Categories

الصفحة الأساسية > 9.0 الإعلام المركزي > أدبيات التيار > ليست معركتنا ولن تكون....

27 شباط (فبراير) 2014

ليست معركتنا ولن تكون....

مسلسل استهداف ومحاولة تخريب المخيمات الفلسطينية في أقطار اللجوء وخاصة تلكم التي طالما كانت خزان الثورة الحقيقي وعمودها الفقري في شمال الممانعة والمقاومة كان دوما يسير بخطى حثيثة ولم يتوقف يوما، والمستفيد الأول والأخير من هكذا استهداف وتخريب هو العدو الصهيوني وحليفه الامبريالي وأدواته العميلة أيا كانت تسميتها في الظرف الذي تجري فيه عمليات الاستهداف وأيا كان القناع الذي ترتديه وأيا كانت المبررات التسويقية والشعاراتية التي تتلطى خلفها.

الحرب على مخيمات الشعب الفلسطيني كانت دوما وستظل أقذر وأخسّ وأجبن الحروب على الاطلاق وستبقى وصمة عار في صحائف وصفائح مقترفيها والساكتين عليها وكل بحسب خطورة دوره وخطورة مساهمته في هذا المشهد المخزي والمعيب والضامن لكل من يقترب منه بسوء دور أو سوء طوية أن يتلطّخ عاراً إلى الأبد إذ يكفيه أن يكون والصهيوني الذي تسبّب أصلا في نشوء هذه المخيمات أصحاب طريق واحد وأصحاب هدف واحد وأصجاب مسيرة ظلم وغدر واحدة.

حروب الأطراف سواء أكانت الدولية أم الاقليمية أم المحلية على المخيمات وفي المخيمات سوى أنها من أتعس الجرائم وأقساها وأخطرها وإضافة إلى أنها استكمال ظلم وغدر وخطايا بحق هذا الشعب المسكين فهي أيضا مدعاة للاحتقار والاشمئزاز ومن يستحب أن يكون منتصراً على مخيم فهو بالقطع من نوعية السّفاح والإرهابي وعديم الضمير شارون الهالك وسيقترن اسمه وذكره بهكذا لائحة ومن هذا النمط للأبد ولن يكون أي نتيجة تتحقق له جراء ذلكم يوما لا مدعاة تباهٍ ولا حتى مدعاة فخر على الإطلاق من الناحية القتالية المحض فالمخيمات لا تعطي نياشين في الحروب عليها ولكنها تجرّدها.

نهر البارد في لبنان قبل شهور معدودة جرى تلطيخ الأيدي فيه بدماء كثيرة ومخيم اليرموك حتى أيام معدودات كان فيه القتل والظلم والتنويع في الموت بما في ذلك فرض الموت جوعا على مدنييه من أبناء شعبنا فصولا وفصولا، واليوم تنتقل الحكايا ذاتها إلى مخيمات لبنان وتتسلل إلى عين الحلوة والنبطية وغيرها، هل أحد في هذا العالم لم يصدمه هؤلاء التكفيريون المستعدون للمتاجرة بالدين نفسه وهم يواجهون بعضهم بعضا ويكفّرون أحدهم الآخر اليوم في مشاهد علنية ويوجهون الرسائل المتحدية لبعضهم بعضا وكلٌ يستند إلى ذات الدين موضوع التجارة والدين منهم جميعا برآء!

ليست هذه معركتنا ولا هذه طريقنا ولا هذا دربنا، وليست مخيماتنا ساحات لاستمرار تجارة المتاجرين ولا مواقع لتضاف على قائمة الفواتير الذي يؤمن حساباتها هذا الطرف أوذاك وهذه الجهة او تلك، فكيف وتلكم المخيمات التي احتضنها أهل وعشيرة وأخوة قدّموا في الماضي الحماية لهذه المخيمات يوم كانت تحت بند الانتقامات والتصفيات ومحاولات التركيع والشطب والالحاق وقدّموا تاليا لها ما أمكن من الاسناد والدعم في الوقت الذي غاب عنها وعن احتياجاتها كل الأطراف واكتفت بالمراقبة والمشاهدة من بعيد والفلسطيني يكون عليه ان يتجه فقط لباب هجرة أو باب مزيد من الصبر والالم، واذا كانت منظمة التحرير قد تخلّت عن ادوارها كافة ومواقعها كافة بما فيها مخيمات اللجوء وبما فيها مؤسسات اللجوء وتخلّت عن كل ما يمت لفلسطين بصلة باستثناء المفاوضات والسلطة وعشرة بالمائة من تعداد شعبنا ركضاً وراء السّراب، فما الذي يمكن أن يقوله من هم في مواقع الانتقاد لهذا المسعى وهم يصمتون بطريقة أخرى على مصير تضييع المخيمات؟ كيف نفهم أن فصائل تقول أنها لا زالت على عهدها بالقضية الوطنية وأن كفاحها من أجله ومن أجل شعبنا وهي تقف موقف المتفرّج مما يجري الاعداد والتخطيط له في مخيمات العودة!

إن عدم قطع الطريق على كل أجندة وكل بندقية لا تكون في خدمة القضية الوطنية أولا وآخرا وتصويبها نحو العدو في ساحة مخيماتنا هو مشاركة لانحراف هذا الفكر ومؤامرة مع انحراف هذه البندقية ولا يمكن أن يفهم خارج إطار الانحرافات أو عدم المسؤلية ومن كان منحرفا أو لا يحمل مسؤولية وخاصة مصيرية من هذا النوع فليقف جانبا أو ليذهب بعيداً ويغرّد في سرب آخر ولا يكون وجوده في هذه الحالة محسوبة على مخيمات شعب مظلوم يجري استغلال وضعه وهو في قمة الضعف في المخيم أبشع وأحط استغلال وفي ظروف لم تنتج يوما إلا عارا وشنارا على كل مقترب من هذا الملف، فهل تكون هناك كلمة فصل تقي ما تبقى من مخيمات العودة مصيرا قاتما تبعد العودة أو تجعلها عودة لمكان آخر؟! نظّفوا مخيماتنا من تجّار الدين والدنيا ويكفي استهتاراً بمصير المخيمات .....

الطريق الى القتال الشهداء الخمسة افكار ثورية ازمات المشروع الصهيوني حول المقاومة

8 من الزوار الآن

916820 مشتركو المجلة شكرا
المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي أسرة التحرير والمقالات تعبر عن كتابها - شبكة الجرمق