الصفحة الأساسية > 9.0 الإعلام المركزي > المسلكية الثورية > في العقيدة العسكرية للعمل الثوري
[تعتمد الحركات الثورية بخطوطها الجماهيرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية على قاعدتين راسختين لدى اعضائها . الاولى هى الايمان بحتمية الانتصار والثانية هى الاستعداد للتضحية .
ان تحول النظريات الثورية بمنطلقاتها واهدافها واسلوبها الى قناعات يمارسها الاعضاء عن تفهم ووعي هو الذى يرسم الخط الاول الذى منه ينطلق مقياس النقد فالخطأ المسلكي هو ممارسة العضو المتناقضة مع قناعاته التى تحددها النظرية وبما ان معرفة النظرية ليست حكرا على العضو فان الخطأ المسلكي يتطلب من العضو نقدا لذاته لتصرفه عكس قناعاته او يتطلب من الاعضاء الاخرين نقده لتصرفه عكس قناعاتهم (التى هي قناعاته ) عكس النظرية الثورية التى يؤمنون بها وتبرز في الحركات الثورية نماذج من المسلكيات التخريبية والانتهازية والتطهيرية الى جانب المسلكية الثورية .
فالمسلكية التخريبية هى تلك التى تؤدى نتائجها الى تقويض الحركة الثورية وتحطيمها سياسيا وتنظيميا وعسكريا سواء اكانت الممارسة موجهة للجماهير او داخل الحركة الثورية .وفي هذه المسلكية تكون محصلة الممارسات للعضو المخرب رغم محاولات تغليفها تصب في اتجاه تدمير الحركة الثورية والمسلكية التخريبية اما ان تكون مقصودة واما ان تكون غير مقصودة ويختلف اسلوب معالجة الحالتين رغم امكانية تطابق نتائجها وتكون المسلكية التخريبية مقصودة عندما يكون العضو في الحركة الثورية مدسوسا من جهة معادية للحركة سواء بدوافع وقناعات معنوية او مادية . او عندما تتلود لدى العضو طموحات ذاتية غير مشروعة فيعمل على خلق مركزى قوى او تجمع كخطوة اولى نحو الانشقاق .
اما المسلكية التخريبة الغير مقصودة فهى التى قد يمارسها الاعضاء في المستويات المختلفة وذلك عن جهل او تطرف او استسلام لنزعة التصرفات الطائشة.
ان موقف الحركة الثورية من المسلكية التخريبية يجب ان يكون حازما وحاسما مهما تكن ردود الفعل الانية لان التغاضى عن الاخطاء الكبيرة وحمايتها لا يتم الا من ذوى نفس النزعة والاتجاه . ولهذا فان على الحركة الثورية ان تضرب بيد من حديد على المندسين في صفوفها وان تصفيهم بدون رحمة.
اما المسلكية الانتهازية فانها تعبر عن نفسها في الحركات الثورية بمظاهر عدة ، ولكنها تنطلق اساسا من انفصام في القناعتين الاساسيتين (الايمان بحتمية الانتصار والاستعداد للتضحية ) لدى العضو .
ان الانتهازى يرتبط بالحركة الثورية عن ايمان بحتمية الانتصار المرحلى خاصة وبما سيعود عليه من فائدة ومنفعة شخصية نتيجة تحقيق الانتصار . ولكنه فى الجانب الاخر غير مستعد لان يدفع اى ثمن فعلي اوتضحية حقيقية حيث انها تتعارض مع تكوينه النفسي المغرق في الذاتية والانانية .
ان الدوافع للمسلكية الانتهازية اما ان تكون دوافع مادية او تطلعات لمواقع المسؤولية دون تقديم تضحيات تذكر وهى ما يعتبر في الحركات الثورية طموحات غير مشروعة .
ان اخطر ما تعانيه الحركة الثورية هو وصول النوعية الانتهازية من الاعضاء الى مواقع المسؤولية صاحبة القرار .حيث تظهر ميولها النفسية للاكتفاء بالنصر الشكلي على حساب الهدف المبدئي وهو ما يعرف بالانتهازية اليمينية التى تساوم على الهدف الاجل في سبيل المنفعة الذاتية العاجلة كما تظنها وتظهر في الحركات الثورية نزعات انتهازية يسارية تزايد على الهدف العاجل في سبيل المنفعة الذاتية الاجلة وهذه النزعة الانتهازية تجد مكانها الحقيقي في صفوف الحركة الثورية على كافة المستويات . ويتميز الاعضاء التطهريون في الحركات الثورية بان مدى استعدادهم للتضحية يكون بقدر مايرونه من امكانية النصر وهم يتحولون الى ثوار حقيقين عندما يصلون بقناعة راسخة الى الايمان بحتمية الانتصار . والاعضاء التطهريون يعجزون عن استخدام المنهج العلمي لتحليل الاحداث فهم يرون الامور من جانب واحد ويتأثرون بسرعة شديدة وتنتقل مواقفهم من الحياد الى الايجاب ولكنها لا تصل الى درجة الانتهازية والسلبية والمسلكية التطهرية تنبع من النزعات الرومانسية لدى بعض الاعضاء ةالتى تعبر عن نفسها بالابتهاج الشديد لاقل انتصار او انجاز والتشاؤم لاقل عقبة او صعوبة وبالوقوف عن الاخطاء والممارسات الانتهازية وعدم القدرة على تجاوزها بالعمل المستمر وبالنضال ضدها ولذلك فان التطهريين لا يستطيعون التعايش مطلقا مع الانتهازين ولان الانتهازيين ينطلقون نحو مصالح ذاتية فانهم اقدر على التشبث بممارساتهم وطرد التطهريين من صفوف الحركة الثورية .ان المسلكيات التخريبية والانتهازية لا تلجمها وتخرجها من حيز التأثير الفعلى على مسيرة الحركة الثورية الا المسلكية الثورية كما وان المسلكية التطهرية تتحول بفضل الممارسات الثورية والمهمات النضالية الى مسلكية ثورية تطرد الانتهازيين بدل ان تظل تطهرية يطردها الانتهازيون .
ان دور النقد والنقد الذاتي الفاعل يعتمد على ممارستهما من قبل الاعضاء الثوريين الذين لا يجدون غضاضة او انتقاصا من ثوريتهم اذا هم اعترفوا باخطائهم بشجاعة . وهم ينقدون مسلكيات غيرهم بنفس الشجاعة والصراحة . ان اهمية المقياس الايجابي للمسلكية الثورية هى انه يضع دليلا للمارسات الصحيحة فيصبح الخروج عن هذا المقياس وقوعا في المسلكيات الخاطئة التى يتوجب نقدها ان للمسلكية الثورية مظاهر لا تعد ولا تحصى .ان كل فعل ثوري ايجابي يشكل مظهرا صادقا للمسلكية الثورية .
يعتمد مقياس النقد في الحركات الثورية على وضوح ومعرفة المسلكيات الثورية في المجالات الجماهيرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية كما ان متطلبات المسلكيات الخاصة بالقيادات والكوادر المسؤولة تجعل منها اكثر حرصا على التمسك التام بقواعد المسلكية الثورية التى يتحكم فيها دائما الترسيخ العميق المطلق لقناعتين اساسيتين وهما الايمان بحتمية الانتصار مهما حلكت الظروف وتكدست الصعاب والاستعداد الدائم والمطلق للتضحية مهما غلت .
وتتحكم منطلقات النقد بقواعد المسلكية الثورية في المجالات المختلفة فخط الجماهير هو الذى يحكم قواعد المسلكية الثورية في المجال الجماهيري وهكذا بالنسبة للخطوط السياسية والتنظيمية والعسكرية وقواعد المسلكية الثورية في المجالات المختلفة تشكل المقياس الذى على اساسه تحاكم ممارسات الاعضاء وقيم وتنتقد./]
9 من الزوار الآن
916820 مشتركو المجلة شكرا