الصفحة الأساسية > 5.0 دراسات ومعالجات > العلوم العسكرية > التخطيط للحرب الحديثة و تكتيك التحرك العسكري للقوات في الجبهة
فشل «اسرائيل» في معركتها الأخيرة في لبنان مع قوات المقاومة الباسلة من حزب الله هو عدم الأعتماد على هذه التطبيقات القتالية و التي و من المعروف أن «اسرائيل» تعتبر ضعيفة في هذا المجال كثيراً أذا ما قيست بالجيش الألماني النازي على أيام هتلر حيث كان كل شيء يقاس بدقة قبل أي معركة مثل سرعة الريح و ضغط الجو و سرعة جريان الأنهار و الشروق و الغروب و طبيعة الأرض و غيرها من الأمور.
و بغض النظر عن الخطة المحكمة التي يجب وضعها و المعلومات الدقيقة عن الهدف المراد ضربه يجب على القطعة العسكرية أن تختار الوقت و الأسلوب المناسب لبدء المعركة و كفائة المقاتلين و روحهم القتالية و المعنوية و الكفائة العالية و الأنسجام التام بين الضباط القادة و الأعوان و صف الضباط و الجنود و السيطرة الجيدة على العناصر و ضبط النيران و أختيار السلاح المناسب لضرب الهدف المناسب من ناحية المسافة أو الأرتفاع و قوة الضرب بحسب سمت الهدف المأخوذ من قبل سرية الأستطلاع (المخابرات الميدانية) التي تقوم بدراسة ارض العدو قبل المعركة أو عن طريق المعلومات التي يأتي بها العملاء و الحلفاء من أرض العدو و طبعاً الأستعانة بالله و التوكل عليه و إنقاء النية و في النهاية الحسم و أستثمار النصر و السرعة في تنفيذ الأنسحاب و الأختفاء في حالة الغارات.
أولاً مفاجئة العدو و ضربه في هدف معين وفق عملية مدروسة جيداً لأضعافه و الأستفادة الجيدة من التمويه و سرعة التحرك.
ثانياً تحديد الأهداف العسكرية المراد ضربها لشل حركة العدو وتقدمه من مطارات و جسور و مرافى بحرية أو اماكن للأليات و أجهزة الدفاع الجوي و المدفعية الميدانية و الصواريخ الثابتة.
ثالثاً ضرب الأهداف التي تؤمن التغطية التموينية للعدو مثل مراكز الأشارة التي تعتبر في غاية الأهمية و تعطيل الطرق و الجسور و ضرب مستودعات الذخائر و الوقود و الطعام و المطارات المدنية المزيفة التي يمكن أستخدامها لأقلاع الطائرات العسكرية و المصانع المنتجة للسلاح.
رابعاً الأهداف التي تحبط أقتصاد العدو مثل مصافي البترول و التموين و محطات الهاتف و الكهرباء و الطاقة و سكك الحديدية.
و من هنا فأن الهدف من الضربة الهجومية الأولى هو تدمير مراكز تجمع العدو و قتل أفراده و الأستيلاء على الأسرار العسكرية و السيطرة على النقاط الأستراتيجية المهمة و أسترداد الأسرى أذا وجد كما في حرب العصابات الكوماندوس و تشتيت العدو و أستدراجه للمناطق التي نريدها نحن تحت تغطية نيراننا
و لتحقيق حرب ناجحة يجب ضمان أمن المعلومات و السرية التامة في جميع المراحل سواء التدريب أو التخطيط و رسم خطة الهجوم أو نشر القوات على الجبهة و توزيع المهمات على الظباط و من ثم على الأفراد و الصف ضباط.
و أول ما يجب القيام به قبل المعركة هو جمع مجموعة من المعلومات تتمثل في التحصينات المعادية و الستارات و الحاميات و انظمة المراقبة و الرادارات و الأشارة و الكاشفات الكهرمغناطيسية و الضوئية و أنواع الأسلحة و لا سيما سلاح المدرعات و كفية الأتصال الاسلكي و السلكي أذا أمكن و كيفية التشويش عليها و معرفة المسافات بين الخطوط الأولى للجبهة و بين المواقع المعادية الأخرى القريبة و حساب طرق المساعدة التردافية للعدو مع حساب الفواصل الزمنية.
كما يعتبر مهماً أيضاً معرفة توقيت و نظام الدوريات علماً أن أيه عملية أنذار من قبل دوريات العدو قد تؤدي لفشل العملية و خسارة أعداد كبيرة من الأرواح و العتاد كما يجب دراسة خريطة و تضاريس المنطقة جيداً و سلاكية الطرق و تفرعاتها و حقول الألغام و محاولة الأعتماد على المعلومات التي تأتينا من المخبرين عن طريقة التدريب لدى العدو و أساليب رده على الهجمات لتداركها و الرد عليها بشكل أفضل و تتمثل في معرفة نقاط الضعف لدى العدو و من ثم محاولة السيطرة و اختيار الموقع المناسب لبدء الغارة و تنسيق النيران جيداً و تجنب الأشتباكات الثانوية البعيدة عن الخطة المرسومة للمعركة و الجوء فوراً إلى قواعد الأقتحام و تأمين التغطية النارية عن بعد و التسلل و من ثم التوضع و الرماية عن بعد ثم الهجوم و الأقتحام الصامت و اسر و قتل أفراد العدو و من ثم السيطرة.
كما يجب توفير و تأمين تقدم القوات البرية و تأمين مكان وضع قوات الأسناد و تطويق الموقع و قنص تحركات العدو و التمهيد و التغطية في حال الأنسحاب الردعي بحالة الأنكشاف أثناء التسلل و تقسيم مجموعتين الأولى تكون الضاربة و التي تقوم بتنفيذ الغارة و الثانية أحتياطية تتكون من القادة للأشراف و التوجيه و أراحة القوات المهاجمة بأدخال الأحتياط و تأمين اللأمدادات بالذخيرة و الأسعاف للجرحى و جلب الغنائم و محاولة التغلغل بسعرة عالية داخل أرض العدو.
و طبيعة تدريب القوات على مثل هذه المعارك يتطلب لياقة و جاهزية للعناصر و معرفتهم و استعابهم للمهمات الموكلة اليهم و رفع روحهم المعنوية و القتالية و تدريبهم بشكل جيد على التموية و التنكر و استخدام السلاح و اتقان معلومات لغوية من ضمن لغة العدو و تدريبهم على مختلف الأحوال الميدانية للمعركة و ضمن ظروف بيئية مختلفة و أتخاذ الأجرآت الزمة لتكوين خط التشكيل الذي يعتبر الخط الوهمي و الذي من خلاله ينهي القائد عملية المسير لبدأ توزيع و نشر وحدات الاغارة المحددة في الخطة لنشر المساعدة البعيدة و الوقاية و من خط التشكيل تتقدم مجموعات الأقتحام و غيرها
وبالطبع تشكيل خط الأطباق الذي تنتشر عليه مجموعة الحماية مع المساندة القريبة لتأمين الدخول و مهاجمة وحدات الأقتحام و الأسناد بأسلحة الهاون و المدفعية و عدم التسرع و السير على الوقت المحدد و المدروس للعملية لكي لا تفشل.
مباغتة العدو يجب أن تؤمن لها ظروفها ايضاً من قتل للحرس و استخدام هندسة البنكلور و نزع الألغام و الشريط الشائك و استخدام عتاد التسلق في الأماكن الصعبة و سلالم الحبال و غيرها.
و بكل تأكيد أقول لكم أن أسرائيل لا تخيف و لا يخيفنا سلاحها و لا عتادها و لا سيما أنه في الآونة الأخيرة تعاني من ضعف بسبب أنكسار معنويات جيشها ولا سيما بعد حرب لبنان عام ألفين و ستة مما أدى لاحقاً إلى فقدان الشباب الثقة في حكومتهم التي ترسلهم إلى الموت المحتوم بسلاح حديث لا يجدي فائدة.
و من المهم ذكره أنه منذ حينها و حتى الآن قد كثرت نسبة الفرار في الجيش الأسرائيلي و التخلف عن الجيش و أستدعاء الجيش الأسرائيلي لقوات الأحتياط مما يدل على الضعف الشديد التي تمر به نفسيتهم المحطمة.
العقيد الركن الدكتورة حنان نورا الحايك
4 من الزوار الآن
917401 مشتركو المجلة شكرا