Categories

الصفحة الأساسية > 6.0 فلسطيننا > اللاجئون الفلسطينيون مسارات ومآلات

14 آذار (مارس) 2015

اللاجئون الفلسطينيون مسارات ومآلات

ورقة عمل تيار المقاومة والتحرير لمؤتمر متحدون من أجل العودة

ورقة عمل : اللاجئون الفلسطينيون مسارات ومآلات

لا يخفى أن أهم العوامل الحيوية في عناصر القضية الوطنية الفلسطينية هو عامل الإنسان، فبالاضافة إلى عاملي الأرض والمقدّسات، فإن الإنسان هو الصانع الحقيقي للقيمة المؤثرة في مجال الحفاظ على عناصر القضية حية دون تلاعب ولا تغيير، كما أنه العنصر الحيوي الكفيل بإيصال بقية العناصر إلى الفاعلية وإلى التكامل، وبالتالي تحقيق قيمة العدل في انتزاع الحقوق واستعادة المكوّن الطبيعي لعناصر عودة شعب الفلسطيني إلى ممارسة حقه الطبيعي الذي حرم منه بفعل النكبة والظلم التاريخي الذي وقع عليه.
إن الانسان الفلسطيني اللاجيء، هو محور ارتكاز عناصر إقامة الإدانة الدائمة لهذه الجريمة، والتأشير بقوة على حقيقة ما تعنيه وما تطرحه القضية الوطنية الفلسطينية، وإن استمرار الأجيال الفلسطينية اللاجئة بالحفاظ على هويتها الخاصة كلاجئين بفعل الظلم التاريخي والنكبة، تبقي هي عناصر صيانة صلابة الدّعاء الفلسطيني المطالب بحقوقه،كما تؤمّن له في ذات الوقت عناصر مجابهة التغييرات والتدخلات الصهيونية العدوانية على كل من عنصري الأرض والمقدسات، وطالما بقي عامل الإنسان مستعصياً على العدو في إنتاج هدف هذه التغييرات الأساس في محاولة خلق واقع جديد وقطع الصلة بالماضي الحقيقي كطريقة لافتراض ماضٍ مخالف طالما استعصى الحصول على وضع من هذا النوع طيلة فترة الاغتصاب الصهيوني لفلسطين رغم الحفريات المحمومة والتشويهات المتعمدة والادعاءات خالية الأساس من أي صحة علمية موثوقة.
وهكذا فإنه وبعيداً عن الحيوية السياسية والقيمة المعرفية والبعد الحضاري الاجتماعي في هذه الموضوعة، فإن مهمة الحفاظ على العنصر الإنساني ضمن عوامل تشكيل ركائز القضية الوطنية الفلسطينية والقضية القومية في فلسطين خاليا من أي تشويه أو تحوير هي الضمانة المؤكدة لإفشال رهانات العدو الصهيوني الذي أعادت مقولاته الوعي الفلسطيني دوماً إلى عنصر التحدي معه، فهذا العدو الذي حاول عبر مقولته الشهيرة: "أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض" أن ينفي الصلة الانسانية والتاريخية والحقوقية عن الشعب الفلسطيني بفلسطين فشل ، وقد تسلّح بالمثيولوجيا والخرافات والأساطير المنحوتة على مقاسه مما لا قيمة له لا حقوقياً ولا إنسانياًُ، وعندما حاول جهده عبر الحفريات والتخريب المتعمّد لمعالم فلسطين العربية التاريخية، وصولا إلى منهجية تزوير الاسماء العربية وحذفها من التداول واستبدالها بأسماء من سياق هذه الأساطير والتخاريف التلمودية، والنشاط المحموم في ادّعاء الفلكولور الفلسطيني والتراث الشعبي ومحاولة سرقته مع الأرض حتى أنه لم يتورّع عن انتحال الِأزياء والمطعومات الشعبية الفلسطينية لم تنجح جميعها، لأن عامل الإنسان استطاع طالما بقي مطالبا بحقه ومحافظة على وعيه وانتباهه أن يفشل جميع خطط العدو الغاصب في هذا الشأن.
أما المسألة البشرية في مقولات العدو فقد راهنت على عنصر الزمن في هذه المعالجة، فالعدوان الجسدي والنفسي المستمر على أبناء شعبنا كافة وفي مقدمتهم اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات إن في فلسطين أو في دول الطوق، كانت تأتي ضمن منهج محاولة تحصيل مقولة العدو الشهيرة" الكبار يموتون، والصّغار ينسون"، ورغم كل المجازر الصهيونية بحق أبناء شعبنا ومخيماته تحديداً كما في صبرا وشاتيلا، واستهداف مخيمات أخرى عبر تقاطع حلقات مشبوهة على أراضي دول عربية أخرى كما في حالة أبناء شعبنا الفلسطيني الذي تم استهدافه في العراق الشقيق عام 2003 إثر غزو القوات الأجنبية للعراق الشقيق، وكما في نهر البارد في لبنان، ومخيمات سوريا خلال فترة العام المنصرم وحتى اليوم 2012/2013 م من اليرموك إلى النيرب إلى غيره، هي محاولات تغيير ديموغرافي محموم في محاولة الوصول إلى قطع الوعي لاحقاً، وتأنتي في هذا الإطار الخطط الموجهة والدعومة صهيونيا بتشجيع وإغراء أبناء المخيمات تحديدا كأفراد وكأسر صغيرة للهجرة إلى أوروبا (السويد والاسكندنافيات تحديدا) وكندا واستراليا، ناهيك عن الجهود المحمومة لتغيير طبيعة المخيم كوحدة ضامنة للرواية الفلسطينية وعناصر قوتها حتى داخل فلسطين المحتلة في ضفتها وقطاعها.
إن الضغوط الداخلية الممارسة على المخيمات تحديداً من قبل سياسات الحكومات المستضيفة وخاصة في لبنان، ومسلسل القوانين اللا إنسانية واللا أخلاقية التي تمنع وتحد حتى صيانة واقع المخيمات صحياً وديموغرافياً ناهيك عن قوانين العزل الخفية التي تمنع الفلسطيني من معظم المهن كوسيلة عيش في هذا البلد في الوقت الذي لا تتورع عن معاملته في هذا المجال حتى دون الآسيويين المجتلبين لبعض المهن، هي كلّها عوامل طرد مؤكدة يعاني منها شعبنا بقوة في الوقت الذي تعلن فيه بعض هذه الحكومات أن إجراءاتها تدخل في دائرة "تثبيت هوية الفلسطيني" وهو ادعاء لا يصمد أمام حقيقة الآثار الناجمة عنه ليبدو سخيفا تماما وعاملا بالضد مما هو قد يدّعيه ويحاول قوله، ومن المؤكد أن أوضاع مخيمات فلسطينية أخرى كما كشفت الأرقام مؤخرا حتى في دول عربية أخرى لم تكن في يوم من الأيام ضمن هكذا تصنيف في الدول المستضيفة للاجيء الفلسطيني كحالة مخيم .....في جمهورية مصر العربية أيضا يضع تحديات حقيقية أمام مهمة الحفاظ على هذا العنصر فاعلا وصيانته ليقوم بلعب دوره الوطني والقومي.

وحتى لا تدخل عوامل الاستهداف القوية من العدو، أو عوامل الضغوطات المتقاطعة نتيجة وقائع سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية من أطراف أخرى في تشابك قوى ضد واقع اللاجئ الفلسطيني فإننا نتقدم بهذه الرؤية على طريق تضافر الجهود في مشروع وطني وقومي لصيانة الدور الانساني الكامن في قضية اللاجئ الفلسطيني وقيمة هذا الدور كعامل مثبّت للحقوق الفلسطينية والعربية إن لم يساو عوامل الأرض والمقدسات فقد يزيد عنهما:
1-المخيمات الفلسطينية داخل الوطن المحتل
العمل على تثبيت الواقع الانساني في هذه المخيمات وصيانتها وصيانة طابعها النضالي والاجتماعي والانساني من خلال برامج مشتركة لتفعيل قطاعات انتاج صغير الحجم على مستوى "المنيوفاكتورة" أو انتاج الورش الصغيرة إنتاجية أم خدمية بحيث تحقق عدة أهداف في ذات الوقت، وإن تقليص وكالة الغوث لخدماتها هو داع لمعالجة آثار هذا فوراً عن طريق هذا المقترح بالاضافة إلى ممارسة كل الضغوط على هذه الوكالة لتعيد القيام بمسئولياتها في هذا الاطار.
2- المخيمات الفلسطينية المدمرة والمخربة
العمل على برنامج وطني وقومي لاعادة إعمار هذه المخيمات وإعادة تشكيل عناصرها الحيوية كما كانت مع الحرص على بنائها ضمن وقائع التطورات البشرية والاحتياجات الناشئة عن الزمن وعوامله، ويأتي في هذا الاطار محاولة حشد تأييد عربي كمشروع قومي لتثبيت حق الفلسطيني في الحفاظ على هوية اللجوء حيوياً أثناء الوضع الانتقالي باتجاه العودة لفلسطين وليس اللجؤ إلى الاغتراب المدمّر للقضية الوطنية والعربية.
3- المخيمات الفلسطينية والوطن السّليب
العمل على برنامج خاص تحت اسم المؤاخاة التبادلية أسوة بما تفعله بلديات بعض المدن في الوطن من خلال برامج تآخي وتعاون مع مدن أخرى في العالم، وبدلاً من أن تكون في مخيماتنا على هذا النحو وعرضة لمشاريع NGO’S غير البريئة تماماً، فليكن ثمة إعادة ربط بين المدن والقرى العربية في فلسطين السّليبة والمخيمات الفلسطينية القائمة بحيث يتم مثلا مؤاخاة صبرا بمدينة الناصرة، وشاتيلا بمدينة أم الفحم مثلا وهكذا..
لا شك أن ثمة العديد من المشاريع والأفكار التي يجب تدارسها بعناية والوصول بها من واقع الفرض إلى واقع التطبيق، لكن بعض هذه الاحتياجات اليوم في واقع الفلسطيني اللاجئ ومخيمات ومعسكرات الصمود الفلسطيني يحتاج تدخلا جراحيا عاجلا وذلك من واقع مستوى الطوارئ الوطنية الذي يثبته وضعه الحالي وما يعانيه من مسائل وجودية ، بينما يمكن تأجيل تنفيذ الخطط الاستراتيجية القومية الأخرى لحين اكتمال اعداد مسرح تنفيذها ، ومن هذه الضرورات الطارئة اليوم تكمن أوضاع مخيمات البارد واليرموك تحديداً.

هذا والله ولي التوفيق

وإننا حتما لمنتصرون،،،،،،،،،،،،،

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

6 من الزوار الآن

917329 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق