتباك الذي اعترى قيادات وقوات العدو الصهيوني.
تمكنت قواتنا لغاية الآن الساعة 21:00 من ضرب الأهداف المخصصة لها في المنطقة واوقعت خسائر كبيرة في قوات العدو وآلياته.
بيان رقم 5
حتى الساعة 21:30 ما زالت قوة دير ياسين (من قوات الداخل) تعمل في المنطقة الواقعة ما بين حيفا وتل ابيب بحرية وقد قامت القوة بمهاجمة الأهداف جميعها.
وجرت معركة تحت الجسر الواقع في غرب بلدة الطيرة قرب حيفا مما أدى الى مقتل ما لا يقل عن 15 من جنود العدو الصهيوني. وتمكنت قوانتا من السيطره على الجسر واحدى آليات العدو الصهيوني.
كما جرى اشتباك بين احدى مجموعات قوة دير ياسين وقوات العدو الصهيوني في منطقة كفار حوليم اسفرت عن مقتل عدد لم يحدد بعد من قوات العدو. وعلى الأثر قامت قوات العدو الصهيوني باستخدام قوات آلية كبيرة وقوات محمولة جوا. بالطائرات العمودية وانيرت المنطقة كاملة.
ورغم ذلك لا زالت كافة المجموعات من قوات دير ياسين تعمل ضمن الخطة كما قامت احدى المجموعات من قوة دير ياسين بمهاجمة هدفها قرب نادي سبورب شمال تل أبيب. وعلى مفرق طريق الفريديس تمكنت هذه المجموعة من تدمير شاحنة للعدو تقل ما لا يقل عن 18 جندياً من جنود العدو الصهيوني وكذلك قامت مجموعة اخرى من قوات دير ياسين بالاشتباك مع قوة للعدو الصهيوني على طريق كفار سابا شمال تل ابيب واوقعت خسائر في قوات العدو لم يقدر عددها بعد.
بيان رقم 6
حتى الساعة 22:00 ما زالت قوة دير ياسين تقوم بتنفيذ مهامها في المنطقة ما بين حيفا وتل ابيب وقد اوقعت خسائر كبيرة في صفوف قوات العدو الصهيوني من جراء ذلك قامت قوات العدو بعمليات اعادة تنظيم لقواتها اكثر من مرة من جراء الخسائر والارتباك الذي اعترى صفوفها.
هذا وقد شملت العمليات الهجومية التي قامت بها قوة دير ياسين اماكن متعددة في المنطقة فهاجمت احدى المجموعات من القوة كريات عطا واوقعت خسائر بقوة العدو هناك كما قامت احدى المجموعات بمهاجمة حواجز الطرق التي اقامتها قوات العدو.
بيان رقم 7
لا زالت قوة دير ياسين تواصل عملياتها العسكرية المكلفة بها ضمن الخطة المرسومة لها في كافة المواقع، حيث لا زالت تدور هناك معارك مواجهة عنيفة بين ثوارنا وقوات العدو التي دفع بها الى ارض المعركة الممتدة بين حيفا وتل ابيب.
وقد استطاع الثوار تحقيق اصابات مباشرة في صفوف العدو الآلية والبشرية ولا زال ثوارنا يؤدون مهمتهم في المنطقة بنجاح .
بيان رقم 8
استمرت مجموعة قوات دير ياسين في العمل في منطقة الهدف المقرر رغم عمليات التمشيط التي استمرت طيلة الليل وصباح يوم 12-3-1978 في كافة مناطق السهل الفلسطيني بين حيفا وتل ابيب.
جرت عدة اشتباكات قرب هرتسيليا بين احدى مجموعات التعزيز التي تقودها الأخت دلال المغربي وبين قوات جيش العدو التي ساندتها طائرات هليوكبتر. وقد تمكنت المجموعة من التصدي ببسالة لقوات العدو في معركة مواجهة استمرت اكثر من اربع ساعات.
وقد استشهدت قائدة مجموعة التعزيز وكان آخر عمل قامت به الشهيدة قائدة مجموعة التعزيز وهي تهتف لفلسطين وثورة شعبنا هو القاء آخر قنبلتين لديها على قوات العدو في آخر لحظة، هذا بينما استطاعت مجموعة أخرى من اختراق منطقة الحصار والوصول الى قاعدتها الآمنة داخل الأرض المحتلة في نفس الوقت الذي استمرت فيه مجموعات اخرى في نشاطاتها الثورية حسب المقرر.
هذا وقد قامت سلطات العدو بالاجراءات التالية:
1- فرض منع التجول كاملاً لأول مرة منذ قيام الكيان الصهيوني في 15 ايار عام 1948 منذ الساعة الثالثة صباحاً وحتى اشعار آخر، على حوالي 300 ألف من سكان المنطقة من تل ابيب وحتى ناتانيا شمالاً، ويشمل منع التجول المناطق التالية: رامات ايفيف، هدار يوسف، رمات عاي، تشهلا، رعنانا غربا، رامات، هشكرون، ناتانيا، هرتسيليا، كفار مشمار، ياهو , كفر سابا، شارع هشرون، شارع حيفا، تل أبيب.
2- اغلاق كافة المدارس والمصانع في تلك المنطقة.
3- منع سكان الأرض المحتلة من دخول فلسطين المحتلة لعام 48.
4- تأخير تحرك القطارات بين حيفا وتل أبيب.
5- ايقاف تحرك خطوط الباصات داخل تل ابيب وضواحيها، وايقاف خطوط ايجد الواقعة داخل منطقة الحظر بين ناتانيا وهرتسيليا ورمات هشرون والمستوطنات القريبة.
6- اصدار نداءات لجنود جيش العدو بالتجمع في منطقتي ناتانيا وهرتسيليا لنقلهم الى المعسكرات.
7- تقوم القوات المشتركة من جيش العدو والشرطة بتمشيط المنطقة تفتيشاً دقيقاً حسب تعبير مراسل الإذاعة العبرية العسكري روني دانييل وأن الأوامر صدرت للجنود بتمشيط كل متر مربع من المنطقة التي سميت مشبوهة.
8- يجري فرض منع التجول على سكان الضفة الغربية.
9- تجري عملية تفتيش واسعة في فنادق مدينة القدس العربية.
10- تجري عمليات تفتيش واسعة في الجليل ومنطقة أبو ديس.
11- تم اشتراك عدة آلاف من متطوعي الحرس المدني للمشاركة في عمليات التفتيش واقاموا حواجز للتفتيش على مختلف المعابر والطرق.
12- اقامت قوات الأمن حواجز منعت دخول 40 ألف عامل عربي من الضفة الغربية وقطاع غزة الى المنطقة كذلك منع آلاف العمال العرب من الجليل والمثلث.
13- استمرار اغلاق جسور نهر الأردن امام الحركة.
14- تعطلت بورصة تل ابيب وهبطت فيها قيمة الأسهم والأسعار.
15- تجري حملات من المتطوعين ورجال الشرطة لجمع جثث القتلى حيث اعلن العدو عن 37 قتيلاً و83 جريحاً.
16- تقوم دوريات الشرطة بالتجول بالأماكن التي يسكنها العرب واليهود تحسباً لوقوع احداث.
بيان رقم 9
تنفيذاً للأوامر الصادرة من القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية الى عدد من مجموعات الداخل للقيام بعمليات اسناد لقوة دير ياسين التي نفذت عملية المجابهة البطولية ضد قوات العدو منذ أمس يوم السبت وحتى ساعة اصدار هذا اتصريح الساعة 14:30من يوم الاحد الموافق 12-3-1978 وذلك في المنطقة الواقعة بين حيفا وتل ابيب فقد تحركت، تنفيذاً للأوامر، قوة فدائية للعمل في منطقة بيسان حيث اشتبكت في معركة مع قوة عسكرية للعدو وتمكنت من نسف سيارة باص كبيرة بعد ان انزلوا ركابها المدنيين، هذا وقد عادت القوى الى قاعدتها سالمة.
بيان رقم 10
واصلت قوى دير ياسين عملياتها المحددة له طبقاً للخطة الموضوعة لليوم الثاني على التوالي ضمن منطقة العمليات الواقعة بين حيفا وتل أبيب، فقد اصطدمت مجموعة من مجموعات قوة دير ياسين بقوة للجيش والشرطة والحرس المدني الصهيوني في المنطقة الواقعة بين معجان ميخائيل ونادي كنتري كلوب بين تل ابيب وناتانيا. وقد وقعت اصابات في قوات العدو نتيجة للاشتباك وتمكنت قواتنا من الافلات من الحصار، الذي حاولت قوات العدو فرضه عليها.
هذا، وقد اعترف العدو ظهر هذا اليوم بخسائره في هذا الاشتباك حيث اعلن عن اصابة سبعة عشر فرداً من جنوده وشرطته.
بيان رقم 11
تواصل قوات دير ياسين تنفيذ عملية الشهيد كمال عدوان وتقوم بعملياتها العسكرية داخل الأرض المحتلة حسب الخطة الموضوعة. فقد اصطدمت مجموعة من القوة مساء هذا اليوم 12-3-1978 مع قوة للعدو في شارع الياهو شمالي تل ابيب ولا زالت الاشتباكات مستمرة حتى صدور هذا البلاغ في الساعة السابعة مساء.
وتسمع اصوات رصاص وانفجارات في المنطقة في الوقت الذي تتجمع فيه قوات الجيش والحرس المدني وحرس الحدود وتقوم باغلاق الطرق المؤدية لمكان الاشتباك.
ساحة المعركة شملت البحر والبر والجو بين حيفا وتل أبيب
كذلك فقد اصدرت حركة (فتح) بياناً سياسياً حول العملية يوضح اهدافها. جاء فيه:
عملية كمال عدوان التي ينفذها ثوار (فتح) من مجموعات دير ياسين العاملة في الاراضي المحتلة تؤكد اصرار الثورة الفلسطينية على احياء ذكرى الشهيد البطل كمال عدوان قائد عمليات الثورة في الارض المحتلة والذي سقط غدراً برصاص العدو في 10 نيسان 1973 مع الشهيد ابو يوسف النجار وكمال ناصر في بيروت.
ان هذه العملية البطولية الجريئة تجيء في هذا الوقت لتؤكد اصرار الشعب الفلسطيني على مواصلة الكفاح المسلح ضد الغطرسة والاحتلال الصهيوني، كما أنها تعتبر رمزاً لمواصلة النضال ولرفض الحلول الاستسلامية التي تحاول القوى المستسلمة فرضها على امتنا العربية وعلى شعبنا الفلسطيني البطل.
وعشية سفر الارهابي بيغن الى اميركا لتثبيت غطرسته واحتلاله للاراضي العربية، وفي الوقت الذي تتنازل بعض القوى عن الحقوق العربية وتحاول طمس الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وفي الوقت الذي يستمر الارهابي بيغن ببناء المستوطنات، وبتغيير معالم الأرض الفلسطينية والعربية غير عابئ بالمشاعر الدولية وساخراً من الرأي العام العالمي يثبت ثوارنا الابطال من قوات العاصفة انهم قادرون على خرق كافة الحواجز الصهيونية والوصول الى هدفهم.
ان هذه العملية البطولية هزت الارهابي بيغن واثبتت جرأة وبطولة ثوارنا كما انها ستهز كثيراً من القوى العميلة والمتآمرة على شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية.
يومان من الرعب يعيشها العدو وفرض منع التجول الشامل لأول مرة
وما من شك في ان هذه العملية البطولية سوف تدعم المواقف العادلة لشعبنا الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على كافة الاصعدة فلسطينيا وعربيا ودوليا حيث تأتي في الفترة التي يقوم بها الأخ ابو عمار القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية بزيارة للاتحاد السوفياتي الصديق ولالمانيا الديموقراطية.
انها اردة الشعوب المناضلة والاصرار على مواصلة النضال العادل ضد الاحتلال الصهيوني المتغطرس والمتعاملين معه من اعداء امتنا العربية وشعبنا الفلسطيني.
يومان من الرعب في الأرض المحتلة
عاشت الأرض المحتلة يومين من الرعب، ليس في منطقة العملية فقط، بل وفي كل فلسطين المحتلة تقريباً. ولأول مرة منذ ثلاثين عاماً تفرض السلطات الإسرائيلية منع تجول عاما وشاملا في منطقة واسعة شملت مدينة تل أبيت، وتضم 300 ألف من السكان. ان قوات كبيرة من الشرطة والجيش والحرس الاهلي، قامت باكبر عملية تفتيش، بحثاً عن ثلاثة فدائيين قالت السلطات الاسرائلية انهم طلقاء، وانهم نجوا من القتل وانتشروا في المنطقة، اثر مهاجمة الباص الذي كان يقل الفدائيين والركاب قرب (كانتري كلوب).
استمر منع التجول يومين متتاليين، واستمرت عمليات التفتيش الواسعة لاكثر من يومين، اشرف عليها قائد المنطقة الوسطى العميد موشيه ليفي. ولم تتوقف عمليات التفتيش ولم يرفع منع التجول الا بعد العثور على جثث الفدائيين الثلاثة بين حطام الباص الذي احترق. وصفت الاذاعة الاسرايلية عمليات التفتيش فقالت (ان شرطة اسرائيل استخدمت 1200 شرطي اضافة الى 4500 من الحرس في اعمال التفتيش والحماية ولتوجيه السير. هذا اضافة الى النشاط الجاري والمعتاد لشرطة تل ابيب، والتي جرى تعزيزها بقوات اضافية من افراد الشرطة من الأقضية المجاورة. لقد قامت قوات شرطة تل ابيب بحماية 1200 مؤسسة تعليمية و 99 فندقاً وخمس مستشفيات، اضافة الى عشرات الحواجز التي اقيمت على الطرق... في اليوم الاول اتسعت عمليات التفتيش لتشمل المنطقة المحاذية للكانتيري كلوب. حيث اتخذت القيادة من مباني النادي مقراً لها.
ومن هذا المقر كان يدير العمليات قائد المنطقة الوسطى العميد موشيه ليفي.
وجرى تقسيم الجنود الى وحدات صغيرة انتشرت في المنطقة. حيث توجد شجيرات كثيفة ومنازل مهجورة تمت عملية التفتيش باقتحام الاماكن بالنيران. وقام افراد الحرس الاهلي بدوريات في الشوارع لحماية مداخل المنازل وفي بعض الاماكن الحساسة التحق بافراد الحرس الاهلي جنود من الجيش.
وقد وصل مردخاي غور عدة مرات الى مقر القيادة واضافت الاذاعة: في جو عاصف وممطر دخلت عملية التفتيش ليلتها الثانية. وشارك اليوم مئات الجنود في عملية التفتيش الواسعة. جرت عملية تفتيش دقبقه للمناطق الزراعية والمباني الصناعية المجاوره.
وجرت عملية التفتيش بمساعدة كلاب الأثر والطائرات العمودية وقوات المظليين.
يومان من الرعب، انهالت خلالهما مئات المخابرات على مراكز الشرطة عن اجسام مشبوهة، او اشباح تتحرك في هذا المكان او ذاك.
لقد كانت اسرائيل في حالة حصار داخلي، كما قالت وكالة الصحافة الفرنيسة وكما قال عضو الكنيست زفي روم (يوم أمس عاد الى اذهاننا واقع حياتنا الذي كنا نعيشه قبل موجة الغبطة الوهمية التي اثارتها زيارة السادات الى القدس)...
بعض التفاصيل كما روتها المصادرالإسرائيلية:
مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين قدر عددهم في البداية بعشرة رجال وامرأة قدموا من منطقة ما من ساحل لبنان بزورقين مطاطين فرنسيين من نوع ((زودياك)) ونزلوا في مكان على الشاطىء الفلسطيني قرب مستوطنة( معجان ميخائيل) التي تقع على بعد 25 كيلومتراً جنوب حيفا. ثم اتجهوا صوب البر، وعندما وصلوا الطريق الدولية اوقفوا سيارة مرسيدس وركبوها في اتجاه تل ابيب التي تبعد 56 كم عن المكان الذي نزلوا فيه.
وفي الطريق اوقفوا باصا وانتقلوا اليه متابعين رحلتهم مع ركابه العشرين بعدما كسروا زجاجه الخلفي وراحوا يطلقون منه النار على السيارات الآتية من الاتجاه المعاكس. ثم اوقفوا باصاً آخر واحتجزوا ركابه البالغ عددهم 63 شخصاً من العسكريين، وضموهم الى هؤلاء. وانطلق الباص بالجميع في اتجاه تل ابيب، في رحلة انشد خلالها الفدائيون اغاني ثورية وهتفوا بشعارات سياسية.
واستطاع الفدائيون اجتياز اكثر من خمسة حواجز اقامتها الشرطة على الطريق الدولية بين حيفا وتل أبيب، ، الا انهم اضطروا الى التوقف عند الحاجز الثالث الذي اقيم في منطقة هرتسليا قرب ناد ريفي يحمل اسم (كانتري كلوب) اطلق رماة اسرائيليون النار على دواليب الباص وعلى الاثر خرج افراد الوحدة الفدائية من الباص. وانتشروا في الجوار... ونشبت معركة استمرت ثلاث ساعات.
تفاصيل جديدة
ذكرت "الغارديان" ان الفدائيين لدى نزولهم الى الشاطئ، صادفوا امرأة فاستجوبوها وفي رواية اسرائيلية انهم قيدوها. واضافت الصحيفة، ان الفدائيين كانوا على الطريق الدولي حوالي الساعة 4،30 كما ذكرت و في الخامسة مساء اطلق الفدائيون النار من الباص على سيارة جيب للشرطة حاولت اعتراض طريقهم قرب حيفات اولغا.
* اذاعة اسرائيل تكشف تفاصيل جديدة، فتذكر في نشرتها الساعة التاسعة صباحاً يوم 13/3، ان المجموعة الفدائية التي نفذت العملية انطلقت من احد الموانئ اللبنانية قبل يومين، بواسطة احدى السفن (يعتقد انها يونانية) التي نقلتهم قبالة الشاطئ الفلسطيني. وتضيف الاذاعة، ان خطة الفدائيين الاساسية كانت السيطرة على فندق ضخم في منطقة تل ابيب ولكن خطأ وقع في قيادة السفينة ادى الى هبوطهم في منطقة معجان ميخائيل. وعندئذ عدل قائد المجموعة اهداف العملية. وذكرت الاذاعة لاحقاً انه عثر مع الفدائيين على نداء مكتوب باللغة العبرية يطالب باطلاق عدد من المعتقلين الفلسطينيين.
* وفي رواية أخرى اوردتها اذاعة اسرائيل، بلسان المفتش العام للشرطة، المفوض حاييم طابوري:
(توجه 13 فدائيا قاصدين تل أبيب. واستقلوا سفينة كبيرة قرب شواطئ لبنان ونزلو منها في8—3-1978، وظلوا يومين في البحر، وعندما اقتربوا من الشاطئ انقلب احد القوارب قبالة الشاطئ، فغرق اثنان من الفدائيين. وبعد وصولهم الى الشاطئ القى الفدائيون القبض على فتاة، وبعد ان عرفوا مكان وجودهم، قيدوها، واستمروا في طريقهم نحو الطريق العام. وسيطر اثنان من الفدائيين على سيارة اجرة، كما سيطروا على سيارة باص. وبعد ذلك استولوا على سيارة باص اخرى. وفي سيارة الاجرة التي تركها الفدائيون بعد ذلك، عثرت الشرطة على كميات كبيرة من الاسلحة، ومن ضمنها صواريخ من نوع "لاو". وقد علمت الشرطة بنبأ هجوم الفدائيين قرابة الساعة الخامسة. وارسلت دوريات الشرطة الى المكان بسرعة، وعلى طول الطريق اقيمت حواجز ولكن سيارة الباص المحتجز فيه تسعون شخصا بين جنود ومستوطنين نجح الفدائيون في تجاوز الحواجز.
عندما اقترب الباص من تل أبيت، صدرت الأوامر بايقاف الباص بكل ثمن.
وحسب هذه التعليمات وضعت سيارات على عرض الشارع قرب مفترق "أكاديا" حيث اخذت الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب في الشرطة اماكنها على جانبي الشارع. ونجح الباص في اختراق حاجز السيارات، لكن رجال الشرطة نجحوا في اصابة عجلات الباص وايقافه قرب مدينة السيارات. وهناك فر من الباص بعض الرهائن وسبعة من الفدائيين، اختبأوا بين الشجيرات وكثبان الرمن الى جانب الطريق وجرت معركة حامية استمرتاكثر من تسعة ساعاتبين الفدائيين ورجال الجيش والشرطة والمظليين.
واستشهد خمسة فدائيين واسر اثنين. وعندها بدأ الفدائيون داخل الباص باطلاق النار في كل اتجاه... وكما يبدو فإنه نتيجة لنيران الفدائيين، انفجر الباص وعند الانفجار قتل49 من الرهائن. وأضاف طابوري "أنه كان بالامكان الاعلان عن الحادث عبر الاذاعة وبالتالي الحيلولة دون اصابة مزيد من السيارات).
كيف انفجر الباص
للباص بالدخول الى قلب المنطقة الأكثر ازدحاماً بالسكان في الدولة تل ابيب. ويموجب بعض التقارير اللاسلكية الصادرة عن الروايات الاسرائيلية تبدو مشوشة هنا ، فمن ناحية تؤكد ان تبادل اطلاق نار شديد قد جرى لدى اعتراض الباص، بين الفدائيين الذين داخله ورجال الشرطة الاسرائيلية في الخارج. ومن ناحية اخرى تؤكد ان الباص انفجر بفعل نيران الفدائيين. ولماذا ليس بنيران الشرطة الاسرائيلية؟ سؤال يبدو ان السلطات الاسرائيلية تخشى الاقتراب منه.
لم يكن رجال الشرطة الاسرائيلية يفكرون "بالرهائن". كان شيء واحد يحركهم هو اطلاق النار كيفما كان لايقاف الباص حتى ولو ادى الى قتل كل من فيه.
وتقول اذاعة اسرائيل (كان الامر الذي صدر الى وحدات الدورية التابعة لشرطة منطقة دان (المنطقة الوسطى) واضحاً لا يقبل التأويل، وهو انه يجب سد طريق سيارة الباص بأي ثمن، وعدم السماح ن سيارات الدورية المطاردة لسيارة الباص، كان واضحاً لقيادة شرطة تل أبيب، ان المسألة تتعلق بفدائيين مسلحين جيداً ولا يتورعون عن اللجوء الى اية وسيلة. اقامت الحاجز الأول سيارة جيب تابعة لشرطة مدينة هرتسليا، كان فيها اثنان من افراد الشرطة وشرطية. وقبل ان يكملوا استعدادهم كان الباص قد اقترب منهم، ثم صلي الحاجز بصليات من البنادق الرشاشة وقتل افراد الشرطة الثلاث، ونجح الباص في تجاوز الحاجز بسرعة هائلة، لكنه اصطدم بحاجز آخر اقامته شرطة منطقة "دان قرب" الكانتري كلوب"، وكانت قد وصلت الى هناك قوة كبيرة من حرس الحدود، ولم تكن توزعت في المكان كما ينبغي. وعلى الرغم من ذلك فقد تم ايقاف الباص، ودارت معركة عنيفة في المكان. الى حيث قدوم تعزيزات من تل ابيب، اضافة الى قوات الشرطة التي كانت تلاحق الباص المختطف وطائرات الهيليو كبتر. وقتل اثنى عشر من افراد الشرطة كما اصيب تسعة وعشرون اخرون، بعضهم كانت اصابته خطيرة).
وبالنسبة للوحدة الخاصة لمكافحة "الارهاب" اوضح طابوري ان الوحدة لم تستطع الوصول الى مكان الحادث في الوقت المناسب، اذ في البداية اعطيت التعليمات لها بالتوجه الى "معجان ميخائيل" ولكن بينمنا كانت الوحدة في الجو صدرت اليها تعليمات بالتوجه الى "الكانتري كلوب" حيث وصلت الى هناك بعد انتهاء المعركة.
الإصابات
67اسرائيلياً قتلوا و 82 آخرين جرحوا، وتكتمت المصادر الاسرائيلية عن القتلى والجرحى من الجنود الاسرائيلين.
استشهد 11 فدائياً بينهم الشهيدة دلال المغربي. تسعة استشهدوا لدى تبادل اطلاق النار، واثنان غرقا، اكتشف جثة احدهما خفر السواحل الاسرائيلية يوم 18/3، واسر اثنان من الفدائيين
الفدائيون الأسرى الذين خرجو لاحقنا بتبادل أسرى :
1- حسين فياض ويعتقد بأنه يقطن بالجزائر حاليا.
2- خالد ابو أصبع ويقطن بمدينة الزرقاء في الأردن وعضو مجلس ثوري حاليا.
9 من الزوار الآن
916818 مشتركو المجلة شكرا